هذه الأيّام تمرّ ذكرى عطرة ألا وهي إستشهاد القائد البطل عبد العزيز الرّنتيسي الذي شهد له التّاريخ بعد الله بماقدّمه فهل نحن به مقتدون..؟
هذه الأيّام تمرّ ذكرى عطرة ألا وهي إستشهاد القائد البطل عبد العزيز الرّنتيسي الذي شهد له التّاريخ بعد الله بماقدّمه فهل نحن به مقتدون..؟
[RIGHT]لم تمت يا سيدي فاسمُك في
صفحة العزِّ ، وبالنور انكتبْ .
سوف تبقى نجمةَ الصبح التي
بضياها نهتدي في كل دربْ .
أي كربٍ حلِّ بالشعب الفلسطيـنيَّ لمَّا
غبتَ عنه أي كربْ ..
كنتَ للثوار رمزاً قائداً
ولأبناء " حماسٍ " مثل أبْ .
كنتَ في كل حسابٍ رقماً
قَفْزُ أعدائكِ ، عن معناهُ ، صعبْ[/RIGHT]
التعديل الأخير تم بواسطة نسيبة بن حليمة ; 17/04/2010 الساعة 10:16 PM
رحم الله شهداءنا جميعاً فقد جادوا بأغلى ما يملكون ، وعاشت فلسطين حرة عربية وشكراً لك أخي العزيز
أنا عربي وولدت في أرض العرب حراً أبياً ، لا أقبل الضيم ، ولن يقر لي قرار حتى تعود فلسطين حرة عربية ، ويعود العراق حراً عربياً .
اللهم اقبله عندك في زمرة الشهداء الشهداء
واغفر له
واهدنا
واهد بنا
اللهم ادم الصحة والعافية والتقوى لعبدك محرز شلبي
رحم الله الشهيد واسكنه فسيح جناته
لن ننساك يا أسد فلسطين وإنا على الدرب لحافظون
المقاومة بكل ما نستطيع والشهادة هي من أمانينا
رحمه الله وتغمده برحمته وأسكنه فسيح جناته
هيهات للذلة
( وعد إلى شهيد الأمة والقضية والوطن: الدكتور عبد العزيز الرنتيسي اليبناوي)
مواطني العزيز
ارتضى حكام الأمس القريب، من أعراب هذا الزمان، بالدور الذي رسمه لهم الفرنجي المحتل والصهيوني الغاصب، الملفوظين إلى بلادنا من أوكار الإرهاب والغدر، لكن شعبنا رفض الاحتلال والاغتصاب، ونشر على لهب قصيد شاعرنا أبو سلمى شكوى العبيد إلى العبيد، وأعلنها عز الدين القسام صريحة هيهات للذلة، ضد أعتى إمبراطورية في النصف الأول من القرن العشرين، حتى أستشهد على أرض قرية يعبد الجنينية الفلسطينية راضياً مرضياً.
ومرّ الزمان، يا ابن فلسطين السليبة، ولعب الحكام دورهم المرسوم، بثمن بخس، لتفتح عينيك، في قرية يبنا الفلسطينية، كما فتحناهما نحن في قرية عراق السويدان، الفلسطينية أيضاً، على هذا العالم وهو يقترف مهزلة اغتصاب بلادنا فلسطين، وتشريد شعبنا، وتحميله جنسيات زور وبهتان، اختلقها الاستعمار البريطاني، لا لغرض إلاّ لاغتصاب فلسطين وتذويب هويتها واجتثاث شعبها من جذوره.
تتلاحق مشاريع إعادة توطين اللاجئين من شعبنا، خارج وطنهم، لكن هذا الشعب الباسل، كما عِشتَ ذلك، يا شهيدنا، شاهداَ ومتظاهراً ورافضاً، نهض من تحت خناجر المحتلين، وحماتهم الفرنجة المتصهينين، والمتذيلين عليهم من حكام محليين، فرضتهم على أمتنا اليد الأجنبية المارقة.
كنتَ، أبا محمد، طالباً في كلية الطب بجامعة الاسكندرية، وشاهداً على عبث الأقدار، يوم أفلس النظام العربي الحاكم، بهزيمة مخزية، لم يرفع رأس أمتنا فيها إلاَّ ثورة شعبنا، بصرخة القسام نفسها: هيهات للذلة، ويشتد وطيس منازلة العدو، ليكشف عن معدن هذا الشعب الأصيل، في الكرامة والأغوار، والسلط وبيسان، حتى تعود تلك اليد الغاشمة فتحيي دور هذا الحاكم أو ذاك، ليطعن إخواننا الثوار في الظهر. وفي لبنان تتوقد الجذى من تحت الرماد وتبشر باسترداد الأنفاس، إلاَّ أن اليد الأجنبية الصهيوفرنجية، ومن تذيل عليها من حكام المنطقة، تقوم باغتيال الشرفاء من قادتنا الفكريين والسياسيين، وتواصل جرائمها المتناسخة، ضد شعبنا، بأوامر من الغازية الأوكرانية غولدا مائير، باغتيال غسان كنفاني، فالكمالين وأبو يوسف النجار، حتى تنحرف قيادة المنظمة وتغدوا نظاماً عربياً في سلة الخمسة والعشرين نظاماً التي تملأ وطننا العربي خيبة وعاراً.
ويكون خروج القيادة الفاسدة من لبنان إلى تونس، وتلاحق اليد الأجنبية من تبقى من الشرفاء في صفوفها، بالاغتيال والقتل، لتقود بعد ذلك المستسلمين والخانعين، والأذلاء الخائفين، إلى العاصمة النرويجية، وتغدو مأساة سلطة الحكم الذاتي المحدود أكذوبة سمجة، تقتل انتفاضة المساجد، وتقهر شعبنا، في إطار المهمة الموكلة إليها، بحماية أمن العدو الغاصب، والتفريط بقضيتنا وحقوقنا. فمنذ ذلك الحين وعناصر هذه السلطة، تتغذى بلحمنا، وتسكر بدمنا، وتقايض العدو مصالح أزلامها الشخصية بحقوقنا الوطنية، وتتجسس لصالحه على أسرارنا، وأعراضنا وعوراتنا، فيعيث المحتل الغاصب في مخيماتنا وقرانا ومدننا، فساداً وإفساداً، وقتلاً وهدماً، وتجريفاً وحصاراً، ويلاحق قياداتنا الفكرية والسياسية بالاعتقال والاغتيال، فتنال يده الغادرة فتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى واسماعيل أبو شنب، وخمسة المهندسين القساميين، إلا أن شعبنا ظل صامداً ورفض كل مشاريع التفريط التي حملها إليه الحكام العرب، وسطاء مشبوهين، وعملاء مأمورين. ويواصل القتل والتدمير وتدنيس الأرض والمقدسات حتى تجرّأ الغاصب اليهودي الروسي على انتهاك حرمة المسجد الأقصى، فانفجرت الانتفاضة من جديد، وتنامت عملياتها النوعية، فازداد عنف المحتل الغاصب، وراح يكثف عمليات قتل الأطفال وجرف الحقول وهدم البيوت وتسميم الآبار وتشديد الحصار والإغلاق، أمام أعين السلطة التي راحت تناغيه بإدانة مقاومة شعبنا، وعلى رأسها العمليات الاستشهادية تارة، وبالتفريط بحقوق اللاجئين في العودة وبالتنازل عن أراضٍ في الضفة وغزة تارةً أخرى، والحكام على العرب، يوسوسون لتلك السلطة الفاسدة بالتفريط بحقوق شعبنا وبالنَّيل من مقاومته.
عجباً أخي الدكتور عبد العزيز، أأنا الذي أحدثك عن أمور عشتها أنتَ، بلحمك الحي في معتقلات الاحتلال الصهيوني الأجنبي، وفي معتقلات السلطة الخائبة المتواطئة؟! أأنا الذي أحدثك عن ذلك وأنت الذي تعرّضت لخمسة محاولات اغتيال، فشل الاحتلال في أربع منها؟! أأنا الذي أحدثك عن سلطة رجال الأعمال والوصوليين القادمة ألى بلادنا، من تل أبيب وواشنطن، عبر العاصمة النرويجية، وأنت الذي عانيت الكثير محتسِباً، من ملاحقاتها، وتحرشات أزلامها وسجونها، حتى كاد العدو يغتالك، وأنت رهينة لديها، في سجن غزة. ومن يومها راح أهلنا الطيبون العزل يحمون بيتك، وبأرواحهم يردّون عنك زعران السلطة، كلما أرسلتهم سلطات الاحتلال للعبث بحريتك، وحرمات أهل بيتك، كل ذلك يا شهيدنا الحي، جعل الكلمات في صدور الثكالى واليتامى والأرامل والأيامى، في كل شبر من فلسطيننا الصابرة تحشرج:"أخي جاوز الظالمون المدى/ فحق الجهاد وحق الفدا"، ليتواصل الرد على جرائم المحتل، ويتسابق الاستشهاديون، كل منهم يستلم الرسالة من سابقه، ويسلمها إلى لاحقه: "أنا إن سقطتُ فخذ مكاني يا رفيقي في السلاح"، وقد ترسبت في النفوس، وسكنت العقول حكمة شاعرنا الفلسطيني الشهيد: "نفس الشريف لها غايتان/ ورود المنايا ونيل المنى".
هاتان غايتان، يا أبا محمد، ظل يحلم بهما مجاهدو انتفاضتنا وشرفائها، ويتطلعون إلى نيلهما، خلال مسيرتهم الجهادية، في الذود عن حياضنا، والدفاع عن حقوقنا، وحمايتها من مؤامرات المتآمرين والجواسيس الناطقين بالعربية، في فلسطين ومحيطها، ففاز بهما مهندسو القسام الخمسة، والعشرات من رفاقهم، كلهم قدموا النفس رخيصة في سبيل الوطن، وهم يرددون صرخة عز الدين القسام هيهات للذلة.
لكن الذلة لها أهلها الممسكين برقاب شعوبنا العربية في خمس وعشرين عاصمة عربية، وسادستها بعد العشرين سلطة أُسلو. فهذا شارون يجتمع بهذاالحاكم أو ذاك لينهي اجتماعه باغتيال شيخ الشهداء أحمد ياسين. وهذا حاكم يتلقى التعاليم التلمودية من واشنطن، فيلغي مؤتمر القمة العربية، كي لا يدينوا عملية اغتيال الشيخ الجليل. وهذا حاكم ثالث يلتقي في واشنطن بشارون سراً، وببوش الصغير علناً، ليتم إثر ذلك إغتيالُك يا شهيدنا!
والهدف هو الهدف، تصفية القضية الفلسطينية. وقتل الشعب الفلسطيني، بيد عربية اللسان، وحتى فلسطينيته. ولكن كل ذلك، وقد بلغ أوجَهُ وتجبره، باغتيال الشيخ أحمد ياسين الذي ظنوه سينهي القضية، فإذا باسمه وبروحه، تشتد المقاومة في فلسطين والعراق وشتى أرجاء العالم الإسلامي، وتخلفه أنت، طبيب الأطفال، وراعي هلالنا الأحمر، بنبرة مقاوِمة أشدُّ عناداً، وأقوى خطابا،ً للعقل والمنطق. أفقدت العدو وأسياده وأذنابه صوابهم، فامتدت اليد الآثمة، بلا مقدمات، إلى حياتك الدنيا، فتخطّفَت جسدك، من بيننا وهم في غرورهم يعمهون، وما علموا أن روحك ستظل تتوقد فينا، وترفع من سقف مطالبتنا بحقوقنا، التي لن تقف عند تحرير وطننا، وإنما ستمتد إلى ملاحقة كل المجرمين، فاعلين ومفعول بهم، ومطالبنهم بتعويض شعبنا، عن كل ما أصابه من جور وعدوان واغتصاب وتشريد . وسيظل الحق في نفوسنا، كما في نفسك، حقاً، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وستظل العودةُ عودةً إلى مسقط الرأس، وسيحتضن العقاب عذابات كل نفس قتلها العدو، وكل شجرة اجتثها، وكل لحظة اغتصب فيها الديار وانتهك المقدسات، وكل دمعة سفحتها عين أم أو زوجة، وكل حالة إذلال لقيناها عند حواجزه ومعابره.
سيظل دمك الطهور، الذي روى تراب الوطن، المرة تلو المرة، يا شهيدنا، ودم كل فلسطيني سفكه الغزاة والأدوات، يضيء لنا مسيرة الجهاد والاستشهاد، حتى الانعتاق والتحرير.
وقبل أن نواريك التراب، هل يكفيك منا وعد، يا شهيدنا؟.
إذاً، لك منا العهد والوعد بألاَّ نخذلك.
الدكتور محمد عبد الله الجعيدي
أستاذ الدراسات العربية والإسلامية
جامعة مدريد
مدريد في 17/4/2004..
المفضلات