تعلمت منها
يمامة بيضاء..حطت على غصن ندي اخضر .. تناجي شعاع الشمس .. وصوت هديلها يطرب سامعها .. باتت تغزل بمحبة عشاً..اظنها بصغيرها تحلم .. جلست خلف نافذتي اطالعها .. وبصمت ارقب .. اصبحت الاحلام الوردية تراودني .. ممزوجة بشجيّ صوتها كالهزار يترنم .. اخضّر الطريق امامي .. بدت الحياة كوردة تتفتح .. ملؤها عبق التفاؤل .. استيقظت من حلمي بصوت عراك بين اليمامة وصقر جارح .. افقدها بيتها و حلم اطفالها .. لماذا بعد النهار لا يأتي الا الظلام ؟ .. لماذا هناك منغصات لكل شيء جميل ؟ ماذا سيحل بهذه اليمامة الوديعة ؟ .. ماذا سيكون مصيرها في غابة الاشواك هذه .. هل ستقوم وتواجه الحياة من جديد ؟ .. ام هذا آخر يوم اسمع فيه هديلها ؟ .. ظلّت الشكوك و الظنون كدوامة بلا نهاية ..حتى بدا حالها ميئوساً منه .. بعد فترة و جيزة .. صعقت بما ارآه امامي .. اليمامة بدأت تحرك جناحيها .. واخذت عودا من فتات عشها المتناثر .. وراحت تترنح الى اعلى الشجرة .. تغزل بيتاً من جديد رغم جراحها .. و بعد صمت .. عادت تطلق انغاما كمثل التي كنت اسمعها من قبل .. ابتسمت .. وقلت في نفسي بخجل ..اين نحن من هذه الحياة ؟! هل على الانسان ان ييأس ؟ ام يعيد بناء كيانه .. ويعيد بيته من جديد ؟!
شذى غضية
المفضلات