ليلة القبض على شاب عمره 118
118سنة ولياقة عالية ومدهشة
***ــ مقدمة
حين سمعت خبره من أخي يماني محمد ،لم أتمالك نفسي ،فحملت عدتي ومعداتي ، لما فشلت في تغطية تلفزيونية ، التمست إذنا بالموافقة من قبل أبنائه ،ثم قصدت بيته على التو برفقة أخي ، ،وأنا في الطريق تراءى لي طيفه فأدركت أنه هو ..يتحرك في لياقته البدنية المدهشة.. كان منتصب القامة كقضيب خيزران ،لارعشة ،ولاوهن ، يعد خطاه الشابة بثقة نفس عالية ،ويتسلق السلم درجة درجة ،دون متكأ عكازي أو سند..استفزني منظره الرائع فحاولت أن القي عليه نظرة لتقريبه من القراء ...
1ــ اللقب
هو الوقور المْرَوّحْ الحاج علال القاطن بعمارة 53رقم 4 الحي المحمدي دار لامان ،البالغ من العمر 118 سنة.. ،وُلِدَ هذا اللقب كما جاء على لسانه منذ صغره ،حين كان يسأل أمه، عن الكسكس هل هو "مْرَوّحْ" أي "مريّح" معناه ممزوج بالسمن البلدي ،وحين كبُر لقب بالمروح ،وسجل في سجل الحالة المدنية بنفس الاسم ..هو من مواليد الرحامنة التي هي مسقط رأسه ،حيث قضى طفولته وشبابه ...
2ــ حياته العائلية
تزوج ثلاث نسوة لم يخلف منهن ،وخاتمة السعد التي عاش معها في الثبات والنبات، كانت ابنة خالته محجوبة ،التي خلف منها ذرية صالحة :ذكورا وإناثا ،والتي رافقته في السراء والضراء ،تتقاسم معه المر والحلو ...قضى في الرحامنة 42 سنة ،ثم انتقل إلى الدار البيضاء حيت مكث 22 سنة، أشرف فيها على تربية أبنائه وبناته ،إلى أن أكملوا دراساتهم واشتغلوا ،ثم انتقل إلى مدينة اليوسفية ،فقضى فيها مايقرب من 44 سنة ،أخيرا عاد من جديد إلى الدار البيضاء، ليستقر فيها إلى الآن مع بعض أبنائه وكناته ..
3ــ المهن التي تقلدها
لقد زاول معمرنا الحاج علال المروح عدة مهن ،كان يحفر بمعوله في صخرها ليرتقي بأسرته ،فلم يستبخص أيا منها ،كان يعتمد فيها على عرقه ،وجهده بجد ونشاط ،بدأ بتجارة الزرع عبر المدن بالشاحنة ،بعدها امتهن حرفة البناء بالدار البيضاء ،إبان عودة الجنود المغاربة إلى المعسكر بعين الشق بعد الحرب العالمية الثانية ،فبنى جل أحيائها من قبله مع العمال ، أخيرا تقلد مهنة الجزارة التي ورثها عن أبيه ..
4ــ الدراسة
لم يسبق أن ولج عتبة المدرسة ،فكل ماهنالك أنه حفظ القرآن عن ظهر قلب في المسيد ،حيث درس على فقيهه الأحداث النبوية الشريفة ،مع تفسيراتها ،وشروحاتها ،ومازال مداوما على الذهاب إلى المسجد وقراءة القرآن وأداء صلواته بانتظام والقيام ببعض الأدعية إلى الآن ..
5ــ كيفية المحافظة على اللياقة البدنية
لقد كان لوقورنا الشيخ الحاج علال المروح تغذية خاصة ،وربما هي السبب في لياقته البدنية الشابة ،تشبع بالعسل الحر والألبان الطبيعية يتجنب المرق منذ صغره ،والدهنيات ،واللحم المطبوخ مع الخضر ،ومن مُفَضلاته اللحم المشوي بكثرة ، مع الحليب والعصير بالتفاح ،حيث يتناول مايقرب من لتر إلى لتر ونصف حليبا وعصيرا يوميا ...
لم يسبق أن أصيب بمرض، ولاهو يعاني منه الآن ،اللهم الرعاف في بعض الأحيان، لايعاني إطلاقا من مشاكل السكري أو الضغط ،أو ضعف في البصر،باستثناء السمع لكن بنسبة قليلة ..يتحرك يوميا منتصبا دون سند ،يقضي مآربه كأي زوج مسؤول ،ينجنب كل مثير انفعالي أو مقلق ،تُلبَّى حاجياته من طرف كناته وزوجته وأبنائه حسب الطلب ...يعيش معتزا بعمره الطويل ،يشكر ربه ويحمده عليه ،طالبا منه المغفرة ...
*** ـ مجمل القول
الحاج علال المروح ظاهرة نادرة بامتياز ،بل أسطورة حداثية ليس لها مثيل ،وسأترك المجال لقراءنا الكرام للاطلاع بأنفسهم على هذه الشخصية الفريدة من خلال الصور ..
مالكة عسال
بتاريخ 17/02/2010
المفضلات