أضاعوني وأي فتى أضاعوا *** ليوم كريهة وسداد رأيي
سيذكرني قومي اذا جد جدهم *** وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر .
عامر العظم سيبقى عملاقاً في أمتي ، والعمالقة في أمتي قليل ،
عشت يا عامر العظم جبلاً عظيماً لا تهزه الريح ،
فقد أسست وبنيت بعرقك وجهدك صرحاً عظيماً تشرأب له الأعناق
وتطوى له المسافات ، وتحيا به الأمة ، ويستقيم أمرها وفكرها
صنعت مجداً وعزاً ، وكنت الشجاع والمخلص والأمين في كل قضايا أمتك
جاهدت وكافحت وناضلت بفكرك وصحتك وبلقمة العيش لأبناءك
لترفع من أمتك من خلال إحياءها وتنويرها وتبصيرها
لتجابه التحديات والنكسات الخطيرة التي تتعرض لها
وعرفتك عن قرب ، وعرفت ما تكنه من حب عميق لهذه الأمة ،
عرفتك نبيلاً متواضعاً إنسانياً عطوفاً ، تكره أعداء الأمة كرهاً شديداً
عرفتك عبقرياً ألمعياً ، جريئاً نظيفاً ، نزيهاً ،
أميناً وكبيراً في أخلاقك وصفاتك الحميدة
حملت أمتك على أكتافك وتصديت لكل من يحاول أن يعبث بها
فكنت الرجل المقدام الهمام الذي لا تلين له قناة ، في سبيل رفعتها ومجدها
وكنت صاحب المبدأ الثابت على الحق في نصرة المظلومين والمسحوقين
والمبعدين والمطرودين والمهجرين عن أوطانهم ومساقط رؤسهم
تدافع عنهم كما تدافع عن أولادك ، وتجبر كسرهم وتطيب خاطرهم
عرفتك شهماً عزيزاً قوياً في الحق ، ولا تسأل عن لومة لائم
وكنت الميزان العادل الذي نزن به أفعال الخير والشر عندما يدلهم الخطب
وكنت السباق في المكرمات والطيبات والصالحات المباركات
وكنت رجل الميدان في كل الجبهات الصابر على مر الأحداث
وكنت الزعيم الحبيب والأخ والصديق والرفيق والأنيس
فليلي عليك طويل وحزني على فراقك شديد وقلبي عليك ملتاع
ولكن عزائي أن واتا صنع يديك ونتاج عقلك وبصماتك .
سلام عليك يا عامر في الخالدين وسلام على فلسطين والعراق وكل ديار العرب والمسلمين
.