يقول فتجنشتين في نظريته عن العاب اللغة ، و المقصود بهذه الالعاب ان لعبة اللغة مثلها مثل باقي الالعاب كلعبة الشطرنج ، و ألعاب الكرات و الورق ، و الألعاب الأولمبية و كما أن لكل لعبة قواعد هي التي تحدد طبيعة اللعبة ، و بالتالي لا يجوز مخالفتها ، كذلك للعب قواعد لا بد مراعاتها ، و على ذلك فاننا اذا خالفنا هذه القواعد فان اللعبة تفسد و لا يعود لها معنى ، و هذا ما يسميه فتجنشتين سوء اللغة ، و اللغة صورة من صور الحياة و ما تتضمنها من أساليب كثيرة للكلام حيث يتحدد معنى لكل رمز لغوي في هذه الحياة بالاستعمال الذي نلجأ اليه كما أن لكل استعمال انما يتحدد ضمن لعبة لغوية معينة .
و اللغة عند فتجنشتين هي الطريق الى المعرفة باعتبارها وسيلة لفهم تكوين المعنى في الخطاب ، فهو يعتبر ان اللعبة تتضمن القواعد تماما مثل اللغة ، و اللعبة فعل مثل اللغة ، و اللغة مكونة من ألفاظ مثلما تتكون اللعبة من قطع و أشكال ، و اللغة نظام يأخذ فيه كل لفظ مكانه باعتبار محيطه كذلك تكسب كل قطعة أو شكل في اللعبة قيمتها من القطعة الأخرى ، و كل من اللغة و اللعبة مؤسسات اجتماعية .
ان مفهوم اللعبة اللغوية يستقيم مع البعد الانساني للغة بوصفها ممارسة يومية متواصلة تحقق المعرفة الانسانية عبر مباراة شكلية متنوعة و متكاملة في الآن نفسه ، بل انه يمكن تصور اللغة على حد تعبير فتجنشتين مدينة قديمة او متاهة من الأزقة و المساحات و المنازل القديمة و الجديدة و التي بها اضافات من احقاب مختلفة و كلٌ محاط بسلسلة من الضواحي ذوات ازقة مستوية و منظمة بها منازل موحدة الشكل . ان هذا التصور التداولي للغة بوصفها نشاطا جميعا يماثل المباريات الرياضية يحث المستعمل على تعلم قواعدها التي تجعل منها الفاعلية الاجتماعية الام في حياة الانسان ، كما ان الاهتمام الفلسفي بدراسة قواعد اللعبة اللغوية يهدف الى توضيح و تمييز ما هو كلام ذو معنى عن اللغو الذي لا يصدقه الواقع الوجودي.
المفضلات