علاقة الألعاب الرياضية بالاندماج الاجتماعي للطفل

مقدمة

من بداهة الأمر , القول : إن اللعب كفعالية تلقائية للأطفال , يساعد على معرفة طبيعتهم وآمالهم وبأفضل من أية فعالية أخرى
فدراسة اللعب تدخلنا في عمق الطفولة وقلبها , لكن الاكتفاء بذلك يتركنا دائما في مستوى الطفل , ويترك الطفل دوما طفلا يتعلم من الحياة دون أي مؤثر إيجابي مساعد , ومن تم لا بد من مقابلة اللعب بالعمل المدرسي من جهة , والاندماج الاجتماعي من جهة ثانية , فالتأثيرات التي تخلفها الألعاب المنظمة والموجهة – وفي مقدمتها الألعاب الرياضية – في وسعها أن تكشف عن القوى الفاعلة في دواخل الطفل , وتهيئ إمكاناته الجسدية والعقلية والنفسية لتستثمر طاقاته في تنمية مجتمعه . وهي في ممارستها البسيطة وسط ساحة المدرسة , تدخل في إطار النشاطات اللاصفية والتي هي وسيلة مثلى في إقامة علاقات بينها وبين المجتمع , وإذا جرت وفق أسس علمية مدروسة , كان لها تأثيرها الإيجابي على المجتمع , وإذا جرت وفق أسس اجتماعية كان للمجتمع تأثير عليها , ومن تم فهي في تفاعل مستمر بين العلم والحياة المجتمعية , فينعكس هذا التفاعل على الطفل الذي هو محور العلم وخلية المجتمع , وما دام الوسيط في نقل خبرات هذا التفاعل الحيوي هو المعلم / الأستاذ , فهو يتيح للطفل الفرصة بشكل صريح ومنظم , ويحميه بممارسة ألعاب ملائمة لطبائع نموه العقلي والوجداني والحركي والاجتماعي , فيرتفع مستوى قدراته إلى ما هو أقوى تفكيرا وسلوكا , متغلبا على حالة التذبذب بين الاتزان وعدمه , مشبعا حاجاته في سبيل التوافق والتكيف والاندماج , وبذلك لا يتبع أساليب بعيدة عن المجتمع وثقافته وحضارته , لأنه سيكتسبها عن طريق التنشئة الاجتماعية في إطارها الاجتماعي حتى وهي بشكل تمهيدي إعدادي داخل المدرسة
إن بحثا في هذا الموضوع له ما له من نتائج مهما تكن نسبية إلا وتسلط الأضواء على العلاقة التربوية الاجتماعية بين ألعاب الطفل الرياضية وسلامة اندماجه في المجتمع
محمد التهامي بنيس