تساؤلات مشروعة :
عندما نرى إغتصاب الأرض العربية والمصادرات والمستوطنات تزداد حدة وعنفوان
عندما نرى الحفريات في القدس وتحت الأقصى ، والأقصى في خطر ، وعلى أبواب الإنهيار
عندما نرى الحواجز الصهيونية في مكان من الأرض الفلسطينية المحتلة
عندما تستمر الإعتقالات والقتل والهدم للمنازل وبإخطارات وبدونها
عندما تغلق مناطق فلسطينية كاملة وتقسم البلاد إلى كانتونات
عندما تدير إسرائيل ظهرها لكل المواثيق والقوانين الدولية وتضربها بعرض الحائط دون خوف
عندما تفتح أبواب العواصم العربية أمام الصهاينة ومصالحهم وإستثماراتهم ودبلوماسياتهم
عندما تغلق الأبواب لهذه العواصم لكل الشرفاء والمناضلين
عندما يُجَوّع الشعب الفلسطيني ويُحارَب بلقمة عيشه وبنقطة الماء التي يشربها
عندما و...عندما و .....و ....
إسمعوا !!! هنالك هذا الصباح خبر : تقوم ومنذ الصباح الباكر عشرات الجرافات الصهيونية بطمر وإغلاق كافة الآبار الإرتوازية للمياه في سهل مرج بن عامر والتابعة لقرية كفردان غربي مدينة جنين بخمسة كيلومترات فقط ، وهذه الآبار محفورة منذ زمن بعيد ، وتغذي هذه الآبار كافة الأراضي الزراعية للمنطقة ، ويشرب منها الناس ويروون عطشهم . وتعتبر هذه الأراضي بمثابة السلة الزراعية الأولى لمحافظة جنين زراعيا ، ويعتاش على إنتاجها كافة أهالي البلدة المذكورة ، عدا عن المستفيدين بالعمل بها من مزارعين ، وكذلك المستهلكين للمواد المنتجة من كافة أنواع الخضار وبعض الفواكه. وتغذي سوق المحافظة بالمواد الغذائية. إغلاق هذه الآبار ، لم يلقَ حتى اللحظة أي حراك ، لم يحرّك أي ساكن ، لم تتحرك قوات الأمن الوطني للذود عن لقمة عيش المواطنين وشرفهم وعزتهم !!!!!
مسلسل التدمير والتخريب جار ٍ على قدم وساق ، الأهالي خرجوا للدفاع عن لقمة عيشهم وحقهم ، هنالك جرحى ومعتقلين ، هنالك إغلاق للشارع الرئيس المؤدي إلى حيفا والذي يغذي حوالي أحدى عشرة قرية وبواقع 45 ألف نسمة . في أي عالم نعيش نحن !!؟ إلى متى الصمت المدقع وعلى مشهد من العالم كله .. بل على مشهد عيون قوات الأمن التي جاءت وحررت البلاد من ... مِنْ مَنْ ؟؟ من المناضلين الشرفاء ؟ من الإحتلال الجاثم على صدورنا ؟ من لقمة العيش الشريفة ؟ من الكلمة الصادقة الجريئة والحرة ؟ من تاريخ سرقوه ؟ !!
الأسئلة السابقة ، تنطبق على كل الجيوش القوية منها والهشة ، والجيوش البعيدة والقريبة ..
إذا تكلمت بكلمة تسيء إلى المسؤول أو فـُهِمَت خطأ بأنها تجرح مشاعر أي مسؤول ، أو حرامي ، أو مرتشي ، أو قائد ولا كل القادة !! ، أو سلطة إضافية لباقي سلطات الكنيست الإسرائيلي !! أو .. ماذا سنقول إذن ؟ لم يبقَ في القلم مداد ، فهل نـُقـْدِمْ على الإنتحار ؟؟!!
إذن ، الجيوش لـِمَنْ وُجِدَتْ ؟؟ لأي سبب كان ، أين دورها ، وهل وجدت لحماية العروش من هبات الجماهير الشعبية ، من غضب الجماهير وهو آت لا محالة ؟؟ وجدت ضد الشعوب وحماية الكراسي الهشة واللصوص والحرامية وأبناء الذوات والتفاهات ..
يا حبذا لو يجيب على هذه التساؤلات مسؤولون وليس مظلومون كما نحن . يا حبذا لو نقول كلمة حق عند السلاطين الجائرين ، يا حبذا لو يفيق القادة الفلسطينيون من سباتهم ويوحدوا كلمتهم ويعودوا لرشدهم ، حتى يلحقوا بشعبهم الذي سبقهم إلى الخطوط الدفاعية والقتالية المتقدمة .. حبذا .. ممكن أن تكون هذه الكلمات آخر وصاياي .. اللهم عافينا.
د. محمد الأسمر
المفضلات