نورة ورمل الشاطئ
د.طارق البكري
docbakri@yahoo.com

نورة طفلة صغيرة.. بيتها قريب من البحر، ترسم على رمل الشاطىء رسوماً جميلة.. مرة ترسم قطة.. ومرة ترسم عصفوراً، ومرة ترسم وردة وشجرة... وتكتب اسمها بحروف كبيرة تلمع تحت أشعة الشمس.. لكن البحر.. يمتد في المساء.. فيزيل ما رسمت نورة على صفحة الشاطئ.. ولم يكن هذا يزعجها.. لأنّها تحب الرسم الجميل..
وفي يوم ذهبت نورة إلى حديقة الحيوان.. فشاهدت فيلاً أكبر من منزلهاً.. قالت: يا له من حيوان ضخم! كيف أرسم هذا الحيوان الضخم على رمال الشاطئ؟؟
فكّرت أنْ ترسم الفيل.. لكن الفيل أكبر حجم الشاطئ..
حملت عصا طويلة.. بدأت تخط حدوداً لترسم الفيل بداخله.. كان حلم الرسم أكبر من حجم الشاطئ.. رسمت رأس الفيل.. حاولت رسم خرطومه.. فامتد حتى وصل ماء البحر.. ولم يكتمل الرسم.. فجلست حزينة..
كانت أمها تراقب هذا المشهد.. فاقتربت منها وفي يدها أوراق وأقلام وألوان..
قالت: ما أجمل خرطوم الفيل! لقد رأيتك تحاولين رسمه.. جميل جميل.. ما رأيك أنْ نرسمه على ورق أبيض ناصع.. نلوّنه بهذه الألوان.. ما رأيك يا حبيبتي؟
نظرت البنت نحو أمها حزينة.. هي تحب الرسم على رمل الشاطىء الرطب..
قالت الأم: لو رسمنا على الورق ستبقى الرسوم ولا تمحي كما يفعل البحر برسوم الشاطىء..
فكرت البنت بكلام الأم.. أخذت الأوراق والأقلام والألوان.. جلستا على بساط جميل... بدأت البنت ترسم الفيل... ولكن يحجم صغير..
ثم رسمت فتاة صغيرة صغيرة إلى جانب الفيل الصخم..
قالت لأمها: هذا هو الفيل طبعاً.. ولكن هل تدرين من هي هذه الفتاة؟؟
ضحكت الأم، وقبل أن تجيب ابنتها نورة على السؤال، قالت البنت الصغيرة بسعادة: هذه أنا.. وهذا صديقي الفيل..
منذ ذلك اليوم ونورة لا تتوقف عن رسم الأشياء الجميلة من حولها... على ورق أبيض ناصع البياض...