1 – ا – الأسباب المباشرة للعنف الرياضي
محمد التهامي بنيس
نحددها انطلاقا من الملاحظات الميدانية, والمتابعة والبحث, تحديدا يبقى أوليا , لأن ما هو مباشر اليوم – وإن قل أو اختفى – قد يصبح غير مباشر, وما هو اليوم غير مباشر , قد يطفو على الساحة , فيصبح مباشرا في تأثيره وتأثره , خاصة وأن المجال الذي يعنينا : هو الرياضة
والرياضة إبداع أنساني , عرفه الإنسان مند أمد طويل , وما كان سببا مباشرا في حينه – إما لغياب الضوابط الأخلاقية , أو القوانين والأعراف – يكون ا ليوم غير مباشر نتيجة تطور الإنسان , ووضوح مفهوم الرياضة ووسائل تطبيقه في مختلف الأنواع الرياضية
1 – ا – 1 – الثأر
إن الملتجئ إلى الثأر كرد فعل . يحكمه سلطان داخلي , للاعتما د على الحيلة والخبث بدلا من العمل الرياضي , ويتم الالتجاء في تنفيذه إلى أدوات تعطيل أجهزة وحركة الآخر منذ البداية , والمنتقم يؤمن بأن نجاح المحاولة , يبدأ من نجاح البداية
و حتى لا ننساق وراء التعريفا ت اللغوية والنماذج الاجتماعية , في هذا المجتمع أو ذا ك , نركز على أنه : حينما يكون اللاعب أو الفر يق الريا ضي , قد تعرض لهزيمة سابقة , يعتبرها إهانة مؤقتة , ويظل أثرها يحز في نفسه , حتى إذا جاء موعد الحسم , سا د الإيمان بحتمية الانتصا ر, وهذه ا لحتمية تتحدى الموقف , وتغذي الفعا لية الرياضية بما يصطلح عليه – الروح القتا لية – ومحو عار الهزيمة السابقة, با لانتقام ولو كان برد فعل غير شريف , لا يحسب على الأخلاق الرياضية , بل يقع التشبع به, في سبيل التمركز واحتلال موقع يغير واقعه , ويغير شعوره بالنقص , إ زاء المتفرج والمحب والقريب , وتظهر عليه روح العد وانية , لأ نه يقدم على عمل غير دفاعي ممزوج بخشية تجديد الهزيمة أو عدم تحقيق الذات أو إشباع الرغبة
بينما المنا فسة الرياضية الأخلا قية , تطالب الرياضي بقبول الإمكانيات المتوفرة للخصم الرياضي , والمشاركة في منافستها بحسن الاستعداد , خاصة و أننا ننتمي إلى أمة ترفض النقمة والانتقام من الغير , ونسعى لأن نكون أمة إيجابية . تستعمل العقل , وفنون الألعاب , أكثر من الخرافات , ومنها – الثأر - فما وصل بعض أبطالنا لما وصلوه من مراكز عالمية عن طريق رد الفعل والثأ ر والاتكا ل , بل بالتدريب المكثف , والحضور الفاعل