المقدسيون يواجهون خطر الترحيل

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
أحياء القدس أشبه بمخيمات لاجئين واكتظاظ سكاني ينذر بالانفجار (الجزيرة)



محمد محسن وتد-القدس المحتلة



صعّدت إسرائيل مؤخرا من سحب الهويات من المقدسيين، في إطار حرب ديمغرافية ضد 250 ألف فلسطيني يقطنون القدس المحتلة، وينظر إليهم كـ"مهاجرين" رغم أن إسرائيل هي التي قدمت إليهم.

فمنذ احتلال المدينة في العام 1967 حتى العام 2007، ووفق إحصائيات رسمية للداخلية الإسرائيلية وجمعيات حقوقية، تم سحب إقامة قرابة 9000 مقدسي، وفي العام 2008 فقط سحبت إقامة 5000 مواطن، والتقديرات عن العام 2009 تشير إلى سحب الآلاف أيضا.

وتهدف إسرائيل لطرد أكبر عدد من الفلسطينيين من القدس ووضع اليد على أكبر مساحة من الأرض وتخصيصها للاستيطان، فالجدار الفاصل حول المدينة عزل قرابة 70 ألف فلسطيني عن المدينة المقدسة مما سيفقدهم حق الإقامة فيها.





نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
إلياس خيو احتجز قرابة شهر بسجون الاحتلال تمهيدا لترحيله إلى أميركا (الجزيرة نت


إلياس خيو البالغ من العمر 41 عاما من القدس، احتجز قرابة شهر في سجون الاحتلال تمهيدا لترحيله إلى أميركا بحجة قضائه عدة سنوات هناك وفقدانه الإقامة المقدسية.

وقبل أيام أخلي سبيله بقيود مشددة وكفالة مالية بقيمة أربعة آلاف دولار، حتى تبتّ المحكمة الإسرائيلية بالتماسه باستعادة الإقامة.

ويقيم خيو حاليا ووالداه جورج وإليزبيت في الحي المسيحي في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، ويعمل مترجما بعد أن أنهى دراسته الجامعية بالولايات المتحدة، وليس لديه أي عقار أو وظيفة أو غيره هناك.

وقال إلياس خيو "تم احتجازي مع أشخاص لاجئين ومهاجرين من أفريقيا وآسيا ينتظرون ترحيلهم. فأنا لست مهاجرا، وإذا ما اعتبرتنا إسرائيل كذلك أخشى أن تعج مراكز الاعتقال بالآلاف المقدسيين تمهيدا لترحيلهم".

وأضاف إلياس للجزيرة نت "أنا لست مواطنا أميركيا، صحيح مكثت هناك فترة، لكنني عدت للقدس حيث ولدت وترعرعت ومركز حياتي وعملي بالمدينة، ولا يحق لأحد إبعادي عن وطني، فهذا الإجراء بمثابة تطهير عرقي وتصفية الوجود العربي بالقدس".

وأشار إلى أن قضيته ليست حالة فردية، وإنما هي جزء من حملة تستهدف مختلف المقدسيين لسحب الإقامات وإجبارهم على الرحيل القسري للضفة الغربية ورام الله.

ومنحت إسرائيل المقدسيين بعد احتلال مدينتهم عام 67 إقامة دائمة استنادا لقانون الدخول إلى إسرائيل، على الرغم من أنهم ولدوا في القدس ولم يدخلوا إسرائيل.

ويشكل الفلسطينيون 35% من سكان القدس، ووفق التقديرات ستصبح نسبتهم 41% عام 2020 بينما في العام 2050 سيتحول الفلسطينيون إلى أغلبية.

وعليه تسعى إسرائيل إلى تفريغ المدينة من العرب، وفي سبيل هذه الغاية سخرت كافة الطرق والأساليب لإحداث انقلاب في التركيبة السكانية لصالح اليهود لتفوق نسبتهم 75%.




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المحامي ازحيمان: مئات المقدسيين لا يسمح لهم بالدخول سنويا ويتم ترحيلهم (الجزيرة نت)



ترحيل مباشر

وفي إطار محاولات التفريغ أشار المحامي نبيل ازحيمان إلى أنه يصل إلى مطار تل أبيب مئات المقدسيين سنويا ولا يسمح لهم بالدخول ويتم ترحيلهم مباشرة، وبالمقابل يتم سحب آلاف الهويات من الفلسطينيين بالقدس، وحالة إلياس خيو بمثابة تصعيد يشمل اعتقال مواطنين تمهيدا لترحليهم.

وأضاف ازحيمان للجزيرة نت "بسبب ممارسات الاحتلال، يعيش اليوم داخل حدود القدس قرابة 150 ألف فلسطيني فقط، يعني أن قرابة 100 ألف مقدسي تعتبرهم إسرائيل مهاجرين غير شرعيين يقعون تحت طائلة التهديد بسحب الإقامة بشكل تدريجي ممنهج".

إسرائيل التي قدمت للقدس واحتلتها تتعامل مع العرب ممن سكنوها كمن حصلوا على رخصة وإذن للإقامة لأجل غير مسمى، وسحبها مجرد مسألة وقت.

وأكد ازحيمان "إسرائيل تهدف لتفريغ القدس من الفلسطينيين من خلال التضييق على السكان بسلاح الإقامة وهدم المنازل ومصادرة الأرض والجدار العازل، ومطالبتهم بدفع الضرائب التي تصل إلى آلاف الدولارات من العائلة الواحدة".

وأشار ازحيمان إلى أن "القدس المحتلة أشبه بمخيمات لاجئين وتنعدم فيها أبسط الخدمات، ومقومات الحياة مزرية، وهناك أعباء لا يمكن للإنسان تحملها، أي أن إسرائيل تخلق ظروفا لترانسفير طوعي".