بعد إنشاء جامعة برلين على يد المفكر الألماني كريستيان فولف أصبحت اللغة الألمانية وعاءً للفكر الألماني. فكتابات المفكرين الألمان الأوائل أمثال لايبنتس (Leibniz)قد كتبت باللاتينية، بعدها - أي بعد إنشاء جامعة برلين، بدأت كتابة الفكر الألماني باللغة الألمانية. فمع كانط (Kant) تبدأ الكتابة بالألمانية لتصب فيما عرف بالمثالية الألمانية بعد ذلك في الفكر. وما تلى ذلك من فلسفات كالظاهرية لهسرلز والوجودية لمارتن هيدجر. لو أردت الكتابة في هذا الموضوع لجلست طوال الليل بجوار الكمبيوتر وما وفيته حقه. فالفكر الألماني هو العمود الفقري للفكر الإنساني المعاصر بما فيه الفكر الغربي، بحيث لو نزعت الفكر الألماني من الفكر الغربي لم يتبقى إلا التجريبية الضحلة (Oberflaechliches Empiricismus=Shallow Empiricism). ناهيك عن دورهم في الأدب سواء من الحركة الكلاسيكية إلى الحركة الرومانطيقية .. ثم في العلوم الطبيعية. ماذا أعد أو أعد في الرياضيات والفيزياء مثل جاوس أو ماكس بلانك أو يوستوس ليبيج أبو الكيمياء الحيوية. احترام الألمان للعلوم الطبيعية جعل من رجل فيزيائي وهو فون فايتسجر رئيساً لألمانيا. أما إذا دخلت العلوم الإنسانية (Geistesswissenshaften=Social Sciences) فحدث ولاحرج من الاقتصاد وماكس فيبر إلى علم النفس وفونت ومدرسة الجشتطلت.
والشعب الألماني عكس التنميط الإنجليزي له، من ألطف الشعوب عندما تتعامل معه. ونحن نتأثر بالتنميط الإنجليزي لهم.
الصداقة العربية الألمانية ترجع جدورها إلى صداقة كارل الكبير مع هارون الرشيد. والمستشرقون الألمان هم الأكثر إنصافاً للإسلام والعرب والشرقيين. ولقد غرم الألمان بسحر الشرق الإسلامي والعربي. فهذا شاعرهم العظيم جيته (Goethe) يكتب الديوان الشرقي الغربي، والأغاني المحمدية.
شكراً للأخت الكريمة سهير قاسم على هذه النافذة، لتطلعنا على هذا الشعب المعطاء.