إن الذي يقارن اللغة العربية بغيرها من اللغات العالمية يجد أنها لغة أقرب ما تكون إلى الكمال وذلك في جميع خصائصها. إن صدور مثل هذه اللغة الكاملة أو المثالية عن أمة أمية مكونة من قبائل عربية متفرقة ومتحاربة عاشت كبدو رحل في أماكن متباعدة في صحارى الجزيرة العربية أقرب ما يكون إلى المعجزة. فهذه اللغة قبل أن ينزل القرآن الكريم بها لم يسبق وأن استخدمت في كتابة أي كتاب يذكر فكان الشعر العربي الذي كانت تتناقله العرب مشافهة هو الوسيلة الوحيدة التي استخدمت لحفظها من التفرع للغات متعددة كما حدث مع اللغات الأخرى. ولو قدر لعلماء اللغة في هذا العصر أن يجتمعوا ويفكروا في وضع لغة عالمية جديدة تقوم على أسس علمية بحيث يسهل تعلمها من قبل الناس وتعبر كذلك عن مكنونات نفوسهم تمام التعبير لما تمكنوا من وضع لغة ترقى إلى مستوى اللغة العربية في درجة إتقانها. ومما يثير الدهشة أن هذا الكمال في اللغة العربية ينطبق على جميع مكوناتها بلا استثناء فنجد الكمال في عدد حروفها المنطوقة حيث تغطي جميع مخارج الحروف التي يمكن للفم كآلة للكلام أن تخرجها. ونجد الكمال في طريقة تمثيل الحروف المنطوقة بحروف مكتوبة حيث يوجد لكل حرف منطوق حرف مكتوب واحد فقط يمثله فاللغة العربية تكتب كما تلفظ على عكس كثير من اللغات. ونجد الكمال كذلك في سهولة اشتقاق كلمات كثيرة من نفس الجذر تعبر عن معاني دقيقة مشتقة من المعنى العام لهذا الجذر. وبهذا يمكن للمتكلم باللغة العربية أن يقوم بتأليف عدد كبير جدا من الكلمات من خلال حفظه لعدد قليل من الجذور وحفظه لقواعد الاشتقاق. ونجد الكمال أيضا في طرق تكوين الجمل المفيدة من الكلمات بأقل عدد ممكن منها وبحيث يسهل تمييز الفعل والفاعل والمفعول به وتحديد زمن الفعل وأحوال وصفات الفاعل والمفعول وغيرها الكثير. ونجد الكمال في علامات التشكيل والتي أنقذت اللغة العربية من الفوضى التي حلت باللغات الأخرى عند كتابة الكلمات بدون علامات التشكيل كما سنبين ذلك في ما بعد. وكذلك نجد الكمال في أنواع الضمائر وفي أسماء الإشارة وأسماء الموصول وفي أحرف المعاني من حيث عدد أنواعها وقلة عدد أحرفها. وتتضح هذه الميزات عند ترجمة اللغة العربية إلى اللغات الأخرى حيث تحتاج اللغات الأخرى إلى ضعف عدد الكلمات للتعبير عن نفس المعاني ولا تكاد توصل المعنى المطلوب. فعلى سبيل المثال تبلغ عدد كلمات القرآن الكريم 84,142 كلمة بينما تبلغ عدد كلمات ترجمته إلى اللغة الانكليزية 175,192 كلمة (ترجمة يوسف علي). إن اجتماع جميع هذه الخصائص الفريدة في اللغة العربية يؤكد على أن لهذه اللغة شأن كبير وأنه لا بد أنها أحكمت من لدن حكيم خبير سبحانه وتعالى فهؤلاء البدو الرحل أعجز من أن يقوموا بهذه المهمة. والدليل على ذلك أن العرب اليوم على كثرتهم وكثرة مدارسهم وجامعاتهم ومجامعهم اللغوية وإذاعاتهم السمعية والمرئية وصحفهم ومجلاتهم وكتبهم لم يفلحوا في الإبقاء على اللغة العربية الفصحى لغة لهم ولولا القرآن الكريم لتفرعت هذه اللغة المقدسة إلى لغات بعدد الدول العربية. ولقد اعترف كثير من علماء اللغة بكمال اللغة العربية فقد قال ارنست رينان في كتابه تاريخ اللغات السامية: ( تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها ورقة معانيها و حسن نظامها ظهرت كاملة من غير تدرج ), وقال عنها المطران يوسف داوود الموصلي : ( أقرب سائر لغات الدنيا إلى قواعد المنطق عباراتها سلسة طبيعية ). ولقد أكد القرآن الكريم على فصاحة اللغة العربية وكمالها في آيتين كريمتين وهما قوله تعالى "وَلَقَدْ نَعلم أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعلمهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)" النحل وقوله تعالى "وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)" الشعراء. ومما يثير الاستغراب أن هذه اللغة على كمالها تتعرض لهجمة شرسة من قبل أعدائها ومن قبل بعض أبناء جلدتها ويتهمونها بالتعقيد ويطالبون باستبدالها باللهجات العامية. وفي المقابل نجد أن اللغة الإنكليزية مليئة بالعيوب وغاية في التعقيد ولكن لا نجد من يعيبها أو يطالب بتصحيح ما فيها من عيوب. ولا يخفى على أحد أن الحملة على اللغة العربية ما هي في الحقيقة إلا حملة على القرآن الكريم فهم يريدون أن يبعدوا المسلمين عن دينهم من خلال إبعادهم عن فهم مصدر هذا الدين ولكن يأبى الله عز وجل أن يحققوا أهدافهم مصداقا لقوله سبحانه "يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) " التوبة. ولكي يتبين للقارئ أوجه الكمال في اللغة العربية لا بد من مقارنتها مع اللغة الإنكليزية وهي أوسع اللغات انتشارا حيث أن محاسن الأشياء تظهر من مساوئ أضدادها وذلك كما قال الشاعر (والضد يظهر حسنه الضد).
الحروف الأبجدية
تتكون الأبجدية العربية من تسعة وعشرين حرفا ملفوظا تكتب بتسعة وعشرين حرفا مكتوبا حيث تم تخصيص لكل حرف ملفوظ حرف مكتوب يمثله تمام التمثيل وبدون أي لبس. وتتميز الأحرف العربية عن غيرها بأنها تتولد من مختلف أجزاء مكونات آلة الكلام وهي الجوف والحلق واللسان والشفتان والخيشوم. فمن الجوف تخرج أحرف المد الثلاثة وهي الألف والواو والياء ومن الحلق تخرج ستة أحرف وهي ابتداء من أقصى الحلق الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء ومن الشفتان تخرج أحرف الباء والفاء والميم والواو ومن اللسان وبمساعدة ما يحيط به من الحنك والأسنان والخيشوم تخرج بقية الأحرف. بينما نجد أن الأبجدية الإنكليزية تتكون من ستة وعشرين حرفا مكتوبا تستخدم لكتابة ثلاثة وعشرين حرفا ملفوظا فقط حيث لا توجد فيها أحرف الحاء والخاء والضاد والظاء والعين والغين. وعلى الرغم من أن عدد الأحرف المكتوبة فيها يزيد عن عدد الأحرف الملفوظة إلا أنه يوجد فيها خمسة أحرف ملفوظة لا يوجد ما يمثلها من الأحرف المكتوبة حيث يتم كتابتها باستخدام حرفين وهي الثاء (th) والذال (th) والشين (sh) والصاد (su&so) والطاء (ut &ot). أما الأغرب من ذلك فهو أن بعض الأحرف الملفوظة يتم تمثيلها بأحرف غير الحرف الأصلي لها وبدون قاعدة تحكمها كما هو الحال مع أحرف الجيم والسين والفاء والكاف والواو والياء وكما هو واضح في الجدول المرفق. وأما أحرف المد الثلاث وهي الألف والواو والياء فقد تم تمثيلها بستة أحرف مكتوبة وهي (A, E ,I, O, W, & Y) ومن الصعب جدا على الشخص أن ينطقها من خلال التهجي بل يتم ذلك من خلال السماع فقط. ولذلك نجد عددا كبيرا من الكلمات لها نفس اللفظ رغم اختلاف أحرف المد فيها كما في (dear, deer, son, sun, lead, leed, road, rode). ناهيك عن وجود أحرف في كثير من الكلمات الإنكليزية لا يتم لفظها كما في (right, judge, talk ) أو وجود كلمات لها نفس الأحرف وتلفظ بطرق مختلفة (now, know) ولذا تم إضافة حرف إلى أحدهما للتفريق بينهما وغير ذلك الكثير.
الأحرف العربية الأحرف الإنكليزية ملاحظات الأحرف العربية الأحرف الإنكليزية ملاحظات
ء E,A & I كما في ( ear, ask & in ) ض لا يوجد
ا A &U كما في (back & under) ط UT&OT كما في (but & lot)
ب B & P كما في (book & pen) ظ لا يوجد
ت T ع لا يوجد
ث TH كما في (three & thin) غ لا يوجد
ج J, dg & G كما في (job, budget & gene) ف F, V& PH كما في ( photo&fig, verb)
ح لا يوجد ق G
خ لا يوجد ك K, Q,C,CH & CK كما في (keep, queen, cat, school & back)
د D ل L
ذ TH كما في (that & there) م M
ر R ن N
ز Z ه H
س S & C كما في (see & cement) و O & W كما في (boy & white)
ش SH,CH & TIO كما في (shut, chair & action) ي Y, U & E كما في (year, union & deen)
ص SU, SI,US & SO كما في (sun, sight, bus & son)
الاشتقاق
إن أهم ما يميز اللغة العربية على غيرها من اللغات هو أنها لغة اشتقاقية وليست سماعية حيث يتم اشتقاق عدد كبير من الكلمات من جذر واحد للتعبير عن معاني مختلفة لها علاقة بالمعنى العام لهذا الجذر. وتتم عملية الاشتقاق وفق قواعد بسيطة ومحددة إذا ما تعلمها الإنسان فإن بإمكانه رفع رصيده اللغوي إلى عدة آلاف من الكلمات إذا ما حفظ جذورها والتي تعد بالمئات. أما اللغات السماعية كاللغة الإنكليزية مثلا فإن على من يتعلمها أن يحفظ عدة آلاف من الكلمات للتعبير عن نفس المعاني التي تقابلها في اللغة العربية. فعلى سبيل المثال فإنه يمكن لمتعلم اللغة العربية الحصول بكل سهولة على عشرات الكلمات من الجذر "علم" بينما يلزمه حفظ عشرات الكلمات المختلفة التي تقابلها في اللغة الإنكليزية وهي كالتالي: عَلِم (know)، عِلْم (knowledge or science)، علّم (teach)، تعليم (teaching)، تعلّم (study)، عالم (scientist)، معلم (teacher)، متعلم (scholar or student)، أعلم (inform)، إعلام (media)، معلومات (information)، علامة (mark)، استعلم (inquire)، استعلام (inquiry)، مَعْلَم (landmark). ويوجد في اللغة العربية أربعة أنواع رئيسية من الاشتقاق يتم فيها إضافة حرف واحد أو أكثر من مجموعة حروف معينة إلى حروف الفعل الماضي لإنتاج كلمات جديدة لها نفس المعنى العام للفعل الماضي. فالفعل الماضي هو الوحيد الذي يتكون من أحرف أصلية فقط ولا يوجد فيه أية أحرف زائدة ولذا يطلق عليه الفعل المجرد وهو يتكون إما من ثلاثة أحرف أو من أربعة أحرف. وتشكل الأفعال الثلاثة غالبية أفعال العربية بينما الأفعال الرباعية لا تكاد تذكر وهذه ميزة من ميزات اللغة العربية على غيرها من اللغات حيث أدى هذا إلى تقصير طول كلماتها وكذلك سهولة تكوين أفعال جديدة من نفس الأحرف (عرف، عفر، فرع، فعر، رفع، رعف). وقد سهلت الأفعال الثلاثية كذلك من إمكانية إضافة عدد كبير من الأحرف الزائدة إليها لإنتاج كلمات يسهل التلفظ بها فالفعل (سقى) يمكن أن يتحول بكل سهولة إلى كلمة (أسقيناكموه) بزيادة سبعة أحرف على الأحرف الأصلية الثلاثة. وقد حدد علماء اللغة أحرف الزيادة العشرة التي يمكن إضافتها إلى الفعل الثلاثي لتحويله إلى كلمة جديدة وجمعوها في كلمة (سألتمونيها). وفي المقابل نجد أن أفعال اللغة الانكليزية كلها سماعية ويتراوح طول الفعل فيها بين ثلاثة أحرف وأحد عشر حرفا (add, communicate) ولذلك فإنه من الصعب أن تتم عملية اشتقاق كلمات جديدة من هذه الأفعال.
فالنوع الأول من الاشتقاق يتعلق بتحديد زمن حدوث الفعل من خلال إضافة حرف زائد أو أكثر في بداية الفعل الماضي أو من خلال تغيير حركات التشكيل الموضوعة على أحرف الفعل. فالفعل المضارع (الحاضر) يتم اشتقاقه من خلال إضافة حرف واحد فقط إلى بداية الفعل الماضي وهذه الأحرف هي الياء والتاء والألف والنون وذلك تبعا لجنس وعدد وحالة الفاعلين فيما إذا كان غائبا أو متكلما أو مخاطبا. وفعل المستقبل يتم اشتقاقه من خلال إضافة حرف واحد فقط وهو السين إلى بداية الفعل المضارع. وفعل الأمر يتم الحصول عليه من خلال إضافة حرف واحد فقط وهو الألف (الهمزة) المكسور إلى بداية الفعل الماضي. والفعل المبني للمجهول يتم الحصول عليه من الفعل الماضي من خلال ضم حرفه الأول وكسر حرفه الثاني ومن الفعل الحاضر من خلال ضم حرفه الأول وتسكين حرفه الثاني ومن فعل المستقبل من خلال إضافة السبن المفتوحة للمبني للمجهول للفعل الحاضر. أما النوع الثاني من الاشتقاق فيتعلق بتحديد هوية فاعل الفعل من حيث الذكورة والأنوثة ومن حيث عدد الفاعلين وذلك من خلال إضافة حرف أو أكثر في نهاية الفعل أو من خلال تغيير حركات التشكيل كما هو مبين في الجدول التالي. وفي المقابل نجد أن الأفعال في اللغة الانكليزية لها أربعة صيغ وهي المضارع وهو الأصل والماضي والمبني للمجهول والمضارع المستمر ولا توجد أسس محددة لاشتقاق الماضي والمبني للمجهول لهذه الصيغ فهي سماعية في الغالب فبعضها يبقى على نفس الصورة كما في (cut, cuts, cut, cutting) وبعضها يتم بإضافة حرفي (ed) كما في (play, plays, played, playing) وأغلبها بلا قاعدة كما في (begin, begins, began, begun, beginning).
الجنس المذكر المؤنث
العدد المفرد المثنى الجمع المفرد المثنى الجمع
الغائب فعل يفعل سيفعل فعلا يفعلان سيفعلان فعلوا يفعلون سيفعلون فعلتْ تفعل ستفعل فعلتا تفعلان ستفعلان فعلن يفعلن سيفعلن
المتكلم فعلتُ أفعل سأفعل فعلنا نفعل سنفعل فعلنا نفعل سنفعل فعلتُ أفعل سأفعل فعلنا نفعل سنفعل فعلنا نفعل سنفعل
المخاطب فعلتَ تفعل ستفعل إفعل فعلتما تفعلان ستفعلان إفعلا فعلتم تفعلون ستفعلون إفعلوا فعلتِ تفعلين ستفعلين إفعلي فعلتما تفعلان ستفعلان إفعلا فعلتن تفعلن ستفعلن إفعلن
المبني للمجهول يتم اشتقاقه من الماضي بضم حرفه الأول وكسر حرفه الثاني ومن المضارع بضم حرفه الأول وتسكين حرفه الثاني ومن المستقبل بإضافة حرف السبن المفتوحة للمبني للمجهول للفعل المضارع
وأما النوع الثالث من الاشتقاق فهو تكوين أفعال جديدة من الفعل الثلاثي المجرد تعبر عن معاني جديدة ولكنها تشترك في المعنى العام للفعل الثلاثي. ويتم ذلك من خلال إضافة حرف أو أكثر في بداية أو وسط أو نهاية الفعل المجرد. وقد يصل عدد الأفعال المشتقة والتي تسمى الأفعال المزيدة في بعض الجذور إلى عشرة أفعال وهذه هي صيغها: فَعَل فَعّل أَفْعل فَاعَل تَفَعّل تَفَاعَل إنْفَعَل افْتَعَل إسْتَفْعَل إفْعَوعَل إفْعَلل). إن كل صيغة من صيغ الفعل المزيد تفيد معنى محدد يضاف إلى المعنى الأصلي للفعل المجرد فصيغة فَعَّل تفيد التكثير والتكرار والتعدية (قطّع، ردّد، شرّد) وأَفْعَلَ تفيد التعدية (أجلس، أطعم، أعلم) وفاعل يفيد المشاركة في الفعل والتكثير (جالس، حاور، طاول) وتفعَّلَ يفيد المطاوعة والتكلف (تعلّم، تقبّل، تصنّع) وتفاعل يفيد المشاركة وإظهار غير الحقيقة (تقاتل، تمازح، تمارض) وانْفَعَل يفيد المطاوعة (انكسر، انفتح، انقطع) وافْتَعَل يفيد المطاوعة والمشاركة (اعترف، التحق، استبق) واستفعل يفيد الطلب والتحول (استعلم، استفسر، استقلب) وافْعَلَّ يكون في الأَلوان والعيوب الخَلْقية والمطاوعة (إخضرّ، إسمرّ، إبيضّ). إن هذا النوع من الاشتقاق لا يوجد في اللغة الإنكليزية ولا في غيرها من اللغات ولذا نجد صعوبة بالغة عند ترجمة مثل هذه الأفعال المزيد إلى اللغات الأخرى فقد يضطر المترجم لاستخدام جملة كاملة لإيصال المعنى المراد من الفعل المزيد كما نلاحظ ذلك في ترجمة القرآن الكريم. وعلى سبيل المثال أورد هنا ترجمة بعض هذه الأفعال مأخوذة من ترجمات القرآن الكريم: استنصر (sought his help)، استصرخ (called aloud for his help )، ترقب (looking about)، أنزل (send down)، تَوَجَّهَ (turned his face towards)، تَطَاوَلَ (long were the ages that passed over )، ِتَعَارَفُ (know each other)، أَعِاب (render it unserviceable)، أكرم (giving him honour) .
أما النوع الرابع من الاشتقاق فهو اشتقاق كلمات مختلفة من الفعل المجرد والمزيد تحدد أسماء كل ما له علاقة بالحدث الذي أحدثه هذا الفعل ويتم ذلك من خلال إضافة أحرف محددة بين ثنايا الأحرف الأصلية للفعل. والمشتقات هي اسم الفاعل (من قام بالفعل) (كاتب، طالب) واسم المفعول (من وقع عليه الفعل) (مكتوب، مطلوب) والصفة المشبهة (اسم يدل على من اتصف بالفعل على وجه الثبوت) (كريم، ضعيف) واسم الزمان (اسم يدل على زمن حدوث الفعل) (مقدم، مشرق) واسم المكان (اسم يدل على مكان حدوث الفعل) (مطلع، مغرب) واسم التفضيل (اسم يدل على أن صفة شيء زادت على صفة شيء آخر) (أكبر، أقصر) واسم المرة (مصدر يدل على الحدوث مرة واحدة) (هزة، ركلة) واسم الآلة (اسم يحدد آلة الفعل) (مفتاح، قطّاعة) واسم المبالغة (قهّار، شكور ) واسم التصغير (سهيل، صويلح) والمصادر المختلفة كالمصدر الصريح والمصدر الميمي ومصدر الهيئة والمصدر الصناعي. وعلى هذا فإنه يمكن اشتقاق من فعل ثلاثي مجرد واحد ما يزيد عن خمسين كلمة تعبر عن معاني مختلفة ودقيقة ولكنها مستوحاة من معنى الفعل الأصلي. ولا يحتاج مستخدم اللغة العربية لأن يتذكر هذه الكلمات بل يمكنه تكوينها على الفور من خلال معرفة قواعد هذه المشتقات. وفي المقابل نجد في اللغة الانكليزية وغيرها من اللغات أنه لا يمكن اشتقاق إلا عدة كلمات من الفعل بل إن كثيرا من أفعالها لا يوجد لها مشتقات اسمية فتستخدم نفس الكلمة للتعبير عن الصيغ المختلفة. وهنا أيضا يجد المترجم صعوبة بالغة عند ترجمة كلمات اللغة العربية إلى الانكليزية ونورد بعض الأمثلة من ترجمة القرآن الكريم: "الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" (those who petition and those whom they petition!)، مبارك (charted with blessing)، أعلم (knoweth best)، "الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" (Exalted in Power, Full of Knowledge)، ويبين الجدول التالي مختلف أنواع المشتقات من الفعل المجرد والأفعال المزيدة المشتقة منه. ولا بد من التنويه إلى أنه ليس من المحتم أن نحصل على جميع هذه المشتقات من جميع الأفعال حيث تتفاوت تفاوتا كبيرا في عدد الكلمات المشتقة ففي بعض الأفعال قد يصل عدد مشتقاته إلى الخمسين وربما يزيد كما هو واضح من مشتقات الفعل قطع في جدول لاحق لجدول المشتقات.
الفعل فَعَلَ أفْعَلَ فَعّلَ فَاعَلَ اِنْفَعَلَ افْتَعَل تَفَعّلَ تَفَاعَلَ اِسْتَفْعَلَ
المصدر فِعلْ إفْعَال تَفْعِيل مُفَاعَلَة اِنْفِعَال إفْتَعَال تَفَعّْل تَفَاعُل اِسْتِفْعَال
الفاعل فَاعِل مُفْعِل مُفَعِّل مُفَاعِل مُنْفَعِل مُفْتَعِل مُتَفَعِل مُتَفَاعِل مُسْتَفْعِل
المفعول مَفْعُول مُفْعَل مُفَعَّل مُفَاعَل - مُفْتَعَل - - مُسْتَفْعَل
الآلة فَعّْالَة مِفْعَل مِفْعَال مِفْعَلة فِعَال فَاعِلَة فَاعُول
المرّة فَعْلَة إفْعَالة تَفْعِيلة مُفَاعَلَة اِنْفِعَالة إفْتَعَالة تَفَعّْلة تَفَاعُلة اِسْتِفْعَالة
التفضيل أَفْعَل
الصفة المشيهة فَعِل أَفَعَل فَعْلان فُعْلَى فَعِيل فعلاء
المبالغة فَعّال فَعُول مِفْعَال فَعِيل فُعَلَة فُعّْال فاعول فُعَال
المكان والزمان مَفْعِل، مَفْعَل مُفْعَل مُفَعَّل مُفَاعَل مُنْفَعِل مفْتَعَل مُتَفَعِل مُتَفَاعِل مُسْتَفْعَل
التصغير فُعَيْل فُعَيْعِل فُعَيْعيل فُويْعِل
جمع السالم فاعلون
فاعلات مُفْعِلون
مُفْعِلات مُفَعِّلون
مُفَعِّلات مُفَاعِلون
مُفَاعِلات مُنْفَعِلون
مُنْفَعِلات مُفْتَعِلون
مُفْتَعِلات مُتَفَعِلون
مُتَفَعِلات مُتَفَاعِلون
مُتَفَاعِلات مُسْتَفْعِلون
مُسْتَفْعِلات
جموع التكسير أَفْعُل
أَفعال
فِعْلان
مفاعِل أَفعِلة
فِعْلة
فُعْلان
مفاعيل فُعْل
فُعُل
فُعَلاءُ
فواعِل فُعَل
فِعَل
أَفْعِلاءُ
فواعيل فَعَلة
فَعَلة
أَفاعِل
فعائل فُعالى
فَعالِي
فَعالى فَعْلى
فِعَلة
أَفاعيل
فُعَّل
فُعَّال
تفاعِل
فِعال
فُعول
تفاعِيل
الفعل قطع أقطع قطّع قاطع انقطع تقطّع تقاطع استقطع
المصدر قطْع إقطاع تقطيع مقاطعة انقطاع تقطّع تقاطع استقطاع
الفاعل قاطع مقطِع مقطِّع مقاطِع منقطع متقطع متقاطع مستقطِع
المفعول مقطوع مقطَع مقطَّع مقاطَع - - - مستقطَع
أخرى قطعة قطيعة قطّاعة مقاطعة مقطع قِطاع قطيع مقطاع
علامات التشكيل
يعود الفضل الأكبر إلى علامات التشكيل في تجنيب اللغة العربية التخبط التي تعانيه اللغات التي لا تستخدمه في كتابة الكلمات. فالكلمات في جميع اللغات تحتاج عند لفظها إلى تحريك أحرفها لكي تخرج الكلمة بشكل سلس من الفم حيث تعمل هذه الحركات على موائمة مخارج الحروف عند النطق بالكلمات. وهناك ستة أنواع من الحركات التي تساعد على إخراج الكلمات بشكل سلس لا نشاز فيه وهي السكون والفتح والضم والكسر والتشديد والتنوين. فالسكون هو إخراج الحرف دون تحريك والفتح هو إضافة ثلث صوت حرف الألف بفتح الشفاه بعد إخراج الحرف والضم هو إضافة ثلث صوت حرف الواو بضم الشفاه بعد إخراج الحرف والكسر هو إضافة ثلث صوت حرف الياء بخفض الفك السفلي بعد إخراج الحرف والشدة هو التشديد على مخرج الحرف عند إخراجه بدلا من تكراره أما التنوين فهو إضافة حرف النون بعد إخراج الحرف المفتوح أو المضموم أو المكسور أو المشدد. إن استخدام علامات التشكيل يساعد على كتابة الكلمات بأحرفها الأصلية دون إضافة أية أحرف علة إلى بنية الكلمة. فاللغة الإنكليزية التي لا تستخدم علامات التشكيل تضيف كثير من أحرف العلة لتقوم مقام علامات التشكيل مما أحدث تشويها كبيرا في بنية كلماتها وطرق نطقها حيث يصعب التفريق بين أحرف العلة الأصلية وتلك المضافة. فتكرار الواو والياء في كلمات مثل (soon, moon, seen, been) قد تم بسبب ضم أو كسر الحرف الأول في هذه الكلمات. وكذلك فإن كثيرا من الكلمات الإنكليزية يصعب على المتعلم لفظها بشكل صحيح إلا بعد سماعها من المعلم مثل كلمات (renaissance, efficacious, endeavor ). لقد قلصت علامات التشكيل في اللغة العربية طول الكلمات بشكل كبير حيث لا يلزم في الغالب وضع هذه العلامات على الكلمات حيث أن معظم القراء قادرين على قراءتها بدونها كما تفعل وأنت تقرآ هذه المقالة.
الضمائر وأسماء الإشارة وأسماء الموصول
الضمير هو لفظ يستخدم ليحل محل الاسم الظاهر في أحواله المختلفة وهي المتكلم والمخاطب والغائب وذلك لأسباب مختلفة أولها صعوبة إدخال الاسم الظاهر في الجملة في حالة المتكلم والمخاطب وثانيها تجنب تكرار الاسم الظاهر في سياق الحديث عنه والذي يؤدي لاختصار عدد كلمات الجملة. وتتميز اللغة العربية على غيرها من اللغات أولا بكثرة ضمائرها مما يساعد على تحديد هوية الأشخاص والأشياء المتحدث عنها بشكل بالغ الدقة من حيث جنسها وعددها. وثانيا وجود الضمائر المتصلة والتي تتفرد بها اللغة العربية على غيرها من اللغات وهي أحرف يتم إضافتها في نهاية أو بداية الأفعال والأسماء والأحرف لتنوب عن الاسم الظاهر في الجملة مما يؤدي إلى اختصار كبير في عدد كلمات الجملة. فالضمائر المنفصلة المرفوعة (المنصوبة) هي للمتكلم: (أنا (إياي)، نحن (إيانا)) ويقابلها في الإنكليزية (I (me), We(us)) وللمخاطب هي: (أنت (إياك)، أنت (إياك)، أنتما (إياكما)، أنتم (إياكم)، أنتن (إياكن)) ويقابلها في الإنكليزية ضمير واحد فقط (You (You)) وللغائب: (هو (إياه)، هي (إياها)، هما (إياهما)، هم (إياهم)، هن (إياهن)) ويقابلها في الإنكليزية (He (him), She (her), They (them), It (It)) . وأما الضمائر المتصلة المرفوعة (المنصوبة والمجرورة) فهي (متصلة بالفعل (فعل) وحرف الجر (اللام) للمتكلم: فعلت (لي)، فعلنا (لنا) وللمخاطب: فعلت (لك) ، فعلت (لك)، فعلتما (لكما)، فعلتم (لكم)، فعلتن (لكن)) وللغائب: فعل (له)، فعلت (لها)، فعلا (لهما)، فعلوا (لهم)، فعلن (لهن). ولتبيين هذه الميزات الفريدة للضمائر العربية نورد المثال التالي في قوله تعالى "وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ" الحجر22 فكلمة (أسقيناكموه) تحتوى على ثلاثة ضمائر متصلة تحل محل الفاعل وهو الله عز وجل والمفعول به الأول وهو الناس والمفعول به الثاني وهو الماء. ويتضح لنا أهمية استخدام الضمائر المتصلة في اللغة العربية بعد ترجمة الآية السابقة إلى اللغة الإنكليزية ومقارنة أعداد الكلمات في النصين حيث يبلغ 12 كلمة في النص العربي و32 كلمة في النص الإنكليزي وهو(And We send the fecundating winds, then cause the rain to descend from the sky, therewith providing you with water (in abundance), though ye are not the guardians of its stores) ترجمة يوسف علي.
وأما أسماء الإشارة فهي ألفاظ موضوعة للدلالة على شيء معين دون ذكر اسمه والإشارة إليه إشارة حسية أو معنوية وهي على نوعين أحدهما للإشارة إلى القريب وهي: (هذا، هذان، هؤلاء) للمذكر و (هذه، هاتان، هؤلاء) للمؤنث والأخرى للإشارة للبعيد وهي (ذاك، ذانك، أولئك) للمذكر و (تلك، تانك، أولئك) للمؤنث. وفي المقابل لا يوجد في الإنكليزية إلا أربعة أسماء إشارة لا تفرق بين المذكر والمؤنث ولا وجود للمثنى فيها وهي: (This, These, That, Those). ولهذا تحتاج الانكليزية لإضافة عدد المشار إليهم بعد اسم الإشارة كما في ترجمة قوله تعالى "قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى "طه 63 والتي ترجمتها(They said: "These two are certainly (expert) magicians: their object is to drive you out from your land with their magic, and to do away with your most cherished institutions) ترجمة يوسف علي.
وأما اسم الموصول فهو لفظ يدل على معين بواسطة جملة تذكر بعده تسمى صلة الموصول. ويستخدم لتسهيل الحديث عن أعيان عاقلة أو غير عاقلة من خلال تحديد صفاتها ودون ذكر أسمائها أو لتحديد صفات هذه الأعيان بعد ذكر أسمائها. وكما هو الحال مع الضمائر فإن أسماء الموصول في العربية تحدد جنس وعدد الأعيان فهي للمذكر (الذي، اللذان، الذين) وللمؤنث (التي، اللتان، اللاتي) وأخرى مشتركه (من، ما، ذا، أي، آل). وفي المقابل لا يوجد في الإنكليزية إلا خمسة أسماء للموصول تفرق بين العاقل وغير العاقل ولا تفرق بين المذكر والمؤنث ولا المفرد والجمع وهي: (Who, whom, whose, that, which). كما في ترجمة قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)" البقرة: "O ye people! Adore your Guardian-Lord, who created you and those who came before you, that ye may have the chance to learn righteousness;. ويبين الجدول التالي مختلف أنواع الضمائر وأسماء الإشارة وأسماء الموصول في اللغة العربية.
الضمائر المفرد المثنى الجمع المفرد المثنى الجمع
المتكلم(مذكر ومؤنث) أنا (إياي) نحن (إيانا) نحن (إيانا) فعلتُ، لي فعلنا، لنا فعلنا، لنا
المخاطب(مذكر) أنت (إياك) أنتما (إياكما) أنتم (إياكم) فعلتَ، لك فعلتما، لكما فعلتم، لكم
المخاطب(مؤنث) أنتِ (إياك) أنتما (إياكما) أنتنّ (إياكنّ) فعلتِ، لكِ فعلتما، لكما فعلتنّ، لكنّ
الغائب (مذكر) هو (إياه) هما (إياهما) هم (إياهم) فعل، له فعلا، لهما فعلوا، لهم
الغائب (مؤنث) هي (إياها) هما (إياهما) هنّ (إياهنّ) فعلت، لها فعلتا، لهما فعلّن، لهنّ
الإشارة (مذكر) هذا هذان هؤلاء ذاك ذانك أولئك
الإشارة (مؤنث) هذه هاتان هؤلاء تلك تانك أولئك
الموصول الذي، التي اللذان، اللتان الذين، اللاتي من، ما، ذا، أي، آل
الجمل
تستخدم اللغة العربية نوعين من الجمل للتعبير عن المعاني المفيدة وهما الجملة الاسمية والجملة الفعلية بينما لا تستخدم اللغة الانكليزية وغيرها من اللغات إلا الجملة الاسمية مما تجعلها عاجزة عن التعبير بشكل دقيق عن كثير من المواقف. فهذه الخاصية الفريدة للغة العربية تعطيها الحرية في اختيار نوع الجملة الأنسب للتعبير عن المعنى المراد التعبير عنه وتمكنها كذلك من ربط الجمل ببعضها البعض بشكل سلسل دون الحاجة لكثير من أدوات الربط كما يظهر في قوله تعالى "وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88)" النمل وترجمتها (Thou seest the mountains and thinkest them firmly fixed: but they shall pass away as the clouds pass away: (such is) the artistry of God, who disposes of all things in perfect order: for he is well acquainted with all that ye do. . والجملة الاسمية يتم فيها إظهار المعنى المراد من خلال الإخبار عن حال أو صفة الشيء المخبر عنه والذي يكون في الغالب في بداية الجملة ويسمى لذلك بالمبتدأ بينما يسمى الكلام المتعلق به بالخبر. والمبتدأ في الجملة الاسمية يجب أن يكون اسما مرفوعا أو ما يقوم مقامه من ضمير أو اسم إشارة أو اسم موصول أو مصدر بينما يمكن أن يكون الخبر اسما مرفوعا أو جملة فعلية. وغالبا ما يتم إضافة أدوات خاصة في بداية الجملة الاسمية لتعطيها معاني أكثر دقة من معناها وهي مجردة من هذه الأدوات والتي أطلق عليها علماء اللغة اسم النواسخ. ومن هذه النواسخ كان وأخواتها (كان، ظل، بات، أصبح، أمسى، أضحى، صار، ليس، ما زال، ما انفك، ما برح، ما فتئ، ما دام) والتي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر. فكان تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في الزمن الماضي (كان البحر هادئا) وأصبح وأمسى وأضحى وبات تفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في أوقات مختلفة من اليوم (أصبح البحر هادئا) وظل وما زال وما أنفك وما برح وما فتئ تفيد استمرارية اتصاف المبتدأ بالخبر (ما زال البحر هادئا) وصار تفيد تحول المبتدأ من حال إلى حال (صار البحر هادئا) وليس تفيد نفي اتصاف المبتدأ بالخبر (ليس البحر هادئا) وما دام تفيد مدة اتصاف المبتدأ بالخبر (نحن بخير ما دام البحر هادئا). ومن النواسخ الحروف المشبهة بالفعل وهي إن وأخواتها (إنّ، أنّ، كأن، لكنّ، ليت، لعل) وهي تنصب المبتدأ وترفع الخبر حيث تستخدم إنّ و أنّ للتوكيد (إنّ البحر هادئ) وكأن تفيد الشك أو التشبيه (كأن البحر هادئ) ولكنّ تفيد الاستدراك والتوكيد (لكنّ البحر هادئ) وليت تفيد التمني (ليت البحر هادئ) ولعل تفيد الترجي أو التوقع (لعل البحر هادئ). ومن النواسخ ما يسمى بأفعال المقاربة والرجاء والشروع وهي كاد وأخواتها وهي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر حيث تفيد أفعال المقاربة (كاد، أوشك، كرب) قرب وقوع الخبر ( أوشك القمر أن يطلع) وتفيد أفعال الرجاء (عسى، حرى، اخلولق) تمني وقوع الخبر (عسى القمر أن يطلع) وتفيد أفعال الشروع (جعل، أخد، أنشأ، شرع، طفق، علق، هبَّ، بدأ، ابتدأ، قام، انبرى) البدء بتحقيق الخبر ( بدأ القمر بالطلوع). ويتبين أهمية هذه النواسخ عند ترجمة قوله تعالى "وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10)" القصص (But there came to be a void in the heart of the mother of Moses: She was going almost to disclose his (case), had We not strengthened her heart (with faith), so that she might remain a (firm) believer.
وأما الجملة الفعلية فهي كل جملة مفيدة تبدأ بفعل وتختلف عن الجملة الاسمية بأنها تخبر عن وقوع حدث ما قد تم في الماضي أو يتم في الحاضر أو سيتم في المستقبل أومن خلال أمر شخص ما بإحداث هذا الحدث. والأفعال إما لازمة أو متعدية ففي اللازمة تكون الجملة مكونة من فعل وفاعل وهو الذي أحدث الحدث (جلس أحمد) وفي المتعدية تتكون الجملة من فعل وفاعل ومفعول به حيث قام الفاعل بفعل حدث وقع على المفعول به (أكل الولد الطعام). وبالإضافة إلى الفاعل والمفعول به قد تحتوي الجملة الفعلية على مفاعيل أخرى تعمل على إعطاء تفصيلات أخرى عن طبيعة الحدث الذي نتج عن الفعل أو أحوال الفاعل والمفعول أو مكان وزمن الفعل أو استثناء بعض من قام أو وقع عليهم الفعل أو سبب وقوع الفعل. فالمفعول المطلق هو اسم مشتق من لفظ الفعل (المصدر في الغالب) يدل على حدث غير مقترن بزمن ويعمل فيه فعله أو شبه فعله (مصدره، اسم فاعله، صفته المشبه) على أن يذكر معه ويستخدم إما لتوكيد فعله أو لبيان نوعه وعدده كما في قوله تعالى "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى" الأحزاب 33 وترجمتها And stay quietly in your houses, and make not a dazzling display, like that of the former Times of Ignorance ". والمفعول فيه أو ظرف الزمان والمكان هو اسم يذكر لبيان زمان الفعل أو مكانه وفاعل المفعول فيه إما فعلا أو مصدرا أو اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة مشبهة. فظرف الزمان هو كل اسم دل على زمان وقوع الفعل ( يوم، دهر، ساعة، حين، شهر، ليلة، غرة، عشية، بكرة، سحر، الآن، أبدا، أمس، أيان، آناء). أما ظرف المكان فهو كل اسم دل على مكان وقوع الفعل (فوق، تحت، بين، أمام، خلف، يمين، شمال، ميل، فرسخ، حول، حيث، لدى، لدن، عند، ثمّ) كما في قوله تعالى " يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ " العنكبوت 55 وترجمتها " On the Day that the Punishment shall cover them from above them and from below them ". والمفعول لأجله هو مصدر منصوب يذكر لبيان سبب وقوع الفعل أو ما دل على الوقوع وهو جواب مقدر لسؤال يبدأ بـالأحرف: لم ولماذا كما في قوله تعالى "وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ " البقرة 265 وترجمتها " And the likeness of those who spend their substance, seeking to please God and to strengthen their souls ". والمستثنى هو اسم يذكر بعد أَداة استثناء مخالفاً ما قبلها في الحكم أو هو اسم تم استثنائه من فعل وقع على مجموعة من نفس جنس المستثنى تسمى المستثنى منه وذلك من خلال استخدام أدوات الاستثناء (إلا، سوى، غير، عدا، خلا، حاشا) كما في قوله تعالى "إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) " طه (But the god of you all is the One God: there is no god but He: all things He comprehends in His knowledge. والحال هو وصف يقوم ببيان هيئة أو حال صاحب الحال عند وقوع الفعل وصاحب الحال إما أن يكون فاعلا أو أحد المفاعيل المختلفة كما في قوله تعالى "فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ" القصص 21 وترجمتها " He therefore got away therefrom, looking about, in a state of fear ". والتمييز هو اسم نكرة يبين المراد من اسم يسبقه وهو إما تمييز ذات يفسر المبهم من الأعداد والمقادير كما في قوله تعالى "سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا" الحاقة 7 وترجمتها " He made it rage against them seven nights and eight days in succession " أو تمييز نسبة وهو الاسم الذي يذكر لبيان جملة مبهمة كما في قوله تعالى " وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا" مريم 4 وترجمتها "and the hair of my head doth glisten with grey ". والمنادى اسم يذكر بعد أداة نداء (الهمزة، يا، آ، أي، أيا، هيا، وا) يتلفظ بها الشخص المنادي وهو المتكلم لجلب انتباه المنادى كما في قوله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ " الحج 1 وترجمتها " O mankind! fear your Lord! for the convulsion of the Hour (of Judgment) will be a thing terrible!". والنعت أو الصفة هو تابع يذكر بعد معرفةٍ لتوضيحها أَو بعد نكرة لتخصيصها كما في قوله تعالى " إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ " البقرة 69 وترجمتها " A fawn-coloured heifer, pure and rich in tone, the admiration of beholders!"". والبدل تابع يدل على نفس المتبوع أو جزء منه قصد لذاته وبلا أداة ربط وهو لا يؤثر على بناء الجملة إذا ما حذف أو استغني عنه.
حروف المعاني
حروف المعاني كلمات لا تدل على معنى مفيد في نفسها وإنما تدل على معنى في غيرها فقط وذلك بعد وضعها في جملة. وعلى الرغم من أن جميع اللغات تستخدم هذه الحروف إلا أن اللغة العربية تشتهر بكثرة حروفها وكثرة أنواعها حيث تستخدم لإبراز معاني في غاية الدقة تعجز بقية لغات البشر عن إبرازها. وتتميز حروف المعاني العربية كذلك بقصرها وخاصة استخدامها للحروف الأحادية التي يمكن إلصاقها ببداية الكلمات فتقلل بذلك عدد كلماتها. ويبلغ عدد حروف المعاني في اللغة العربية ثمانين حرفا منها ثلاثة عشر حرفا أحادي وهي: الهمزة والألف والباء والتاء والسين والفاء والكاف واللام والميم والنون والهاء والواو والياء. وأما الثنائية فستة وعشرون حرفا وهي: آ، إذ، أل، أم، أن، إن، أو، أي، إي، بل، عن، في، قد، كي، لا، لم، لن، لو، ما، مُذ، مِنْ، ها، هل، وا، يا، والنون الثقيلة. وأما الثلاثية فخمسة وعشرون وهي: آي، أجَلْ، إذا، إذنْ، ألا، إلى، أما، إنَّ، أنّ، أيا، بلى، ثم، جَلَلْ، جَيْرِ، خلا، رُبَّ، سوف، عدا، عَلَّ، على، لاتَ، ليت، منذ، نَعَمْ، هَيَا. وأما الرباعية فخمسة عشر وهي: إذما، ألاّ، إلاّ، أمّا، إمّا، حاشا، حتى، كأن، كلا، لكنْ، لعلّ، لمّا، لولا، لوما، هلاَّ، وأما الخماسية فحرف واحد وهو لكنّ. وقد قسم علماء اللغة حروف المعاني إلى ثلاثة أنواع رئيسية أولها الحروف التي تسبق الاسم وثانيها الحروف التي تسبق الفعل وثالثها الحروف المشتركة التي تسبق الاسم أو الفعل. فالحروف التي تسبق الاسم هي حروف الجر والاستثناء والنفي والنداء والمعية والمفاجأة والتفصيل والتنبيه وكذلك إن وأخواتها. وأما الحروف التي تسبق الفعل فهي حروف النصب والمصدر والجزم والشرط والعرض والتحضيض والردع والنفي والتوقع والحروف المصدرية وحروف الاستقبال. أما الحروف المشتركة فهي حروف العطف والجواب والاستفتاح والاستفهام وواو الحال وحرفا النفي لا وما وحرفا التفسير أي وأن. فحروف الجر تستخدم إذا كانت أصلية لإضافة معنى فرعي إلى ركني الجملة أو لتقوية الجملة إذا كانت غير أصلية وهي (من، إلى، عن، على، في، اللام، الباء، خلا، عدا، حاشا، ربَّ، مذ، منذ، حتى، الكاف، واو القسم، تاء القسم، كي). ولكل حرف من هذه الحروف معنى أو أكثر يظهر عند ارتباطه بالمجرور وركن الجملة المتعلق به. ونذكر هنا على سبيل المثال معاني بعض الحروف الكثيرةالاستخدام فحرف "من" يفيد ابتداء الغاية في الأمكنة والأزمنة والتبعيض وبيان الجنس والتعليل والبدل. وحرف "إلى" يفيد انتهاء الغاية في الأزمنة والأمكنة وحرف "عن" يفيد المجاورة والبدل والتعليل وحرف "على" يفيد الاستعلاء الحسي والمعنوي وحرف "في" تفيد الظرف المكاني الحقيقي وحرف "اللام" للملك والتعليل والصيرورة وحرف "الكاف" يفيد التشبيه وحرف "الباء" للإلصاق الحقيقي والمعنوي و"حتى" تفيد انتهاء الغاية وهكذا لبقية حروف الجر. ويوجد حرف واحد للاستثناء وهو (إلا) ولكن يمكن استبداله بما يسمى أسماء الاستثناء وهي (سوى، غير) وأفعال الاستثناء وهي (عدا، خلا، حاشا). أما حروف النفي فهي (ما، لا، لات، إن، لم، لما، لن) وحروف النداء هي (الهمزة، يا، آ، أي، أيا، هيا، وا) وحرف المعية هو (الواو) وحروف المفاجأة هي (إذا، إذ) وحروف التفصيل هي (أمّا، إمّا) وحروف التنبيه هي (ها، أما، ألا). حروف النصب وهي (أنْ - إذن - لن – كي) والحروف المصدرية هي (أن - أنّ - كي - ما – لو ) وحروف الجزم هي (إنْ - لم - لما - لام الأمر - لام الناهية) وحروف التحضيض هي (ألا - أما - هلاّ - لولا – لوما) وحرفا الاستقبال هما (السين، سوف) وحرف التوقع هو (قد) وحرف الردع هو (كلا). وأما حروف العطف فهي (الواو ، الفاء ، ثم ، حتى ، أو ، إما ، أم ، لا ، بل ، لكنْ) وحروف الجواب وهي (نعم ، بلى ، إي ، أجل ، جير ، بجلل ، جلل ، إن ، إذن ، وللنفي : لا ، وكلاّ) كما هو مبين في الجدول التالي. وتستخدم أدوات أو حروف الشرط للربط بين حدثين يتوقف ثانيهما على الأول وتتكون جملة الشرط من جملتين تسمى الأولى جملة فعل الشرط وتسمى الثانية جملة جواب الشرط. وأدوات الشرط إما جازمة حيث تجزم فعلي الجملتين وهي: (إن، إذما، من، ما، مهما، متى، أيان، أنّى، أين، أينما، حيثما، كيفما، أيّ) وإمّا غير جازمة وهي (لو، لولا، لوما، إذا، أمَّا، لمَّا، كلَّما). إنّ كل أداة من أدوات الشرط تفيد معنا دقيقا بحيث أنها على كثرتها لا يمكن لأحدها أن يقوم مقام الآخر في إيصال المعنى المطلوب وهذا ما لا تجده في أي لغة في العالم. فإن تفيد تعليق الشرط بالجواب فقط ومتى تربط الشرط والجواب بزمن واحد وأنى تربط الشرط والجواب بمكان واحد وكيفما تفيد الحال وأيان تفيد الزمان وحيثما تفيد المكان ولو تقيد امتناع الجواب لامتناع الشرط ولولا تفيد امتناع الجواب لوجود الشرط وكلما تفيد التكرار وأمّا تفيد التفصيل ولمّا تفيد التعليق. ويتضح فقر اللغة الانكليزية إلى مثل هذه الأدوات الدقيقة عند ترجمة القرآن الكريم كما في ترجمة قوله تعالى "وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76)" الإسراء Their purpose was to scare thee off the land, in order to expel thee; but in that case they would not have stayed (therein) after thee, except for a little while.
الوظيفة الحروف الوظيفة الحروف
الجر من، إلى، عن، على، في، اللام، الباء، خلا، عدا، حاشا، ربَّ، مذ، منذ، حتى، الكاف، واو القسم، تاء القسم، كي. الشرط إن، إذما، من، ما، مهما، متى، أيان، أنّى، أين، أينما، حيثما، كيفما، أيّ، لو، لولا، لوما، إذا، أمَّا، لمَّا، كلَّما
العطف الواو، الفاء، ثم، حتى، أو ، إما، أم، لا، بل، لكنْ. الجواب نعم، بلى، إي، أجل، جير، بجلل ، جلل، إن، إذن، وللنفي : لا، وكلاّ
الاستثناء إلا، سوى، غير، عدا، خلا، حاشا النداء الهمزة، يا، آ، أي، أيا، هيا، وا
النفي ما، لا، لات، إن، لم، لما، لن التفصيل أمّا، إمّا
التنبيه ها، أما، ألا التحضيض ألا، إلا، أما، هلاّ، لولا، لوما
التعريف أل التشبيه الكاف، كأن
الاستقبال السين، سوف، لن التحقيق قد
الاستفهام هل، الهمزة (حروف)، من، ما، ماذا، متى، إيَّان، أين، كيف، كم، أنَّي، أي (أسماء) العرض ألا، أما، لو، لولا
الترجي لعل، ليت، ربما، عل الظن كأن،
التفسير أي، أن المعية الواو
التوكيد إنّ، أنّ، النون، لام الابتداء، قد الاستدراك بل، لكن
الردع كلا المفاجأة إذا، إذ
العروض
لا يشك أحد بأن الشعر العربي هو الذي حفظ اللغة العربية موحدة في عصور ما قبل الإسلام. فالشعر العربي هو موسيقى العرب فكانت العرب ولا زالت تطرب عند سماعه وتكثر من ترديده بالإنشاد والغناء. وفي الشعر العربي خاصية فريدة وعجيبة لا توجد في أي لغة من لغات العالم وهي أن كلمات بيت الشعر عند تقطيعها يجب أن تتوافق مع تفعيلات ما يسمى ببحور الشعر. ويوجد سران عجيبان في هذه الخاصية للشعر العربي أولهما أن الشاعر يقوم بنظم قصيدته بطريقة عفوية دون أي تفكير في شكل التفعيلات الناتجة حيث أن المنطقة الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن نظم الشعر قد تم برمجتها من خلال سماع الأشعار لتنتج شعرا موزونا لا تتعدى أن تكون تفعيلاته إحدى التفعيلات المعروفة. أما السر الثاني فهي أن أي شخص متذوق للشعر يمكنه من خلال السماع فقط أن يكتشف أي خلل في كلمات القصيدة. فعلى سبيل المثال لو أنا استبدلنا كلمة "قف" بكلمة "قفا" أو كلمة "ذكر" بكلمة "ذكرى" في مطلع معلقة إمريء القيس لما استساغها القارئ المتذوق للشعر (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل – بسقط اللوى بين الدخول فحومل). إن هذه الخاصية العجيبة للشعر هي التي حفظت حروف العربية التسعة والعشرين بمخارجها الصحيحة والكلمات بتصريفاتها الصحيحة وحفظت كذلك حركات الإعراب بشكلها الصحيح. ويبلغ عدد بحور الشعر ستة عشر بحرا اكتشف الخليل بن أحمد الفراهيدي خمسة عشر بحرا منها واكتشف الأخفش البحر الأخير. والبحور مع تفعيلاتها على النحو التالي: البحر الطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن) والبحر المديد (فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلن) والبحر البسيط (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن) والبحر الوافر (مفاعلتن ست مرات) والبحر الكامل (متفاعلن ست مرات) وبحر الهزج (مفاعلين ست مرات) وبحر الرجز (مستفعلن ست مرات) وبحر الرمل (فاعلاتن ست مرات) والبحر السريع (متفعلن مستفعلن مفعولات مرتين) والبحر المنسرح أو المسترسل (مستفعلن مفعولات مستفعلن مرتين) والبحر الخفيف (فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن مرتين) والبحر المضارع (مفاعلين فاعلاتن مفاعلين مرتين) والبحر المقتضب (مفعولات مستفعلن مستفعلن مرتين) والبحر المجتث (مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن) والبحر المتقارب (فعولن ثمان مرات) والبحر المتدارك (فاعلن ثمان مرات).
ملاحظة: الجداول لم تظهر بشكلها الصحيح ويمكن اللقارئ الحصول عليها من مدونتي التالية
للتواصل مع الكاتب:
mabbadi@just.edu.jo
لمزيد من المقالات للكاتب:
http://mansourabbadi.maktoobblog.com/