Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 47

الموضوع: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟


    - ما سر الطاقة الابداعية ؟
    - من اين يأتي الابداع وكيف يتفتق ؟


    ماذا تقول " نظرية تفسير الطاقة الابداعية "؟


    لقد تنبهت في سن مبكرة بأن الروائي الروسي الشهير توليستوي فقد والدته في سن مبكرة ولم يشاهد صورتها أبدا ، فربطت بين موت والدة توليستوي وقدراته الإبداعية وتجربتي الشخصية وفقداني لوالدتي في سن الثانية وعدم مشاهدتي لأي صورة لها ورغبتي في الكتابة الإبداعية في سن مبكرة.

    وقد دفعني هذا الربط لبحث موضوع الإبداع بتعمق شديد، مفترضا منذ البداية ومحاولا الإجابة على سؤال:
    - هل لموت احد الوالدين علاقة بالرغبة في الكتابة الإبداعية؟ هل يكمن سر الإبداع في الموت؟

    وقبل أن اخلص لأي افتراضات قلت لا بد من معرفة ما قاله الآخرون عن الإبداع ومكمنه ؟ فغصت في الكتب والمكتبات وشكرا لآليات البحث الحديث التي اختصرت المسافات وسهلت البحث حيث يمكن تلخيص ما قاله الآخرون عن سر الطاقة الإبداعية بما يلي :
    - في زمن الإغريق حاول أفلاطون معرفه السر وراء الطاقة الإبداعية ولكن كان هناك تسليم بأنه أمر لا يمكن فهمه.
    - في أوقات لاحقه عزا البعض الإبداع إلى أمور السحر والشعوذة.
    - البعض الآخر فسر الإبداع على انه سمة تولد مع الإنسان فهو سمه غريزية.
    - البعض الآخر اعتقد انه هبه من الله للبعض.
    - والبعض اعتقد انه شيء موروث.
    - وهناك من أعتقد بان الإبداع نوع من الإلهام.
    - وفي العصر الحديث وبعد ولادة علم الفيزياء والبدء بالتعامل مع مفهوم الطاقة على أساس انه شيء لا يفني ولا يستحدث وإنما يتحول من حاله إلى أخرى. تأثر عالم النفس ( فرويد) في منهاج البحث العلمي وفسر الإبداع على أساس انه طاقه يمكن فهمها وتفسيرها.

    وعليه فقد حاول تفسير هذه الطاقة ومصدرها، وكيفيه تحولها وحيث أن أبحاثه كانت تحوم حول اثر الجنس في حياة الإنسان اعتقد فرويد أن الاحباطات الجنسية هي القوه الكامنة وراء الطاقة الإبداعية. فقال أن الإبداع ***sexual deprivation assimilated into creative energy .
    فحتى موت الأب أو الأم عند فرويد ينتج عنه إحباط جنسي يتحول إلى طاقه إبداعيه في سن لاحقه.

    - جاء بعد فرويد احد تلامذته وهو كارل يونغ وفسر الإبداع على أساس انه تراكم الخبرات والتجربة الإنسانية التي تتوارث عبر الأجيال في حجرات اسماها ال Archetypes .

    - أما عالم النفس ادلر وهو تلميذ آخر من تلامذة فرويد فقد وضع نظرية التعويض المعروفةcompensation theory ، ففقدان البصر يؤدي إلى قوه هائلة في حاسة السمع ولذلك نجد أن من بين عظماء الموسيقيين من كان مكفوفا وهكذا.

    - في نفس الوقت لقد أخذت ألاحظ بأن معظم الكتاب العظام شعراء و روائيين فقدوا الأب أو الأم، أو كلاهما في بعض الأحيان، في سن مبكرة. وحينما كنت أجد الكتابة فلسفية عميقة وغنية بالبعد الإنساني ، افترض بأن تجربة الموت عند الكاتب كانت شديدة الوقع. ويتبين لاحقا أن ذلك صحيح في مثل حالة الأديب الأمريكي مثلا ادجر الن بو الذي فقد الوالدين في سن مبكرة.

    وقد لجأت إلى دراسة احصائية وتبين بأن نسبة كبيرة من العينة التي أجريت عليها الدراسة فقدت شيئا ثمينا في الطفولة المبكرة غالبا هو احد الوالدين.

    - من هنا صار لا بد لي من محاولة تفسير الطاقة الإبداعية ومصدرها فالنتيجة المنطقية تقول إذا كان معظم الكتاب فقدوا احد الوالدين في الطفولة المبكرة والكتاب مبدعون أذا أن فقدان احد الوالدين يؤدي إلى الإبداع.

    وأصبحت على قناعة بالعلاقة بين الامرين ، وبناءا على الدراسة الإحصائية و تجربتي الشخصية مع الموت والميل إلى الكتابة الإبداعية، وربطي لتجربتي مع تجربة توليستوي بأن الإبداع ليس شيا مبهما، أو غير ممكن فهمه أو تفسيره وهو ليس شيء موروث، وليس له علاقة بالسحر، وليس كما يقول فرويد احباطات جنسية تتحول إلى طاقات إبداعية في زمن لاحق. وإنما هو هناك علاقة بين موت الوالدين في الطفولة المبكرة والإبداع.

    وكان لا بد من أثبات العلاقة بين الاثنين. وعليه قمت بدراسة العلاقة من خلال استخدام نظرية التعويض لتلميذ فرويد ( عالم النفس ادلر ) والدراسات الإحصائية ووضعت نظرية تفترض بأن هناك علاقة بأن الإبداع هو Psychic Deprivation assimilated into creative energy والنقص أو الإحباط الروحي ناتج عن موت أو فقدان احد الوالدين أو كلاهما حيث تكون الطاقة الناتجة عن الموت ومأساويته وتوقيته هي العامل الحاسم في تحديد القدرة الإبداعية.

    وذلك ما قمت على طرحه في رسالة الماجستير خاصتي واستخدمت في إثباته الإحصاء والتحليل النفسي والدراسة التاريخية لمفهوم الإبداع ونظرياته.
    ويمكن فهم الأسس التي أقمت عليها نظريتي بما يلي:
    - المشكلة بأن ادلر ركز في نظريته على فقدان الحواس الخمس وهي شيء محدود، وعليه فأن الطاقة التعويضية الناتجة عن فقدان احد الحواس، رغم أنها مهمة، هي اقل بكثير من الطاقة الناتجة عن فقدان الأب أو الأم، وهما البعد الروحي للإنسان وللتبسيط هم (الحاسة السادس) .
    - وعليه فأن اثر فقدان احدهما أو كلاهما ينتج عنه طاقه هائلة في نفس الإنسان او ذهنه على الاصح. أما آلية حدوث الإبداع فقد افترضت أنها تحدث بنفس الطريقة التي تحدث عنها فرويد، وعليه فقد افترضت بأن ما يحدث عبارة عن Deprivation assimilated into creative energy Psychic.
    - وحيث صار لا بد من أثبات تلك الفرضية فاخترت مع اللجنة المشرفة وبصورة عشوائية ثلاث كتاب وهم )بابلو نيرودا من تشيلي ، ورالف اليسون وهو كاتب أمريكي من أصول إفريقيه وسلفيا بلاث( وهي كاتبه أمريكية .
    -ولقد ثبت أولا أمام اللجنة المشرفة على البحث أن المذكورين فقودا الأب أو الأم في الطفولة المبكرة.
    -ثم قمت على تحليل أدب وحياة المذكورين وتمكنت من إقناع اللجنة بأن تجربة الموت هي السبب وراء الطاقات الإبداعية عند العينة المذكورة. وقد تمكنت من التدليل على ذلك من خلال ما ذكره الكتاب بصوره واعية أو غير واعية عن الموت وأثره في حياتهم وأدبهم.
    فهل الموت سر الإبداع؟
    وهل يحدث الموت اختلال في النفس البشرية؟
    وتكون مهمة الإبداع تحقيق التوازن؟
    هل هو البحث عن الاكتمال وتعبئة الفراغ الذي يتركه موت الأب أو الأم؟
    هل هي محاولة لخلق عالم آخر اقل ألما؟
    أم أن هناك تأثير فسولوجي يحدث للعقل البشري بحيث يمتلك قدرات تجعله أكثر إبداعا وهذا ما أرجحه؟ فإذا كان فقدان البصر يحدث تأثير فسيولوجي فلماذا لا يكون لفقدان الوالدين ( البعد الروحي – الحاسة السادسة ) مثل ذلك الأثر بل اشد قوة كون أن المفقود أعظم شأنا؟

    لقد سألوا بابلوا نيرودا وهو احد الأدباء الذين تعرضت لهم بالبحث في رسالة الماجستير الخاصة بي عن سر الطاقة الإبداعية لديه فأجاب انه كان يلعب خلف جدار فيه فتحه( طاقه ) وقد مد يده وهو يلعب من الفتحة فخطف احدهم لعبة القماش التي كان يلعب بها وهرب.
    إن كلمات ذلك الشاعر الأديب تعبير غير واعي unconscious وربما واعي عن تجربة الموت وعن ما سببه موت والده في طفولته المبكرة وهو سر الإبداع لديه.

    ادعوكم جميعا للمشاركة في بحث ومناقشة هذا الموضوع وأنا على استعداد للإجابة على كل تساؤل يمكن أن يطرح مهما كان لمزيد من الإثبات. فأهلا في مشاركاتكم .......؟؟؟؟؟


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    01/07/2009
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    السلام عليكم ، موضوع جيد اثارني للكتابة ، أذا أخذنا الموت كمثال للإبداع مثلاً فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتيماً وأبدع في أخلاقه وفي عطائه وفي تجليات حياته وهذا عندما يكون مفهوم الأبداع أكبر وأشمل فيعم أفق الأخلاق والعطاء - برأي من أكبر التحديات التي تواجه البشريه في الإبداع هو أكتشاف الذات وأكتشاف الهدف الحقيقي من الحياة والذي يفضي إلى الخالق فلك أن تتصور هذا الأفق الأبداعي الذي ينقل فكر الأنسان من الصورة المحسوسة إلى ماهو أبعد من أن يتصور أو يستوعب .

    ثانياً :- أنا ربما لا أعتقد أن الإبداع محصور فقط بالمعاناة ، أو فقدان الشيء . ولكني أرى الإبداع هو حاله من التسارع مع الزمن الحقيقي للإنسان يدعوه لإكتشاف أوسع وأدق لتفاصيل الحياة . فيكون بتلك النظرية هناك شخصان لهما نفس العمر ولكن المبدع فيهم كان عنده تسارع في نفس الزمن في الإندماج والإكتشاف والتفاعل مع العالم المحيط فيستقبل تغذيه راجعه عظيمة تجعله ينمو ويكبر ويكتشف العالم بصورة أوسع وأكبر وربما يتهم بالجنون أحياناً لأنه يرى ما لايراه الآخرون . بل ربما يتنبأ ، بل ربما يطرق أبواب جديده ويبني جسور وأحلام وينتقد بقوة وينزعج بشدة من ذلك الرتم البطيء الذي يسلكه الآخرون من حولة فقوة تلك التسارع تجعله لايهدأ لايستطيع ان ينام يشعر بأنه يريد ان يبحر ، يحلق ، يفقد بعض القيم الضرورية مثل الصبر والهدوء لأن الحالة التي يعيشها كل يوم تكبر فيصعب له مقاومتها أو السيطره عليها فهو يجب أن يكبر كل يوم حتى يفهم أسرارها ثم يسيطر عليها - فالتكابر والنمو الداخلي الناتج عن التغذية الراجعه يحتاج دائماً لسيطرة خارجية ليكون ذلك المبدع مثل الآخرون الذين يسيطرون على حياتهم ولكنه في الحقيقة ليس بالمثل ابداً.

    يكون في هذه النظرية مسألة المعاناة ، أو الفقدان هي فقط عوامل فقط من عوامل الإبداع .. أما الإبداع فهي صورة ومنظومة أكبر تعبر عنها الصور النهائية للمبدع والإتجاه للإبداع وحجمة وقوته وتأثيرة.

    ( ملاحظة كل ما كتب أعلاه لم يكن مأخوذاً من أي مرجع ... هي فقط تجربتي الشخصية ورؤيتي نحو الإبداع ) تقبل كل التحية.


  3. #3
    أسـتاذ جامعة بغداد / سـابقاً الصورة الرمزية الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
    تاريخ التسجيل
    06/04/2008
    العمر
    91
    المشاركات
    607
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟


    الأبداع في عصر أُزهقت فيه القيًم , يعتمد على نوعية ماتكتبه,.. فأن رضى عليها البعض أصبحت عبقرياً,
    وياويلك من الذين تخالفهم الرأي!!
    حتى لو كتبت درراً من الأقوال ! .. ومثل ذلك مثل اي حركة مسلحة لـمـقـاوم المحتل ,..فأن نجحت أطلق عليها ثورة !
    وان فشلت ,..فسوف تطلق عليها نعوتاً لا حصر لها ,.. وانني لا احب الشتائم او نشر غسيل الآخرين وهنا أتسائل:
    هل للأبداع مقياساً كمقياس ريختر؟!


  4. #4
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    17/08/2009
    المشاركات
    148
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    ربما نحن بحاجة الى التمييز بين الابداع creation والابتكار invention.
    فالابداع ينمو ويترعرع ويندفع وسط بيئه ومؤثرات ومحفزات اجتماعية مناسبة مع طبيعة العمل الابداعي وهو يعكس حيوية انسانية او نشاط حيوي يمتلكه البعض للتعبير عن ذاته.
    وهذا يختلف عن الابتكار الذي يمثل برأي طاقة كامنة غريزية او موروثة تبحث عن الانطلاق بمجرد ان تجد لنفسها مخرجا او عمرا مناسبا بغض النظر عن البيئة المحيطة.
    الابداع حالة مطلوبة من كل شخص اذ يمكن تدريسها وتحفيزها وتعتمد على الخبرة والتجربة. بينما الابتكار حالة غير مكتسبة وانما فطرية.
    لذلك فان الابداع حالة يمكن قياسها عن طريق التكرار بفترات زمنية معينة مثلا. بعض الاعمال تتطلب ان يكون الشخص مبدعا كي يتبوأ ذلك العمل.


  5. #5
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    اقتابس من مشاركة الاخت نوار الغامدي
    "أنا ربما لا أعتقد أن الإبداع محصور فقط بالمعاناة ، أو فقدان الشيء . ولكني أرى الإبداع هو حاله من التسارع مع الزمن الحقيقي للإنسان يدعوه لإكتشاف أوسع وأدق لتفاصيل الحياة".


    الاخت نوار اشكرك على مرورك الكريم ..اتفق معك بأن الموت ليس السبب الوحيد الكامن وراء الابداع لكني سأوضح في الحلقات اللاحقة كيف ان الموت يؤدي الى الابداع في اعلى حالاته ...وكلما كان الموت مكثف والفجائع متكررة كلما كان الابداع اعظم.... والسر يكمن في تلك الطاقة الكامنة في الدماغ ..فعندما تقع فجيعة الموت ..اليتم ..تُحدث الفجيعة زلزالا في الدماع وتتفجر فيه براكين من الطاقة تتحول الى ابداع في اعلى حالاته...وسيتم شرح كيف يكون ذلك تفصيلاا في الحلقات اللاحقة... مع تقديم الادلة من خلال الدراسة الاحصائية التحليلية ...بنتائجها المدهشة المزلزلة بحق...والتي لم تترك مجالا للشك...

    ارجو متابعة حلقات هذه النظرية هنا


  6. #6
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    اقتاس من د. عبد الرزاق محمد جعفر "هل للأبداع مقياساً كمقياس ريختر؟!"

    الجواب : نعم وساوضح كيف يتم ذلك في الحلقات اللاحقة لكن في عجالة فأن الابداع هو عبارة عن ترجمة للطاقات الذهنية وهذه الطاقات يمكن قياسها فنقول ابداع بأعلى حالاته وابداع متوسط وابداع يا دوب... والمهم ان كل حالة ابداع هي في الواقع ترجمة لمستوى معين من الطاقة الذهنية واعلاها الناتجة عن اليتم في الطفولة المبكرة....


  7. #7
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    اقتباس من الاخ عبد الهادي الحمداني
    "وهذا يختلف عن الابتكار الذي يمثل برأي طاقة كامنة غريزية او موروثة تبحث عن الانطلاق بمجرد ان تجد لنفسها مخرجا او عمرا مناسبا بغض النظر عن البيئة المحيطة."

    - في الواقع كل انواع الابداع مهما اختلف وصفها وتعريفها هي ابداع يأتي كترجمة لطاقة احتشدت في الذهن وليس للغريزة او الوراثة او البيئة او الموهبة دخل في الابداع وذلك ما ستوضحه هذه الدراسة المدعمة بالادلة التحليلية والاحصائية ..ارجو المتابعة معي هنا وليظل هذا الحوار الجميل جاريا لما فيه الفائدة للجميع ...

    شكرا لهذه الثلة الطبية على المرور الكريم والتفاعل مع الموضوع ..وانتم على حق فهو حتما بالغ الاهمية....وما اطرحه هنا من استنتاجات تدهش العقل والقلب خاصة انها مدعومة بالادلة ...


  8. #8
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    هل يمكن تقديم تفسير للطاقة الابداعية ؟؟؟؟؟؟؟

    نعم هذه النظرية تقدم تفسير للدافع الابداعي ...تابعونا



    الجزء الأول ،،


    يقول الفيلسوف فرانسيس بيكون ( 1561 – 1626 م)، صاحب المذهب التجريبي بأنه "لو بدأ الإنسان من المؤكدات لانتهى إلى الشك ولكنه لو اكتفى بالبدء في الشك لانتهى إلى المؤكدات"... ففي رأيه أن التفكير العلمي الفعال يبدأ من الشك وليس من الإيمان.

    لقد لاحظ بيكون انه وكنتيجة للنهضة التي أنتجت روحا أدبية فقد تحولت اهتمامات الناس إلى الأدب بذاته وأصبح الناس يهتمون بالأساليب والكلمات ويهملون المعاني.

    وهو يرجع ذلك لاختلاط الدين بالفلسفة واعتماد الناس في أحكامهم على الأدلة النقلية وأخذهم بأقوال السالفين دون النظر في صحتها من عدمه.
    وقد أدرك بيكون أن العيب الأساسي في طريقة التفكير لدى الفلاسفة اليونان والعصور الوسطى حيث ساد الاعتقاد بأن العقل النظري وحده كفيل بالوصول إلى العلم.
    وقد اعتقد بيكون انه قد وجد الطريقة الصحيحة في الصيغة الجديدة التي وضعها للاستقراء ويقصد به منهج استخراج القاعدة العامة ( النظرية العلمية ) أو القانون العلمي من مفردات الوقائع استنادا إلى الملاحظة والتجربة.

    أيضا عند بيكون المعرفة تبدأ بالتجربة الحسية التي تعمل على إثرائها بالملاحظات الدقيقة والتجارب العملية ثم يأتي دور استخراج النتائج منها بحذر وعلى مهل ولا يكفي عدد قليل من الملاحظات لإصدار الأحكام. وكذلك عدم الاكتفاء بدراسة الأمثلة المتشابهة بل يجب دراسة الشواذ من الأمور الجوهرية في الوصول إلى قانون عام موثوق به .
    ويقول بيكون أن الاستنباط الذي يقوم على استقراء أمثلة من طراز واحد لا يعتد به وإنما هو ضرب من التخمين وما الذي يدلنا على استقصاء البحث وعموم القانون وقد تكون هناك أمثلة لا تشترك مع البقية في الخصائص وهذه لا بد من دراستها.
    لذلك فأن النظريات العلمية لا بد أن تقوم على الملاحظة والتجربة. وهو بذلك استبدل منهج البرهان القياسي بمنهج الكشف الاستقرائي .
    وهو يرى انه إذا أردنا الوصول إلى الهدف المنشود فلا بد من مراعاة شرطين:
    - شرط ذاتي يتمثل في تطهير العقل من كل الأحكام السابقة والأوهام والأخطاء التي انحدرت إليه من الأجيال السابقة.
    - شرط موضوعي ويتمثل في رد العلوم إلي الخبرة والتجربة وهذا يتطلب المنهج القويم للفكر والبحث وهو منهج الاستقراء.
    - والمنهج عنده هو وسيلة للوصول إلى المعرفة العلمية الصحيحة.

    أما قواعد المنهج الاستقرائي فهي :
    - جمع الأمثلة قدر المستطاع.
    - تنظيم الأمثلة وتبويبها وإبعاد ما يظهر منها انه ليس له بالظاهرة المبحوثة علاقة علة ومعلول.

    وفي نظر بيكون إن الإنسان لن يستطيع فهم الطبيعة ويتصدى لتفسير ظواهرها إلا بملاحظة أحداثها بحواسه وفكره.

    هذا وقد صنف بيكون القوى الإدراكية عند الإنسان بثلاث هي :
    - الذاكرة وموضوعها التاريخ .
    - المخلية وموضوعها الشعر.
    - العقل وموضوعه الفلسفة.

    ولا بد انه توصل إلى هذه الاستنتاجات من خلال منهجه الاستقرائي.

    يتبع ،،،


  9. #9
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    الجزء الثاني ،،


    من اين جاءت نظرية تفسير الطاقة الابداعية ؟؟؟

    ولدت فكرة " نظرية تفسير الطاقة الإبداعية " من ملاحظة ذاتية واستنتاج من وقائع معينة، لكنني لم اخذ بها كحقيقة مسلم بها وكان لا بد من إخضاع تلك النظرية لأقصى حد من الاختبارات ولذلك كان لا بد من جمع المعلومات والبيانات .

    ولم اقتصر في الدراسة على جمع الأمثلة وتنظيمها وتبويبها وهو ما قدم نتائج مدهشة يؤكد أن الكثير من المبدعين خاصة في مجال الإبداع الأدبي هم فعلا من الأيتام ، وإنما استخدمت أساليب أكثر علمية وأكثر حداثة من أسلوب الاستقراء الذي نادى به فرانسيس بيكون حيث تم إخضاع النظرية للدراسات التحليلية والإحصائية... وبحيث يتم تأكيد العلاقة بين السبب والنتيجة أو نفيها وقد جاءت النتائج مذهلة أيضا ومؤكدة لما تطرحه "نظرية تفسير الطاقة الإبداعية" سواء من خلال النماذج الثلاث التي تم دراستها تحليليا وهي سلفيا بلاث ورالف السون وبابلو نيرودا.

    وقد أظهرت الدراسة لحياتهم وأعمالهم الأدبية أن هناك علاقة بين يتمهم والدافع الإبداعي لديهم رغم أن تلك العلاقة كان يعبر عنها أحيانا بصورة غير واعية لا يمكن إلا للمحلل والمدقق أن يلاحظها.

    فحينما سؤل بابلونيرودا مثلا عن السبب وراء طاقاته الإبداعية في إحدى المقابلات الصحفية أجاب بأنه كان يلعب وهو صغير خلف جدار وهو يحمل لعبة من القماش وبينما هو يضع يده في فتحة في ذلك الجدار اختطف شخص من الجهة الثانية تلك اللعبة وهو يعتقد بأن الإبداع عنده ينبع من تلك التجربة....في الواقع لقد كان نيرودا يتحدث بصورة غير واعية عن تجربة موت والده الذي اختطفه الموت في طفولته المبكرة واللعبة التي ذكرها هنا تمثل رمز لتلك التجربة.

    في حالة الأديبة الأمريكية سلفا بلاث لقد عبرت بصورة ظاهرة جدا عن اثر موت والدها بما كان يدور في نفسها وقد سجلت ذلك في قصيدتها "Daddy " حيث تشير إلى أن والدها مات وعمرها 10 سنوات وقد اثر فيها موته كثيرا. ...وظل لديها رغبة بأن تعود له فلذلك حاولت الانتحار أكثر من مرة وهذا ما يقدم تفسيرا بأن الطاقة يمكن أن تخرج بصورة ايجابية أو سلبية وسنوضح ذلك لاحقا . وفي سن معينة 22 سنة ظنت أن زواجها سيحل مشاكلها حيث تستبدل أباها بزوجها وبما يحقق لها التوازن ....ولكن تجربة موت والدها ظلت مؤثرة جدا محدثه خللا هائلا في شخصيتها ...حتى أنها كانت تشعر بأن زوجها ذلك يمثل مصاص الدماء بالنسبة لها. ولذلك وهي في سن 35 انتحرت بعد أن كتبت هذه القصيدة المعبرة عن اثر متطرف لفقدان الوالد على الفتاة ولكنه هذه المرة ترجم بصورة سلبية.

    في حالة رالف السون، المثال الثالث، كان لليتم عنده اثر مختلف ، فقد اختار أن يعيش خفيا invisible وقد عبر عن ذلك من خلال روايته the invisible man ولكن المشكلة بان المحللين وربما هو أيضا وبسبب غياب الإدراك بأهمية اليتم ربطوا إحساسه ذلك ورغبته بأن يعيش خفيا من عنصرية المجتمع الأمريكي الأبيض كون أن رالف السون من أصول افريقية.

    والصحيح أن السبب الحقيقي الذي اثر على تكوين شخصيته بما في ذلك سمة الإبداع هو موت والده وعمره سنتان، رغم أن ذلك لا ينفي طبعا بأن للعنصرية اثر زاد من حدة الرغبة تلك لديه.
    وهناك الكثير من العبارات الواردة في روايته المذكورة التي تعبر بصورة ظاهرة وأحيانا بصورة غير واعية عن اثر موت الأب في نفسه.

    هذه الأدلة التحليلية أكدت أن لموت احد الوالدين أثرا مهولا على الإنسان الطفل وعلى طاقاته الإبداعية في وقت لاحق. ولكن ذلك لم يكن كافيا كدليل على إثبات العلاقة بين موت الأب في هذه الحالات والإبداع بصورة قطعية .

    لذلك أجريت مزيدا من البحث والتنقيب وتبين بأن معظم المبدعين هم حقا أيتام وقد عرضت قائمة بأسماء كثر من الناس سجلهم التاريخ كمبدعين وقد تفاجأت حقا بعدد الأيتام من بين المبدعين.

    وقد تبين لاحقا أن اليتم يترك أثره ليس فقط على المخيلة بمعنى الإبداع الأدبي وإنما يكون له أحيانا اثر آخر مثل امتلاك صفة القيادة المؤثرة مثلا. ..وقد جاء من كتب، واظن اسمه د. شاكر مصطفى، عددا من المقالات في جريدة الوطن الكويتية في نهاية الثمانينيات بعنوان "الأيتام يقودون العالم" قدم فيه نماذج من الأيتام العظماء الذي كان لهم دورا قياديا عبر العصور.

    ولكن هذه الأدلة ظلت غير كافية أيضا واعتبرها البعض مزاجية وغير علمية حيث يتم سوق الأمثلة التي تخدم الطرح الذي يربط الإبداع باليتم. ..ولذلك كان لا بد من إجراء مزيد من الدارسات لإثبات العلاقة بين الأمرين ...اليتم والإبداع.... وقد وفر كتاب مايكل هارت الأمريكي الذي يسرد فيه أسماء أعظم 100 شخصية خالدة لإخضاع النظرية لمزيد من الفحص غير المتحيز وكان يمكن للدراسة ان تثبت عكس ما هو مطروح وتنفي العلاقة المذكورة وهو ما لم يحصل بل بالعكس.

    ومرة أخرى جاءت النتيجة مدهشة فقد أظهرت الدراسة الإحصائية أن ما يزيد على 60 % من العظماء المذكورين هم حقا أيتام والباقي مجهولين الطفولة أي أن نسبة الأيتام من المائة قد تصل إلى 98% وفقط اثنان من المائة المذكورين ربما يكونا قد عاشا في كنف والديهم حتى سن فوق 21 سن ولكن كان هناك أسباب حفزت الطاقة الإبداعية لديهم وسنأتي على شرح ذلك في الأجزاء التالية.

    من هنا واعتمادا على كل هذه الملاحظات والدراسات التحليلية والإحصائية فقد ثبت وبشكل مؤكد أن هناك علاقة تربط الأمرين رغم أن ذلك لا يعني بأن مزيد من الدراسات العلمية ما تزال لازمة لتقديم مزيد من الإثبات.

    إذا ما هو تفسير اثر اليتم على الإبداع ؟ أي بمعنى كيف يحصل الإبداع ؟ هذا ما سنتطرق له في الجزء الثالث لاحقا،،،ومن ثم نتابع الإجابة على كل تلك الأسئلة المشروعة والتي تحتاج إلى إجابات حتى يكون الطرح مقنعا وعلميا...

    يتبع ،،،


  10. #10
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    الجزء الثالث ،،
    -
    هل الإبداع موهبة ؟
    - كيف يحصل الإبداع؟
    - ما هو سر الدافع الإبداعي ؟
    - هل يمكن تفسير القدرة الإبداعية ؟
    الباحث يجد أن الاهتمام بالإبداع ليس أمرا حديثا ولكنه يمتد إلى عصر الفلسفة اليونانية. فكلٌ من أرسطو وأفلاطون تحدثا عن الإبداع وظل الاهتمام قائم بالسمة الإبداعية عبر الزمن والى أيامنا هذه.

    وقد تحدث الكثير من الفلاسفة والعلماء عن الإبداع ويمكن تلخيص تفسيرات السمة الإبداعية عبر التاريخ بما يلي :
    - المجموعة الأولى : هي المجموعة التي تعزو هذه السمة كبقية النشاطات الإنسانية إلى قوة خارجية ( الله أو الطبيعة ) ولا تناقش في طبيعة هذه السمة فهي أمر مسلم به لا يحتاج إلى فهم ونقاش.

    - المجموعة الثانية : وهي المجموعة التي لا توافق على أن قوة خارجية هي التي تتحكم في الطاقات ومنها الطاقة الإبداعية ولكنهم يفشلون في تقديم تفسير. وهم غالبا ما يقولون إن مصدر الإبداع مجهول وهو خارج القدرة على الفهم والدراسة والاستيعاب. وبعضهم يأخذ بالقول إن السمة الإبداعية هي في الواقع شيء غريزي يولد مع الإنسان. والكثير من علماء النفس يقعون ضمن هذه المجموعة خاصة الذين ينتمون إلى المدرسة الإنسانية the Humanist. ويُعنى هذا الفريق بتفسير السمة بغض النظر عن المصدر. وهدفهم هو التحكم بهذه السمة بما يخدم المجتمع. بمعنى لو قارنا الإبداع بالجني الذي يخرج من المصباح السحري فهم يهتمون بالجني ولا يسألون عن طبيعة الجني.

    - المجموعة الثالثة : فهي تشمل عدد من المهتمين وعلماء النفس ويتفقون مع المجموعة الثانية بان مصدر السمة الإبداعية ليس خارجيا ولكنهم لا يتفقون معهم أنها أمر غامض لا يمكن فهمه. وعليه فهم يقدمون نظريات لتفسر طبيعة السمة الإبداعية. فهم إذا يحاولون تقديم تفسير لطبيعة الجني الذي يخرج من المصباح .

    طبعا المجموعة الأولى ترفض الخوض في تقديم تفسير للإبداع لان ذلك ليس من اختصاص البشر ولا يقع في نطاق قدرتهم ، فهم يؤمنون بأن القدرة على الخلق والإبداع ليست سمة إنسانية يمكن فهمها وتفسيرها.

    ويمكن اعتبار أفلاطون أول من تحدث عن السمة الإبداعية حيث قال بأن الإبداع يأتي من العبقرية أو الإلهام ( inspiration )، والكثير من الكتاب يتفقون مع أفلاطون . لكن البعض الآخر يرون أن الإبداع يأتي من الإلهام لكنهم لا يقبلون أن الإلهام بذاته هو الأصل.

    Jean Cocteau يرى مثلا انه لا يمكن أن يسقط الإلهام من السماء ولكنه عملية تفاعلية بين قوى النفس والمحيط وعندما يتشكل المنتج الإبداعي في داخلنا وعلى الرغم منا فان هذا الإبداع يأتينا من الإلهة.

    لكن كثيرون في المجموعة الثانية يرفضون أن الإلهام أو ما يؤدي إلى السمة الإبداعية هو أمر خارجي ولكنهم لا يقدمون تفسير له.

    H . Caudwell احد الذين يرون بأن الإبداع أمر غامض لا يمكن فهمه. ويقول على الرغم أن البعض يظل يعتقد بأن سمة الإبداع تأتي من السحر أو الدين لكن ذلك تفسير ليس صحيحا حيث أن هذه السمة توجد في أماكن ليس فيها سحر أو الدين. ويرى Caudwell بأنه يمكن فهم السمة الإبداعية من خلال دراسة حياة وأعمال الكتاب ويبدو بأن الإبداع يؤدي عندهم إلى نوع من الإشباع fulfillment .

    لكن يبدو انه مع تطور العلم وبعد ولادة نظرية دارون و ولادة علم النفس جعل الكثير من علماء النفس الشخصية الإنسانية محور دراستهم واهتموا بالسمة الإبداعية ولم يقبلوا انه أمر غامض لا يمكن فهمه. وقد نظروا إلى الإبداع على انه عملية نفسية يمكن ملاحظتها وتحليلها وقياسها.

    ومن خلال ملاحظاتهم لعملية الإبداع والمبدعين توصلوا إلى القناعات بأن الإبداع هو أمر داخلي في النفس البشرية ولكن وعلى الرغم من ذلك عجزوا عن تقديم تفسير شافي لسمة الإبداع وتحدثوا بدلا من ذلك تحدثوا عن عموميات ...فمنهم مثلا من رأى بأن الإبداع ناتج عن حساسية معينة يمتلكها المبدع. وآخرون رأوا أنها تلبية لحاجات needs مثلا الحاجة للانجاز والحاجة للتعبير والحاجة لخلق نظام.

    Ruth Strong تقول مثلا "بأن المبدعين يمتلكون حساسيات خاصة وعقول تمتلك قدرات خارقه قادرة على الربط بين التجارب التي يمر فيها الإنسان وتنظيمها" .
    البعض الآخر يرى بأن الإنسان يولد صفحة بيضاء والإبداع عنده إذا عبارة عن قدرة على تفسير التجارب التي يمر فيها الإنسان.
    علماء النفس الإنسانين يرون أن الإنسان يبدع انطلاقا من الشعور بالنقص الذي يتملكه والإبداع هو محاولة لتحقيق الذات actualizing oneself .
    عالم النفس ادلر وهو عالم نفس اجتماعي يقع ضمن هذه المدرسة يرى بأن الإبداع يأتي كنتيجة لتعويض بعض النقص .compensation for their own inadequacies وقدم مثلا على ذلك صمم بتهوفن. فعنده إذا الإبداع هو عبارة عن تعويض لنقص ما.

    أما سجموند فرويد والذي يقع ضمن المجموعة الثالثة وهو مؤسس علم النفس فقد حاول وأتباعه وضع تفسير أكثر دقة وعلمية للإبداع لأنه تأثر كثيرا بالنهضة العلمية والمتمثلة أولا بنظرية دارون وثانيا بقانون الفيزياء الذي يقول بأن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث ولكنها تتحول من حالة إلى أخرى.

    وعليه فقد بدأ فرويد ينظر إلى الإنسان على أساس انه نظام من الطاقة energy system وقد قسم الشخصية الإنسانية إلى ثلاث أقسام ( الاد وهي مركز الغرائز والانا وهي النفس والانا الأعلى وهي مركز المثل) ، وبين بأن الطاقة التي تشغل هذه الأجزاء هي مشتقة من جسد الإنسان واسماها طاقة نفسية psychic energy وهو يرى بأن كل شيء يفعله الإنسان ينبع من تلك الطاقة.

    وفيما يتعلق بالإبداع تحديدا رأى فرويد أن الذي يحرك الإنسان هو رغبات جنسية وعدوانية وصراعه مع المجتمع . وقد رأى بأن الإبداع ينبع من هذا الصراع بين الرغبة والمجتمع المتحكم والمتسلط . ويرى فرويد بأن هذا الصراع هو مسئول أيضا عن بعض الإمراض النفسية التي تصيب الإنسان.

    ويقول فرويد بأن حاجات غريزية تبرز عند الفرد ويكاد يتولد حل عصابي لها solution neurotic لكن العقل الباطن يتدخل فيتحول الأمر ( الحالة العصبية المتولدة ) إلى عمل إبداعي.

    وبين فرويد بأن مخيلة الشعراء تشبه مخيلة المرضى العقليين. وهو يقول بهذا الخصوص أن المرض هو حتما الدافع وراء الإبداع illness was no doubt the final cause of the whole urge to create. ويعلل ذلك أن الإبداع يعالج .

    وعليه فان فرويد يرى بأن الإبداع جاء كنتيجة لحاجة الإنسان إشباع بعض الغرائز سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وهو يصف الفن بأنه ينتج عن السعي من اجل الحصول على الرضا الجنسي derivative effort to obtain sexual pleasure . وكأن فرويد يتحدث عن الإنسان انطلاقا من طبيعته الحيوانية ولا يعطي أهمية للإدراك الذي يميز الإنسان عن الحيوان ويجعل ربما منه بالتالي مبدعا.

    أما كارل يونغ وهو تلميذ من تلامذة فرويد فقد أسس لاحقا نظرية منفصلة تفسر الشخصية الإنسانية المعروفة بنظرية الحجرات الوراثية Archetypes. وهو يعتقد أن الإنسان محكوم بحجرات يتوارثها عن الأسلاف وتولد معه وتشتمل على الحكمة الإنسانية المتراكمة السالفة.

    وعليه فانه يرى بأن هذه الحجرات الوراثية هي مصدر السمات الشخصية ومنها طبعا الإبداع.
    ويونغ يخالف أستاذه بان الإنسان ليس محكوم بغرائزه.

    ويرى يونغ بأن اللاوعي يمتلك القدرة على الإبداع بطبيعته وبذاته وهو قادر على القيام بالعمل بصورة مستقلة وهو قادر على التخيل وعلى الفعل بذاته . وعليه فان الفنان عند يونغ هو إنسان يحمل في داخله التجربة الإنسانية الماضية وعقله الباطن لديه القدرة على التصرف بذلك التراث الذي يشكل منبع الإبداع.

    طبعا واضح أن هناك اختلاف بين تلك النظريات التي حاولت تقديم تفسير لماذا يبدع الإنسان؟ وما الذي يدفعهم للكتابة مثلا؟

    ولكن كل هذه النظريات تقر بأن الإنسان المبدع هو إنسان يمتلك طاقات هي التي تدفعه للإبداع فيما عدا طبعا من يعتقد بأن الإبداع هو موهبة تعطى للإنسان من الله أو قوى الطبيعة.

    وهناك من يرى بأنها ستظل غامضة. أما باقي النظريات فترى بأن أصل الإبداع ينبع من داخل الإنسان وان ما يدفع الإنسان للإبداع هو بعض الظروف والأوضاع والتي تمنح المبدع بعض الصفات تجعله مبدعا.

    كما أن البعض من هؤلاء يصف هذه الظروف والخواص فمثلا Willian Niederlan يرى بأن "المدقق يندهش حينما يلاحظ بأن المبدعين يشتركون في تجربة مأساوية tragic experiences في طفولتهم المبكرة" .

    ويقول أن عملة كمحلل نفسي يدفعه لملاحظة أن الكثير من الأمراض تعود إلى حالات مأساوية مر بها المرضى في الطفولة.
    In our clinical work as analysts we are of course familiar with our patients conflicts whose origins go back to childhood.

    ويضيف أنني أميل إلى الاعتقاد بأن هذه الحوادث في الطفولة المبكرة لها دور في العملية الإبداعية لديهم.

    I am inclined to agree that traumatizaion in the history of creative individuals plays an unusually great part.

    ولكن وعلى الرغم أن هذه النظريات تعطي أهمية للظروف وترجع لمثل تلك الحوادث المأساوية دور في العملية الإبداعية لا يوجد نظرية واحدة حتى الآن تعطي اليتم الأهمية في العملية فيما عدا فرويد .
    ولكن حتى فرويد فأنه يحجم اثر موت احد الوالدين بالأثر الذي يتركه الموت على الغريزة الجنسية . فموت الأب أو الأم عند فرويد يؤدي إلى إحباط جنسي sexual deprivation وهو العامل الذي يدفع للإبداع.

    ولكن ملاحظتي أن العديد من الكتاب تحديدا ( مجال البحث هنا ) قد فقدوا الأب أو الأم أو كليهما ومن خلال تجربتي الشخصية بالفقدان دفعتني لمحاولة إيجاد رابط بين اليتم والإبداع وبالتالي تقديم فهم وتفسير للكيفية التي تتم فيها العملية الإبداعية ومن أين يأتي الإبداع.

    ومن هنا طبعا تم تحليل حياة الكتاب الثلاثة الذين سبق ذكرهم لإيجاد الرابط بين يتمهم والدافع الإبداعي وتبين أنهم حتما تأثروا بتلك التجربة وكانت ردود فعلهم متشابهه إلى حد كبير.

    فسلفيا بلاث قتلت نفسها عندما عجزت عن تحقيق التوازن. ورالف السون اختار أن يعيش خفي وبابلوا نيرودا كاد أن يصل في مرحلة من مراحل حياته إلى نفس مصير سلفيا بلاث ولكن نيرودا تمكن بانشغاله في الفكر والثورة والشعر والى غير ذلك من أعمال أن يحقق التوازن والاكتمال الذي كان مندفعا لتحقيقه دون وعي منه لأثر اليتم عليه طبعا ولولا ذلك لكان مصيره حتما مصير سلفيا بلاث.

    والسؤال الآن :
    - إذا لماذا يكتب الكتاب؟
    - وما طبيعة الدافع الإبداعي ؟
    - وما اثر موت الوالدين أو احدهما في الإبداع ؟


    وهذا هو الجديد الذي تقدمه "نظرية تفسير الطاقة الإبداعية ".إلى اللقاء في الجزء الرابع ،،،

    يتبع ،،

    التعديل الأخير تم بواسطة ايوب صابر ; 06/04/2010 الساعة 02:32 PM

  11. #11
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    تحية تربوية حضارية ملؤها الابداع
    الى شخصك المبدع
    موضوع يهمني شخصيا كمعلم يبحث عن مناطق الابداع في طلابه
    انا في انتظار باقي الموضوع


  12. #12
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    [COLOR="Purple"]الاستاذ السعيد ابراهيم الفقي

    في احد مقولاتي الساخنة التي سأنشرها تباعا هنا " من الجميل ان تكون عظيما لكن الاجمل ان تصنع العظماء...لذلك كاد المعلم ان يكون رسولا"

    فلنتفق اولا انك بمهنتك صانع للعظماء ولكن عليك الاهتمام بالايتام فعقولهم تعمل بطاقة ذهنية هائلة تفجرت كنتيجة للفجائع التي اصابتهم وهي اما ان تتحول الى طاقة سلبية مدمرة او الى طاقات ابداعية اذا توفر لهم القدوة الحسنة والمدرس المخلص الذي يتعامل مع الطلاب على اساس انهم مشاريع عظماء خاصة اذا كانوا ايتام.... وفي مقولة اخرى اقول " الايتام هم الحل...."....وسيظهر السبب لهذا القول تباعا ...


    اشكرك على مرورك الكريم وانا سعيد بهذا التفاعل الممتاز فهذا الموقع منارة فكر مشتعلة ولا بد ان اشكر صديقي اياد دويكات الذي دعاني للمشاركة في هذا الموقع ...[/COLOR]


  13. #13
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    01/07/2009
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    أحب أن اوضح أنني "أخ " ولست " أخت " عموما .. عوده للإبداع .. برأيي عندما يكون مقياس الإبداع يعتمد على عمل ضخم فإنه غير حساس لرصد درجات الإبداع الأساسية ومن ثم رصد مراحل التدرج الإبداعي ، فبهذا فإن مقياس الإبداع لايظهر إلإ في المراحل الأخيرة .. لأن هناك نمط أو فعل غير المعتاد وملفت للنظر .. فبهذا أرى أنه لايعتبر مقياس للإبداع .. بل صورة أخيرة للإبداع يتم وصفها كحالة غير مفهومة أو مختلفة .

    في ظل عدم وجود قدرة على قياس الإبداع سيكون من الصعب " زرع الإبداع " في النشء أو الجيل وتوقع النتائج الإبداعية في المستقبل لأننا لا نفهم الإبداع إلإ حالة مفاجئة وليس لدينا قياسات أو إيمان بأنه يمكن أن يكون لنا عامل في إيجاده وذلك عندما نعزوه فقط إلى قوة خارجية .

    القوة الخارجية دائماً تأثر علينا فمن لايتأثر مثلا برؤية الطبيعه ، الله ذكر في كتابه أكثر من مرة أهمية التأمل في المخلوقات والطبيعه ومنها سنكسر حاجز الجمود والأفق المحدود في التفكير إلى مستوى إبداعي جديد عندما نتفاعل نحن مع مخلوقات الله وفوق هذا كله عندما نصل إلى مرحلة الصفاء والنقاء الذاتي ونتفاعل بإيجابية كما أمرنا الخالق مع المحيط ثم نوفق إلى الهداية .

    برأي المتواضع أنه من المفترض أن لا نرصد الإبداع في حالاته النهائية دائماً فإننا بهذا كحارس مرمى يتلقى الأهداف في مرماه دون أن يعرف من أين إتجاهاتها فهو يجمع تلك الأهداف من الشباك ، يرى كرات تتطاير في الهواء ثم تدخل مرماه ولكنه لايرى اللاعبين أنفسهم وكيف يتحركون من الخلف للإمام أيضاً هو لايرى كيف تدرب هؤلاء اللاعبين وكيف يخططون وماهي نقاط قوتهم وضعفهم ( يجهل تاريخ حياتهم ). فهو لايرى الإ الأهداف فقط، برأيي عدم قدرتنا على ملاحظة الإبداع في مراحله الأولى هو نتيجه أننا لانؤمن بالإبداع أن يكون بيننا ، ثم لانقبل بمسألة النمو الطبيعي للإبداع عوضاً أننا لانعطيه الفرصه للنمو ولانشجع مراحلة الأساسية لأننا لا نقبل إلا مراحله النهائية ثم يظهر لنا السؤال المحير من جديد " كيف تم تسجيل الأهداف بهذه البراعة" " كيف أصبح هؤلاء مبدعون؟".

    ختاماً : برأيي أن الإبداع إنه يأتي من النظر والتفكير للداخل بعمق وبقوة (داخل الإنسان) مع مراقبة الخارج بهدوء ثم يتدرج إلى قوة وعندما تلتقي القوة الداخلية مع القوة الخارجية (المحيطية - تأمل في الخلق - المخلوقات - الطبيعه .. ) ثم معرفة الخالق معرفة يقينية فتلتقي كل هذه القوى الثلاث هنا يبدأ التسارع بقوة نحو الأمام وللأعلى ويوهب للأنسان أعلى درجات الإبداع والطاقة . أشبه هذه الحالة عندما تكون ميكانياً بارعاً ولديك سيارة فأنت تفكر في هدفك اولاً تؤمن به بقوة ( يجب أن ترحل إلى مكان ما) تنظر إلى السيارة ( المحيط ) وكيف تم إعدادها تنظر في ادواتها ومدى صلاحيتها ، ثم تتفاعل معها ( إصلاح - فهم - تعديل - إضافه - تقبل ) أثناء كل هذه المرحلة وبعدها ترزق هداية وتوفيق الله لأنك عرفت أنك تسير في أرضه وفي عالمه الآن أهدافك تتفق مع هدف الخالق ( ترزق فهم كل الأشياء ) تتحد كل هذه القوى - فهم ذاتي كامل مع وجود رغبة وطاقة كامنه - فهم ذاتي كامل للمحيط - معرفة كاملة للخالق . ( علماً أنني أقول كامل ولكن مرحلة الوصول للكمال تكون صعبه ولكني أضع أقصى وأقوى الطاقات ) بعد ذلك يأتي الإبداع في أسمى حالاته .

    وهذا لا يتعارض مع إبداع الغير مؤمنين فهم وصلوا لمرحلة من مراحل الإبداع ولكن من يقيس الحالة الإبداعية في أوج مراحلها حتى نقول أنهم تخطوا النقطة كذا وكذا ، وسأعطيك مثال فقط بسيط كيف كان لنبي الله نوح تلك القدرة العظيمة لصنع سفينه ضخمه بمفرده حملت كل تلك الحيوانات والطيور و الأفراد لاحظ أن من ضمن الحيوانات مثلا الفيلة ( زوجين ) ثم قاومت ذلك الطوفان العظيم لترسى على الجودي بأذن الله . من أين أمتلك هذا الإبداع في الصنع ؟ وكيف أصبح مبدعاً ( عندما ألتقت تلك القوى الثلاث ) . تخيل هذا الإبداع في ذلك العصر الذي يفتقد لأبسط أدوات التقنية الحديثة .

    ملاحظة ( كل هذه المعلومات لم تأخذ من أي مرجع هي من تجربتي الشخصية شكراً لكم على هذا الطرح )


  14. #14
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    اقتباس من الاخ نوار الغامدي "أحب أن اوضح أنني "أخ " ولست " أخت " .
    - اعتذر عن هذا الخطأ واشكرك لتفهمك.


    اقتباس "عوده للإبداع .. برأيي عندما يكون مقياس الإبداع يعتمد على عمل ضخم فإنه غير حساس لرصد درجات الإبداع الأساسية ومن ثم رصد مراحل التدرج الإبداعي ، فبهذا فإن مقياس الإبداع لايظهر إلإ في المراحل الأخيرة .. لأن هناك نمط أو فعل غير المعتاد وملفت للنظر .. فبهذا أرى أنه لايعتبر مقياس للإبداع .. بل صورة أخيرة للإبداع يتم وصفها كحالة غير مفهومة أو مختلفة "

    - لا شك ان الابداع سمة انسانية وقد ظل قياس هذه السمة صعبا على مر الايام لكن التراث الادبي والنفسي الحالي اصبح يشتمل على عدد كبير من الدراسات التي استخدمت عينات من المبدعين لمحاولة تقديم فهم لهذه السمة وما الى ذلك من جوانب قياس الخ ولم تتوصل كل تلك الدراسات الى نتائج حاسمة لاسباب عدة سأشرحها هنا ضمن فصول نظرية تفسير الطاقة الابداعية. و لكن دراستي على الخالدون المئة تشكل اول دراسة اخضعت عينة نموذجية للدراسة الاحصائية ولذلك كانت النتائج علمية واقرب الى الصح وبعيده كل البعد عن الاحتمالات...
    والمهم في هذه الدراسة انها اخضعت عينة تتصف بأنها ( خالدة من ناحية الاثر ) وهو ما يشير الى انها تمتلك الابداع بأعلى حالاته ولذلك كان من السهل وضع مقياس سيتم ايضاحه فيما يلي من الفصول.


    اقتباس اخر " في ظل عدم وجود قدرة على قياس الإبداع سيكون من الصعب " زرع الإبداع " في النشء أو الجيل وتوقع النتائج الإبداعية في المستقبل لأننا لا نفهم الإبداع إلإ حالة مفاجئة وليس لدينا قياسات أو إيمان بأنه يمكن أن يكون لنا عامل في إيجاده وذلك عندما نعزوه فقط إلى قوة خارجية ."
    -
    ان نظرية تفسير الطاقة الابداعية تمكنت من تقديم تفسير للطاقة الابداعية وما يكمن وراء القدرات الابداعية ولذلك سيكون من السهل بعد ان تعرفنا على سر الطاقة وضع مقاييس وسيكون من السهل تطوير اليات لتعزيز القوة الابداعية او على الاقل حسن التعامل معها كوننا تعرفنا على مصدر الطاقة وهو كما سيتم توضيحه بالدليل الموت و اليتم والمأسي التي يمر فيها الطفل في طفولته المبكرة...وسوف توضح الدراسة ان الابداع ليس امرا غامضا او مفاجئا او لا يمكن فهمه كما كان يُظن بل هو حالة نفسية معينة مرتبطة بالموت ...في حالة الابداع في اعلى حالاته ويقل كلما كان المسبب ( الفجيعة ) اقل اثرا... مثل فقد الجد او فقد صديق او فقد الوطن او فقد لعبة او حيوان اليف وهكذا ...
    المهم اصبح هناك ما يشير دون مجال للشك واعتمادا على التحليل والبيانات الاحصائية بأن الابداع طاقة تتولد في الدماغ وتتكثف كلما كانت الفجائع اكثف في طفولة الطفل... وموت الاب قبل الولادة يمثل اعلى حالات الفجيعية....


    اقتباس "القوة الخارجية دائماً تأثر علينا فمن لايتأثر مثلا برؤية الطبيعه ، الله ذكر في كتابه أكثر من مرة أهمية التأمل في المخلوقات والطبيعه ومنها سنكسر حاجز الجمود والأفق المحدود في التفكير إلى مستوى إبداعي جديد عندما نتفاعل نحن مع مخلوقات الله وفوق هذا كله عندما نصل إلى مرحلة الصفاء والنقاء الذاتي ونتفاعل بإيجابية كما أمرنا الخالق مع المحيط ثم نوفق إلى الهداية ."
    - لا يمكن ابدا انكار عدة عوامل مثل البيئة والقدوة الحسنة والتربية الخ...وربما احيانا الصدفة ...لكن لقد تبين بعد اجراء الدراسة ان الشرط الاساسي في الابداع هو توفر الطاقة الابداعية وذلك ينتج عن الفجائع التي تصيب الطفل فتتولد في ذهنه الطاقة التي تتحول الى مخرجات ايجابية او سلبية في وقت لاحق والعوامل الكثيرة تلك هي التي تؤثر في نوعية المخرجات فأن توفرت لليتيم القدوة الحسنة مثلا كانت النتيجة محسومة حتما من حيث الاثر الايجابي وهكذا...


    اقتباس " برأي المتواضع أنه من المفترض أن لا نرصد الإبداع في حالاته النهائية دائماً فإننا بهذا كحارس مرمى يتلقى الأهداف في مرماه دون أن يعرف من أين إتجاهاتها فهو يجمع تلك الأهداف من الشباك ، يرى كرات تتطاير في الهواء ثم تدخل مرماه ولكنه لايرى اللاعبين أنفسهم وكيف يتحركون من الخلف للإمام أيضاً هو لايرى كيف تدرب هؤلاء اللاعبين وكيف يخططون وماهي نقاط قوتهم وضعفهم ( يجهل تاريخ حياتهم ). فهو لايرى الإ الأهداف فقط، برأيي عدم قدرتنا على ملاحظة الإبداع في مراحله الأولى هو نتيجه أننا لانؤمن بالإبداع أن يكون بيننا ، ثم لانقبل بمسألة النمو الطبيعي للإبداع عوضاً أننا لانعطيه الفرصه للنمو ولانشجع مراحلة الأساسية لأننا لا نقبل إلا مراحله النهائية ثم يظهر لنا السؤال المحير من جديد " كيف تم تسجيل الأهداف بهذه البراعة" " كيف أصبح هؤلاء مبدعون؟".
    - في الواقع هذا هو بالتحديد سبب فشل كل الدراسات التي اجريت قبل دراسة تفسير الطاقة الابداعية خاصتي حيث كان الدارس يختار عينات عشوائية تشتمل بين عناصرها مبدعين من كل المستويات الابدباعية فتظل النتائج غير حاسمة ....ولذلك لم يتوصل اي من الدارسين لفهم حقيقي لمسببات الابداع.
    لكن عندما اقتصرت في دراستي على الخالدون المئة كنت في الواقع ادرس الابداع في اعلى حالاته فقط ...ولذلك كان من السهل وقد اثبت بما لا يدع مجالا للشك ان الابداع في اعلى حالاته ناتج عن فجائع اليتم تحديدا ....اصبح من السهل فهم المسببات الاخرى....وسيتم ايضاح ذلك فيما يلي من فصول ارجو المتابعة..


    اقتبس آخر "ختاماً : برأيي أن الإبداع إنه يأتي من النظر والتفكير للداخل بعمق وبقوة (داخل الإنسان) مع مراقبة الخارج بهدوء ثم يتدرج إلى قوة وعندما تلتقي القوة الداخلية مع القوة الخارجية (المحيطية - تأمل في الخلق - المخلوقات - الطبيعه .. ) ثم معرفة الخالق معرفة يقينية فتلتقي كل هذه القوى الثلاث هنا يبدأ التسارع بقوة نحو الأمام وللأعلى ويوهب للأنسان أعلى درجات الإبداع والطاقة . أشبه هذه الحالة عندما تكون ميكانياً بارعاً ولديك سيارة فأنت تفكر في هدفك اولاً تؤمن به بقوة ( يجب أن ترحل إلى مكان ما) تنظر إلى السيارة ( المحيط ) وكيف تم إعدادها تنظر في ادواتها ومدى صلاحيتها ، ثم تتفاعل معها ( إصلاح - فهم - تعديل - إضافه - تقبل ) أثناء كل هذه المرحلة وبعدها ترزق هداية وتوفيق الله لأنك عرفت أنك تسير في أرضه وفي عالمه الآن أهدافك تتفق مع هدف الخالق ( ترزق فهم كل الأشياء ) تتحد كل هذه القوى - فهم ذاتي كامل مع وجود رغبة وطاقة كامنه - فهم ذاتي كامل للمحيط - معرفة كاملة للخالق . ( علماً أنني أقول كامل ولكن مرحلة الوصول للكمال تكون صعبه ولكني أضع أقصى وأقوى الطاقات ) بعد ذلك يأتي الإبداع في أسمى حالاته .
    -
    لا شك ان هذا وصف جميل جدا... لكن دراسة الخالدون المئة اثتبت بلا يدع مجالا للشك ان كل ما يقال عن اعتزال وتأمل وتقشف وممارسات ....ما هي في الواقع الا مؤشر على وجود الطاقة الذهنية الهائلة التي تتفعل في الذهن كنتيجة للفجائع التي تضرب الطفل اليتيم ( في حالة الابداع في اعلى حالاته ) ولكن ذلك لا يعني بأنها الشيء الوحيد المؤثر في طبيعة ونوعية وكثافة الابداع فأحيانا يمكن ممارسة طقوس معينة تساهم على تفعيل الطاقة او توجيهها الى وجهه معينة...

    اقتباس " وهذا لا يتعارض مع إبداع الغير مؤمنين فهم وصلوا لمرحلة من مراحل الإبداع ولكن من يقيس الحالة الإبداعية في أوج مراحلها حتى نقول أنهم تخطوا النقطة كذا وكذا ، وسأعطيك مثال فقط بسيط كيف كان لنبي الله نوح تلك القدرة العظيمة لصنع سفينه ضخمه بمفرده حملت كل تلك الحيوانات والطيور و الأفراد لاحظ أن من ضمن الحيوانات مثلا الفيلة ( زوجين ) ثم قاومت ذلك الطوفان العظيم لترسى على الجودي بأذن الله . من أين أمتلك هذا الإبداع في الصنع ؟ وكيف أصبح مبدعاً ( عندما ألتقت تلك القوى الثلاث ) . تخيل هذا الإبداع في ذلك العصر الذي يفتقد لأبسط أدوات التقنية الحديثة ."

    - نحن نتحدث عن الابداع الوضعي والذي يكون ناتج عن اسباب وضعية ولذلك تكون مخرجاته الفكر والفلسفة والشعر والادب والقيادة والفذه والكرزما الخ... لكن في حالة الانبياء رغم توفر نفس الظروف او ظروف مشاببه لا شك ان الموضوع يعود الى عامل الدعم الالهي الذي توفره الملائكة فهذا موضوع آخر رغم انه لا يمكن فصل او التقليل من اهمية الظروف الماساوية التي يبدو ان كل الانبياء قد مروا بها وربما هي ارادة الله في اعداد الانبياء...ولذلك هم اصحاب معجزات علما بأنه لا يمكن التقليل من قدرة العقل والطاقة الذهنية وسوف اوضح لاحقا ان الكثير من اصحاب الكرامات والقدرات التي جعلت البهعض يظن انهم معصومين عن الخطأ ما هي في الواقع الا نتيجة عن طاقة ذهنية مهولة تسببت بها الفجائع والدليل كما اشرت بأن الخالدون المئة او غيرهم من العباقرة التي اتفقت البشرية على انهم استثنائيون في انجازاتهم كلهم ايتام وبعضم مروا بفجائع مكثفة مثل موت الاب والام الخ...
    اقتباس آخر "ملاحظة ( كل هذه المعلومات لم تأخذ من أي مرجع هي من تجربتي الشخصية شكراً لكم على هذا الطرح ) "
    -
    اشكر جدا جدا جدا على هذه التغذية الراجعة خاصة انها من بنات افكارك لكن املي ان تظل في الجوار لتسمع ما اقول واقدم لك الدليل الذي يؤكد ما اطرحه في نظرية " تفسير الطاقة الابداعية " والتي ستجبر الدارسين على اعادة النظر في الكثير من المسلمات وستقدم الكثير من الاجابات ...ولذلك سيظل الحوار هنا شيق ومثير ومفيد .....

    شكرا مرة اخرى على مرورك الكريم .


  15. #15
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    الجزء الرابع

    قبل أن ننتقل للحديث عن الجديد الذي تقدمة"نظرية تفسير الطاقة الإبداعية" لا بد أولا من التنويه بأية محاولات أخرى كانت قدمت لتفسير الإبداع ولو من زوايا أخرى.

    فلم يكن فرويد آخر من قدم نظرية بالخصوص ولكن الكثير من الدراسات تطرقت للموضوع سواء بشكل مستقل أو ضمن المنظومة الفكرية مثل الوجودية والتي تعتبر الإبداع نتيجة للقلق الذي يشعر به الإنسان والناتج عن إدراكه بوجوده وخوفه من الموت.
    وهذه النظرية ( التفسير الوجودي ) ربما تشكل آخر نظرية حاولت تفسير السمة الإبداعية قبل "نظرية تفسير الطاقة الإبداعية " لكنها لا تتعامل مع الإبداع كطاقة كما فعل فرويد ولا تحاول تقديم تفسير لآليات عمل سمة الإبداع وتتحدث بعموميات.

    لكن في تزامن مع عصر فرويد وبعده ظل الاهتمام بالإبداع وسمات الشخصية الأخرى قائما وأفضل الكتب أو ربما الأصح الدراسات التي أجريت حول الموضوع هو كتاب " العبقرية والإبداع والقيادة" تأليف دين كيث سايمنتن ومترجم إلى العربية ضمن سلسلة عالم المعرفة- الكويت-, ويحمل الرقم 176 وقد ترجمه د. شاكر عبد الحميد وراجعه د. محمد عصفور.

    علما بأن هذا الكتاب يعالج ويركز على موضوع العبقرية والتي تعرف كما يقول المترجم في مقدمة الكتاب في التراث السيكولوجي الحديث "أنها تشير إلى القوى والطاقات والانجازات العقلية الفائقة وغير العادية.
    وهو مصطلح ينضوي تحت لوائه مصطلحان آخران هما الإبداع والقيادة".
    وعليه فأن المؤلف يوجه اهتمامه إلى المستوى المرتفع من الإبداع والمستوى المرتفع من القيادة ويطلق على هذين المستويين اسما عاما وشاملا هو " العبقرية" كما يقول المترجم.

    والإبداع الفائق والقيادة البارزة بالنسبة له يمثلان المظهرين الأساسين للعبقرية عبر التاريخ. ويؤكد المؤلف انه عندما نخضع ابرز المبدعين وابرز القادة للفحص العلمي فان التمييزات الخاصة بين الإبداع والقيادة سوف تختفي حيث يصبح الإبداع شكلا من أشكال القيادة وتصبح القيادة مجالا من مجالات الإبداع...وهذه الملاحظة مهمة جدا لنا حينما نتحدث عن نظرية تفسير الطاقة الإبداعية.

    ويورد المترجم د. شاكر عبد الحميد عدة تعريفات للعبقرية أبرزها تعريف R. S. Albert يقوم على أساس الإنتاج فيقول أن العبقري هو شخص يقوم بالإنتاج عبر مدى طويل من الزمن لعدد كبير من الأعمال التي يكون لها تأثيرها الواضح والكبير على الآخرين لسنوات عديدة.

    ويقدم الكتاب دراسة خاصة حول الأشخاص غير العاديين – المبدعين والقادة تحديدا - الذين كان تأثيرهم في عصرهم وفي العصور التالية شديدا بحيث أصبحوا يستحقون لقب " العباقرة". ولكن الكتاب يعالج العبقرية، سواء عند القادة أو المبدعين من المستوى العالي، من جوانب تشمل وتقتصر على:
    - ما هي الأسباب التي جعلتهم يحتفون هذه المنزلة المتفوقة على سواهم من البشر؟
    - ما هي الخلفية الأسرية الخاصة بهم؟
    - هل هو التعليم؟
    - هل هو الذكاء؟
    - هل هي طبيعة الأزمنة التي عاشوا فيها ؟
    - وهل يوجد عمر خاص يصل عنده الإبداع إلى ذروته؟

    ورغم أن الكتاب يقتصر في بحثه على هذه الجوانب لكنه يمثل كما يقول دين كيث سايمنتن نفسه- والكتاب حديث العهد طبعا الكتاب صادر عام 1999 اي بعد اعتماد رسالة الماجستير خاصتي التي غطت موضوع اليتم والابداع عام 1983 -"تجميع لكل الاكتشافات السابقة حول موضوع العبقرية في كتاب واحد" وقد سعى لتجميع هذه الدراسات لأنه رأى بأنها ظلت مبعثرة في الدوريات العلمية الخاصة بعدد من الفروع العلمية وتمتد تواريخ نشرها نحو قرن من الزمن.

    لكن الكتاب لا يعالج موضوع الإبداع من حيث كونه دفق من الطاقة ناتجة عن عقل الإنسان الذي يمثل بدوره نظام للطاقة كما قول فرويد.
    وهو لا يعالج الجوانب المختلفة للعملية الإبداعية وحتما فأنه لا يقرن الإبداع باليتم رغم انه يفرد حيزا للحديث عن اثر وفاة الوالدين في العباقرة كما سنرى في الجزء التالي.

    ماذا يقول المؤلف دين كيث سايمنتن عند اثر اليتم في العبقرية من جانبيها الإبداع المتميز والقيادة ؟

    انتظروا الجز الخامس ،، ثم نعود للحديث عما تقدمة " نظرية تفسير الطاقة الإبداعية " من جديد.

    يتبع ،،،
    http://boswtol.com/self-development/...january/4/5925

    http://www.aljlees.com/6s2898193-969.html

    http://search.barnesandnoble.com/Gen.../9781583484388


  16. #16

  17. #17
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    الاستاذ السعيد
    سوف يتم نشر كل الفصول تباعا ان شاء الله،،،شكرا جزيلا لاهتمامك


  18. #18
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    الجزء الخامس،،
    أيضا لا بد من التنويه بأن سايمنتن، وكما يقول، اخضع حياة النوابغ للتحليل العلمي باستخدام أسلوب (القياس التاريخي) والذي يقوم على اختيار وحدات التحليل سواء كانت من الفلاسفة أو الأفراد أو من المعارك الحربية التاريخية أو كانت الحان موسيقية ثم تحديد المتغيرات الحاسمة في التحليل وحسابها ثم القيام بعد ذلك بحساب العلاقة السببية الأكثر احتمالا من خلال تحليلات إحصائية.
    وهو يركز على النتائج الجوهرية من هذه الدراسات الإحصائية. فقد سعى لتحديد أمور مثل :
    - هل السياسيون البارزون من الأطفال الأكبر أم من الأطفال الأوسط أم الأصغر داخل الأسرة؟
    - هل يصل العلماء إلى ذروة الإبداع قبل الفنانين أو المفكرين الآخرين في المجالات الإبداعية الأخرى؟
    - هل يعكس المفكرون الأكثر شهرة أفكار أزمنتهم أم أفكار الأزمنة الماضية؟

    فهو إذا يركز في بحثه على:-
    - الخلفية الأسرية للمبدعين والقادة بين مستوى العباقرة .
    - الموضوعات الخاصة بالتأثيرات المنتقلة بين الأجيال.
    - الموضوعات الخاصة بالشخصية والإنتاجية الإبداعية والاستطيقا، والكرزما وروح العصر، والعنف السياسي وغيرها.

    وفي مقدمة كتابة يقول د. سايمنتن بأنه سعى من اجل اكتشاف الكيفية التي اثر من خلالها المبدعين والقادة هذا التأثير الكبير على التاريخ. ولذلك فقد قام ببحثه بهدف كشف قوانين العبقرية باستخدام أسلوب القياس التاريخي. وهو بدوره ينوه بدور العديدين ممن سبقوه الذين بذلوا جهدا في السير الذاتية للعباقرة بهدف التعرف على اسرارها.

    ومن الأمثلة التي يقدمها د. سايمنتن عن هذه الدراسات السالفة دراسة توماس كارلايل في مقاله "عن الأبطال وعبادتهم والبطولة في التاريخ والصادر عام 1841 م " ويقول فيه إن تاريخ العالم ليس إلا سيرة الرجال العظماء وهي نتيجة يتوصل لها كل من يتعمق في دراسة سير حياة العظماء حتما. فقد ردد رالف والدو امرسون ما قاله كارلايل حيث قال " ليس هناك تاريخ بالمعنى الدقيق للكلمة هناك فقط سير شخصية". كذلك فان كتاب قصة الحضارة الذي ألفه كل من ول وارييل ديورانت يحتوى على أربعة مجلدات متتالية بعنوان ( عصر لويس الرابع عشر ، وعصر فولتير، و رسو والثورة و عصر نابليون ) فلذلك فان التاريخ حسب هذه الدراسات صاغه بعض الأفراد وانجازاتهم. وهذه الشخصيات تصوغ التاريخ بإحدى طريقتين :
    - من ناحية هناك المبدعون الذين قدموا إسهامات خالدة للثقافة الإنسانية سواء أكانوا علماء أو فلاسفة أو كتابا أو مؤلفين موسيقيين أو فنانين. من أمثال اينشتين وسارتر وجويس وسترافنسكي وبيكاسو والذين تركوا تأثيرا دائما على أفكار عدد لا حصر له من الناس وأحاسيسهم.
    - أما الناحية الثانية فأن هناك القادة الذين يغيرون العالم بأعمالهم الكبيرة وليس من خلال أفكارهم أو تعبيرهم عن عواطفهم...من أمثال هتلر وستالين وفرانكلين روزفلت وماتوتسي تونج .
    هذا ويشير د. سايمنتن أن الكثير من الدراسات قد أجريت قبل بحثه واعتمد في دراسته على بعض منها لتفسير عبقرية هؤلاء الفنانين والقادة حسب إجماع الناس والباحثين على حد سواء. فمثلا كان فرانسيس غالتن قد كتب كتاب عام 1869م بعنوان " العبقرية الوراثية Hereditary Genius وحاول فيه أن يضع اساسا وراثية للانجاز المتميز.

    أما كاترين كوكس فقد قامت بعد ذلك بأكثر من نصف قرن ( عام 1926 م ) بإصدار مجلد بعنوان "الخصائص العقلية المبكرة لثلاثمائة من العباقرة " Early Mental Traits of three Hundred Geniuses ". وقد اشتملت عينة عباقرة التاريخ في دراستها وهي نفس العينة التي اعتمد الدكتور سايمنتن عليها كثيرا كما يقول وتضم : نابليون ، كرومويل، وبوليفار، وفولتير ونيوتن وسرفانتس.

    ويرى الدكتور سايمنتن أن مجموعة العوامل التي استعان بها لفهم المبدعين تقدم له عونا لفهم القادة البارزين وهذه العوامل تشمل :
    - ترتيب الميلاد.
    - الذكاء.
    - التعليم.
    - العمر
    - روح العصر Zeit geist .
    - والعنف السياسي .

    وقد ناقش كل منها في فصول كتابه . وهو إذا يرى بأن هناك أسس مشتركة خاصة بالتعليل ( تعليل ظهور العباقرة : قادة ومبدعون.
    وعليه نجد أن د. سايمنتن قام في كتابه بدراسة العبقرية باستخدام أساليب القياس التاريخي Historimetry وهو مصطلح وضعه كما يقول فردريك وودز F.A. Woods عام 1911 و يشير فيه إلى تلك الفئة من البحوث التي يتم فيها إخضاع حقائق التاريخ للمعالجة الإحصائية وفقا لبعض أساليب القياس الموضوعية. ويعيد د. سايمنتن تعريف مصطلح " القياس التاريخي" على انه الأسلوب الخاص باختبار الفروض العامة أو الناموسية Nomothetic التي تتعلق بالسلوك الإنساني من خلال تطبيق التحليلات الكمية على معطيات مستخلصة من عينات تاريخية.

    فالدكتور سايمنتن إذا يستخدم التفسير الناموسي وليس التفسير الفردي بمعنى انه يركز على الجوانب العامة أو الكلية في السلوك الإنساني ويهمل الجوانب الخاصة المتعلقة بالشخص...كما انه يهمل أهم عامل من العوامل المؤثرة في العبقرية والإبداع بكافة مستوياته وليس فقط مستواه الأعلى ( العبقرية ) رغم ظهور أهمية ذلك العامل وبروزه المثبت بالدارسات الإحصائية وهو ( اليتم وتوابعه كما سنوضح لاحقا).

    وربما يكون هذا احد أهم الأسباب التي منعته من اكتشاف العلاقة المهمة بين اليتم والإبداع كما سنرى في "نظرية تفسير الطاقة الإبداعية " وعدم تفسير الظاهرة بشكل أدق وتحديد الأسباب الحقيقة وراء الإبداع.
    حيث اعتمد في دراسة الظاهرة على منهاج القياس التاريخي فقط ولكنني في دراستي للإبداع قمت أيضا بالتركيز على دراسة الفرد المبدع والقائد العبقري الفذ (وصف السيرة النفسية والتاريخ النفسي )... ذلك لان الإبداع والقيادة العبقرية هي في الواقع قدرات خاصة يمتلكها أشخاص معينين لأسباب سنوضحها فيما بعد....

    فقد أعتمدت في دراستي على التاريخ النفسي والسيرة النفسية المدعمة بالدراسات الإحصائية للوقائع التاريخية نظرا لأهميتها في إظهار العلاقة بين اليتم والإبداع وعلى شاكلة فرويد في دراسته النفسية لكل من ليوناردو دافنشي ودوستويفسكي وودرو ولسن وغيرها من الدراسات التحليلية عن غاندي ومارتن لوثر.

    فعلى الرغم أن العبقرية والإبداع صفات ناموسية مشتركة وتنتج عن علل وأسباب تكاد تكون متشابهه لكنها تتماييز من فرد إلى آخر كنتيجة لعدة عوامل ولا يمكن في الواقع تفسير هذه الظاهرة بصورة صحيحة بالاكتفاء بالتعميمات الناموسية التي يمكن العثور عليها من خلال دراسة التاريخ القياسي لؤلئك الإفراد الأفذاذ..

    وهنا يتضح أن سبب عدم اكتشاف فرويد لتلك العلاقة كان ناتجا عن أن دراساته التحليلية قامت على أساس افتراضات خاطئة والعيب ليس في المنهج اذا....
    ويمكنني القول أيضا أن منهاج التاريخ القياسي الذي استخدمه د. سامنتن لا يمكنه إيصال الباحث إلي النتيجة المطلوبة لوحده في تفسير الظاهرة لأنه يبحث في أمور بعيدة عن العلة الأساسية المفترضة ويحاول تقديم تفسيرات لا علاقة لها بالمسبب الحقيقي رغم انه لا يتجاهله. ولكنه يتطرق له من زوايا أخرى قللت من أهميته في كشف العلاقة بين المسبب والنتيجة.
    كل ذلك لا يعني أبدا بأن د. سايمنتن لم يقدم دراسة مهولة وعبقرية بحد ذاتها مما يجعله يتيما حتما. وهي دراسة متخصصة من شخص متخصص في مجال علم النفس وتعتمد على دراسات إحصائية علمية متعددة لا بد أنها تطلبت جهدا هائلا لانجازها. وسوف يسجل التاريخ حتما هذا الجهد المهول لأنه ساهم مساهمة فعالة وعلى شاكلة مساهمة فرويد العظيمة في كشف أسرار أهم سمة إنسانية. سيكون لفهمها وتفسيرها بصورة صحيحة أهمية عظيمة على كافة المستويات وفي صناعة المستقبل.


    تابعونا في الجزء التالي ( الجزء السادس) لنرى ماذا تحدث د. سايمنتن عن اثر الوالدين في العبقرية ثم ننتقل للحديث عن نظرية تفسير الطاقة الإبداعية ...


    يتبع ،،


  19. #19
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    الجزء السادس ،،


    تحت عنوان "الأسلاف والمورثات والأجيال " يتحدث د. سايمنتن عن الأمر الأكثر تأثيرا في السلوك الإنساني ويضيف بأن بعض النظريات تظل تصر على أن السلوك الإنساني موجه من خلال ما تفرضه المعطيات البيولوجية أو ما يسمى بالطبيعة. وهم يصرون على أن هناك شيئا ما يمكن أن نطلق عليه لقب ( الطبيعة الإنسانية ) وهو بمثابة الأساس الغريزي للتفكير والنشاط . ولا يشعر أصحاب هذه الوجهة أفطرية في النظر بالحيرة أمام الفروق الفردية الموجودة بين الكائنات البشرية لأنها يمكن إرجاعها إلى الوراثة أي إلى عملية بيولوجية صارمة تقوم بشكل غير متعمد بإنتاج التباين في الجينات.

    في الطرف الآخر حسب رأي د. سايمنتن يوجد البيئيون الذين يعزون الدور الرئيسي في تشكيل الشخصية الإنسانية إلى الأحداث التي تقوم بتشكيل الحياة منذ لحظة الولادة. وهذه الأحداث أو الوقائع هي التي تعزز ارتقاء الفرد الإنساني. وأصحاب هذه النظرية يرون أن التشابه بين الناس يأتي كنتيجة إن بعض الخبرات عامة وشائعة عبر الثقافات وعبر التاريخ. وعليه فان عمليات المعرفة وبعض الأفعال تبدو على السطح فطرية. كما انه يسهل إرجاع الاختلاف بين الأفراد إلى التنوع الواضح في البيئات الطبيعية والشخصية والاجتماعية.

    طبعا هذا الاختلاف بين هاتين النظرتين قديم قدم الفلسفة فبعض الفلاسفة مثل أفلاطون وديكارت اعتقد أن بعض الأفكار فطرية. بينما تمسك بعض الفلاسفة مثل لوك وهيوم بأن العقل يبدأ مثل لوح حال وتقوم الخبرات البيئية بالنقش عليه.

    ويضيف سايمنتن أن علماء النفس اليوم لا يدافعون عن هذين الاتجاهين المتطرفين. والاهم عند علماء النفس هو اثر كل العوامل في تشكيل الشخصية الإنسانية. ومن هنا تأتي محاولاتهم الحديثة في فهم العبقرية بشقيها عند سايمنتن الإبداع والقيادة. بمعنى أن بعض الناس يعتقدون أن العبقري (يولد) وبعضهم يعتقد انه ( يصنع) ودور علماء النفس هو البحث في أصل هذه التركيبة وهل تتعدد العوامل التي يكون لها تأثير. من هنا يلقي د. سايمنتن الضوء على بعض العوامل التي يرى بأنها تؤثر على تكوين الشخصية وبالتالي سماتها كالإبداع والقيادة ويهمنا منها لإغراض هذا البحث المؤثرات الأسرية وذلك لارتباطها الوثيق بموضوع البحث هنا والذي يقوم على افتراض أساسي يربط بين اليتم والإبداع في أعلى حالته ودرجاته . ويمكن لمن يرغب التوسع في دراسة هذه العوامل الرجوع إلى كتاب د. سايمنتن المذكور.

    ويشير د. سايمنتن إلى الدراسة التي أجراها كل من فكتور وميلدرد غورتسل عام 1962 في هذا المجال والتي يقول أنها ألقت الكثير من الضوء على طفولة المشاهير.
    حيث قام الباحثان بدراسة السير الشخصية لأكثر من أربعمائة من قادة القرن العشرين ومبدعيه. وقاما بدراسة الحياة المبكرة للأشخاص موضوع الدراسة لتبين ما إذا كانت هناك مواقف أو أحداث أسرية ومدرسية معينة تدعم تطور العبقرية وقاما بفحص الإعاقات الجسدية والصدمات المبكرة والاضطرابات الأسرية والبيئة المتصدعة اجتماعيا والأمهات المسيطرات والآباء المتصلبين والاتجاهات نحو التعلم في المنزل وردود الأفعال تجاه المدرسة والمعلمين.
    كما قام هذان الشخصان في عمل لاحق بدراسة أكثر من ثلاثمائة شخصية من الشخصيات المعاصرة وأضاف بعض البنود إلى مجموعة أبعاد السيرة الشخصية التي اهتما بدراستها من قبل واجريا المعالجات الإحصائية المناسبة. أما الأبعاد الجديدة التي قام الباحثان على دراستها وركز عليها د. سايمنتن فهي ترتيب الميلاد واليتم والإرث العائلي :

    ترتيب الميلاد:
    يرى د. سايمنتن أن هذا العامل يفترض أن هناك مبرر نظري قوي يجعل الباحث ينظر إلى ترتيب الميلاد باعتباره عامل يمكن أن يفسر ظهور العبقرية. ويرى د. سايمنتن أن ترتيب الميلاد في الأسرة يفسر إلى حد بعيد الأسباب التي من اجلها لا يصل الإخوة إلى مستوى الشهرة نفسه. ويشير د. سايمنتن إلى الدراسات التي أجريت لتأكيد اثر هذا العامل على العبقرية. ففي دراسته وجد فراسنين غالتن عام 1874 أن نسبة الأبكار والأبناء الوحيدين بين العلماء المشاهير هي نسبة كبيرة بدرجة لا يمكن إرجاعها أبدا إلى الصدفة. ولكن الدراسات اللاحقة أظهرت مثلا أن الطفل الأصغر يتفوق على الطفل الأوسط وقد وجد ال غورتسل أن 30% من العينة التي درسوها والتي تكونت من 314 من مشاهير القرن العشرين كانوا من الأبكار و 16% منهم من الأطفال الوحيدين و27% من الأطفال الأصغر و26% فقط من فئة الطفل الأوسط Goertzel Goertzel & Coertzel, 1978 وعليه لقد كانت نسبة الأبكار أعلى بشكل لا نظير له بجمهور العينة ككل يليهم في ذلك الطفل الأصغر.

    كما وجدت الدراسة نفسها بأن الأبكار لا يبرعون في مجال السياسة بينما تميل فئة الطفل الأوسط إلى البروز بشكل ملموس بين الشخصيات السياسية المعاصرة. كذلك إشارة دراستان استخدمتا عينات مختلفة إن الثوار لا يكونوا من الأبكار على الأغلب Stewart, 1977, Walberg, Rasher & Parker son, 1980 .
    ويشير د. سايمنتن أن هذه الدراسات فشلت حتى الآن في الإجابة بشكل مقنع على السؤال المهم : ما هي الآليات التطورية النوعية التي يؤثر من خلالها ترتيب الميلاد داخل الأسرة على الانجاز؟ ويشير د. سايمنتن إلى ما يضعف هذا الفرضية من واقع الحياة ويقدم أمثلة على ذلك.

    فقد الأبوين:
    يشير د. سايمنتن أن والد لينين مات ولينين في سنوات المراهقة. وفقد بيتهوفن أمه عندما كان في السادسة عشرة من عمره وعندما بلغ الثامنة عشرة طرد والده من مدينة بون بسبب إدمانه للكحول وأصبح بيتهوفن مسئولا عن أسرته. وأصبح نابليون عائلا لأسرته في سن الخامسة عشرة عندما مات أبوه وفقد يوليوس قيصر والده في العمر نفسه. ومات والد نيتون قبل ولادته. ويضيف د. سايمنتن أن ملاحظة هذه الحالات أثارت العديد من الباحثين لكي يتساءلوا مندهشين حول ما إذا كان اليتم له أي فضل في نمو العبقرية. ويضيف د. سايمنتن أن الشواهد المجتمعة حتى اليوم يبدو أنها تؤيد وجود مثل ذلك الفضل. ويقدم مثال على ذلك ما توصلت إليه دراسة عينة كوكس عام 1926 حيث أظهرت العينة أن ما بين 22% إلى 31% من المشاهير في العينة المذكورة فقدوا احد والديهم قبل سن الرشد Albert, 1971, Walberg, Rasher Parkerson, 1980 . ويشير د. سايمنتن إلى عينة مارتنديل Martindale 1972 وهي عينة مكونة من مشاهير الشعراء الانجليز والفرنسيين على أن 30% من الشعراء كان والد كل منهم غائبا عن البيت. وفي عينة غورتسل الخاصة بمشاهير المعاصرين كانت هناك نسبة 18% فقدوا الأب. ونسبة 10% فقدوا الأم قبل سن الحادية والعشرين.

    ويضيف د. سايمنتن أن أكثر الأبحاث تنظيما حول اليتم هو مقال ج مارفن ايزنشتات J . Marvin Eisenstadt وعنوانه " فقد احد الأبوين والعبقرية " Parental Loss and Genius, 1978 ، وقد قام هذا الباحث بفحص حالات 699 فردا مشهورا من أمم متعددة ويعلون من مجالات مختلفة. وقد كان تكرار اليتم بينهم كبيرا تماما. فربع هؤلاء العباقرة فقدوا احد والديهم عند عمر الثلاثين. كذلك فأن حوالي 10% من هؤلاء الأفراد فقدوا كلا الوالدين عند عمر الحادية والعشرين. وقد قارن ايزنشتات هذه النسب المئوية بالمعلومات المستقاة من البيانات الخاصة بالإحصاءات السكانية ومن الدراسات حول الأحداث الجانحين وكذلك المرضى النفسين فكان أهم ما وجده في المجموعات الأخرى والمجموعة الوحيدة التي جاءت قريبة في نسبتها من نسبة العباقرة هي مجموعة الجانحين، وكذلك بصفة خاصة المرضى الذين يعانون من اكتئاب حاد أو من ميول انتحارية. وتتماشى النتيجة الأخيرة مت المعدلات العالية من الاكتئاب الانتحاري الموجودة بين المشاهير ( انظر الفصل الثالث).

    ملاحظة : هذه الدراسة مهمة وسيتم الاعتماد عليها أيضا في تفسير الكثير من الجوانب التي ما تزال غامضة بالنسبة لسمة الإبداع أثناء طرحي للجديد الذي أتت به "نظيرة تفسير الطاقة الإبداعية".

    يتبع ،،الجزء السادس2


  20. #20
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/04/2010
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: ما سر الطاقة الابداعية ؟ نظرية تفسير الطاقة الابداعية !!!!!؟؟؟

    تابع.. الجزء السادس 2،،

    لقد ارجع ايزنشتات اثر فقدان احد الوالدين إلى صدمة الفجيعة Bereavement Traumaلكنا وكما يقول د. سايمنتن لم كل النتائج العملية المترتبة على هذا التفسير داخل بياناته هو. ويضف د. سايمنتن انه إذا كانت الشهرة الناتجة عن ( العبقرية بشقيها الإبداع والقيادة ) عرضا خاصا من جملة أعراض الفجيعة فإننا يجب أن نجد فرقا ناتجا عن اختلاف طريقة حدوث هذا الفدان وزمانه. ويضيف د. سايمنتن انه من غير المحتمل أن نيوتن قد مر بصدمة عنيفة عند وفاة والده. ويرى د. سايمنتن أن هناك تفسير آخر يتعلق باختلال الهوية الجنسية الذي يسببه غياب الوالد المنتمي إلى جنس الولد ( انظر Martindale, 1972 ) . لقد ركزت معظم البحوث حول هذه النقطة على الآباء والأبناء الذكور ولذلك قصر د. سايمنتن حديثه عن الذكور فقط حيث يضيف انه في حالة موت الأب أو تغيب كثيرا عن البيت فأن الابن قد يفشل في اكتساب شخصية الذكر، ويقوم بدلا من ذلك علاقة حميمة مع الأم ، مما يؤدي إلى تكوين شخصية خنثوية، بل ريما تكوين ذكر ذي طبيعة أنثوية إلى حدا ما. انظر Harringten & Anderson 1982 ، والأمر البديل لذلك هو أن غياب الشخص الذكر القدوة قد ينتج عنه استعداد للقتال أو المشاجرة فالطفل غير الآمن قد يبالغ في التعويض من خلال ادعاء الذكورة الزائدة عن الحد الطبيعي. ويرى د. سايمنتن أن ثمة شيء مشترك ف سير الشعراء والطغاة والأبطال العسكريين وهو أن أمهاتهم كن دائما من الأمهات المسيطرات ، المستحوذات أو من الأمهات ذوات الشخصية الخانقة Goertzel and Goertzel, 1972 . ويضيف د. سايمنتن أن أكثر من نسف الشعراء الذكور المشهورين قد كشفوا عن ميل لاكتساب صفات الجنس الآخر في شكل سمات شخصية تعتبر تقليديا سمات أنثوية Martindale وربما كان للطغاة والغزاة ما للشعراء من سمات شخصية، لكنهم يخفونها تحت مظهر الصلابة والجبروت. ومن مزايا هذا الافتراض والكلام لا يزال لدكتور سايمنتن خاصة عندما نقارنه بافتراض الفجيعة انه أكثر تحديدا في تنبؤاته ومن ثم فهم أكثر قابلية للتحقق منه.

    ويقول د. سايمنتن أن فقدان الوالد لمنتمي إلى الجنس نفسه سواء من خلال الموت أو الطلاق أو النفي أو الإدمان على الكحول هو الحادثة الحاسمة. فإذا حل محل لأب شخص آخر مناسب من نفس الجنس ، مثل العم أو الخال أو الجد أو العمة أو الخالة أو الجدة فأن اكتساب هوية الجنس الآخر يكون اقل احتمالا. ويضيف د. سايمنتن ثم أن فقدان أخ أو أخت أو قريب آخر كان على صلة وثيقة بالطفل لا يكون له اثر عام وهكذا. فان من المفيد أن نتثبت من تلك العمليات التي تقف خلف التأثير الذي يحدثه اليتم على الشهرة رغم أن البحوث لم تقم بعد ذلك.

    ملاحظة: هذا تحديدا هو الجديد الذي تقدمة "نظرية تفسير الطاقة الإبداعية " من بين أشياء أخرى طبعا.

    يتبع ،،،الجزء السادس 3


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •