بعد مرور عام على حكم الرئيس الامريكي باراك اوباما ان المنطقة تتجه الى حالة من التصعيد غير المسبوق بسببب جمود عملية السلام والتداعيات التي ااحدثنها اقليميا ودوليا وما رافق ذلك من تصريحات نارية قادها اقطاب اليمين الاسرائيلي الذي راح يحاول بكل ما أوتي من دهاء سياسي الى تفريغ خطابات الرئيس الامريكي من محتواها ، تلك الخطابات التي القيت في القاهرة وغانا وتركيا و ما صرّح به اوباما في المحافل الدولية حيث تكون لدينا انطباع ان الرئيس الامريكي عاقد العزم على حل القضية الفلسطينية وانسحاب الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، ولكن مع مرور الايام شاهدنا التوهج الذي رافق تلك الصراعات وما بنينا عليها من امال قد تلاشت وتبخرّت وعدنا ندور في حلقة يحيط بها التوتر والتصعيد وزيادة المعاناة للشعب الفلسطيني الذي كان ينظر الى الرئيس الامريكي نظرة تفاؤلية لتخليصه من من نير الاحتلال والعبودية والسير به الى الحرية والاستقلال والعدالة والمساواة وهي قيم امريكية خالدة يدافع عنها الشعب اامريكي ، الّا ان حسابات باراك اوباما لم تكن في مستوى حسابات القضية الفلسطينية الذي راح يبرر عدم تحقيق مبادرته على الارض بعد مرور عام على حكمه انه بالغ في ذلك ولك يكن يعلم حجم التعقيدات التي تمر بها القضية الفلسطينية ، وان حلها بحاجة الى المزيد من الوقت ، هذا الوقت الذي سيكون في صالح الاحتلال الاسرائيلي لتثبيت سياسة الامر الواقع على الارض وتنفيذ مشروعه السياسي في زيادة وتيرة الاستيطان وتهويد الاراضي الفلسطينية وتعديل الميزان الديمغرافي لصالح اسرائيل .
وبناء على عدم الجدية في الموقف الامريكي راحت اسرائيل وبعد مرور عام على حكم نتنياهو الى عدم الاذعان لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية والعمل ببنود خارطة الطريق وضربت بعرض الحائط بكل المبادرات الساعية الى حلحلة الجمود المسيطر على المفاوضات ولم تنصاع الى تصريحات الرئيس الامريكي ، بل بقيت مستمرة في ترجمة برنامجها السياسي على الارض ويأتي في مقدمة ذلك مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس حيث عملت اسرائيل على تشديد الخناق على المقدسيين في مصادرة منازلهم وهدم بيوتهم وطردهم والاستيلاء بالقوة العسكرية على ممتلكاتهم في محاولة اسرتئيلية الى خلق وقائع اسرائيلية جديدة فوق الارض وتحتها ، وما اغلاق باب العمود لمدة عامين وطرد سكان الشيخ جراح وسلوان ومصادرة الاراضي في نابلس وجنين وطولكرم وبيت لحم فسح المجال للمستوطنين لكي يعبثوا في الارض فسادا ويعملوا على ارهاب الفلسطينيين وتخريب ممتلكلتهم الا سياسة اسرائيلية واضحة انه ليس للسلام اي موقع في اجندتها.
وما تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلية ليبرمان ضد السلطة الوطنية الفلسطينية وضد سوريا والتي اثارت حالة من القلق والتوتر فانها جاءت لكي تبرهن على ان اسرائيل غير معنية بعملية السلام وانها لا ترتدي قفازات من حرير بل تعمل ومن خلال آلتها العسكرية على تثبيت سياستها بعدما اتضح لها ان تصريحات وخطابات باراك اوباما كانت مجرد فقاعات في الهواء ، لا طائل من ورائها للضغط عليها مما ادى بها الى تجاوز كل الخطوط السياسية بعد تجاوز جرافاتها الاستيطانية الاراضي الفلسطينية ، ومن هنا فان المعطيات الراهنة تشير ان المنطقة مقبلة على انفجارات عسكرية اكثر من احتمالات السلام.