بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الأحبة الكرام...

سلام الله على الأديب اللبيب محمد بن سعيد الفطيسي

مقالة قيمة و نقد رائع و دعوة لتصحيح مسار ارتقاء القارئ و المبدع على السواء...

هل حقا نحن أمة تسير بإيقاع السلحفاة في زمن السرعة الفائقة...؟
المقال كتب في 2010 و قرأه أكثر من 1500 قارئ و حظي بتعليق للأديبة الفاضلة سميرة في 2013 و بإضافة بسيطة في 2016...
هل حقا نحن من أمة "اقرأ"...بمعناها الإيجابي التفاعلي لا بمعناها الاستهلاكي...؟

أعود لأعيد التساؤل الذي طرح الأستاذ الأديب في مقاله الجميل...لأن الأدب لا يمكن إلا أن يكون جميلا أو لا يكون...
القضاء على الأقلام التي وضعتها أستاذي في قفص الاتهام تحتاج إلى تقويم و ليس إلى إقصاء و محو...تحتاج إلى صبر و عزيمة...تحتاج إلى نقد و توجيه...إلى تصحيح و تقويم...كم كنا نفرح عندما يأتي أحد من إدارة المدرسة ليقول لنا :إن الأستاذ غائب و لن يحضر للتدريس إلا بعد يوم أو يومين و ليس هناك من ينوب عنه(قد يكون للأستاذ عذره)...كم كنا نفرح لذلك الغياب...أوليس غياب الأستاذ و عدم وجود من ينوب عنه ضياع و إفساد و هدر لوقت ثمين...التلميذ و الطالب في أمس الحاجة إليه و كذلك المجتمع و الأمة...أليس الوقت قيمة لا يمكن لا استرجاعها و لا استبدالها و لا حتى تعويضها إذا مرت و انقضت...؟ لذلك أعتقد أن الخلل الموجود في "الأقلام التي وضعتها أو وضعت نفسها في قفص الاتهام" دون أن تعلم أنها لا تقول شيئا مهما و لا تقدم أدبا راقيا و لا تأتي لا بقيمة جمالية و لا فنية...إنها تكتب لأنها تعشق الكتابة...ربما لم تستوعب هذه الأقلام مقولة أن الأدب رسالة راقية ترفع من الحس الوجداني و الذوق الجمالي للمتلقي...كثيرة هي الأعذار التي يمكن أن يبرر بها الكاتب هفواته أو سقطاته أو حتى مواقفه...و لكن يظل النقد هو الغربال الذي يبين الجيد من الرديء الصافي النقي من المزيف المتسخ مع التوضيح و التبيان لماذا هذا جيد و هذا رديء...؟ لماذا هذا صحيح و هذا خاطئ...؟ فبدون نقد لا يمكن حتى للمتمكن من أدوات الكتابة أن يكون مقتنعا بعمله لولا وجود الآخر...سواء المختص أو الهاوي...فمن الكم يبرز الكيف...و لولا التقويم و التصحيح و التبيان من الرسول عليه الصلاة و السلام لما كان جيل الصحابة رضوان الله عليهم من خير القرون...فالتقويم و التصحيح و التبيان و التعليل و غير ذلك من الأدوات التي تتضح بها الصورة و المشهد و المسار و الآثار التي تخلفها الكلمة من وراءها لما خرجنا قديما من الجاهلية و لما أسسنا حضارة عمرت الدنيا سنين عددا...فالكلمة الصادقة التي تحمل شحنة الجمال الفني الفطري و التي تستطيع أن تصل إلى أعماق الوجدان الإنساني هي القادرة على انتشال أولئك الذين يغرقون بدون وعي في الوحل و يعتقدون أنهم يقدمون العسل...

تحيتي و تقديري المتواصل...