فى بداية عام 1970م قامت إسرائيل بالهجوم فى العمق المصرى باستخدام طائرات الفانتوم ذات القدرات العالية والطيران المنخفض والحمولة الكبيرة والمزودة بوسائل إنذار متقدمة تحقق لها الحماية من نيران الصواريخ المصرية .. فقد كانت مزودة بجهاز أطلق عليه جهاز " أغنية سام " الذى يعطى إشارة ضوئية مختلفة عن وجود صواريخ السام عند استعدادها للانطلاق ، وكانت تلك الإشارات تعطى نغمات مميزة ، وقد قامت قوات الدفاع المصرية خلال معارك الاستنزاف بتطوير أساليب مختلفة للتغلب على قدرات الطائرات الفانتوم الإسرائيلية وكانت النتيجة أن معدل إسقاط الفانتوم
وفى شهر أبريل الإسرائيلية بلغ نسبة تتراوح بين 15% ، 20% وهذه نسبة عالية .عام 1970م وجدت الصواريخ التى منعت الطائرات الإسرائيلية من الهجوم فى العمق ، وطورت قيادة الدفاع الجوى المصرى الخطة لمنع التفوق الجوى الإسرائيلى فوق الجبهة المصرية وتدربت وحدات الصواريخ على الخطة خلال شهرى مايو ويونيو ، وفى الثلاثين من يونيو استكملت القوات المصرية المرحلة الأولى واحتلت مواقعها فى منطقة عمقها من 50 إلى 60 كيلو متراً غرب القناة بهدف اصطياد الطائرات الإسرائيلية ، وفى نفس اليوم قامت الطائرات الإسرائيلية كالمعتاد بطلعة استطلاع معادية وفجأة اشتبكت معها الصواريخ المصرية وأسقطت طائرة ، وبعد ساعات عادت الطائرات الإسرائيلية فى هجمة قوية بقوة 24 طائرة من طراز الفانتوم والسكاى هوك وكانت النتيجة .. إسقاط 4 طائرات إسرائيلية ، وبعد يومين عادوا فى هجمة جوية جديدة وبعدد مماثل من الطائرات وتم إسقاط 3 طائرات وأسر طياريها ، وفى الخامس من يوليو حدثت هجمة جوية بحوالى 16 طائرة وتم إسقاط طائرتين فتوقفت إسرائيل عن الهجوم حتى الثامن عشر من يوليو ثم هجمت الطائرات الإسرائيلية بأسلوب جديد وبارتفاعات مختلفة وبحجم كبير من وسائل الإعاقة ، وكانت النتيجة .. تفجير طائرة فى الجو وإسقاط أخرى وأسر قائدها ، وصل إجمالى الطائرات الإسرائيلية التى تم إسقاطها من 30 يونيو وحتى 5 أغسطس 1970م إلى 26 طائرة فانتوم وسكاى هوك ، وكان لدى إسرائيل وقتها 100 طائرة من هذين الطرازين ، وهو أعلى معدل إسقاط للطائرات فى العالم ، وفى الثامن من أغسطس عام 1970م تم وقف إطلاق النار تنفيذاً لمبادرة وزير الخارجية الأمريكى " وليم روجرز " وفى الليلة السابقة تم تحريك أعداد كبيرة من كتائب الصواريخ لتدخل مواقعها التى أنشئت غرب القناة .
____
من كتاب قال التاريخ للكاتب إبراهيم خليل إبراهيم