درس في الكيمياء لـغـيـر الـمـختـصـيـن, لماذا اندحر هتلر على بوابة موسكو / الحلقة 4

يرجى مذاكرة ما ورد في الحلقات السابقة , لتفهم ما يرد من معلومات جديد في هذه الحلقة,... وتبين ان علم الكيمياء هو احد الفروع المتخصص بدراسة المواد االمكونة للكرة الأرضية,..و قسمت تلك المواد الى قسمين:
1- العناصر : وهي المواد التي لا تتحول الى مواد جديد بالتسخين , اي ان المادة الأصلية لا تتكسر الى مادة ابسط منها , مثل الذهب والحديد والفضة والنحاس , وعند تفاعلها مع الأحماض والقواعد , فانها تكون مركبات مختلفة من دون اي تغير في بنية العنصر الأصلية ,..اي ان الذهب يبقى كما هو ذهب ,..وأن:
المضيع ذهب بسوك الذهب يلكاه , والمضيع وطن وين الوطن يلكاه!
وكما قال معروف عبدالغني الرصافي:
ولـم ينفعني عـز ولا شـرف **ان لم تكن انت ذا عـز وسـلطان !
2- الـمركـبات : وهي المواد التي تتحلل بالتسخين , وبطرق كيميائية بسيطة يمكن اعادتها الى العناصر المتكونة منها مثال ذلك: الماء الذي يتحلل كهربائياً الى الأكسحين والهيدروجين , وملح الطعام ( كلوريد الصوديوم) المسال, يتحلل عند امرار تيار كهربائي فيه الى عنصري الكلور والصوديوم.
3- الخليط : يتكون الخليطمن مزج عنصرين او مركبين او اكثر وتكوين مادة جديدة تختلف كل الأختلاف عن المواد التي تكون منها,... الا ان تلك المواد تبقى محافظة على خواصها الكيميائية,.. وبالأمكان فصل مكونات الخليط عن بعضها بطرق كيميائية بسيطة.
التغيرات الطبيعية والكيميائية /
أ- التغير الطبيعي : عند تسخين قطعة من الثلج , فأنها تتحول الى الى الماء من دون ان يطرأ اي تغيير في صفات الماء الطبيعية , حيث التغيرلا يؤثرعلى طبيعة المادة , وانما على خواصها فقط !
ب - التغير الكيميائي : عند تسخين اوكسيد الفضة , فأنه يتحلل الى الأكسجين والفضة , الختلفان عن اوكسيد الفضة , وكذلك الحال مع اوكسيد الزئبق الأحمر, فعند تسخينه يتحول الى الزئبق والأكسجين وهما مادتان تختلفان عن الزئبق وعن الأكسجين ,..ولذا تسمى مثل تلك المتغيرات بـ "المتغيرات الكيميائية" , حيث التغير لم يقتصرعلى الخواص , بل قد تعداه الى تكوين مواد جديدة تختلف كل الأختلاف عن المواد التي تكونت منها!
مما تقدم في اعلاه وفي الحلقات السابقة, صار واضحاً للقارئ ان العلم بالأساس مبني على الملاحظة ,..والتي يمكن تعريفها: " بالمتغيرات التي نحسها اثناء قيامنا بعمل ما" , والأمثلة عديدة على ذلك ,فعندما نلاحظ ذبول بأوراق نبته في حديقة المنزل , فهذه ملاحظة فورية ,..فتستمر النبته بالذبول الى ان تموت ! فهل ما حدث من دون سبب ؟.. الجواب كلا,.. ولا بـُدً ان يكون هناك اسباباً عديدة,.. وهنا تبرز عملية اطلق عليها " التجربة", وتطرح اسئلة عديدة للتوصل للسبب الذي ادى الى لهلاك النبته , لحين التوصل الى ما يسمى بـ" النتيجة"!
كل منا يعلم ان الماء يتجمد في درجة الصفرالمئوي, الا ان القليل من غير المختصين يعرف السبب, وقد طرحت هذا السؤال على العديد من طلبتي في عدة جامعات زاولت التدريس فيها , ولم يجبني الا طالب فلسطيني , ولا اريد ان ابين هنا عبقريتي او ذكاء ذلك الطالب,..بل النصيحة التي قدمها لي استاذي عندما اقرأ اي حقيقة علمية, ان ابادر بالسؤال دائما عن السبب واقول " بيجيمو بالروسي ؟".. اي لماذا الماء يتجمد بهذه الدرجة وليس بغيرها؟.. اترك هذه الفزورة مع الرحمة لسيدة الطرب العربي أم كلثوم حيث قالت: الى ان يبدل الحب تارً والعصافير تهجر الأشجارً , وديارُ كانت قديماً ديارً, فترانا كما نراها قفارً,..عندئذ يحين الجواب عليها لأنني نشرتها في موقع واتا الغراء, فلعل وعسى اوعسى ولعل ان يتحفنا احد القراء بالجواب!
قد يستغرب اياً من القراء ان تسبب درجة انجماد البنزين اندحار قوات الزعيم النازي هتلرالتي غزت الأتحاد السوفيتي في بداية الحرب العالمية الثانية فأجتاحت اوكرانيا حتى وصلت الى اطراف موسكو آنذاك والقريبة الآن من جامعة موسكو التي شيدت بالعمل الشعبي, في سنة 1953 من القرن الماضي , في عهد الرفيق ستالين , والتي تعتبر تحفة معمارية منذ انشاءها والى يومنا هذا !
اعود الى نكبة هتلر بسبب عدم توصل العلماء الألمان آنذاك الى العامل الذي يزيد او ينقص من درجة الأنجماد,.. وكما هو معروف لجميع المختصين في الكيمياء , ان لكل مادة سائلة درجة انجماد معينة,..فمثلاً البنزين المستعمل لتشغيل السيارة او الدبابة او اي وقود سائل لمركبة معينة,...ولو ان علماء هتلر ايام الحرب العالمية الثانية تمكنوا من وضع مادة معينة في وقود الدبابة لما اندحرهتلر وهو على اطراف موسكو, فقد اصبحت دباباته من دون حركة وتجمد معظم الجنود وهجم عليهم الروس المتمرسون في العمل بالصقيع وتمكنوا من طرد الغزاة , ومن يدري , فـلولا ذلك لتغير وجه العالم الذي نعيشه الآن !
اثبتت التجارب بعد خراب مالطه او خراب البصرة, ان درجة الأنجماد لأي سائل تنخفض اذا ما اضيف له كية من مادة صلبة, فالماء النقي يتجمد في الصفر المؤي الا ان درجة انجماده قد تصل الى عشرة تحت الصفر,..كذلك البنزين ما كان يتجمد في درجة تجمده لو اضيف له مادة تمنع التجمد,..ومعظم سكان المناطق الباردة يطبقون ذلك شتاءاً !
وعلى اية حال , فقد اهمل العلماء آنذاك , تطبيق ما يسمى " بالفرضية ",.. ولم يستخدموا شتى الأحتمالات للتخلص من ظاهرة تجمد الوقود السائل ,..الى ان تبين القانون التالي:
" ان كل مادة سائلة تزداد درجة غليانها وتنخفض درجة انجمادها اذا ما وضع فيها مادة اخرى " .