آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: من بدائع العروض..رزين العروضي أنموذجا

  1. #1
    أديب الصورة الرمزية سليمان أبو ستة
    تاريخ التسجيل
    27/09/2006
    العمر
    74
    المشاركات
    255
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي من بدائع العروض..رزين العروضي أنموذجا

    من بدائع العروض

    منذ القدم ، وربما من قبل أن يجف الحبر الذي كتب به الخليل كتاب العروض، والشعراء العروضيون يواصلون تذمرهم مللا من الأوزان التي كتب عليها العرب أشعارهم في الجاهلية، فتراهم بين الحين والحين ينتفضون لقتل هذا الملل بقصائد على أوزان يريدون لها أن تكون غريبة عن عروض الخليل. وأول هؤلاء عرفناه من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، قال: "وهو عبدالله بن هارون بن السميدع، مولى قريش، من أهل البصرة. وأخذ العروض من الخليل ابن أحمد، فكان مقدماً فيه. وانقطع إلى آل سليمان بن علي وأدب أولادهم، وكان يمدحهم كثيراً، فأكثر شعره فيهم. وهو مقل جداً. وكان يقول أوزاناً من العروض غريبة في شعره، ثم أخذ ذلك عنه ونحا نحوه فيه رزين العروضي فأتى فيه ببدائع جمة، وجعل أكثر شعره من هذا الجنس. فأما عبدالله بن هارون فما عرفت له خبراً ولا وقع إلي من أمره شيء غير ما ذكرته".
    ولم نعرف من بدائع رزين الجمة إلا قصيدة يتيمة قيل إنها بلغت ستين بيتا مدح بها الأمير الحسن بن سهل ومات قبل أن ينشده إياها، وأولها :
    قربــوا جمالـــــهمُ للرحيلِ** غدوةً أحبّتكَ الأقربوكْ
    خلَّفوكَ ثم مضوا مُدلجينَ**مُفرَداً بهمّكَ ما ودعوكْ
    وفيها حسب ما نقلته من معجم الأدباء لياقوت قوله:

    من مبلغ الأمير أخي المكرمـات ** مدحة محـبـرة فـي ألـوك؟
    تزدهي كواسطة في الـنـظـام ** فوق نحر جارية تـسـتـبـيك
    يابن سادة زهـر كـالـنـجـوم ** محـيياً سـيادة مـا أولــوك
    ذو الرياستين أخوك الـنـجـيب ** فيه كـل مـكـرمة وفــيك
    ذو الرياسـتـين وانـت اللـذان ** يحييان سُـنّة غـازي تـبـوك
    لم تـزالا حـياً لـلــبـــلاد ** والعباد ما لكمـا مـن شـريك
    أنتما إن أقحـط الـعـالـمـون ** منتهى الغياث ومأوى الضـريك
    يابن سهلٍ الحسنَ المسـتـغـاث ** وفي الوغى إذا اضطرب الفكيك
    يا لمن ألـح عـلـيه الـزمـان ** مفزع لغيرك يا بن الـمـلـوك
    لا ولا وراءك لـلـراغـبــين ** مطلب سـواك حـاشـا أخـيك
    ووزنها على النحو التالي :
    فاعلن مفاعَلَتن فاعلاتُ ** فاعلن مفاعلتن فاعلاتْ
    إلا في نحو خمسة أشطر يبدو أنه وقع في نسخها تحريف.
    ولقد توارت هذه القصيدة (البديعة) في زوايا النسيان؛ ومع ذلك فلم نعدم وجود مثلها في كل عصر من عصور الشعر يخرج علينا فيها صاحبها متذمرا من طول استهلاك أوزان الخليل، لتحتل قصيدته مكانها في تلك الزوايا. وآخر تلك المحاولات ما تصدى له أخونا الأستاذ خشان خشان بالرد عليه وعلى غيره ممن يطلعون بين الفينة والفينة باكتشاف وزني جديد.
    نصيحتي، إذن ، لكل سدنة هيكل الخليل أن افسحوا المجال لهؤلاء الشعراء العروضيين فلعلهم يتحفوننا، كما أتحفنا رزين، ببعض من بدائعهم الجمة!


  2. #2
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    كثيرا ما نقع اختلافات في وجهات النظر. وقليلا ما تؤدي هذه الاختلافات إلى مثل هذه الفائدة التي انتهى إليها اختلاف وجهتي النظر بيني وبين أخي الأستاذ رياض بن يوسف. حتى ليدفعني ذلك إلى القول بأنه لولم يكن مثل هذا الاختلاف في وجهات النظر موجودا لوجب علينا أن نفتعله تحفيزا للتفكير وطلبا له.

    أقول هذا وأمامي قول أخي الأستاذ سليمان أبو ستة :

    "
    .............وآخر تلك المحاولات ما تصدى له أخونا الأستاذ خشان خشان بالرد عليه وعلى غيره ممن يطلعون بين الفينة والفينة باكتشاف وزني جديد.
    نصيحتي، إذن ، لكل سدنة هيكل الخليل أن افسحوا المجال لهؤلاء الشعراء العروضيين فلعلهم يتحفوننا، كما أتحفنا رزين، ببعض من بدائعهم الجمة! "
    إن إفساح المجال شيء وعدم الحوار حوله شيء آخر.
    ليس لي ولا لسواي حق فسح أو عدم فسح المجال، فالمجال للجميع ولكل أن يقول ما يشاء، ناهيك عندما يكون القائل أستاذا في الأدب العربي والعروض كأستاذنا رياض.
    ولكني أرى أنه يجب أن يصاحب إفساح المجال للقول إفساح المجال لنقده والحوار حوله. فإن الأمرين معا ضروريان. شأنهما معا كدعاستي الوقود والكوابح للسيارة. من أجل تقدم فيه حفظ للتوازن بين الانفلات والجمود. وبقدر اعتقاد صاحب الرأي بوجاهته بقدر ما يكون ترحيبه بتناوله ونقده فذلك ما يمحصه ويبين مدى صحته.
    اقول هذا أيضا وأنا أمامي قولك أخي سليمان في كتابك القيم (نظرية في العروض العربي) - الذي أفادني كثيرا في أهم موضوعين في الرقمي وهما هرم الأوزان والتخاب - :
    "...........وكذلك فإن الخليل جعل العروض والضرب على وزن (فاعلن) شاهده عنده :
    إن قدرنا يوما على سالمٍ = ننتصف منه أو ندعه لكم


    وكان من حق الخليل [ من حقه أم عليه ] أن يلتفت في ذلك إلى ما صنعه في البسيط حين ألزم عروضه والضرب الخبن، وهكذا فإنه كان يرسم للوزن طريقا، ويتخذ الشعراء طريقا آخر يجدونه أقرب إلى الطبع منه إلى الصنع. "
    محق أنت أخي سليمان في قولك، وكان موقفك هذا من الخليل في هذا الوزن خيرا علي وبركة، أفلا يكون في ذلك قدوة لي ولسواي في الحوار مع اي كان حول أي وزن كان في حدود التناول الموضوعي الذي يعود خيرا وبركة على الجميع، مع اعتقادي سلفا إن أيا من الآراء قد يكون فيه قسط من الصواب أو الخطأ، ولا يظهِر ذلك سوى الحوار الموضوعي.

    ثم إني أرى في حواري مع الأخ الأستاذ رياض فائدة تعدت أهمية النص، بما قادت إليه من شمول الطرح وفتح آفاق جديدة فيه. وإحدى ثمارها دخولك أستاذي في هذا الحوار بهذه المشاركة القيمة التي آمل أن تكون رافدا بناء للحوار ويسعدني أن أكون أول المشاركين فيها. والتي آمل أن تنتجح بها في إشراك أستاذي د. عمر خلوف في هذا الحوار. وسوف أكتب لأخي الأستاذ رياض يوسف ليشاركنا الحوار هنا.
    الرقمي رسالة فكرية لدي بمقدار ما يبعث من حراك فكري أراه أسمى تقدير لإمامنا الخليل.
    ولي بإذن الله عودة إلى أبيات رزين.
    والله يحفظك ويرعاك.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

  3. #3
    أستاذ بارز
    تاريخ التسجيل
    02/11/2006
    المشاركات
    324
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    بين الكتابة باختصار عن وزن أبيات رزين، وانتظار وفرة وقت تبدو بعيدة لإيفائها حقها ، اخترت الكتابة باختصار

    كل جديد في الوزن نجد له قبولا في ذائقتنا بقدر ما فيه من مشترك مع عروض الخليل، بوصفه ممثلا للذائقة العربية.

    أغلب أبيات هذه القصيدة يمثله وزن البيت التالي:

    قربــوا جمالـهمُ للرحيلِ (لْ ؟ ) = غدوةً أحبّتكَ الأقربوكْ

    الصدر = قر ربو جما لَ همو لرْ رحي لْ = 2 3 3 1 3 2 3 2
    العجز = غدْ وتنْ أحبْ بَ تكلْ أق ربو كْ = 2 3 3 1 3 2 3 ه

    قربوا جمالهمُ (و) = غدوةً أحبّتكا
    2 3 3 1 3 ............2 3 3 1 3

    هذا وزن المقتضب



    تضحكين من سقي = صحتي هي العجبُ
    2 3 3 1 3 .............2 3 3 1 3


    تضحكين من سقمي يا ليالْ = صحتي هي العجب كالخيالْ

    2 3 3 1 3 2 3 ه ..................2 3 3 1 3 2 3 ه


    تضحكين من مسقمي أُخَيّهْ = صحتي غدت فيّ كالبليّهْ

    2 3 3 2 3 3 2 .............2 3 3 2 3 3 2


    جاء في أهدى سبيل عن المقتضب : " أصل تفاعيله – مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن "

    مفعلاتُ مستفعلن مستفعلن = 2 3 3 2 3 2 2 3
    مفعلاتُ مستــعلن مستفعلْ = 2 3 3 1 3 2 2 2
    مفعلاتُ مستــعلن مُـسـتعلْ = 2 3 3 1 3 2 3
    مفعلاتُ مستـفـعلن مــتفعلْ = 2 3 3 2 3 3 2

    وزوجية صيرورة مستفعلن = 4 3 في أواخر الأعجاز ( والأشطر عموما أحيانا ) إلى ما يبدو فاعلن = 2 3 و فعولن = 3 2 محور الرابط :

    http://www.geocities.com/alarud/108-azwaj.html

    الرقمي شكل ومضمون، ومن فوائد الشكل فيه النفاذ عبر حدود التفاعيل التي وإن عبرت عن الوزن إلا أنها قد تحجب الرؤية لأنها تعبر عن حالة خاصة من الوزن ولا تعطي المقاطع وصفها الصحيح كأسباب وأوتاد. وإن كانت الرؤية للجوهر واضحة في الرجز مثلا عندما يعبر عنه :

    مستفعلن مستفت علنفعو لن
    لجهة أن فعولن = 3 2 إنما هي متفعل 3 2 أي أن فعو هي سببان خبن أولهما وقد يتجاوران في شطري البيت أو بيتين من نفس القصيدة ، كما في قول البهاء زهير

    كَأَنَّهُ الأَشهَرُ مِن أَسمائي.......... أَخرَقُ ذو بَصيرَةٍ عَمياءِ
    3 3 2 1 3 2 2 2 ................2 1 3 3 3 2 2 2

    لا يَعرِفُ المَدحَ مِنَ الهِجاءِ .......... أَفعالُهُ الكُلُّ عَلى اِستِواءِ
    2 2 3 2 1 3 3 2 ...............2 2 3 2 1 3 3 2


    فإن الأمر يلتبس على القارئ في حالات أخرى.

    فاعلن مفاعَلَتن فاعلاتُ = 2 3 3 1 3 2 3 1
    الأزرق سبب مزاحف أو غير مزاحف والأحمر وتد – لا يجتمع وتدان أصيلان أبدا في الشعر العربي

    إن القول بهذه الصيغة من الوزن يعني جواز مجيئه على ( مع تحييد المتحرك الأخير في الصدر تسهيلا )

    1 3 3 2 2 2 2 3 = فعِلن مفاعلـْتن فاعلا
    ويبدو النص إذ ذاك ( بعد تحريفه ) :
    قرَنوا جمالا للتّرحال في ..........غدهم أحبّاءٌ قد جاوروكْ
    وفي هذه الصيغة مخالفتان للقواعد العامة لأوزان البحور في الشعر العربي هما اجتماع وتدين أصيلين وتتالي أربعة أسباب.

    بينما اعتبار الوزن
    2 3 3 1 3 2 3 = مفعلا تمس ت علن مستعلْ

    إضافة إلى خروجه من مأزقي تجاور وتدين أصيلين وأربعة أسباب يجعل من الممكن جعل الوزن

    2 3 3 2 3 2 3 ه = مفعلا تمس تف علن مستعلْ

    قربــوا جمالاتهمُ للرحيلْ=غدوةً أحبّاؤك الأقربوكْ
    وينظر إلى هذا الوزن عادة على أنه
    2 3 1 - 2 2 3 - 2 3 ه ......... من الخفيف.
    وهذا يجعله ثقيلا في سياق أبيات الخفيف لمخالفته ما يصفه الرقمي بالاستئثار

    ثمة ظلال واحتمالات كثيرة آمل أن يستفيض الحوار حولها.

    أذكر منها هنا علاقة هذا بالبيت:

    أتانا مبشرنا =بالعذاب والنذر

    3 2 3 1 3 .........2 3 3 1 3


    كالقول :

    أناخوا جمالهمُ للرحيل =غدوة أحبتك الأقربوك

    هو موضوع شيق – يتقاطع مع هرم الأوزان – وفيه مجال للاسترسال، فليعذر القارئ الكريم ما قد يراه من عدم إحكام الربط أو عدم التناهي في الدقة والبحث.

    ألا ترى أخي سليمان أن رزين نال قبولك بما له من تواشج مع الخليل كما عبرت عن ذلك مجموعاتك المتواشجة مع دوائره.
    أخي سليمان ، ليتك تعرف مدى إلحاح أمنية أن ينال الرقمي شرف تملكك له وسيلة تليق بثري علمك لتحمله على ما يليق به من جناح وتنطلق به إلى الآفاق التي أراك المؤهل لارتيادها.
    شكرا على ما أتحته لي من استعراض لبعض فوائد الرقمي.

    العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عـنه

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •