المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجذوب العيد المشراوي
جملة ٌ لا تسْبِق ُ الأيّام َ
تنمو في سَمَاهَا
تسْتعيد ُ الماء َ سرًّا
ما حَمـَـتـْه ُ ..
ما حَمَاهَا
هل ْ لهذا البحْر ِ لون ٌ من ْ بخور ٍ
كي تسير َ الريح ُ في لوْنـَيْن
مِنْ هَـذي المَعَاني ؟
هل ستنمو جُمْـلة ٌ من ْ طـَلـَـل ِ الأشْعَار ِ
في صَدْر ِ المُحَارب ْ ؟
وجدت ُ هذه لما قرأت الآن ... عذرا
نعم.. هذه الجملة - النبتة التي ستتحول إلى الجملة الزهرة ثم الثمرة.. لا تريد أن تستعجل النمو، بل ستنمو نمواً طبيعياً في سمائها التي هي فضاؤها الذاتي وجوّها الأكثر ملاءمة لإزهارها وازدهارها.
هذه الجملة - النبتة تحتاج إلى إكسير النمو المرموز إليه هنا بالماء.. هذا الماء الحي.. هذا الإلهام الهام هو ما تحتاج إليه لتتغلغل جذورها في أعماقه فتمتص ما تحتاجه من مقومات النمو وعناصر الديمومة.
يتمنى لو أن للبحر - بحر الإشراق - لوناً آخر بعطر البخور.. بحيث إن مرّت الريح - ريح الشوق - فوق البحر امتزج لون الإشراق الذهبي بلون الشوق المتصاعد أبداً نحو الأعلى كحلقات بخور معطرة. إنها المعاني الشفافة ذات الألوان التي تمّيز كل منها، لأن كلاً منها يرمز إلى حالة من حالات النفس.
هذه الجملة - النبتة تلزمها تربة غير تلك التي تنبت بها الأشعار العادية.. هي زهرة نادرة تنبت في صدر محارب.. في صدر من يدرك أن ما تتوق إليه نفسه يلزمه كفاح ومجاهدة وسهر ودأب.. بحسب ما عبّر عنه أبو تمام:
بصرتُ بالراحةِ الكبرى فلم أرها
تـُنالُ إلا على جسرٍ من التعبِ
وبحسب ما عبّر عنه المتنبي:
تريدينَ إدراكَ المعالي رخيصة ً
ِولا بدَّ دونَ الشهدِ من إبر النحل ِ
تحياتي
المفضلات