الحرب , والعنف . أية علاقة ؟
عبر تاريخ الإنسان , كانت الحروب دائما , عنفا وعداء وقتلا وتقتيلا, تكون آثارها دمارا وخرابا ويبقى تأثيرها محدودا , إلا على من كان منخرطا في وقائعها,بل حتى المعرفة بها وبأسبابها وأبعادها وخلفياتها ومراميها ونتائجها , لا تتحقق إلا بعد زمن طويل . ومن خلال كتب التاريخ ورؤية المؤرخين
وفي كل الحروب , بدءا من طروادة والاسكندر المقدوني وحروب القياصرة والرومان ومروراعلى الغزو المغولي وحروب الارتزاق الأمريكية والثورة الروسية وبصفة خاصة الحرب العالمية الأولى والثانية , والحرب الهند صينية والفيتنام والحرب الإسرائيلية العربية وحرب يوغسلافية والعد وان على العراق الشقيق والعدوان الإسرائيلي على لبنان ,والعدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني . تغلغل الحقد في النفوس واتسعت دوائره, وعانت البشرية من ويلات الدمار, وإنبات دويلة إسرائيل ورعايتها , إلى أن تجبرت وطغت , وأخذت تعيث في الأرض والجو والبحر فسادا , تجور وتغير وتبطش و تفتك جبنا وخديعة , كل هذا وهي مجرد دمية , ومصلحة إستراتيجية في خد مة الغرب ومصالح أمريكا. هذه ا لتي نشأ ت بالعنف وعلى العنف ضد الهنود الحمر , وبدافع الهيمنة والاستحواذ على الخيرات, خا ضت حرب الفيتنام وأفغانستان والعراق , ولم يكفها أن زاد عدد اعتداءاتها في القرنين الما ضيين وهي البلد " الديمقراطي" بين قوسين " على 300 اعتداء , وهي كلها صفحات سوداء في ملفها الزاخر با لمذ ابح والجرائم , كجرائم التعذ يب في معتقل "غوا نتا نامو" وجرائم سجن– أبوغريب – في العراق . ودعم الكيان الصهيوني في جبروته الأعمى , واعتد اء اته المتكررة على الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية . ودعمها السياسي والعسكري في الاعتداء على لبنان في الحرب السا دسة , التي عجز فيها الكيان الصهيوني على مواجهة جنود حزب الله , فقتل المدنيين من الأطفال والنساء والمسنين ودمر المباني والمدارس والجوامع والكنائس والمستشفيات , كل هذا الدعم جاء طمعا في تنفيذ مخطط ما سمي بمشروع : شرق أوسط جديد , وما هو سوى حرب شاملة لتوسيع فرض الهيمنة المطلقة ,على مصا در النفط في المنطقة , وكلها مخططات لإذكاء النزاعات المسلحة وعمليا ت الإرهاب , و مظلة محاربة الإرهاب , وتفريخ الدويلات على المقاس لضمان الخضوع والتبعية
فإذا كان الأوربيون, قد دمروا حضارة " الإنكا " في أمريكا الجنوبية, فالإمبراطورية الأمريكية تدمر كل الحضا رات, وهي تعيش نشوة النصر في الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي , وتفكيك يوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وغيرها , مما كان يعرف بالمعسكر الشرقي
وبالغرور وحب السيطرة المطلقة والاستحواذ يخطرلها أنها بالمزيد من السيطرة وقوة السلاح , يمكنها أن تملك العالم , ولا تقبل أية مساء لة ولا ترضخ لقرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لهما
محمد التهامي بنيس