Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
سلامة: مكة والمدينة ليستا بمنأى عن الخطر

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سلامة: مكة والمدينة ليستا بمنأى عن الخطر

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عائشة صالح
    تاريخ التسجيل
    24/12/2006
    العمر
    61
    المشاركات
    5,872
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي سلامة: مكة والمدينة ليستا بمنأى عن الخطر


    إذا استمرَّت الأمة في تخاذلها عن إنقاذ المقدسات
    سلامة: مكة والمدينة ليستا بمنأى عن الخطر

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    [ 10/03/2010 - 02:11 م ]

    القاهرة - المركز الفلسطيني للإعلام



    أكد الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى ووزير الأوقاف الفلسطيني الأسبق، أن المقدسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة ليست بمنأى عن الخطر الصهيوني إذا استمرَّت الأمة الإسلامية والنظام العربي في خذلانها قضية المقدسات الإسلامية، خاصة في ظل التصعيد الصهيوني لتهويد المقدسات وضمِّها والسعي إلى هدم المسجد الأقصى.

    وأضاف في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "لو فرَّطت الأمة في المسجد الأقصى وصمتت عن المحاولات الصهيونية لتهويد القدس فإنها سوف تفرِّط في مكة والمدينة المنورة اللتين تقعان على رأس المقدسات الإسلامية".

    وأوضح سلامة أن أعداء الإسلام يبرِّرون اعتداءاتهم على القدس بدعوى أنها في المرتبة الثالثة ضمن مقدسات المسلمين عقب المسجد الحرام والمسجد النبوي، لا على سلم أولوياتهم، وأن العرب أهملوا مدينة القدس على مر التاريخ، مؤكدًا كذب تلك الادعاءات وزيفها، ومشددًا على أن المسلمين لو عزفوا وصمتوا عن نصرة المسجد الأقصى فإنه سوف يأتي اليوم الذي يفرِّطون فيه أيضًا في مكة والمدينة والعياذ بالله، على حد قوله.

    وقال الشيخ سلامة: "إن المسجد الأقصى لم يَعُد فيه سوى ضربة معول لهدمه، وإن بنيانه أصيب بالضعف للحفريات التي تتم أسفله"، مشيرًا إلى وجود تشقُّقات في أعمدة المسجد وجدرانه بسبب عمليات الحفر المستمرة التي تقوم بها قوات الاحتلال.

    وأكد خطيب الأقصى أن حماية المسلمين للمسجد والتصدِّيَ لمحاولات تهويده والاعتداءات علي قداسته واجبٌ شرعيٌّ وأمانةٌ في عنق كل مسلم ومسلمة، ومن يتخلف عن أداء هذا الواجب فهو آثم ومقصِّر.

    وحول تأثير اتجاه الحكومة الصهيونية المقبلة في مخططات التهويد، قال: "أعمال الحفر والتخريب في أساسات المسجد الأقصى ليست فكرة الحكومات اليمينية، إنما إستراتيجية صهيونية اتفقوا عليها جميعًا رغم اختلافاتهم، وكلٌّ منهم يقوم بدوره في الوقت المناسب"، مشيرًا إلى أن ملف الحفريات ليس في أيدي الحكام، إنما في أيدي الجماعات المتطرفة التي استغلت الانقسام الفلسطيني والتشرذم العربي والصمت الدولي للمضي في مخططاتها.

    وأوضح أن "ارتباط الأمة الإسلامية بالمسجد الأقصى ارتباطٌ عقائديٌّ؛ لأن رحلة الإسراء والمعراج من المعجزات التي هي جزءٌ من عقيدتنا"، مشيرًا إلى أن المسجد الأقصى شهد عقد أكبر مؤتمر قمة حضره جميع المرسلين في ليلة الإسراء والمعراج، وصلَّى بهم النبي إمامًا، مذكرًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرُّهم مَن خذلهم"، قيل: أين هم يا رسول الله؟، قال: "في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس".

    وقال: "إنه تم إرسال خطاب مؤخرًا إلى أمين عام جامعة الدول العربية للمطالبة بطرح قضية القدس على جدول أعمال اجتماع الدول العربية المقبل، وجعل مسألة الاعتداءات "الإسرائيلية" على القدس في أولويات عمل القمة العربية المقبلة، والتي ستعقد في ليبيا، كما طالب الدول العربية والإسلامية بأن تقف مع الشعب الفلسطيني وتتبنى كل دولة قضية معينة، كأن تتبنى إحدى الدول بناء المساجد وترميم الأقصى، وواحدة تتبنى بناء المستشفيات وأخرى تتبنى توفير حراسة لحماية الأقصى، وغيرها مسؤولة عن الجامعات والمستشفيات، وأخرى عن ترميم البيوت التي هدمت؛ وذلك للتصدي لمحاولات تهويد القدس وتقسيم الأقصى التي تقوم بها "إسرائيل" ليل نهار.

    وشدد على أن القدس ليست قضية المسلمين وحدهم، بل هي أيضًا تهم المسيحيين؛ وذلك لوجود عدد من الكنائس والمقدسات المسيحية.

    وتساءل إمام الأقصى مستنكرًا: "ماذا كان موقف المسيحيين في العالم عندما ضربت كنيسة القيامة التي هي من أكبر مقدساتهم ويزورها الملايين سنويًّا؟!".

    وحول القرارات الصهيونية ببناء 1600 وحدة استيطانية في القدس أكد سلامة أن هذا المخطط يمثل تصعيدًا واضحًا للسياسة "الاستيطانية" التي تنتهجها الحكومة الصهيونية تجاه مدينة القدس المحتلة؛ حيث قامت سلطات الاحتلال الصهيوني في الفترة الأخيرة بإقامة مئات الوحدات "الاستيطانية" في قلب مدينة القدس، كما تقوم بمحاولات إجلاء قسرية بحق عددٍ من العائلات الفلسطينية في الشيخ جراح وشعفاط، وسلوان وجبل المكبر، وغيرها من أحياء المدينة المقدسة.

    وأكد أن المنظمات الصهيونية في أمريكا وغيرها تمول هذه الأعمال "الاستيطانية"، وأن المليونير اليهودي "ميسكوفيتش" الذي تبرَّع بـ600 مليون دولار في السنوات الماضية لإقامة مغتصبة جبل أبي غنيم، قد أبدى استعداده لتمويل هذه المغتصبات في قلب حي رأس العامود بالمدينة المقدسة.

    وقال الشيخ سلامة إن هناك مخططًا لإبعاد عشرات الآلاف من المواطنين المقدسيين الذين يحملون الهوية الزرقاء بحجة أنهم يعيشون خارج ما يسمَّى بجدار الفصل العنصري؛ وذلك من أجل تفريغ المدينة من سكانها الأصليين، واستقدام آلاف المغتصبين بدلاً منهم.

    وحذر من الممارسات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الصهيوني، والمتمثلة في تطبيق سياسة التطهير العرقي بحق المواطنين الفلسطينيين في المدينة المقدسة، مبينًا المخاطر الحقيقية التي تهدد عشرات الآلاف من المقدسيين بفقدانهم حق الإقامة في مدينتهم المقدسة.

    وناشد الشيخ سلامة الدول العربية والإسلامية ضرورة الإسهام في دعم المشاريع الإسكانية للأزواج الشابة داخل المدينة المقدسة، وكذلك المشاريع التعليمية، مثل جامعة القدس وجميع المؤسسات التعليمية، وكذلك دعم المشاريع الصحية، مثل مستشفى المقاصد الإسلامية ومستشفى المطلع والمركز العربي داخل المدينة المقدسة، وغير ذلك من المؤسسات الصحية، وضرورة دعم التجار عن طريق الغرفة التجارية بمدينة القدس كي يبقوا مرابطين ثابتين، وكذلك دعم سدنة الأقصى وحرَّاسه وطلاب الجامعات والعمال والأسر الفقيرة والمحتاجة، وكذلك الإسهام في دعم عمليات الترميم داخل المدينة المقدسة للمحافظة على الطابع العربي والإسلامي لها؛ وذلك من خلال عمل وقفيات لكل مشروع من هذه المشاريع، تكون مصدرًا ثابتًا ومستمرًّا للمحافظة على المدينة المقدسة، ودعم صمود أهلها.

    وطالب علماء الأمة الإسلامية بتوضيح حقيقة الصراع العربي - الصهيوني بأنه صراع ديني لا صراع سياسي، محذرًا من قرب اكتمال المخططات الصهيونية لتهويد القدس.

    وشدد على أن الكيان الصهيوني يهدف من هذه المخططات إلى إحكام قبضته على المدينة المقدسة وإضفاء الصبغة الصهيونية عليها وإزالة أي أثرٍ عربيٍّ أو إسلاميٍّ أو حتى مسيحيٍّ فيها، مؤكدًا أن "الأمة تمتلك كافة مقومات الانتصار من قوة اقتصادية وعقول مفكرة وأيد عاملة، ولكن ينقصنا الوحدة".

    وأشار سلامة إلى أن ما يحدث في القدس الآن ليس وليد اليوم، ولكنه حلقة في مسلسل صهيوني بدأ منذ أن سيطر اليهود على المدينة المقدسة عقب عدوان 1967، وكان أول ما فعله الصهاينة هو نسف حائط المغاربة لتوسيع ما يُسمُّونه "حائط المبكى" الذي صدر قرار من عصبة الأمم عام 1931م بأن "حائط البراق" جزءٌ لا يتجزَّأ من المسجد الأقصى وملكية خاصة للمسلمين وليس لليهود أي حق فيه.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية عائشة صالح
    تاريخ التسجيل
    24/12/2006
    العمر
    61
    المشاركات
    5,872
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: سلامة: مكة والمدينة ليستا بمنأى عن الخطر



    "حماية المقدسات من أوجب واجبات الدين"
    العلي: منع نصرة المجاهدين في الأقصى خيانة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    [ 08/03/2010 - 11:22 ص ]


    الكويت - المركز الفلسطيني للإعلام




    قال الشيخ حامد بن عبد الله العلي، الأمين العام الأسبق للحركة السلفية في الكويت: "إنَّ من أوجب واجبات الدين وأعظم فرائض الإسلام؛ حماية المقدسات الإسلامية من أعداء الأمة، وعلى رأسها -بعد الحرمين- المسجد الأقصى المبارك، وما حوله من الأرض المقدسة".

    وأوضح العلي -في الفتوى التي نشرها موقعه الإلكتروني اليوم الإثنين (8-3)- أن أرض فلسطين "أورثها الله تعالى أمة الإسلام، وجعل الحفاظ عليها أمانة الله بيدها، وسمَّى المفرِّط فيها خائنًا، وتوعـَّد من تخاذل عن الدفاع عنها بالعذاب الأليم، والاستبدال.. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمـون)، وقد نزلت هذه الآية فيمن أسرَّ إلى اليهود خبرًا بغير رضا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن أسـلم المسجد الأقصى والأرض المقدَّسة وأهلها من المسلمين وغيرهم من المظلومين ممن هم في عهد المسلمين؛ أسلمهم إلى اليهود بالتثاقل عن النصرة والجهاد؟!"، مؤكدًا بالقول: "والله إنَّ التقاعس عن نصرتهم من أعظم الآثام، وأشنع الإجرام".

    وأكد أن التخاذل عن الجهاد عمومًا يوجب عذاب الله تعالى، "فكيف بمن يتخاذل عن جهاد أشدِّ الناس عداوةً للمؤمنين، المغتصبين لبيت المقدس، المعتدين على حرمات الأمة وجميع مقدساتها؟!".

    ونقل الشيخ العلي إجماع العلماء واتفاق المذاهب الإسلامية على أنَّ الجهاد من أعظم الفروض إذا احتلَّ العدوُّ أرضًا إسلاميةً حتى لو كانت خرابًا أو مواتًا على حدود بعيدة من أرض الإسلام، متسائلاً: "فكيف يكون هذا الفرض الإسلامي العظيم إذا كان المسجد الأقصى هو المحتلَّ، والأرض المقدسة هي المغتصبة؟!".
    وشدَّد على أن "حكم من يصطفُّ مع الصهاينة بأيِّ عمل كان -بمحاصرة المجاهدين، أو إعاقة جهادهم، أو التضييق عليهم، أو التعاون مع اليهود في عدوانهم بأيِّ شكل ضدَّ المقاومين، بالتعاون الأمني، أو الاستخباراتي، أو السياسي، أو بالفتوى، أو غير ذلك، أو بتوقيع المعاهدات مع اليهود المتضمّنة التنازل عن أيِّ حقِّ للمسلمين في فلسطين، أو ما يُسمَّى التطبيع معهم، أو منع نصرة المجاهدين في فلسطين بالمال والنفس أو غيرهما من وسائل النصرة- فهذا هو التولِّي للكافرين؛ الذي جعله القرآن العظيم أعظم الخيانة للمسلمين، والدخول في زمرة أعداء الدين"، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوِّي وعدوَّكم أولياء)".

    وأكد الشيخ العلي أن الواجب اليوم على الأمة الإسلامية التداعي لنجدة المسجد الأقصى، والتحرك السريع لدعم الجهاد في فلسطين؛ لحماية بيت المقدس ومقدسات الأمة، وذلك بالآتي:

    أولاً: فكّ الحصار عن غزة، وفتح مكاتب لفصائل المقاومة الفلسطينية في كل البلاد العربية، والإسلامية، والتأليف بينها.

    ثانيًا: التحرك لإطلاق كل السجناء في سجون دايتون - عباس في الضفة، وتحسين أوضاع كلِّ الفلسطينيين في الداخل والخارج ورفع معاناتهم.

    ثالثًا: دعم الجهاد الفلسطيني بكل ما يحتاجه من دعم معنوي ومادي لتنطلق الانتفاضة الثالثة لحماية المقدسات.

    رابعًا: إيقاف مهزلة المفاوضات العبثية، ومقاطعة كلِّ من ينخرط فيها.

    خامسًا: محاربة كلِّ أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتصدِّي لدعواته.

    سادسًا: إعادة اصطفاف الأمة حول قضية فلسطين؛ بما في ذلك تكوين اللجان، وتفعيل وسائل الإعلام، ودور الدعاة، والمفكرين.. إلخ.

    سابعًا: محاصرة فكر الانهزام النفسي، وكشف زيف التيَّار المروّج له في بلادنا، وتشجيع الفكر المقاوم، وبثّ روح الجهاد، ونشر ثقافة الدفاع عن الهوية والحقوق واستقلال إرادة الأمة، وتبنّي مشاريع طرد المستعمر، وإخلاء بلاد الإسلام من الوجود الأجنبي التابع له.

    وهذا كلُّه من الفروض التي لا يجوز التقاعس عنها، والمتخاذل عنها من أعظم المجرمين، والمثبِّط عنها من أشد الصادِّين عن الدين.

    وإليكم نص الفتوى


    الحمد لله، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد، وعلى آله، وبعد..

    فإنَّ من أوجب واجبات الدين، وأعظم فرائض الإسلام، حماية المقدسات الإسلامية من أعداء الأمَّة، وعلى رأسها بعد الحرمين المسجد الأقصى المبارك، وما حوله من الأرض المقدسة، مهاجر الأنبياء عليهم السلام، ومسرى خاتمهم عليه أفضل الصلاة والسلام، والتي أورثها الله تعالى أمة الإسلام، وجعل الحفاظ عليها أمانة الله بيدها، وسمَّى المفرِّط فيها خائنًا، وتوعَّد من تخاذل عن الدفاع عنها بالعذاب الأليم، والاستبدال، قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون﴾، وقد نزلت هذه الآية فيمن أسرَّ إلى اليهود خبرًا بغير رضا الله، ورسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن أسلم المسجد الأقصى والأرض المقدَّسة وأهلها من المسلمين، وغيرهم من المظلومين ممن هم في عهد المسلمين؛ أسلمهم إلى اليهود بالتثاقل عن النصرة والجهاد؟!

    وقال تعالى متوعِّدًا من يتخاذل عن الجهاد عمومًا بقوله: ﴿إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فكيف بمن يتخاذل عن جهاد أشد الناس عداوةً للمؤمنين، المغتصبين لبيت المقدس، المعتدين على حرمات الأمة، وجميع مقدساتها؟!

    هذا وقد قال تعالى: ﴿فما لكم لا تقاتلون في سبيل الله، والمستضعفين من الرجال، والنساء والولدان، الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، واجعل لنا من لدنك وليًا واجعل لنا من لدنك نصيرًا﴾، ومعلوم أنه ليس ثمة طائفة من المسلمين ظُلمت واستُضعفت مثل أهلنا في فلسطين طيلة عقود؛ فقـد قُتل ويُقتل منهم الآلاف، وشُرِّد ويُشرَّد الملايين، وتُغتصب أرضهم، وتنتهك أعراضهم، ويُؤسَـر رجالهم، ونساؤُهم، وتهراق دمـاء أطفالهـم، وشيوخهـم، ويغيـَّر حتى تاريخـهم، وأسماءُ مدنهـم .

    فوالله إنَّ التقاعس عن نصرتهم من أعظم الآثام، وأشنـع الإجرام .

    وإذا كان الله تعالى قد فرض الجهاد لرفع الظلم عن المسلمين المستضعفين، فكذلك الجهاد لرفع الظلم الذي هو في حقِّ مساجد الله : قال تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها )،

    وهذه الآية في عموم المساجد، فكيف بالمسجد الأقصى المعظم، أولى القبلتين، ومسرى خاتم المرسلين، ومهاجـر النبيين ؟!
    ،
    وهاهـم الصهاينـة يخربون المسجد الأقصى، ويمنعون المسلمين من ذكر اسم الله فيه .
    ،

    هذا وقد أجمع العلماء، واتفقت المذاهب الإسلامية على أنَّ الجهاد من أعظم الفروض إذا احتل العدوُّ أرضا إسلامية حتى لوكانت خرابا، أو مواتا، على حدود بعيـدة من أرض الإسلام، وأنَّ جميع النصوص الواردة في الوعيد على ترك الجهاد تتنزّل على ترك جهاد هذا العدوِّ ،

    فكيف يكون هذا الفرض الإسلامي العظيـم إذا كان المسجد الأقصى هو المحتلَّ، والأرض المقدسة هي المغتصبة ؟!
    ،
    ولنذكر فيما يلي مذاهب العلماء في وجوب جهاد المحتل ،
    ،
    ففي فتح القدير لإبن الهمام 5/ 191: ( فإن هجموا على بلدة من بلاد المسلمين فيصير من فروض الأعيان على جميع أهل تلك البلد النفر، وكذا من يقرب مِنهم إن لم يكن بأَهلها كفاية، وكذا من يقرب ممن يقرب، إن لم يكن بمن يقرب كفاية، أَو تكاسلوا، أَو عصوا، وهكذا إلَى أَن يجب على جميع أهل الإسلام شرقا، وغربا)
    ،

    وفي شرح الخرشي على خليل 3/111 : ( ذكر هنا أنه قد يتعين على كل أحد , وإن لم يكن من أهل الجهاد كالمرأة، والعبد، ونحوهما ن كما إذا فجأ العدو مدينة قوم , فإن عجزوا عن الدفع عنهم، فإنه يتعين على من بقربهم أن يقاتلوا معهم العدو، ما لم يخف من بقربهم معرة العدو , فإن خاف ذلك بإمارة ظاهرة فليلزموا مكانهم )
    ،

    وفي شرح عليش على خليل 3/141 : ( ( وتعيّن ) بفتحات مثقلا أي صار الجهاد فرض عين ( بفجئ ) أي هجوم ( العدو ) أي الكافر الحربي على قوم بغتة ولهم قدرة على دفعه أو على قريب من دارهم فيلزم كل قادر على القتال الخروج له وقتاله ... ( و ) تعين الجهاد ( على من بقربهم ) أي من فجأهم العدو ( إن عجزوا ) أي من فجأهم العدو عن دفعه إن لم يخش غير المفجوئين معرة على نسائهم، وعيالهم، وبيوتهم من عدوّ بتشاغلهم بالدفع عمن فجأهم العدو , وإلاَّ تركوا إعانتهم ... ) .
    ،

    وفي نهاية المحتاج للرملي 8/59: ( فإن دخلوا بلدة لنا، أو صار بيننا، وبينهم دون القصر، فيلزم أهلها الدفع حتى على من لا جهاد عليه من فقير، وولد، ومدين، وعبد وامرأة ) ،
    ،

    وفي أسنى المطالب 4/ 178 : ( ولو نزلوا ) أي الكفار ( على خراب ) أو موات ولو بعيدا عن الأوطان ( من حدود ) دار ( الإسلام تعين دفعهم ) كما لو دخلوا بلاد الإسلام ).
    ،

    وفي تحفة المحتاج 9/235، وقريب منه ما في نهاية المحتاج 8/59-60 : ( ( الثاني ) من حالي الكفار ( يدخلون ) أي : دخولهم عمران الإسلام أو خرابه أو جباله كما أفهمه التقسيم , ثم في ذلك يفصل بين القريب مما دخلوه والبعيد منه . فإن دخلوا ( بلدة لنا ) أو صار بينهم وبينها دون مسافة القصر كان خطبا عظيما ; ( فيلزم أهلها ) عينا ( الدفع ) لهم ( بالممكن ) من أي شيء أطاقوه , ثم في ذلك تفصيل : ( فإن أمكن تأهب لقتال ) بأن لم يهجموا بغتة ( وجب الممكن ) في دفعهم على كل منهم ).

    و في الإنصاف للماوردي 4/117: ( إذا نزل الكفار على بلد المسلمين تعين على أهله النفير إليهم ) ،

    وفي حاشية بن عابدين 3/24: ( وفرض عين إن هجم العدو على ثغر الاسلام فيصير فرض عين على من قرب منهم، فأما من ورائهم ببعد من العدو، فهو فرض كفاية إذا لم يحتاج إليهم، فأن عجز من كان بقرب العدو عن المقاومة مع العدو، أو لم يعجزوا عنها، ولكنهم تكاسلوا، ولم يجاهدوا، فإنه يُفترض على من يليهم فرض عين، كالصلاة، والصوم، لا يسعهم تركه إلى أن يُفرض على جميع أهـل الإسلام، شرقاً وغرباً، وعلى هذا التدرج ).

    وفي المحلى لإبن حزم 5/341 : ( ولا يجوز الجهاد إلاَّ بإذن الأبوين إلا أن ينزل العدوُّ بقوم من المسلمين ففرض على كلِّ من يمكنه إعانتهم أن يقصدهم مغيثـاً لهم أذن الأبوان، أم لم يأذنا).

    وفي السياسة الشرعية لابن تيمية 171 : ( فأما إذا أراد العدوّ الهجوم على المسلمين فإنه يصير دفعه واجبا على المقصودين كلّهم , وعلى غير المقصودين , لإعانتهم ... وهذا يجب بحسب الإمكان على كلّ أحد بنفسه، وماله , مع القلة، والكثرة , والمشي، والركوب , كما كان المسلمون , لما قصدهم العدوُّ عام الخندق ولم يأذن الله في تركه أحدا العدو ) .

    وله كما في الفتاوى الكبـرى 5/539 : ( إذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب، فالأقرب إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة , وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد، ولا غريم ) .

    هذا .. أما حكـم من يصطفّ مـع الصهاينـة، بأيِّ عمـل كان، بمحاصرة المجاهدين، أو إعاقة جهادهم، أو التضييق عليهم، أو التعاون مع اليهود في عدوانهم بأيِّ شكل ضـدّ المقاومين، بالتعاون الأمني، أوالإستخباراتي، أوالسياسي، أو بالفتوى، أو غير ذلك،
    أو بتوقيع المعاهدات مع اليهود المتضمّنة التنازل عن أيِّ حقِّ للمسلمين في فلسطين، أو ما يُسمَّى ( التطبيع ) معهم، أو منع نصرة المجاهدين في فلسطين، بالمال، والنفس، أوغيرهما من وسائل النصرة،
    فهذا هو التولـّي للكافرين الذين جعل القرآن العظيم أعظم الخيانة للمسلمين، والدخول في زمرة أعداء الدين .

    كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء )
    وقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنهم منهم، إنَّ الله لا يهدي القوم الظالمين )
    وقال : ( إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولّوهم، ومن يتولهّم فأولئك هم الظالمون ) .

    هذا وإن الواجب اليوم على الأمة الإسلامية التداعي لنجدة المسجد الأقصى، والتحرك السريع لدعم الجهاد في فلسطين، لحماية بيت المقدس، ومقدسات الأمة ، وذلك :

    أولا : بفك الحصار عن غـزّة العــزّ، وفتح مكاتب لفصائل المقاومة الفلسطينية، في كلّ البلاد العربية، والإسـلامية، والتأليف بينها .

    ثانيا : التحرك لإطلاق كلّ السجناء في سجون دايتون عباس في الضفة، وتحسين أوضاع، ورفع معاناة، كلِّ الفلسطينيين داخل، وخارج فلسطين.

    ثالثا : دعم الجهاد الفلسطيني بكلّ ما يحتاجه من دعم معنوي، ومادّي، لتنطلق الانتفاضة الثالثة، لحماية المقدسات .

    رابعا : إيقاف مهزلة المفاوضات العبثية، ومقاطعة كلِّ من ينخرط فيها .

    خامسا : محاربة كلِّ أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، والتصدّي لدعواته.

    سادسا : إعادة إصطفاف الأمـّة حول قضية فلسطين، بما في ذلك تكوين اللجان ، وتفعيل وسائل الإعلام، ودور الدعاة، والمفكرين ..إلخ

    سابعا : محاصرة فكر الإنهزام النفسي، وكشف زيف التيـّار المروّج له في بلادنا، وتشجيع الفكر المقاوم، وبثّ روح الجهاد، ونشر ثقافة الدفاع عن الهوية، والحقوق، وإستقلال إرادة الأمة، وتبنـّي مشاريع طرد المستعمر، وإخلاء بلاد الإسلام من الوجود الأجنبي التابع له .

    وهذا كـلُّه من الفروض التي لايجوز التقاعس عنها، والمتخاذل عنها من أعظم المجرمين، و المثبـِّط عنـّها من أشد الصادّين عن الدّيـن.

    هذا .. وقـد قـال الحق سبحانه: (أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير).

    وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائما، يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة) رواه مسلم.

    ووعد الله الحق أن ينصر هذه الأمة أن هي نصرته، ويعزها إنَّ هي جاهدت في سبيله قال تعالى : ( إن تنصروا الله ينصركم ) وقال تعالى (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).

    والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •