أطل النص من جديد بسلطته ،
فأيقظ الحميمية ، وأفاض الشاعرية ، وهيج الوجدان ، وقرب الأحبة ...وصافى مياه الوديان ، فترقرقت عذبة من كل شريان ...هذا بقصيد وذاك بقراءة في النص ، والآخر يبارك ويشارك ...ما أعذب تجمع الخلان الشعراء والقراء بكل المعاني .
أطلق الشاعر الكبير هلال الفارع "واتا مشروع قمعي " بصوره الموحية وعاطفته القوية الجياشة ..وأسلوبه الأخاد...ظل النص يحرك المشاعر طيلة الثلاث سنوات كلما حُين نشره إلا ويستأثر بالقراءة والاهتمام ، حيث نُسج على هامش النص نصوصا أخرى إبداعية ونقدية ، تحتاج هي كذلك إلى وقت لقراءتها قراءة ناقدة :
النصوص الإبداعية :أبدع الشعراء على هامش هذا النص نصوصا في الموضوع نذكر الشاعر ياسر طويش مقطوعتين الأولى تحية للهلال ، والثانية في "واتا" وأهلها وكذلك كل من عبد الهاذي غوردو،وصهيب نبهان وخالد عبد البار ، أما بثينة عبد العزيزفقد أبدعت في "الوداد والمحبة" ، كما بين توفيق حميدي "حنين النون إلى النون" في الحنين بين أهل واتا.
النصوص القارئة أثار فيها الذين يستهويهم النقد والقراءة على هامش النص قضايا نقدية مهمة منها :
- الإيقاع في القصيدة حيث فتح أ.عادل عانى حوارا حول شعر التفعيلة ، وتفعيلة الخبب والمتدارك ، وحظي الموضوع بنقاش مهم بُسطت فيه القضية معززة بشواهد من الممارسة الشعرية قديمها وحديثها، ليعقب د.عمر خلوف بمداخلة مستفيضة في الخلط بين تفعيلة المتدارك والخبب. وأن وجود فاعل ُ في الممارسة الشعرية الحديثة لا يقدح في صحتها لأن البحر من البحور المحدثة
وينتصر الشاعر الكبير هلال الفارع إلى أن الشاعر يبحث عن مساحة الحرية في التعبير من خلال ركبه لتفعيلة معينة .والخبب يعطي هذه المساحة .
- التعليق على النص ، واتخذ منحيين اثنين : منحى موجز ويتجلى في الإشادة بالشاعر وأسلوبه في التعبير عن المضمون، يبدي الأستاذ عامر العظم رأيه في موسيقى النص وفي لغته فيجدها شامخة معبرة ، أما الأستاذة : بنت الشهباء فتجد صوت الشاعر صرخة ضد الذل والتخلف ، والتماس طريق الحرية، والأستاذ هري يجد أفكار الشاعر نيرة نابعة من عقل راجح فني، والأستاذ عبد الرحيم خرساني فيجد معاني القصيدة عميقة إنسانية . ومنحى أكثر دقة ويتجلى في التعليق على مقاطع النص وذلك في مداخلتي الأديبتين زاهية بنت البحر في قراءتها لكل مقطع على حدة ، لتعمم حكمها على النص بالإبداع الراقي ، و إيمان عبد العظيم في قراءتها لمقاطع النص ، لتحكم على صدق معانيه في وصفه لواتا بأنها صرح يجمع حكمة الشيوخ وحماس الشباب .وقد قدم كل من الأستاذين محرز شلبي وسعيد النويبضي قراءة في عنوان النص وعمقها الأستاذ سعيد باحثا في صلة العنوان بمحتوى النص ومعنى" قمع القمع".
وتجدر الإشارة إلى أن كل المتدخلين انتجوا على هامش النص نصوصا نثرية يمكن أن تدخل فيما يسمى بالنثر الفني ذي المعاني الرصينة والصور الرائعة الجميلة. ويلاحظ أن الشاعرة منى حسن محمد الحاج والشاعر أحمد نمر الخطيب قد أطريا عن الشاعر ، واختارا لغة البياض رضى القصيد .
تقبلوا قراءتي المتواضعة. وتحية لواتا وأهلها.
فطنة بن ضالي (أم أيمن) .