" هل العراق فاشل سياسيا "

منذ عام 2003 ونحن ننتظر أن ينهض العراق بحلة جديدة تعود بالفائدة على الشعب العراقي
الذي عانى الكثير من ويلات الحروب والخراب بسبب الأنظمة السياسية التي كانت تقود العراق وشعبه
إلى الهواية.ثلاثون عاما من التخبط السياسي الداخلي والخارجي ثلاثون عاما من الموت البطيء
الذي أصبح عنوان الطفل الذي يولد.
رحل الزمن السابق والحقبة السياسية القمعية على حد قول البعض.
وجاءنا الديمقراطيون والأحزاب والكتل السياسية التي أخذت على عاتقها إخراج العراق
من جميع الأزمات التي قد أحدثها الكثير من السياسيين الذين لم يعلموا بأن هذا اليوم سيأتيهم.
الحال بقي على ما هو عليه منذ عام 2003 لازال العراق يعاني أزمة السياسيين الذين يعرفون كيف تقاد الدفة
على صعيد الأمن العراق أصبح اخطر دولة في العالم وينتج الإرهاب والعنف والدمار.
وأصبحت بعض الدول تخاف وتمنع الفرد العراقي من دخول أراضيها.
أما على صعيد الثقافة والفن والأدب.سنحدث بلا حرج حول المطربين والمثقفين الذين أصبحوا يموتون خارج أوطانهم بلا ذكرى أو جنازة تليق بما قدموه للعراق.
والكاتب والشاعر العراقي أصبح يقدم المدح حتى ينال الرضا والسكن الكريم.
الاقتصاد وما أدراك ما الاقتصاد فساد في جميع المؤوسسات الإدارية العراقية نهب وسلب
أصبح عنوان البنوك.والمستثمرين يرحلون بأعشاشهم إلى دول أخرى لما تتضمنه من فائدة تعود لمصالحهم الشخصية.وأكاد اجزم بان المستثمرين العراقيين لا يريدون حتى مجرد التفكير بأن يستثمروا في العراق
وبخيرات العراق.هذا أيضا له رابط مشترك مع سياسية الحكومة والمستثمرين العراقيين.
أما عن التعليم ووزارة الشباب والرياضة العراقية.
الحديث يطول فكيف لطفل ابن خمس سنوات في دول أخرى مجاورة يتحدث لغة أخرى غير لغته وان لم تكن لغتين.أما الطفل العراقي لا يكاد يفك حروف اسمه بسبب تدني مستوى التعليم والمعلم.
ونحن لا نريد أن ننقص من قدرة المعلم ولا من إمكانياته لكن الظروف السياسية التي يمر بها العراق
تجعله يفكر بألف موضوع وفكرة حتى يعيل عائلته وما ورائه من مسؤوليات.
الشباب العراقي لا يطمح ألان سوى أن يعم الأمن والاستقرار على العراق حتى انه نسي بسبب هذه الظروف
ما هي الهوايات التي يحبها الشباب في دول أخرى.الشباب في العالم الأخر.
هم مستقبل الدول وإنتاجهم البشري في تطوير وبناء دولة قوية قادرة على النهوض على كافة الأصعدة.
فكيف لشاب عراقي أن يفكر بالموسيقى أو الرياضة وهو يعيش رحلة خوف أبدية.
سابقا كانت بسبب النظام وما يتبع من سياسة قمعية.
أما ألان أصبح يخاف من أي صدى لصوت الموت الذي أصبح منتشرا في العراق ويحصد الأطفال والشباب والأمهات والشيوخ.
بعد هذه المقدمة التفصيلية حول ابرز المشاكل التي عانى ولازال يعاني منها الشعب العراقي
لابد لنا أن نقول بصوت صارخ العراق اثبت سياسيوه بأنهم فاشلون على جميع الأصعدة.
ولن نعذر احد أبدا ولن نقبل أي تبريرات تقوم على ما خلفته الأنظمة السابقة أو تلك المشاكل العالقة
مع بعض الدول وأبرزها مع إيران والمنازعات حول النفط والأرض التي ما بين العراق وإيران.
ناهيك عن خلافات العراق والكويت والأزمات التي لا تزال عالقة ولم تفتح ملفاتها بعد.
ومن الجهة الأخرى تركيا وسوريا.
العراق ألان أصبح كالذي خلفه بحر وأمامه العدو.
وان وقف في مكانه سيجد الوضع الداخلي أسوء من الخلافات التي حوله.
والسؤال الذي يدور كيف سيخرج العراق من هذا الوضع المزري وكيف سينهض بأبناء العراق
الذي لازالوا ينتظرون بصيص الأمل في أي مشروع يطرح من قبل الحكومة أو السياسيين العراقيين.
ستة أعوام يا حضرة الهاشمي ستة أعوام يا حضرة المالكي ولازلنا نهجر ونقتل ونذل.
نعلم أنكم تعانون نعلم أنكم تعملون ليلا نهار.لكن يؤسفني أن أقول كل ما تفعلونه بلا جدوى
لأن السياسية المتبعة من قبلكم أصبحت تقليدية والشعب العراقي قد مل منها.لكثرة ما سمع ورأى
من سياسيين كانوا قبلكم وفعلوا ما تفعلون.
يجب تغير سياسة الحكومة العراقية والمؤوسسات والجمعيات والوزارات التي ينتمي الشعب العراقي لها.
يجب تغير المخططات والمشاريع التي تصب أولا وأخيرا لمصلحتنا ومصلحتكم.
وهنا نشدد على أن يكون الأمن العراقي الداخلي أكثر قوة ويعطى الأولوية الكبرى في كل المخططات التي على طاولاتكم.ونناشد من هم فوق السلطة من أن ينظروا إلى الشعب الذي أصبح تحت خط الفقر ويتجاوز عدد العراقيين إلى ما يقارب 10 ملايين عراقي فقير لا يملك حق رغيف خبز.
يكفينا موتا يكفينا صمتا.فالعراق على نفترق طرق ما بين الانقسام وما بين الرحيل بتاريخ العراق إلى الهاوية
التي سوف تسجل في هذا التاريخ.


" هل العراق فاشل سياسيا "
" فادي البابلي "