هكذا يستلطخ نتنياهو أوباما
صالح النعامي
يروي همفري دالاس الذي شغل منصب وزير التجارة في إدارة الرئيس الأمريكي هاري ترومان عام 1946 أن هذا الرئيس كان متضايقاً جداً من اللوبي اليهودي، حتى أنه سمعه يوماً يقول " أنني في حيرة من أمري، أنني ببساطة لا أعرف كيف أرضيهم، أن يسوع المسيح لم يستطع إرضاءهم وهو على الأرض، فكيف أستطيع أنا ذلك ".، هذا الإقتباس الذي أوردته مجلة " نيوزويك " في عددها الصادر بتاريخ 1-12-1975 يظهر بشكل لا يقبل التأويل الصورة الحقيقية للعلاقة الأمريكية الإسرائيلية، ويبرز بالتالي مدى انعدام الحكمة في الرهان على الموقف الأمريكي عندما يتعلق الأمر بالتأثير على الموقف الإسرائيلي. أن ما ينطبق على ترومان ينطبق وبشكل أشد على الرئيس باراك أوباما الذي أضطر ليلعق كل ما بشر به من تغيير أمام الموقف الإسرائيلي الصلب، لدرجة أن المعلق الإسرائيلي عكيفا إلدار: " لقد حول نتنياهو أوباما ومبعوثيه إلى مجرد دمى عديمة القيمة، وبدت الولايات المتحدة أعظم دولة في العالم مجرد نمر من ورق ". ويرى إلدار أن خضوع أوباما المهين أغرى نتنياهو لمحاولة الإثبات للرأي العام الإسرائيلي أن بإمكانه إهانة الولايات المتحدة.
وفي إسرائيل يؤكدون أن نتنياهو يكثر في أحاديثه الخاصة من القول أن يستطيع هزيمة الولايات المتحدة في عقر دارها.
وخلال اجتماع مع ضم عدد كبير من أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الليكود الذي يقوده قال نتنياهو متباهياً " يقولون أن المفاوضات معي صعبة وشاقة، وأنا أقول بالفعل أن المفاوضات معنا صعبة وشاقة ويجب أن تكون شاقة لأننا نصر على مصالح إسرائيل، يقولون أن المفاوضات معي أشبه بالمسير في جهنم، ويشرفني الإقرار بذلك لأننا سنبقى نصر على مصالح إسرائيل ولا يعنيني من يحترق بجهنم من يخطر على باله أن نقدم تنازلات فيما يتعلق بالمصالح الحيوية للدولة اليهودية ".
وبعد كل ما يقوله نتنياهو تخرج علينا السيدة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون لتعبر عن " إنبهارها " بمواقف نتنياهو الحمائمية وعروضه " السخية من أجل السلام ". ووصل الأمر إلى حد " استلطاخ " كلنتون لوزراء الخارجية العرب الذين إلتقتهم مؤخراً عندما تحدثت أمامهم عن أن أفكار نتنياهو تركت " انطباعاً عميقاً لديها ". اللافت أنه في الوقت الذي كانت كلنتون تلتقي فيه بالوزراء العرب كانت منظمة " بيتسيلم " الحقوقية الإسرائيلية تعلن أن إسرائيل شرعت في بناء أكبر مشروع إستيطاني تهويدي منذ العام 1967، حيث ستبني إسرائيل حوالي 14 ألف وحدة سكنية في محيط القدس.