بلدة قشريش: مسقط رأس بلاس انفانتي



بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.



على الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الخامس من يوليو 1885م, و في المنزل رقم 51 بشارع كاريراCarrera ببلدة قشريش Casares المالقية, و ُلد بلاس انفانتي بريثBlas Infante Perez الذي سيُصبح فيما بعد ”أب الأمة الأندلسية” و واضع اللبنات الأولى لبناء أندلس إسلامية حرة تفخر بماضيها الإسلامي المُشرق.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تقع بلدة قشريش على ارتفاع 435م في الجنوب الغربي من مالقة على بعد كيلومترات قليلة من البحر المتوسط و من ساحل الشمس الشهير بCosta del Sol, إضافة لقربها من منطقة سيرانيا دي رندة Serrania de Ronda المشهورة بمقاومتها للاحتلال القشتالي. شاركت قشريش في ثورة المسلمين (1499-1500) ضد قرار تنصيرهم الذي أصدره الملكان الكاثوليكيان –جعل الله قبريهما حفرة من حفر النار-, هذه الانتفاضة أُخمدت فاختار أهل قشريش الرحيل إلى المغرب سنة 1500 تفاديا لتنصيرهم (1). لم تتوانى هذه البلدة الباسلة مرّة أخرى في المشاركة في حرب غرناطة الكبرى لتحرير الأندلس (1568-1571) التي قادها أبناء منطقة البشرات رحمهم الله. بل كانت في فترة من فترات الحرب نقطة الثقل و مركز العمليات نظرا لوعورة تضاريسها و شبهها بمنطقة البشرات و التقارب الكبير بين أهل هذين المنطقتين المقاومتين. و خلال الاحتلال الفرنسي للأندلس –حيث انتزعها من يد الغاصب الإسباني و لو لفترة قصيرة خلال بداية القرن 19- لم يستطع جنود نابليون إخضاع البلدة.

فليس من المستغرب إذن أن تنجب قشريش رجلا مقاوما للوجود القشتالي و هي البلدة المقاومة دائما لأي احتلال, فكان جزاء هذا الصمود هو قهر جلادها لها و لأبنائها. و قد كتب بلاس عن حال بلدته : ”كانت نفسي مُعذّبة و مبتسمة, و المعنى المأساوي للحياة الذي رضعته من ثديي بلدتي مع مأساة الأبناء الخُلَّص للأندلس, تحمّلتها بعزيمة مسلمة”(2). و كتب أيضا مشيرا إلى تأثير بلدته فيه: ”بقيت الصورة القاتمة للفلاح المياوم Jornaleroعالقة في ضميري منذ طفولتي. رأيته يمشي يحمل الجوع في طرقات البلدة, و قد اختلط عليه ألمه و ألم الليالي الشتوية المحزنة…” (3)

لقد كسّر الاحتلال القشتالي شوكة قشريش و أحالها بلدة بائسة ينخر الجوع و القهر عظم أبنائها الأندلسيين. فتح بلاس انفانتي عينيه على هذا الواقع التعيس فآلمه و أثّر في مسيرته فيما بعد.

المنزل الذي وُلد به بلاس انفانتي

اليوم تحول المنزل الذي وُلد به بلاس إنفانتي إلى ملكية البلدية التي تعتبره منزل أشهر شخصية قشريشية, فجعلت منه متحفا يحوي بعض آثار بلايس و نقطة سياحية هامة في المنطقة, بل لا تُعتبر زيارة السائح لهذه البلدة كاملة إلا بزيارة مسقط رأس بلاس.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

تمثال بلاس انقانتي

تمثال بلاس انفانتي و فوقه يرفرف علم إقليم الأندلس و علم إسبانيا. ظل بلاس طيلة حياته يحارب علم هذه الدولة بالفكر و القلم و نبش التاريخ, فما كان من أعدائه إلا أن قتلوه. إنها إهانة لتضحياته أن نرى ذلك العلم فوق تمثاله. الأعجب من هذا ان التمثال يوجد في منطقة سميت ”ساحة إسبانيا”.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مناظر عامة لوعورة البلدة و جمالها

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
[IMG]http://blogs-static.maktoob.com/wp-content/blogs.dir//87596/files//2010/03/d_casares_malaga_t2900193.jpg
[/IMG]
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


القلعة Castillo


هي أعلى مكان بالبلدة. بنيت هذه القلعة خلال العصر الإسلامي و بالتحديد في القرن 13م. و اليوم هي بقايا أطلال تشهد على فترة امتد فيها اتساع بلدة قشريش إلى حوالي 8 كلم مربعة. كانت قلعة ذات مكانة استراتيجية بصفتها قلعة حصينة تربط بين المضيق و جبال سيرانيا دي رندة. تعرضت للتخريب خلال الغزو الفرنسي للأندلس خلال القرن 19م.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

كنيسة القلعة

كنيسة التجسد أو كنيسة القلعة, هي ليست سوى حصن إسلامي قديم و لازال البرج يشهد على ذلك. تحول هذا الحصن إلى كنيسة في القرن 16 بأمر من البابا خوليو الثاني.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

مقبرة البلدة

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ساحة إسبانيا
مركز البلدة و ملتقى ثمانية أزقة.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الهوامش:



<!--[if !supportLists]-->(1) <!--[endif]-->Guerre et Habitat en andalousie orientale au XVI siécle. Bernard Vincent (Université Paris VII). P : 280-281.

<!--[if !supportLists]-->(2) <!--[endif]-->Fundamentos de Andalucia. Blas Infante. P135.

Ideal Andaluz. Blas Infante(3) .

<!--[if !supportLists]--><!--[endif]-->كتبه هشام بن محمد زليم المغربي