" خرافةُ اللُّوَرهْ لايْ "
الشاعر" هاينرش هاينهْ - H.Heine "
( 1797.12.13 - 1856.2.16 )
( تـ . عن الألمانية) : د. شاكر مطلق

تقول خرافة" اللّوره لاي " وبشكل مبسّط ومختَزل ما يلي :
في موقع على نهر " الرّاين " يقع في أعلى مدينة كوبلنز -Koblenz - تقع صخرة (اللّوره لايْ) العظيمة ، مطلّة على النهر في انحدار شديد .
في الليالي الصافية المقمرة ينظر البحار ، الواقف في قاربه الصغير ، بقلقٍ نحو الأعلى آن يَصلُ الموقعَ هذا ، ويسمع نشيدَ حورية الماء ذات الجمال الخارق والشعر الطويل الذهبي ، يأتيـه من هناك ، فيجد نفسَه مصغياً بلهـفٍ ، مسحوراً مما يرى ويسمع ، فيسهو عن الخطر ويترك الأمواجَ الصاخبة تلهو بقاربه وتقذف بهما إلى الموت ، على الصخور الحادة الضخمة . ويتلاشى الغناء العذب مع اقتراب شعاع الصباح الأول .
تعود الحوريّة لتجلس على الصخرة من جديدٍ ، تنظر حالمةً إلى البعيد ، وتطلّ إلى النهر باحثةً عن أُضْحية جديدةٍ ستكون الآن بحاراً شاباً جميلاً يلقي بنفسه في الأمواج الهادرة مشدوداً بسحرها بأعين غائمةٍ وحسٍّ مُخدَّر ونشوةٍ قاتلة .
هذا الشاب هو ابن أمير المنطقة الذي صعقه خبرُ موت ابنه وأمرَ بإحضار الساحرة (اللّوره لايْ) ليه ،حيةً أو ميتةً إ .
طلبَ قائد البعثةِ - الذي انطلق في طلَبها- من أميره أن يسمحَ له بإلقائها من أعلى الصخور إلى النهر لتواجه الموت الأكيد ، لأنها ستكون قادرةً على التّخلص من الأسر بسحرها ، فوافق الأمير .
وصلت جماعة الأمير المسلّحة الموقعَ . وبصعوبة بالغةٍ تسلّقت الصخورَ نحو الأعلى في جنح الظلام الهابط .
كانت الحورية تمشط شعرها بمشطٍ ذهبيّ عندما شاهدتْ الخطرَ المحيط بها وسألت ، باحتقـار ، عمّا يفعله أبناء الأرض الضّعفاء في هذا المُرْتَفَعِ ،فأجاب القائد :
جئنا لنلقي بك أيتها الساحرة إلى أعماق النهر .
- ولكن أبي " الرّاينْ " سيحضر بنفسه ليأخذ ابنته إليه . قالتْ : ساخرة ، وقد انتزعت وشاح الجبين وألقته إلى التيار في الأسفل وأخذت تنشد أغنيتها الغريبة :
" أبي !
أسرع ! أسرع !
وأرسلْ خيولَكَ البيضاءَ لطفلتكَ !
إنها ترغب الركوبَ على الأمواج والريّاح " .
=========

ترجمتي لقصيدة " هاينهْ " الشهيرة " اللّوره لاي " تقول :

لا أدري ما الذي يعنيهِ
أنني اليومَ ، هكذا ، حزينٌ تماماً
خرافةٌ من زمنٍ قديمٍ جداً
لا تغادر وعْيي
الهواءُ باردٌ والعَتمة تنتشرُ
وبهدوء يجري ( نهر ) الرّايْنْ
بريقٌ على قمة الجبلِ
يَسطُع في شعاع شمسٍ غاربةٍ
أجملُ العذراوات تجلس بروعةٍ
هناك في الأعلى .
عِقدها الذهبيّ يَسطعُ
وهي تمشّط شعرَها الذهبيَّ
تمشّطه بمشطٍ ذهبيٍّ
وإبّان ذلك ، تغنّي بلحنٍ عجيبٍ
له إيقاعٌ هائلٌ .
البحّار في مركبه الصغيرِ
يتملّكه شوقٌ وحشي (عارمٌ)
لا ينظر إلى نتوءاتِ الصّخورِ
إنّما ينظر ( مشدوهاً ) إلى الأعلى فقط
وأحسب أنّ الأمواجَ تبتلعُ
في النهاية البحارَ والمركبَ
وهذا ما فعلته " اللّوره لاي "بغنائها.
=========
حمص – سورية mutlak@scs-net.org: E-Mail