مدى الرقي والرفعة .. للحضارة العربية الاسلامية ..

[مازن عبد اللطيف]

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإنسان .. إلى أين المسير .. قف وتأمل ...مدى الرقي والرفعة ..للحضارة العربية الإسلامية ..وأقبل على الله ..

الحضارة العربية الاسلامية ..

قامت الحضارة العربية الإسلامية منذ القرن السابع الميلادي وازدهرت وعظم شأنها على أسس ثابتة وراسخة تمثلت بالدين الإسلامي الحنيف على نهج القرآن الكريم وهدي السنة النبوية الشريفة لتصبح الحضارة الإنسانية التي اتسمت بالوسطية والإعتدال في شتى مناحي الحياة الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والعلمية ..هذا عدا عن كونها شاملة وصالحة لكل زمان ومكان وهذا سر عظمتها وبقائها ونقائها ..
وفي المجالات السياسية فقد نظمت الحضارة الإسلامية مبدأ الحكم والعلاقة بين الحاكم والمحكوم على أسس من العدل والشورى ..قال تعالى " وأمرهم شورى بينهم " وأقر الإسلام مبدأ المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الجنس واللون واللغة ودعا الى نبذ التفرقة العنصرية قال تعالى " يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير "..
رفع الإسلام مكانة المرأة ورعى حقوقها ومصالحها ورد عنها الظلم والإضطهاد واكرمها وأكدت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على الإهتمام بشؤون المرأة وحفظ مكانتها ودورها في المجتمع كأم وابنة وزوجة تتساوى مع الرجل في إنسانيتها فهي نصف المجتمع ولها الدورالمميز كأم ترعى أبنائها وتقوم على تربيتهم بمشاركة الأب ليكونوا فاعلين في المجتمع وأكدت الحضارة الإسلامية وحثت الى التكامل الإجتماعي والتعاضد والتعاون بين الأفراد والجماعات في السراء والضراء من خلال الصدقات والزكاة التي تطهر أموال الأغنياء ليتوطد الأمن الإجتماعي والإقتصادي ويسود الود والوئام داخل المجتمع ..
وفي المجال الإقتصادي فقد حث الإسلام على السعي والمثابرة في طلب الرزق الحلال والإستفادة من خيرات البر والبحر قال تعالى " ورزقكم في السماء وما توعدون " .. وقال صلى الله عليه وسلم " ما أكل احد طعاما قط خير من عمل يده ".. ونظم الإسلام كذلك عمليات البيع والشراء وإبرام العقود واكد على حفظ الوعد والعهود ليسود النشاط الإقتصادي الأمان والإستقرار وتشيع أجواء الثقة والطمأنينة التــــي ساعدت المسلمين على الإهتمام بالزراعة وشؤونها وكذلك الصناعة والتجارة التي وصلت حدود الصين ووسط افريقيا وشرقها ..
وحث الإسلام بقوة على طلب العلم لأنه يثري الحضارات ويكاد يكون عنصرها الأساسي قال تعالى " يرفع الله الذين آمنوامنكم والذين اوتوا العلم درجات " .. وتجلت أهمية العلم في قوله عز وجل " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون " .. وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أطلب العلم من المهد الى اللحد " وقوله " طلب العلم فريضة على كل مسلم " .. مما يؤكد أهمية العلم والتعليم في الإسلام مما أوجد دور العلم التي انتشرت وضمت عددا هائلا من العلماء والمتعلمين في شتى ميادين العلم والمعرفة لتتميز الحضارة الإسلامية بانتاج علمي وادبي وفكري هائل كان له الدور الفعال في تغيير مجرى التاريخ منذ بدئها وحتى وقتنا الحاضر حيث بقي التراث العلمي الإسلامي منارا يستفاد منه في شتى بقاع الأرض ومختلف جامعات ومعاهد ومدارس العالم أجمع .. ويرز ايضا في الإسلام الإهتمام بكيفية التعامل بين الأفراد داخل المجتمعات حيث أكد على مكارم الأخلاق والصفات الحميدة التي دعا اليها القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية الشريفة .. قال صلى الله عيه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ودعا الإسلام الى الصدق والأمانة والوفاء في التعامل والرحمة والرفق واللين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من الأخلاق الحسنة التي تميز الإسلام بالدعوة لها وأمر المسلمين الإتصاف بها ليتميزوا بين الأمم والشعوب ..
ودعا أيضا الإسلام الى بناء القوة لمقاومة الأخطار قال عز وجل " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بـه عــدو اللـه وعدوكم "..
نرى مما تقدم أن الحضارة الإسلامية جاءت صالحة لكل زمان ومكان حيث قامت على هدي الدين الإسلامي الحنيف دين الفطرة والوحدانية ..
انها حضارة أكدت على كل ما يوافق العقيدة من علوم وتجارب الحضارات والشعوب السابقة وبخاصة الحقائق والثوابت العلمية والأدبيـــــة والفكرية التي لا تعارض الدين كالعلوم والمعارف والأنساب والفلك والأمور الأخرى التي أخذت من حضارة العرب قبل الإسلام والفـــــــلك والهندسة والأدب والموسيقى من الفرس والطب والرياضيات والفلك ترجمت واخذت من الحضارة الهندية ..
وعن الرومان الهندسة وفن البناء والمعارف الأخرى وكذلك الحضارة اليونانية علوم الرياضيات والفلسفة كل هذا التراث من الحضارات الأولى جرى دراسته بطريقة علمية وأخذت الجوانب المفيدة التي طورت على أيدي العلماء الأفذاذ بعبقرية خلاقة لترفد الحضارة العربية الإسلامية التي أضافت للعالم تراثا حضاريا بقي حاضرا وراسخا حتى وقتنا الحاضر بلغة عظيمة وشامخة هي اللغة العربية (لغة القرآن الكريم ) الذي جاء كأعظم المعجزات على الإطلاق ليبقى نبراس الأمة ودستورها حتى يرث الله الأرض وما عليها ..
هذا عدا عن العمارة العربية الإسلامية حيث لها طابع مميز وفريد من نوعه ولا مثيل له ..