سرب الزرازير

شعر:جمال بن عمار الأحمر

بأحد مواطن الشتات الأندلسي في العالم، يوم:
25 صفر الخير 1431هـ=9/2/2010م

في خريفِ العمرِ سِرْبٌ قد أتى=من بلادي عَبِقٌ مثل الثَّرَى
يا زَرَازِيرًا أتت من مَوطني=ارحمي عبدًا غَريبًا في الوَرَى
صار يهذي ذاكرا (غرناطةً)=قد بَرَاه الوجْد يجفوه الكرَى
هل جفاني الحِـب يا (حمراءَنا)=أم يغطي الدمعَ من عينٍ جرَى
هل قَلاني (حيُّ بَيَّازِينَ) أم=قد أسال الشوقَ دمعًا أحمرَ
يا (شنيلا) يا حبيبَ الروح يا=دافقًا يسقي بلادي جَعْفَرَا
اسقني ماءً زلالاً إنني=في هواكم مُدْنِفٌ قد أُحْصِرَا
بَلْبَلَتْ بالي بِلَيْلٍ أَلْيَلٍ=مُتْرِعاتُ الأُنسِ مِن ماض سرَى
أُنسُ قرآنٍ وذكرٍ خاشعٍ=من مَعين المجدِ في سامِي الذُّرَى
(مسجدُ الحمراءِ) مهجورٌ بلا=ساجدٍ أو راكعٍ قد كَبَّرَ
هل سمعتُم في الدُّجى آهاتِهِ=لو حَبَاهُ اللهُ نُطقًا عَبَّرَ
مَذْبَحُ الأصنامِ في مِحرابِهِ=والصليبُ اليَومَ يُخفِي المِنْبَرَ
هل بَخلتُم بالدعَا من غَفلةٍ=أم ظَننْتُم بالدُّعا لَن يُنْصَرَ؟!
هل خذلتم جمعنا يوم اللقا=أم عجبتم كيف أن يستنصرَ؟!
ما رأَيْنا مِنكُمُ خَيلاً ولا=دَفْعَ جَيْشٍ كادَ أن يَسْتَأْسِرَ
بل شهِدتُمْ ذَبحنَا يا إِخوَتي=والدِّمَاءَ الزَّاكِيَاتِ الأنْهُرَ
فاكتَفَيتُم بالسُّكوتِ الحائرِ=لن أَلُوم الآنَ لَومًا أَكبرَ
اقرؤُوا تاريخَكُم يا إخْوتي=واذكُروا بالحقِّ أَمْرًا مُنْكَرَا

....يُتْبَع....