آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: أحبّك يا شعب

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية آمنة أورباي
    تاريخ التسجيل
    05/01/2010
    المشاركات
    168
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي أحبّك يا شعب


    قالوا له يوما " لا يمكن أن يعيش كلاكما, فواحد منكما سيموت بالتأكيد" فقال " أنا مستعد أن أخدم تونس حيّا كنت أم ميّتا " فكان له ذلك, و خدمها حيّا و ميّتا.
    رحم اللّه الشهيد فرحات حشّاد, هذا ما قدّره اللّه لتونس لحكمة لا يعلمه إلاّ هو, و نعم باللّه.

    هذه مقالة كتبها الشهيد فرحات حشّاد يخاطب فيها شعبه, و بمجرّد أن نستبدل "شعب تونس" بـ " أمّة الإسلام " و "كارثة النفيضة " بـ"كارثة الأقصى" , نرى كم كان الخطاب معاصرا لواقعنا الحالي.


    ملاحظة : أأكّد أنّ الشعوب هي المقصودة هنا.

    أحبك يا شعب


    أحبك يا شعب تونس الذي امتحنك الدهر و امتحنته فعرف فيك الشجاعة مع الاخلاص و عرف فيك الصبر مع المثابرة .
    أحبك لما فيك من شعور فياض و إحساس نبيل و لما تكنه من عواطف عند النكبات و من تآخي عند المحن و أحب فيك الإقدام عند اقتحام الشدائد و بذل جهد المستطاع لانتشال الضعيف عند الحاجة .
    أحبك في وحدتك عند المصائب و تكتلك أمام الخصم و صمودك أمام العدوان.
    أحبك بما اشتمل فيك من خصال تفاخر بها و صفات حميدة ترفع رأسك ، و أحبك لحبك للعمل و اعتصامك بمبادئك المقدسة ، و أحبك لمشاطرتك أفراح المظلوم عند انتصاره على الظلم و مساهمتك لأتراح المغلوب و مساعدته فإذا ما شعرت بخطر يهدد فردا أو قسما من هيكلك دق قلبك دقة واحدة و اتجهت مهجتك كلها لدفع الضرر.
    لقد أصبحت أيها الشعب التونسي النبيل مثال الوحدة الصادقة يعسر على خصمك تفكيكها مهما حاول و مهما سعى و تفنن في بث الخبث و الدسائس و ليست هاته الوحدة مصطنعة أو ملفقة بل هي وحدة متينة حقيقية واقعية ملموسة تتجلى في أبهى مظاهرها.
    فأحبك حين تبحث و تكثر من البحث عن مجرى أمور بلادك و سير قضيتك و حين تنتقد وحين تصيح و حين تغضب و حين تدبر و أحبك حين تدافع عن كل النظريات التي تخطر في بالك في سلوك السياسة العامة و حين تستفسر و تستجوب و تناقش و تحسب و لكنك تترك النزاعات جانبا عند الشدائد و تنسى التشاكس عند العواصف فتهب من كل صوب و مكان و تتخلى عن شغلك و مصنعك و تندفع بكل قوتك حيث تتلاقى ببعضك بعضا في صف واحد ، صف الشعب الموحد الهدف و الكلمة ، صف الأمة المكافحة صف الحق المدافع عن كيانه و المناضل في سبيل تحريره.
    فأميرك و وزيرك و قائدك و فلاحك و تاجرك وعاملك و موظفك و صانعك و طالبك وكبيرك و صغيرك و شيخك و شبابك و غنيك و فقيرك.
    و تقف بجميع أفرادك و طبقاتك جنبا لجنب مستعدا للطوارئ صارخا في صمتك في وجه العدو بما فيك من إيمان و ثقة في نفسك صرخة تذهل النفوس المعتدية و تزعزع أركان الظلم و الجبروت فيتقهقر الخصم و هو محتار و لا يميز طريق النجاة من سبيل الهلاك.
    فبتضامنك فرضت احترامك و بوحدتك ذللت الصعاب و بتضحياتك عبّدت طريق النصر و بمثابرتك خذلت العدو و صيرته فاقد الرشد و الصواب لا يدري أين المصير فلقد انقضى ذلك العصر الذي تنقسم فيه الأمة عند الكوارث فيردع الخصم و يرتاح باله ويكيل الوعود لمن يريد التقرب و يدوس اخوانه في محنتهم لينال رضى الطاغي المتجبر. لقد انقضى ذلك العصر الذي لا يحس التونسي آلام غيره و لا يهمه من أمر الدنيا إلا ما يعود على شخصه بالغنيمة مهما كان مأتاها.
    فلقد استبدل شعبنا ذلك العصر بحياة مشتركة في السراء و الضراء و أصبح يشعر بأن نجاح الفرد و سعادته في سعادة الجميع و عزته الشخصية في عزة بلاده و وطنه و كرامته البشرية في كرامة أمته و احترام كيانها و سيادتها و أصبح الأمير يلتقي مع أبسط الأجراء عند المصاب لأن السهم موجه في الحقيقة لجميعنا فنجابه الخطر في وحدة شاملة حيث أن الذي أصابه السهم هو أحدنا.
    تلك هي العبر التي أملتها علينا مشاهدة الوحدة القومية التي تجلت بمناسبة كارثة النفيضة و قد كانت عنوانا للتضامن الفعال و عربونا للفوز القريب .
    سقط المضربون بالنفيضة فتوقفت الأمة بأكملها منادية بالقصاص فتجاوبت الأصداء من كل ناحية و اعتقل المضربون بزغوان و النفيضة أيضا فصرخت الطبقة الشغيلة كلها و الشعب التونسي معها كرجل واحد في يوم يشهد به التاريخ أنه من أيام الفخر و الذكريات التي لا تمحى.
    فأحبك و أخلص لك العمل .
    و إن دمت هكذا متحدا فوالله لن تغلب أبدا.


    فرحات حشاد

    التعديل الأخير تم بواسطة آمنة أورباي ; 16/04/2010 الساعة 12:38 PM
    Benim için dünyada en büyük mevki ve mükâfat, milletin bir ferdi olarak yaşamaktır. Eğer Cenab-ı Hak beni bunda muvaffak etmiş ise, şükrederim. Bugün olduğu gibi omrümün nihayetine kadar milletin hizmetinde olmakla iftihar edeceğim
    أن أعيش كفرد من أفراد الأمّة هو أكبر منصب وأعظم مكافأة في الدنيا بالنسبة لي. وإذا كان قد وفقني اللّه تعالى لذلك, فأنا من الشاكرين. وأنا أفتخر أن أكون في خدمة هذه الأمّة, كما هو الحال الآن و حتى نهاية عمري.
    Mustafa Kemal Atatürk

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •