الطحين الأبيض الخطير: ما لا تعرفه عن طعامك

رابط الموضوع الأصلي
http://www.med-syria.com/Myth/2009/white_flour.html

كثير من الناس يحب تناول منتجات الطحين المبيّض مثل الخبز السياحي والمعجّنات والكاتو الخفيف. لكن الطحين المستخدم في صنعها أخطر بمئات المرات من تناول أي وجبة أخرى.
إن عملية معالجة الطحين تسبب فقداناً لمحتوياته المفيدة، ويتحول الطحين إلى كمية من السكر بشكل رئيسي. إن بعض المواد المفقودة هي:
- نصف الحموض الدسمة غير المشبعة (المفيدة)
- كامل فيتامين هـ vitamin E
- 50% من الكاليسيوم
- 70% من الفوسفور
- 80% من الحديد
- 98% من المغنيزيوم
- 50-80% من فيتامينات ب B vitamins

كيف تبدأ قصة الطحين المبيّض؟

تبدأ القصة منذ أول لحظات الزراعة والقطاف، حيث ترش بذور القمح بكميات هائلة من المبيدات المضادة للفطور أثناء الزراعة. وبعد أن تصبح طحيناً ترش بالهرمونات وبالمبيدات الحشرية، وحتى الصوامع التي تحوي حبوباً محصودة تمزج مع المبيدات الحشرية، ويتم تعريضها للغازات السامة إن وجد فيها إصابة حشرية.
تتألف حبة القمح الكاملة من ثلاث طبقات:
- النخالة bran
- البذرة germ
- السويداء endosperm
تحتوي النخالة على معظم الألياف وتشكل الغلاف القاسي الذي يحمي البذرة الهشة. في حين البذرة هي الجنين الغني بالمغذيات والذي يتحول لنبتة جديدة. وتشكل السويداء معظم الحبة (83%) وهي تشكل معظم النواة ومكونة من النشاء بشكل أساسي.
إن الطحين الأبيض يحتوي على السويداء فقط، في حين أن الطحين العادي (الأسمر) يحتوي كل أجزاء الحبة.
كان يتم الطحن قديماً باستخدام طواحين بطيئة، في حن أن الطحن حالياً سريع ويستخدم الحرارة المرتفعة والخلط السريع. إن الناتج هو نشاء بشكل أساسي، وهذه المعاملة السريعة تسبب فقدان معظم المواد المفيدة. وفي حين أن بعض المواد المفيدة تبقى بعد الطحن إلا أن إضافة مادة كيميائية (حمام غاز الكلور -أوكسيد الكلور) تسبب تبييض الطحين وتعمل كعامل مسبب للشيخوخة.
إن طهي الطحين قديماً كانت تستفيد من بروتين في الحبة (غلوتين) يعطي للعجين مرونته، لكن الكلور المضاف يقوم بهذا الدور حالياً (رغم أنه من الكيماويات السامة).
تعرف دائرة حماية البيئة الأمريكية EPA الكلور على أنه مادة مبيضة ومسببة للشيخوخة ومؤكسدة تسبب التخريش وخطيرة عند الاستنشاق وقاتلة. كما يتم استخدام مواد سامة أخرى مثل أكاسيد النتروجين والنتروسيل والبنزويل بيروكسيد المخلوطين مع أملاح كيميائية.
إن عملية التبييض تنتج مواد ثانوية منها الألوكسان alloxan وهو سم يستخدم للتسبب بالسكري في حيوانات التجربة (مما يمكن العلماء من دراسة داء السكري عند الحيوانات)، فهذا المركب قادر على إفراز كمية كبيرة من الجذور الحرة التي تقتل خلايا بيتا في البنكرياس (مما يمنع إفراز الأنسولين والسيطرة على السكر).
لم يدرس تأثير وجود الألوكسان على البشر وخاصة على المدى الطويل، لذا يبقى تقدير مدى الخطر يعتمد على رأيك الشخصي. فعلى الرغم من نتائجه الواضحة على الحيوانات، إلا أن هيئة الدواء والغذاء الأمريكيةFDA مازالت تسمح لمصنعي الغذاء بالقيام بعمليات معالجة تؤدي لمواد سامة طالما لم تحصل حالات وفاة واضحة أو أعراض جانبية خطيرة أو لم يعترض الناس بشدة. والحجة أنه لا يمكن التأكد من أن هذه المادة سببت هذه الحالة لأن عدد مكونات الغذاء كبير جداً.

تاريخ تبييض القمح
قبل بداية القرن العشرين كان يترك القمح ليصبح أبيضاً بفعل الوقت دون استخدام مواد مبيضة. كانت العملية تستغرق شهوراً. وقد عورضت عملية التبييض فور طرحها، مما أدى لتسمية قائد حملة المعارض الطبيب ويلي بلقب "أبو قانون الطعام والدواء النظيف". وترأس هذا الطبيب مكتباً لمكافحة إضافة حمض البنزوئيك والسلفيدات والسكارين والقمح المبيّض من بين مواد أخرى. أصبح مكتبه هو الأساس هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA .
في سعيه لمنع تبييض الطحين فإن الدكتور ويلي ذهب للمحكمة العليا واستصدر قراراً بمنع تبييض الطحين أو إجراء أي تغيرات عليه. لكن هذا القرار لم ينفذ.
كان الدكتور ويلي مقتنعاً بأن الطعام يسبب أذى أكبر من الأدوية المغشوشة أو المزورة. وكان دائماً ما يزعج وزير الزراعة والرئيس الأمريكي روزفلت بإصراره على قوانين حماية الغذاء. بعدها قلصت صلاحياته وانتقل إلى هيئة خاصة يترأسها أحد الأشخاص الذين أداروا أحد الشركات الغذائية. استقال بعدها من منصبه بسبب الإحباط.
كان بديل الدكتور ويلي شخصاً قال العبارة التالية: "ليس علمياً القول أن الجسم جيد التغذية هو أفضل في محاربة المرض من الجسم سيء التغذية، فلا يوجد تجارب كافية للقول بأن نقص المغذيات تسبب الأمراض".
بعد استقالة الدكتور ويلي انتقلت اهتمامات الهيئة للأدوية، وأهملت الاهتمام بسلامة الغذاء.

برأيك الشخصي، كيف تستطيع الوثوق بنظام السلامة الأمريكي إن كان يقود العالم الصناعي بهذه الطريقة؟