Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
أقلام في قفص الاتهام

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أقلام في قفص الاتهام

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد بن سعيد الفطيسي
    تاريخ التسجيل
    07/05/2007
    المشاركات
    196
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي أقلام في قفص الاتهام

    إنها الحداثة يا أخي 000 هكذا أطلق عليها احد الأخوة المنتسبين لمدارس الفكر والفن والثقافة الجديدة , وهو يصف الحالة الثقافية الراهنة للشكل المتطور " كما يدعي البعض " لبعض الإسهامات والإبداعات الأدبية الحديثة للجيل الجديد من أبناء مجتمع الفكر والثقافة والأدب والفن في مجتمعاتنا العربية , تلك الإسهامات الشعرية والنثرية والفنية الارتزاقية الفارغة من النص والمضمون , " والحداثة منها براء " , والتي هي اقرب ما تكون للوجبات السريعة منها للوجبات الصحية السليمة , حيث لا يكتب لها الاستمرار لعمر طويل على الساحة الأدبية حتى تستهلك ويرمى بها " كالمحارم الورقية " في صناديق المخلفات 0
    و- للأسف الشديد – فإننا شئنا أم أبينا , لابد أن نعترف هنا , بان هذا النوع من الإسهامات الأدبية والثقافية والفكرية والفنية , بمختلف اتجاهاتها وتوجهاتها إن صح أن يطلق عليها هذه التسمية ,- أي – تسمية " إسهامات " قد انتشرت كالنار في الهشيم على الساحة الثقافية في عالمنا العربي خلال السنوات الأخيرة , بحيث تحولت ( أدوات الثقافة وفاعلوها الى أدوات وفاعلين , ينتجون ثقافة استهلاكية 000 فكما أن علبة " البيبسي كولا " لا يحتفظ بها أحد , إلا من يريد أن يستعملها فيما بعد كمنفضة للسجائر ) فان الغالبية العظمى من القراء والمتذوقين والمستمعين لتلك الشريحة من الكتاب والأدباء والفنانين هم مستهلكون لوجبات سريعة سرعان ما تتحلل ويرمى بها في مزابل التاريخ 0
    وحتى نضع الأمور في نصابها الصحيح ومكانها السليم , فإننا لابد أن نؤكد على بعض النقاط الهامة , وأولهما : أن هذا الفراغ وهذه الانتكاسة المخزية التي أصابت صميم مجتمعاتنا العربية في ثقافتها , ونعني هنا أنماط الحياة وأساليب التفكير ومنظومة القيم والعادات والتقاليد والمعتقدات قد أصابت العديد من المجتمعات في مختلف أرجاء العالم , فمعظم شعوب العالم اليوم , تعاني هذه الصدمة الثقافية والخواء الفكري والانتكاسة الأدبية , مع الإشارة الى اختلاف قوة الإصابة ومدى تأثيراتها الجانبية على المجتمع نفسه 0
    أما الأمر الأخر والذي لابد أن نؤكد عليه فهو استحالة التعميم , و – بمعنى آخر – أن الساحة الثقافية والأدبية والفنية في عالمنا العربي تحتضن كما كبيرا من الإسهامات التي تنتمي لأدب الحداثة والتي تستحق الاحترام والتقدير والثناء , وهو ما يجعلنا من ناحية نفصل بين تلك الإبداعات من الشعر والنثر وخلافه , ومن ناحية أخرى نتمسك بالأمل المتبقي في تلك الأقلام والعقول الحرة الشريفة , أما الأمر الأخير فهو أن هذه الانتكاسة الثقافية التي تعاني منها الأمة وشعوبها , لا تقل بحال من الأحوال عن الانتكاسة التي أصابت بقية جوانب ونواحي الحياة فيها منذ أكثر من خمسة عقود على اقل تقدير , فهي تعاني الأمرين في الاقتصاد والسياسة والشؤون العسكرية والتخطيط الاستراتيجي والتنموي 0
    وقد ركزنا هنا على الناحية الثقافية والأدبية والعلمية لأنها و– من وجهة نظرنا – أساس بناء الأمم والشعوب ورقيها وسبب نهضتها وقوتها وتنميتها , فنحن لا نستطيع أن نبني امة قوية في شؤونها الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية إذا كانت عقول مؤسسيها ومخططيها ومن تعول عليهم نهضتها وقوتها وعلو شانها قائمة على التفسخ والانحلال والمجون والفراغ والترف , كما أن المجتمعات التي تحركها وتقودها العقول التي تربت في مستنقعات الشهوة والعبودية , واعتادت على الالتصاق بتراب الأرض وأوحالها ودنسها دون التطلع لجو الحرية والنضال لا يمكن لها النهوض والتقدم والانطلاق بتلك المجتمعات والشعوب0
    وان كنا على يقين بقدرة هذه الأمة العظيمة على استعادة مكانتها العالمية الطبيعية القيادية في يوم من الأيام بسبب امتلاكها للعديد من المقومات والإمكانيات والطاقات البشرية الطيبة , وعلى رأسها تلك القلة القليلة المتبقية من المثقفين والمفكرين والأدباء والشعراء ومن ينتمون لمجتمع الفكر والثقافة , من الذين لا زالوا محافظين على إسهاماتهم وإبداعاتهم الفكرية والأدبية والفنية الخالية النقية من التفسخ والانحلال والمجون وتملق الطغاة والتسبيح بحمد الحكومات 0
    فإننا كذلك ننظر بتخوف شديد من استفحال انتشار هذا الكم الهائل من دعاة الفكر والفن والأدب الفارغ الماجن , والذين تسيدوا الساحة الأدبية والثقافية والفنية في عالمنا العربي تحت أسماء وشعارات وتوجهات كالحداثة والتطور والعصرنة والتقدم , وهي في حقيقة الأمر لا تزيد عن كونها مجرد طاقات للرجس والدنس , ودغدغة للغرائز والمشاعر , وإشغالها بكل ما من شانه إبعاد الشباب عن دينهم وعقيدتهم ورفعة أمتهم ومنفعة أوطانهم ومجتمعاتهم 0
    نعم 0000 لقد انتشر اليوم وبشكل لافت ومخيف للغاية في بلداننا الإسلامية والعربية صنف جديد من الشعراء والكتاب والفنانين الذين لا هم لهم سوى الدعوة للدعة والترهل والسفور والانحلال , ونشر كتابات الرذيلة والأغاني الخليعة الماجنة , وقد استطاعوا بطريقة او بأخرى تسيد الساحة الثقافية والأدبية والفنية في عالمنا العربي , تدعمهم العديد من القنوات الفضائية الفارغة التي ينطلق بثها من بلداننا الإسلامية والعربية - للأسف الشديد - , وتسير أمامهم مواكب طويلة من دعاة الشهوات و أصحاب العقول المادية المنحلة في الداخل والخارج , فأي امة يمكن لها أن تنهض وتقوم على أقلامهم وكتاباتهم وأشعارهم الفارغة المنحلة ؟ وأي جيل عظيم يمكن له أن يقوم وينشأ على تربية فارغة كل همها التثاقل والاستسلام والخمول و" هز الوسط " ؟
    ( فإذا نحن أردنا أن نكافح أدب الانحلال – ونقضي على هذه المواكب الطويلة من الفراغات ودعاة الفتنة والرذيلة والتفسخ , فيجب أن نكافح أولا أسبابه في حياة الأفراد أو حياة الشعوب ,يجب أن نكافح روح العبودية في الضمير الإنساني , نكافح عبودية الشهوة فنحرر الضمير البشري من الخضوع لها , فالإنسان إنما صار إنسانا بتعاليه عن ضرورات الحيوان , والتربية الدينية هي الطريق الأنجع والأقرب الى تقوية روح الإنسان , وتساميه عن ضرورات الحيوان ) 0
    نعم 000 نحن لن نستطيع أن نحارب أسباب الفساد والانحطاط في المجتمعات , وهذا الكم الهائل من دعاة الفتنة والرذيلة والانحلال تنهش في جسد الأمة ليل نهار , سوى بنشر الأدب الهادف والفن الراقي والثقافة الماجدة , لن نستطيع أن ندعوا الناس الى الكلمة الطيبة والقصيدة الجميلة الراقية وهذا الكم الهائل من القصائد الهابطة والأغاني الماجنة والمقالات التي تمزق أردية المجد والعزة جهارا نهار تسرح وتمرح على أغلفة المجلات وعلى شاشات التلفاز والقنوات الفضائية وغيرها من وسائل الإعلام , سوى بتبني كتابات النضال والكفاح ورفع الهمم وتوجيه الشباب الى المحافظة على دينهم وأوطانهم وأنفسهم من الاستغلال والتغريب والانحطاط 0
    فيا أيتها الأقلام الارتزاقية الفارغة التي عجزت أن تسلك طريق الكفاح والنضال والمجد وتوجيه الأمة الى طريق العظمة والنور , كفوا أقلامكم عنا فنحن لم نعد نطيق تلك الألوان والرسومات التي تخدعون بها الأطفال والضعفاء , كفوا عنا أشعاركم وقصائدكم وكتاباتكم الفارغة كعقولكم والتي لا تعيش وتقتات سوى على الحشائش اليابسة في الأراضي البور , كفاكم إفسادا لأجيال تعول عليها هذه الأمة الإسلامية العظيمة استعادة مجدها ونهضتها ورفعتها , فإذا كنتم عاجزين عن صنع شي يستحق الاحترام والخلود , وان تكونوا الوقود الذي تهتدي به الأجيال القادمة , فلا تكونوا معاول الهدم والتخريب والفساد , وأعوان الاستعمار الثقافي وقادة الانحلال والانحطاط الذين ينثرون بذور التفسخ و والمجون في جسد هذه الأمة الغالية 0


  2. #2
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: أقلام في قفص الاتهام

    فيا أيتها الأقلام الارتزاقية الفارغة التي عجزت أن تسلك طريق الكفاح والنضال والمجد وتوجيه الأمة الى طريق العظمة والنور , كفوا أقلامكم عنا فنحن لم نعد نطيق تلك الألوان والرسومات التي تخدعون بها الأطفال والضعفاء , كفوا عنا أشعاركم وقصائدكم وكتاباتكم الفارغة كعقولكم والتي لا تعيش وتقتات سوى على الحشائش اليابسة في الأراضي البور , كفاكم إفسادا لأجيال تعول عليها هذه الأمة الإسلامية العظيمة استعادة مجدها ونهضتها ورفعتها , فإذا كنتم عاجزين عن صنع شي يستحق الاحترام والخلود , وان تكونوا الوقود الذي تهتدي به الأجيال القادمة , فلا تكونوا معاول الهدم والتخريب والفساد , وأعوان الاستعمار الثقافي وقادة الانحلال والانحطاط الذين ينثرون بذور التفسخ و والمجون في جسد هذه الأمة الغالية


    موضوع مهم يستحق الرفع والقراءة
    بورك الكاتب أينما كان

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

  3. #3
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: أقلام في قفص الاتهام

    بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأحبة الكرام...

    سلام الله على الأديب اللبيب محمد بن سعيد الفطيسي

    مقالة قيمة و نقد رائع و دعوة لتصحيح مسار ارتقاء القارئ و المبدع على السواء...

    هل حقا نحن أمة تسير بإيقاع السلحفاة في زمن السرعة الفائقة...؟
    المقال كتب في 2010 و قرأه أكثر من 1500 قارئ و حظي بتعليق للأديبة الفاضلة سميرة في 2013 و بإضافة بسيطة في 2016...
    هل حقا نحن من أمة "اقرأ"...بمعناها الإيجابي التفاعلي لا بمعناها الاستهلاكي...؟

    أعود لأعيد التساؤل الذي طرح الأستاذ الأديب في مقاله الجميل...لأن الأدب لا يمكن إلا أن يكون جميلا أو لا يكون...
    القضاء على الأقلام التي وضعتها أستاذي في قفص الاتهام تحتاج إلى تقويم و ليس إلى إقصاء و محو...تحتاج إلى صبر و عزيمة...تحتاج إلى نقد و توجيه...إلى تصحيح و تقويم...كم كنا نفرح عندما يأتي أحد من إدارة المدرسة ليقول لنا :إن الأستاذ غائب و لن يحضر للتدريس إلا بعد يوم أو يومين و ليس هناك من ينوب عنه(قد يكون للأستاذ عذره)...كم كنا نفرح لذلك الغياب...أوليس غياب الأستاذ و عدم وجود من ينوب عنه ضياع و إفساد و هدر لوقت ثمين...التلميذ و الطالب في أمس الحاجة إليه و كذلك المجتمع و الأمة...أليس الوقت قيمة لا يمكن لا استرجاعها و لا استبدالها و لا حتى تعويضها إذا مرت و انقضت...؟ لذلك أعتقد أن الخلل الموجود في "الأقلام التي وضعتها أو وضعت نفسها في قفص الاتهام" دون أن تعلم أنها لا تقول شيئا مهما و لا تقدم أدبا راقيا و لا تأتي لا بقيمة جمالية و لا فنية...إنها تكتب لأنها تعشق الكتابة...ربما لم تستوعب هذه الأقلام مقولة أن الأدب رسالة راقية ترفع من الحس الوجداني و الذوق الجمالي للمتلقي...كثيرة هي الأعذار التي يمكن أن يبرر بها الكاتب هفواته أو سقطاته أو حتى مواقفه...و لكن يظل النقد هو الغربال الذي يبين الجيد من الرديء الصافي النقي من المزيف المتسخ مع التوضيح و التبيان لماذا هذا جيد و هذا رديء...؟ لماذا هذا صحيح و هذا خاطئ...؟ فبدون نقد لا يمكن حتى للمتمكن من أدوات الكتابة أن يكون مقتنعا بعمله لولا وجود الآخر...سواء المختص أو الهاوي...فمن الكم يبرز الكيف...و لولا التقويم و التصحيح و التبيان من الرسول عليه الصلاة و السلام لما كان جيل الصحابة رضوان الله عليهم من خير القرون...فالتقويم و التصحيح و التبيان و التعليل و غير ذلك من الأدوات التي تتضح بها الصورة و المشهد و المسار و الآثار التي تخلفها الكلمة من وراءها لما خرجنا قديما من الجاهلية و لما أسسنا حضارة عمرت الدنيا سنين عددا...فالكلمة الصادقة التي تحمل شحنة الجمال الفني الفطري و التي تستطيع أن تصل إلى أعماق الوجدان الإنساني هي القادرة على انتشال أولئك الذين يغرقون بدون وعي في الوحل و يعتقدون أنهم يقدمون العسل...

    تحيتي و تقديري المتواصل...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }الأعلى9
    افتح هديّتك و أنت تصلّي على محمّد رسول الله
    http://www.ashefaa.com/islam/01.swf

    جزى الله الأخ الكريم خير الجزاء على هذا التذكير.
    اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •