العنف الرياضي , في مجتمع الرياضيي
بقلم . محمد التهامي بنيس
لا بد للاعب الممتاز من لياقة بدنية عامة . وليس كل من توفرت له اللياقة البدنية العامة . هو لاعب ممتاز . بل لا بد أن تتوفر له أيضا حصيلة من المهارات الأساسية لكي يجيد رياضة معينة . فاللياقة تكتسب بالتدريب . ولكن هناك عوامل كثيرة يمكن أن تؤثر في تنمية اللياقة البدنية – السن – البناء الجسمي – التغذية – الصحة وحتى يتمكن أي لاعب – إلى جانب توفره على اللياقة – من ممارسة رياضته بأسلوب جيد . لابد من توفره علىالخصائص التالية. السرعة - القوة – التحمل – المرونة- التوافق العضلي – المهارات, وعلى ضوء ذلك يمكن تقسيم الرياضات إلى الأقسام التالية
- رياضة في أساسها تحتاج إلى القوة . مثل رفع الأثقال
- رياضة تحتاج إلى قوة التحمل . مثل العدو – سباحة المسافات الطويلة – الدراجات
- رياضة تحتاج إلى السرعة . مثل – الجري – سباحة المسافات القصيرة
- رياضة تحتاج إلى المهارة . مثل كرة المضرب – تنس الطاولة – الرماية
- رياضة تحتاج إلى المرونة . مثل – الجمباز – الحركات الإيقاعية
- رياضة تحتاج إلى السرعة والقوة , وقوة التحمل , والمهارة , والمرونة . مثل كرة القدم – كرة اليد – كرة السلة – الكرة الطائرة .........الخ
إلا أن هذا التقسيم يطبعه تعسف فرضه التبسيط , فألعا ب القوى تحتاج للتحمل وألعاب السرعة تلزمها القوة . ولهذا فإن اللاعب الكامل في رياضة معينة , يجب أن يتمتع بدرجات مختلفة من كل هذه الخصائص . مع التسليم بأن نسبة ما يحتاجه من كل خاصية , قد يختلف عما يحتاجه رياضي ممارس للعبة أخرى , وهذا ما يطلق عليه اللياقة البدنية الخاصة
إذن فاكتساب القوة يحتاج للمران الطويل المنتظم. وإذا انقطع اللاعب عنه فثرة قصيرة , فإنه يفقد الكثير. وقد يقذف به في اللعب رغم انقطاعه. فيعوض عما فقده بما يسمى بالعنف ,أو الخشونة لأنه يمارس بالتكليف والقسر , فيكون سلوكه مناقضا لأي رفق , بعيدا عن كل تقنية , ما لم يصدر في حالة قصور ذهني
وإذا كان مفهوم العنف لغويا يعني الشدة والقسوة . فإن مدلوله يبقى جامدا , أما العنف الرياضي , فهو الذي يعطيه الحركية . إلا أن عواقب حركية العنف الرياضي تختلف باختلاف قوة المعنفة التي أدت إلى العنف , وأقسى حالاتها تلك التي تورث خسارة العمر وإهلاك الكثير من الأرواح
وليس من السهل وصف رياضة ما بأنها عنيفة . مع ما لها من عشاق وممارسين ومشجعين ومحترفين . ومتى حدث ذلك اعتباطيا . فإنه ستكون له عواقب , قد تؤذي إلى النفور أو الانسحاب أو التخلي النهائي . وإذا كان في هذا الإجراء حماية للجنس البشري مما يجعله محمودا في عدة جهات . فإنه يظل بالنسبة لنا في العالم العربي , وفي المغرب على الأخص , مدعاة للتحفظ , لأننا في أمس الحاجة لأن تزدهر الرياضات ببلادنا , لا أن ننفر منها كلا أو بعضا . على ألا نرمي بجنسنا البشري إلى التهلكة معصبي الأعين . بل نسير نحو التقدم الرياضي بأ ساليب تربوية إنسانية , تحتفظ لكل ممارسة رياضية بنكهتها الفنية ومرماها الاجتماعي المتحضر وما تحققه من تقارب بين الشعوب , جهويا وقاريا ودوليا