الاحتباس الحراري

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
سماء عصرنا انشقت، والأرض جفت واستسلمت، معدلات ثاني أكسيد الكربون ارتفعت، درجة حرارة المحيطات ارتفعت، الأنهار الجليدية ذابت، مستويات سطح البحار ارتفعت، جبال الجليد انهارت، فصول الجفاف طالت، الفصول الأربعة اختلت... درجة حرارة الأرض ارتفعت... والساعة قد اقتربت...

يقول العالم "مناخيو"، خبير المناخ في جامعة "الاحتباس الحراري" بــ "كفانا كفانا"، أن الاحترار ليس وحده المسبب في هذا الاحتباس.. لذلك لم توقع أم ريكا الهدف على الحارس العالمي "بروتوكول كيتو"... وأن النشاط البشري هو الذي سبب هذا الاحتباس الحراري …!

قيامة بلبلة الألسن عن هذا الاحتباس الحراري قامت، وصفارة الإنذار قد دوّت، لخطر مخالبه في جسد الأرض قد نشبت.. وبعد قرن من الزمن سوف تقوم القيامة التي سببت فيها الأيادي الأثيمة التي للمعامل صنعت، ولأشجار الغابات قطعت وأحرقت... فهل شمسهم من مغربها قد أتت؟ أم نفخوا في الصور وعقولنا صعقت؟...

لكن لما سُئل "جُحا" عن هذا "النشاط البشري".. قال أنه ولّد علوما غزتنا.. فقتلت أطفال غزة، والعراق، و... وغرسوا الشوك في حقول البترول، وطحنوا آمال وأحلام الأطفال، وألقوا بالطحين فوق الشوك !وأمروا ذويهم أن يجمعوه حفاة عراة في يوم عاصف... بعد أن جعلوا الأحرار وراء القضبان...

فما لنا ولهذه العلوم الغريبة التي تفتش عن عقول معتوهة لتخسف بها فطرتها! انظروا كيف جعلوا الأرض جحيما!.. اسمعوا كيف فسروا أن كل شيء قد تغير ولم يعد على طبيعته وسيرته الأولى.. حتى المرأة لم تعد وحدها تحمل! بل شاركها كذلك الرجل في حمل جنين فيروس هذه العلوم...
أما ابن "جُحا" الصغير فكان واضعا خده فوق الأرض قرب بوابة مملكة النمل يسأل كل نملة عن هذا "النشاط البشري".. فأجابته النملة 2036 أنه قد ظهر الفساد في البر والبحر.. ولن تتغير الطبيعة حتى يُغيّر الإنسان الاحتباس الحراري الذي بداخله!...
قام الصغير مهرولا وهو يصيح:
- وا أبتاه! وا أبتاه! وا أبتاه!
كسّر "جُحا" حلقة الحوار! وأسرع صوب النداء وهو يصرخ:
- ما بك يا بُنيّ! ما بك يا بُنيّ! ما بك يا بُنيّ!
فالتقيا في بركة ماء؛ رفع ابنه وقبّله، ثم استفسره، فأجاب:
- لن أذهب من اليوم إلى المدرسة!
- لماذا يا ولدي؟
- لأنها تعلمنا علوما مزيّفة!
- لابد من المدرسة يا بُنيّ..
- إن كان لابد فدعني أتعلم عند الكُتبي طول حياتي!

وافق "جُحا" لابنه.. ثم انصرف إلى بيته تاركا الحلقة مكسورة! أما ابنه فقد رفع عصا من الأرض وقال لها: مه! لو كنت عصا سيدنا موسى لفلقت بك بحر هذه العلوم المزيفة وأغرقت أصحابها فيه...

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

بقلم: محمد معمري