آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الإسلام و الآخر

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    13/03/2010
    المشاركات
    27
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي الإسلام و الآخر

    الإسلام و الآخر

    الإسلام هو الدين الوحيد الذى وقف موقف الانصاف من أهل الكتاب فبين انه مصدقا لما بين يديه {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ }[المائدة : 48]، بل دعى أهل الكتاب الى التمسك بما أنزل عليهم فى قوله تعالى {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[المائدة : 47] (٤٧)
    {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٣) إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ[44]}[المائدة ]

    قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. والمعنى: أن النبي وجد في الجاهلية التي سبقت بعثته (أخلاقا) فجاء ليتممها.. لا لينشئها٠
    والتأصيل المنهجي الواجب للنظرة إلى (الآخر) والتعامل اليقظ معه و(التبعيض) في التصور والفهم والحكم، وهو تبعيض يقتضي ـ بالضرورة ـ التحرر التام من ذهان وغلو (التعميم) والإطلاق. ومن القرآن نستنبط براهين هذا المنهج التأصيلي المعرفي٠

    أولا: برهان التبعيض والتمييز بين طائفة وطائفة:«ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم».. و(من) للتبعيض لا للعموم.

    «فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة»: فاليهود ليسوا جميعا كفروا بالمسيح عليه السلام.

    ثانيا: برهان (التفريق) ـ في التصور والحكم ـ بين فريق وآخر:
    «وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون».

    «وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون».. وفي الآيتين (فريق منهم) وهو مفهوم يعني: إن فريقا آخر لا يفعل ذلك.

    ثالثا: برهان الكثرة والقلة، وهو برهان تمييزي أيضا:«ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم».. (لاحظ): كثير منهم وليس كلهم .الله فى القرآن الكريم يبعض ولايعمم ،يقصّ السوء ثم يستثني الصالحين «منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون».. ليسوا سواء ـ هاهنا ـ فمنهم أمة مقتصدة معتدلة إلى جانب كثرة سيئة العمل٠

    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، وتأتي (من) ، في الآية التي أشرنا إليها (من أهل الكتاب) ، حيث من تفيد التبعيض ، يعنى بعض أَهْلِ الْكِتَابِ فليس الكل٠

    قال الإمام الشعراوي رحمه الله: ((لو كان القرآن قد نزل بلعنتهم جميعا لقال الذين يفكرون منهم في الإيمان "نحن لسنا كذلك ولا نستحق اللعنة، فلماذا يأتي محمد بلعنتنا؟".

    ونعرج أيضاعلى آية عظيمة في هذا المعنى، فإن معنى الإنصاف متجسد فيها بوضوح و جلاء، و لا سيما أنها تجسيد لإنصاف الله تعالى لفئة من أهل الكتاب، مع ما ظهر منهم تجاه الله عز و جل قال الله تعالى: ((و من أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك و منهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل و يقولون على الله الكذب و هم يعلمون))٠

    قال ابن جرير رحمه الله: ((وهذا الخبر من الله عزّ وجلّ أن من أهل الكتاب، وهم الـيهود من بنـي إسرائيـل أهل أمانة يؤدونها ولا يخونونها، ومنهم الـخائن أمانته، الفـاجر فـي يـمينه الـمستـحلّ٠

    و قال الألوسي رحمه الله في سبب نزول الآية: أنه يروى أن عبد الله بن سلام استودعه قرشي ألفاً ومائتي أوقية ذهباً فأداه إليه. ((وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ)) كفنحاص بن عازوراء فإنه يروى أنه استودعه قرشي آخر ديناراً فجحده.

    تأمل يا أخي المسلم، إنصاف الله عز و جل، فهذه الآية تتحدث عن اليهود٠ اليهود الذين قتلوا الأنبياء، و كذبوا الرسل، و قالوا يد الله مغلولة، و قالوا بأن الله فقير، و اتخذوا العجل، و قالوا عزير ابن الله، وحرفوا الكتب السماوية، و مع كل ذلك، تجد الله عز و جل ينصفهم في هذه الآية الإنصاف الكامل، فيخبر بأن منهم من يؤتمن، و منهم أيضا من هو على خلاف هذه الصفة
    ٠
    ومن هنا، يتبين لنا من الآيات الماضية أن الإنصاف واضح في المنهج الرباني، والآيات في معنى الإنصاف كثيرة فقد قال تعالى(( و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)). وقال عز و جل: ((و إذا قلتم فاعدلوا و لو كان ذا قربى))٠ لذلك نرى أن الإنصاف يقتضي العدل مع الناس و النهي عن التعميم الكلي٠

    وفى هذا السياق من الحديث أسوق لكم مثلاً من إنصاف رسولنا صلى الله عليه و سلم، فقد روى البخاري عن جابر رضي الله عنه أن جنازة مرت أمام النبي صلى الله عليه و سلم فقام لها، فقال أحد الصحابة: يا رسول الله إنها جنازة يهودي! فقال صلى الله عليه و سلم: أليست نفسا؟

    لقد أنصف هذا اليهودي بمجرد أنه إنسان آخر، فوقف له، و أنصف إنسانيته، مع ما لاقى نبينا صلى الله عليه و سلم من العداء من اليهود.

    فالإسلام هو يهودية موسى ونصرانية عيسى معاً، وهدايات من قبلهما من رسل الله( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )[البقرة:136]،
    أقول أهل التوراة متاح لهم فى ميزان الاسلام أن يحكموا بالتوراة فيما بينهم ، ومتاح لأهل الانجيل أن يحكموا بالأنجيل فيما بينهم ، بشرط أن يطبّقوا شريعتهم التي يؤمنون بها.. أو ان يدخلوا فى رحمة الإسلام ٠

    ٠ أما من يعتقد أن المسيح عيسى ابن مريم هو الله فقد كفر (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم . وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم . إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار .وما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة. وما من إله إلا إله واحد . وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 72و73).
    وعندما كنت أكتب هذا المقال وقعت فى يدى كلمة لاحد العلماء رايت اثباتها لغرض فى نفسى (وعلى من يسيئون الفهم أو النقل ألاّ يعكروا صفوة الاسلام )
    ٠
    وفى الاخير إنه ليس بالعسير ان يرى القارئ كم يضّيق ضحايا الفكرة الواحدة على الناس، لدرجة انهم يرون فى فكرتهم تفسيرًا لكل ما غمض واستعجم٠
    ونكتفي بهذه الأمثلة ولي عوده اذا ما دعاني الحوار مرة اخرى


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    01/09/2010
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الإسلام و الآخر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهاملى عصام نشأت مشاهدة المشاركة
    ٠ أما من يعتقد أن المسيح عيسى ابن مريم هو الله فقد كفر (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم . وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم . إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار .وما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة. وما من إله إلا إله واحد . وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم المائدة 72و73).
    وعندما كنت أكتب هذا المقال وقعت فى يدى كلمة لاحد العلماء رايت اثباتها لغرض فى نفسى (وعلى من يسيئون الفهم أو النقل ألاّ يعكروا صفوة الاسلام )
    ٠
    هناك من هو محسوبُ على المسلمين وينادي ليل نهار أن يهودَ ومسيحيي اليوم هم ليسوا كفاراً ,, سبحان الله وكأنه لم يقرأ هذه الآية الكريمة ,, ونعلم جميعاً بأن يهود اليوم وعلى إفتراض أن عقيدتهم صحيحة لاتكفيهم أبداً مالم يؤمنوا بسيد الخلق محمد ويتبعوا مادعا إليه ولم يستكبروا ويظنوا أن الله اصطفاهم دون خلقه إلى أبد الآبدين !

    وإلى جانب أن مسيحيي اليوم يقولون بأن الله ثالث ثلاثة كما أخبر عنهم جل وعز .. وعلى افتراض أن بعضهم يدعي حبه للنبي محمد عليه الصلاة والسلام فإن هذا لايكفيه إن صدق .. ولاعليه إلا أن يتبعه وإلا مات ميتة الجاهلية.

    الفرق بينهم وبين المشركين (عبدة الأصنام) والملحدين هو في المعاملة كالذبح والأكل وغير ذلك من الأمور التي فصلها العلماء بناءً على أحاديث المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

    شكراً جزيلاً


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •