قضية عروضية للنقاش

[منى حسن محمد الحاج]

الإخوة الأعزاء شعراء ونقاد وخبراء العروض في واتا.. حياكم الله
دار نقاش من قبل في مركز واتا الرقمي حول صلاحية كاف الخطاب الساكنة كروي دون التزام ما قبلها.
واختلفت الآراء حول جواز استخدامها كروي من عدمه, بل كاد الجميع أن يتفق على أنها لاتصلح كروي.
ومن هنا جاءت فكرة طرح هذا الموضوع لمناقشة هذه النقطة حيث أن بعض الأساتذة المتخصصين في مجال الأدب العربي يرونها تصلح كروي بينما يراها بعض خبراء العروض ممكنة لكن ليس لها أمثلة أو استخدام في الشعر القديم أو الحديث.
أنا شخصيا بحثت كثيرا ولم أجد في البداية أي دليل على أن كاف الخطاب الساكنة تصلح كروي لكنني مؤخرا وجدت موضوعا منقولا عن كتاب: الموجز في علم العروض وورد فيه:
الأحرف التي تصلح رويا ووصلا بقيود هي : الألف والواو والياء والهاء وتاء التأنيث وكاف الخطاب . فأن التزم الشاعر ما قبلها كان ما قبلها رويا وإلا كانت هي الروي .
تصلح الألف للروي والوصل إن كانت أصلية وكان ما قبلها مفتوحا ولم يلتزم الشاعر ما قبلها كروي.
كاف الخطاب التي لم يكن قبلها مد والتزم الشاعر ما قبلها رويا كانت وصلا وإلا أصبحت هي الروي. أما إذا سبق الكاف حرف من أحرف المد الثلاثة فإنه يتعين أن تكون الكاف رويا ..
الآن الأسئلة التي تفرض نفسها وتحتاج إجابة لها هي:
هل يجوز استخدام كاف الخطاب الساكنة كروي؟!
وهل هنالك أمثلة من الشعر العربي القديم والحديث؟!
نرجو تفاعل المختصين والشعراء.
مع خالص الاحترام والتقدير

[ريمه الخاني]

السلام عليكم
اختي العزيزة لن اتجاوز المختصين لكن اسجل مداخلة ربما قدمت مشورة وفكرة واستئناس:
http://www.al-jalali.net/books/070/index.html
كان لاستاذي الكبير خشان مرورا بقصيدتي:
ناديت طيفك
فثبت لي الكاف هكذا ورضيها مني:
ناديتُ طيفكَ تائقا للقاكا=وطني شغلت عن الورى بهواكـا
كم نمت ثم أفقتُ يوما فاستـوى=عندي الوجود موحّدا برؤاكا
إن الذي شغف الفؤاد متيمي =عذب الكـلامِ ولوعتي بلماكـا
*****
بينما عرضتها على متذوق للشعر مثقف كبير:
قال ليتك تحذفين الالف بعد الكاف.........!
لك تحيتي

[مجدي محمد يوسف]

الأخت منى الحاج
تحية لك في يوم الجمعة المبارك ،وإليك باليقين إن شاء الله:
من المعروف أنه من الحروف التي تصلح لأن تكون وصلاً ،وروياً :

...... 6-الكاف:

والمراد بالكاف هو كاف الخطاب إذا لم يكن قبلها مد فإذا اتحد نوع الحرف الصحيح الذي قبلها أي الملتزم فإنه يصح اعتبار الحرف روياً والكاف وصلاً. ومن ناحية أخرى يصح اعتبار الكاف نفسها روياً :
ومثال ذلك:
يا رجاء القلب يا طيف المنى نوّلي الليلة قلباً نولكْ
أدناه الموعد ياصاحبتي وغداً أمر التنائي شاغلكْ

وإذا لم يتحد نوع الحرف الذي قبل الكاف فإنه يتعين أن تكون الكاف هي الروي مثل:

كن مع الله يكن لكْ واتق الله لعلكْ
إن للموت لسهماً واقعاً دونك أو بكْ

أمّا إذا كانت كاف الخطاب مسبوقة بحرف من أحرف المد الثلاثة فإنه يتعين أن تكون الكاف روياً مثل قول شوقي:

يا جارة الوادي طربت وعادني ما يشبه الأحلام من ذكراك ِ


أما مثال كاف الخطاب المسبوقة بحرف المد الواو أو الياء قول شوقي أيضاً:

بيروت يا روح النزيل وأنسه يمضي الزمان عليّ لا أسلوك ِ
الحسن لفظ في المدائن كلها ووجدته لفظاً ،ومعنى فيك ِ

نقلاً عن كتاب :
علم العروض والقافية ل د.عبد العزيز عتيق
ولكم تحياتي الطيبة
مجدي يوسف

[د.محمد فتحي الحريري]

ومثال كاف الخطاب هذه الابيات لزوجة تندب زوجها وتحضّــه على تنظيف فمه ، انقلها لفائدتين اثنتين :
الاولى عروضية
والثانية جمالية،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وهي :

يا زوجي والرحمن إنَّ فاكا = أهلكني فولّـني قفاكـــا
إذا غدوت فاتخذ مسواكا = من عرفط إن لم تجد أراكا
لا تؤذنا فبالذي سَـوّاكا= إني أراك ماضغـاً خراكـــا

مع الود ولي عودة
اشكر الاخت منى على الطرح النافع والله الموفق ..

[سلم محمد]

إلى حضرة الأستاذة المحترمة.
بعد التحية الطيبة
اسمحوا لي بالمشاركة في هذا الموضوع المهم، الذي يتناول مجال الذوق والفرحة وحب الحياة، حيث يلاحظ أن البعض يقف عند بيت، في قصيدة ما، ليفسد موضوعها، بحجة وجود ضعف في وزنها، وهو دليل عجز وقصور لا دليل علم ونبوغ، فلو ثبت وصح علم الخليل رضي الله عنه، باعتماد العلماء له، فلم تعد هناك مشكلة، سوى الإشارة إلى ما خرج عن العروض دون مس بأهمية العمل، فلم الحيرة والقلق في جعل الستة مع الأربعة: عشرة، خلافا للقاعدة التي تقول: إن الخمسة مع الخمسة عشرة؟، وقد أخطا ابن هشام وأدخل "ال" على كل، في باب التوكيد، ثم ذكر عدم جواز ذلك في باب البدل، مع العلم أن ابن هشام هو سيد العربية، وأما النابغة الذبياني، الحكم القدير، والعلم الشهير، فقد أقوى في قوله:
أمن آل مية رائح أو مغتدي = عجلان ذا زاد وغير مزودِي
زعم البوارح أن رحلتنا غدا = وبذلك خبرنا الغرابُ الأسودُ.

ولذلك جعلوا لأخطائهم قاعدة: عيوب القوافي، إن جاز قول ذلك، ثم لماذا شاكل كعب بن زهير العروضة بالضرب فى بيت بانت سعاد؟.
.
وبخصوص حرف "الكاف" ووقوعه رويا، فيمكن بحث ذلك عن طريق فهارس الشعر مثلا، ومناقشتها، وأشير إلى قصيدة عبد المطلب بن هاشم المشهورة، على بحر الكامل:ــ
لا هُمَّ إن العبـــد يمـْــ = ـــنعُ رحله فامنعْ حلالكْ
/*/*//* ، /*/*//* = ///*//*، /*/* //*/*
لا يغلبــنَّ صليبُهمْ = ومحالـُهم محالكْ
إن كنت تاركهم وقبـْــ = ـــلتنا فأمرٌ ما بدا لكْ.
ولكنها مكتوبة في كتب الأدب، بطريقة غير واضحة، كما كتب قول الشاعر:ــ
ألا عم صباحا أيها الطلل البالي = وهل ينعمنْ من كان في العصر الخالي.
فلو صححنا قوله العصر: بقولنا: عصره ، لتوفرت ثلاثة مذاهب:ــ
1.قواعد العروض غير صحيحة لأنها مبنية على الشعر القديم وتخالفه.
2. الخطأ يكون من النساخ، لأنهم ليسوا علماء في كل العلوم.
3. الخطأ من الشعراء لأنهم غير معصومين.
وشكرا.

[مكي النزال]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للجواب أقتبس مما كتب الزميل محمد مجدي يوسف:
إذا لم يكن قبلها مد
فالأذن لا تستيغ الكاف رويًا فيما عدا ذلك
دمت بخير

.

[هلال الفارع]

أتمنى أن يُنظر إلى المسألة من باب العلم والتوضيح، لا من نافذة الخطأ والنقل.. فالقضية لا تعدو كونها وعيًا عروضيًّا، يجوز عند البعض، ولا يجوّزه البعض الآخر.
على أن الفائدة تعم حين نقرأ هذه القضية بعقل وقلب مفتوحين.
لقد ورد في هذا الشأن أن ( هاء السكت ) يعني الهاء الساكنة والكاف، لا يجوزان رويا، وهذا عند غالبية القائلين بعلم القافية. غير أن الحقيقة تحتاج بعض التأمل والدراية:
ففي الهاء يصدق القول بعدم جوازهارويا إن كانت ساكتة، بمعنى ألا تكون جزءًا أصيلا من الكلمة، وفي هذا السياق قول إبراهيم طوقان:
بِيضُ الحمائمِ حَسبُهُنَّــهْ=أَنّي أُرَدَّدُ سجْعَهُنَّــهْ
رمز الوداعةِ والسلامةِ=منذ بدء الخلقِ هُنَّــهْ
..... إلخ القصيدة.
والمتمعن في هذه الهاء، يجد أنها زائدة، فالضمير ( هنّ ) ليس من تكوينه الأصلي الهاء، وكذلك كلمة ( حسبهنّ ) لذلك لا تكون الهاء قافية على إجماع أهل العروض. وهذا يعني أن القافية الملتزمة ينبغي أن تكون حرفًا أصيلاً من الكلمة.
وإذا كانت الكاف في الكلمات التي جاءت قوافي ضميرًا، والتُزم بحرف قبلها، فهناك من يرى أنه من الممكن ألا تعتبر هذه الكاف قافية، ولكن كيف يكون الأمر إن كانت الكاف أحد حروف الكلمة الأصلية:
طاف يبغي نجوةً=من هلال فهلَكْ
ليت شعري ضلّةً=أي شيء قتلك؟
أمريض لم تعد=أم عدو ختلك؟
والمنايا رصد=للفتى حيث سلك
طالما قد نلت في=غير كد أملك
... إلخ القصيدة
ويلاحظ هنا أن الكاف جاءت أصلية ( من مكونات الكلمة ) في قول أم السّليك: ( هلكْ ) و ( سلَكْ )، وجاءت ضميرًا في غيرهما.. فكيف لا تكون هذه الكاف رويًّا، وهي حرف صحيح أصيل، حتى مع وجود اللام معتمدًا عليها؟
الصحيح أن الكاف تأتي رويًّا، وكذلك الهاء ( ما لم تكن زائدة )، لكن الشعراء درجوا على سبقهما بمدود، أو بحروف صحيحة، ربما من باب الالتزام، أو من باب التمليح والانطلاق، خاصة وأن المدود تشبع أكثر من غيرها في القراءة والإلقاء.. نعم أرى أنهما يأتيان رويا، وليس بالضرورة التزام حرف قبلهما في حال اعتمادهما قافية صريحة.

[د.محمد فتحي الحريري]

الاخت منى والزملاء المشاركين الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت وعدت بالعودة وهأنذ اعود لعل في عودتي بعض الفائدة والاثراء للموضوع ، فأقول وبالله التوفيق :
تتكون القافية من حرف أساسي ترتكز عليه يعرف باسم ” الروي ” . والروي هو آخر حرف صحيح في البيت ترتكز عليه القصيدة . وهو عماد القافية ومركزها وما عداه من الوصل والردف والتأسيس والخروج يدور حوله .
والروي اقل شيء تتألف منه القافية إن كان ساكنا فإذا زاد الشاعر شيئا آخر فلهذه الزيادة اصطلاحات . أولا : الوصل : وهو حركة المد المتولد عن إشباع حركة الروي بحركة مد أو هاء ساكنة فيكون ألفا أو واوا أو هاء ساكنة أو محركة . مثال الهاء الساكنة وصلا :

بيض الحمائم حسبهنهْ =إني أردد سجعهنهْ

ثانيا : الخَروج : حركة هاء الوصل ـ إشباعها ـ مثل شبابهُ تلفظ ( شبابهو) فالواو التي نتجت عن إشباع الهاء تسمى خَروجا . فالواو والياء والألف التي تنتج عن الإشباع تسمى خَروجا .
ثالثا : الرِدف : حرف مد أو لين قبل الروي مباشرة مثل ، أوطان ، هيمان ، جوعان ، تعبان سواء كان هذا الروي ساكنا أو متحركا .ويجب على الشاعر متى بدء قصيدته باستخدام الردف أن يلتزم به طوال القصيدة وإلا اعتبر ذلك عيبا من عيوب القافية يسمى “سناد الردف ” . مثال على قصيدة مشتملة على ردف وروي ووصل وخَروج

نجا وتماثل ربانها=ودق البشائر ركبانهـــا
تحول عنها الأذى وانثنى=عباب الخطوب وطوفانها

الألف قبل النون للتأسيس ، والنون هي الروي والهاء هو الوصل والألف هي الخَروج .
رابعا : التأسيس : حرف مد بينه وبين حرف الروي حرف صحيح مثل ، حاجب ، صاحب ، شبابه ، عتابه .. الخ فالألف هنا تسمى التأسيس والروي هو الباء والحرف الواقع بين الروي وحرف التأسيس يسمى الدخيل .
الدخيل : هو الحرف الذي يفصل بين الروي وحرف الألف الذي يسبقه ولا يشترط في الدخيل اتحاد النوع .ولكن وجود التأسيس يستلزم وجود الدخيل ،والعكس صحيح .
قد يجتمع التأسيس والدخيل والروي والوصل والخروج في قافية واحدة مثل قول بشارة الخوري :

قف في ربى الخلد واهتف باسم شاعره=فسدرة المنتهى أدني منابــــــره

وإن كانت الألف من كلمة أخرى سابقة والكلمة التي فيها الروي منفصلة عنها بمعنى أنها ليست ضميرا فلا تسمى تأسيسا ولا تلزم . أما إذا كانت منفصلة والروي ضمير أو جزء من ضمير مثل حياتي ، هما فيصح التأسيس .

الحروف التي لا تصلح أن تكون رويا إلا بشروط
الحروف التي لا تصلح أن تكون رويا : حروف المد الثلاثة والهاء ، والتنوين ” تنوين الترنم ” كقول جرير :

أقلي اللوم عاذل والعتابن =وقولي إن أصبت لقد أصابن

الأحرف التي تصلح رويا ووصلا بقيود هي : الألف والواو والياء والهاء وتاء التأنيث وكاف الخطاب . فأن التزم الشاعر ما قبلها كان ما قبلها رويا وإلا كانت هي الروي .
تصلح الألف للروي والوصل إن كانت أصلية وكان ما قبلها مفتوحا ولم يلتزم الشاعر ما قبلها كروي . حينها تسمى قصيدة مقصورة ، أما إذا التزم الشاعر ما قبلها كروي أصبحت الألف وصلا . والألف غير الأصلية هي ألف التثنية وألف الإطلاق وهو الحرف المتولد عن إشباع الحرف مثل له ويلفظ لهو ، والألف المنقلبة عن نون التوكيد الخفيفة وكذلك ألف أنا وألف ها الغائبة مثل لها . وإليك مثال لقصيدة لخليل مطران المقصورة :

ولقد علوت سراة أدهم لو جرى=في شأوه برق تعثر أو كبا
يجري على عجل فلا يشكو الوجى=قدَّ النهار ولا يمَلُّ من السرى

وإليكم مثالا عن الروي الحرف الذي قبل الألف والألف وصل .
قال أبو العلاء المعري أعمى المعـرة :

منك الصدود ومني بالصدود رضا=من ذا علي بهذا في هواك قضى
بي منك ما لو غدا بالشمس ما طلعت=من الكآبة أو بالبرق ما ومضا
إذا الفتى ذم عيشا في شبيبته =فما يقول إذا عصر الشباب مضى
وقد تعوضت عن كل بمشبهه=فما وجدت لأيام الصبا عوضا
جربت دهري فما تركت= لِيَ التجارب في ود امرئ غرضا

تصلح الياء كروي ووصل إن كانت أصلية وما قبلها مكسورا ولم يلتزم الشاعر ما قبلها . والياء غير الأصلية هي ياء الإطلاق وياء المتكلم مثل ياء عني .
وإذا التزم الشاعر ما قبلها كان رويا وكانت الياء وصلا حتى لو كانت أصلية .
وإن كانت الياء أصلية متحركة ـمع تحرك قبلها أو سكونه ـ تعين أن تكون الياء رويا ومثال قول أمير الشعراءشوقي :
أولا : مثال الياء المتحركة مع تحرك ما قبلها :

وما العشق إلا لذة ثم شقوة=كما شقي المخمور بالسكر صاحِيا

ثانيا : مثال الياء المتحركة وما قبلها ساكنا :

جبريل أنت هدى السمـ=ـاء وأنت برهان العنايةْ
ابسط جناحيك اللذيـ=ـن هما الطهارة والهدايةْ

تصلح الواو للروي والوصل إن كانت ممدودة أصلية وكان الحرف الذي قبلها مضموما ولم يلتزم الشاعر ما قبلها .والواو غير الأصلية هي واو الإطلاق وواو الجماعة والواو اللاحقة لضمير الجمع مثل شعارهمُ وتلفظ شعارهمو .
تصلح الهاء أن تكون رويا ووصلا إن كانت أصلية من بنية الكلمة وكان ما قبلها محركا ، وما عدا ذلك تكون وصلا . والهاء ثلاثة : هاء السكت وهاء الضمير الساكنة ، وهاء الضمير المتحركة . والهاء بعد الردف تكون رويا مثل أتاها وبناها الخ ، وإن كانت الهاء للسكت أو هاء الضمير أو تاء التأنيث الساكنة التي تنطق هاء فأنها في هذه الحالة تكون وصلا لا رويا .
وإن كان قبل الهاء حرف مد أو لين تكون الهاء هي الروي وما قبلها ردفا مثل :

فلا كان بانيها ولا كان ركبها=ولا كان بحر ضمها وحواها

تاء التأنيث والمقصود تاء التأنيث المتحرك ما قبلها ـ أي التي ليس قبلها مدة مثل زلت ، استحلت ، تخلت ـ فإذا لم يلتزم الشاعر الذي قبلها اعتبرت رويا سواء كانت محركة بالكسر أو بياء المتكلم واعتبرت حركتها هي الوصل وإذا التزم الشاعر ماقبلها رويا كانت وصلا وحركتها خروجا .
كاف الخطاب التي لم يكن قبلها مد والتزم الشاعر ما قبلها رويا كانت وصلا وإلا أصبحت هي الروي .ويجوز اعتبارها في المثال الأول رويا كذلك . أما إذا سبق الكاف حرف من أحرف المد الثلاثة فإنه يتعين أن تكون الكاف رويا ..

[فارس الهيتي]

الأخوة والأخوات الأعزاء
صباحكم شهد وعنبر

أنا مع الرأي الذي يقول:

أ ) الكاف والتاء المتحركتان ( بكى ، اشتكى ، أتى ، أنتِ ) روي بإطلاق (بلا استثناء ) سواءً كانت أصلية أو فرعية وأيا كان ما قبلها
ب ) الكاف والتاء المتحركتان قبلهما حرف علة ساكن ( يموتُ ، وشيكْ، إلاكِ ، أبــُوكا ) هـي روي مطلقا ويكــون حرف العلة قبلهما ردفا ومعنى قولنا الالتزام بكليهما
جـ)الكاف والتاء الساكنتان
1 ) الساكنتان الفرعيتان ( إليكْ ، قتلوكْ ، معـَكْ ، جادتْ ، يموتْ ) :
*إذا كان ما قبلهما حرف علة ساكنا ( قتلوكْ، عليكْ ، أتيتْ ) كانت الكاف والتاء رويا وحرف العلة قبلهما ردفا يلزمان في القصيدة
*إذا كان ما قبلهما ساكنا مجردا (منـْـكْ ، خنـْـتْ) فينبغي الالتزام بالحرف الساكن على الأحوَط ليصير هذا الساكن هو الرويّ ويلتزم به مع وصل الكاف أو التاء
*إذا كان ما قبلهما متحركا ( معـَكْ ، أتـَـتْ ) فلا يصح أن تكون التاء أو الكاف للرويّ ، بل لا بد من الالتزام بالـحرف المتــحرك قبلهما كـ رويّ وتصير الكاف والتاء وصلا ويلتزم بها مع الروي

2 ) الساكنتان الأصليتان :
*إذا كان ما قبلهما حرفا ساكنا(مـِسـْك ،ســُحـْـتْ )فـيـستحسن اعتبار ما قبلهما هو الرويّ ويـُلتزم بهما ،وهناك من الشعراء من لا يفعل هذا ويعتبرهما رويا
*إذا كان ما قبلهما حرفا متحركا ( شـَبـَكْ ، سكـَتْ ) فهي حمـّالة أوجه
وكثيرا ما يكون الالتزام بالهاء والكاف والتاء الأصلية صعبا
ووجود الكاف والتاء في نهاية القصيدة كوصل يسميها موصولة بكاف أو موصولة بتاء
والقوافي الموصولة بكاف من القوافي العالية موسيقيا، ولو أن الشاعر التزم فيما فيه اختلاف ( حمّال الأوجه ) التزم بحرف قبل الهاء أو الكاف أو التاء لكان أسهل وأجمل

.

المصدر
عادل نمير
شاعر وعروضي

[عبد الرحيم محمود]

أخي الشاعر الرائع فارس الهيتي الغالي
أوافقك الرأي شاعرنا الجميل
المهم هو الموسيقا ، وانسياب
اللغة كجدول صاف بخرير متناسق
تحيتي ومحبتي .

[عبدالمنعم جاسم]

أفاض الهيتي ، وأجاد ، بلا شك ..
وهنا ومن هذا الباب بالتحديد ينقض على الشعر أصحاب الحداثة ليضربوا في صميم الشعر ..
ويأتي السؤال : كيف ؟
لأن القافية والروي يزيدان من ألق القصيدة ، وفيهما بالذات تظهر قوة الشاعر وشاعريته ، فإذا ما ألجأه الوزن الذي يكتب عليه برويه إلى ألفاظ لا تقدم الشعر المطلوب فإنه بذلك يكون قد فتح على نفسه بابا ً من النقد يصعب سده ، فيقال : لو لم تضطره القافية والوزن لحلق أبعد من هذا ولأطلق لقلمه العنان ، و ..
والحقيقة أنه لو كان شاعرا حقا لأطلق العنان وطوع المفردات لما يريد ..
فالجميل هو المستساغ ، والمستساغ هو الجميل ..
وأحيي الأخت منى التي فتحت باب النقاش في أشياء مهمة ..
تحياتي للجميع ..