المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسام نزال
الأخت الكريمة آلاء
أختي الكريمة أرجو منك إعادة قراءة جميع المداخلات أعلاه بشكل أكثر دقة، وأفيدك أننا لو كنا نصادر عضوية الدكتور الزهاوي لكنا قمنا بحظره، لكن التحويل إلى عضو متابع يعني تجميداً مؤقتاً للعضو، ومن ذلك أهداف كثيرة، ففي فترة تجميد العضوية تدرس الإدارة الموقف، وكذلك يراجع العضو نفسه، وعلى الأغلب ما هي إلا أيام ويعاد النظر في ذلك إما بإلغاء العضوية أو إعادتها، وكما أسلفنا يخضع ذلك لاعتبارات كثيرة، وأظننا يا أختي الكريمة ندري ونعلم بجهود الدكتور الزهاوي في المنتدى التركي، ونشكره على ذلك ونقدره.
ثم اسمحي لي أن أعود وأؤكد على أننا لا نصادر حق أحد (بمن فيهم الدكتور هيثم الزهاوي) بإبداء الرأي وحرية التعبير، لكن لنا شروطاً وقوانين نحن أدرى بها ونطبقها ونلتزم بها، والأخ الدكتور الزهاوي للأسف اخترق تلك الشروط، وما كنا نحب ذلك ولا نرجوه، وليست المسألة إذاً مجرد اختلاف في الرأي.
كذلك اسمحي لي بهذا المثال، ما بالك لو جاء أحد الأعضاء (وليكن مشرفاً أو إدارياً في واتا) ونادى بمنع الأذان أن يرفع في المساجد؟؟ هل نسمح له بذلك وندعي أن هذا رأيه وأن للكل الحق بإبداء الرأي؟؟ تذكري إنه يدعو إلى منع رفع الأذان!
فيا سيدتي ، الدعوة إلى الفسق ومعصية الخالق ليست رأياً، ولا حرية، إنها جريمة يا سيدتي! ثم هل ستقفين معي يوم القيامة عند السؤال؟؟
شكراً لحسن تفهمك
الأ خ الكريم بسام نزال
شكرا لك ياأخي على ردكم الكريم ولكن اريد ان اسال حضرتك ومن هم قائمين على الادارة في واتا من هو قدوتنا في سماع الرأي الاخر وعدم مصادرتة من اي جهة كانت؟ اليس هو سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان علية افضل الصلاة والسلام يسمع الراي الاخر مهما كان بعيدا عن الحق ومجافيا للصواب كما يقول الاستاذ الدكتور رجب ابو مليح. وانا اقتبس هنا من مقالة للدكتور الكريم عن سعة صدر الرسول صلى الله عليه وسلم وسماعه للرأي الاخر اذ انه لم ينبذهم ولم يتبرأ منهم بل استمع اليهم على الرغم من كفرهم وتجاوزهم على الله سبحانه وتعالى:
"فقد جاء في كتب السيرة أن عتبةَ بن ربيعة لما رأى أصحابَ النبي يزدادون كلَّ يوم كثرةً قال: يا معشر قريش، ألا أقوم إلى محمدٍ فأكلمه وأعرض عليه أمورًا لعله يقبل بعضها فنعطيه أيها شاء ويكف عنا؟ فقالوا: بلى يا أبا الوليد، فقم إليه فكلِّمْه, فقام إليه عُتبةُ حتى جلس إلى رسول الله, فقال: يا ابن أخي، إنك منَّا حيث قد علمت من الشرفِ في العشيرةِ والمكانِ في النسب, وإنك قد أتيت قومَك بأمرٍ عظيمٍ، فرَّقتَ به جماعتَهم، وسفَّهت به أحلامَهم، وعِبت به آلهتهم ودينهم، وكفَّرت به من مضى من آبائهم, فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تقبل منا بعضها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل يا أبا الوليد.. أسمع".
قال: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً جمعنا لك من أموالِنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد به شرفًا سوَّدناك علينا حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد ملكًا ملَّكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رَئِيًّا تراه لا تستطيع ردَّه عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا في أموالنا حتى نُبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يُدَاوى منه، حتى إذا فرغ عتبة ورسول الله يستمع منه، قال:أوقد فرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم. قال: فاسمع مني. قال: أفعل.
قال: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحَمَنِ الرَّحِيمِ ﴿حم(1) تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ(4)﴾ (فصلت)، ثم مضى رسول الله فيها يقرأها عليه، فلما سمعها عتبة منه أنصت لها وألقى يديه خلف ظهره متعمدًا عليهما يستمع منه، ثم انتهى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى السجدة منها فسجد، ثم قال: "قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك".
ولما أكثر الجدال معه قال:ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالَكم, ولا الشرفَ فيكم, ولا الملكَ عليكم, ولكنَّ الله بعثني فيكم رسولاً, وأنزل عليَّ كتابًا، وأمرني أن أكونَ بشيرًا ونذيرًا, فبلغتكم رسالةَ ربي ونصحت لكم, فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله حتى يحكمَ الله بيني وبينكم".
فقام إلى أصحابه فقال بعضهم: نحلف والله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فلما جلس قالوا: ما وراءك؟ قال: ورائي أني سمعت قولاً، والله ما سمعت مثلَه قط، والله ما هو بالشِّعر ولا بالسِّحر ولا بالكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، خلُّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزِلوه، فوالله ليكوننَّ لقوله نبأٌ، فإن تُصبه العرب فقد كُفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فمُلكه مُلككم، وعِزُّه عزُّكم، وكنتم أسعدَ النَّاس به، قالوا: سَحَرَكَ واللهِ بلسانه، قال: هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم.
فنحن نرى إلى أي حدٍّ سمع النبي- صلى الله عليه وسلم- الوليد بن المغيرة، على الرغم من الاتهاماتِ المجحفة الظالمةِ التي وجهها هذا الرجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فما عنَّفه وما سفَّهه، وما انشغل عن دعوة الله بالدفاع عن شخصه الكريم؛ لأنه يعرف هدفه وغايته، ويأبى كل الإباء أن يصرفه أحد كائنًا مَن كان عن تبليغ دعوة الله وتبيينها واضحةً جليةً ليهلك مَن هلك عن بيِّنةٍ ويحيا من حيَّ عن بينة."
هذه هي سمة الصبر التي يجب ان يتحلى بها كل مسلم وان يقتدي برسولنا الكريم ولا ينبذ او يصادر الراي الاخر مهما كان بل علية ان يناقشه ويلزمه الحجه.
الدكتورة الاء دويلي
المفضلات