السلام عليكم ورحمة الله

.. وحتى نحيي لغة التحاكي اليومية فيما بيننا دون شعور بالبطء أو إحساس بعجزنا ، يدور دوما ببالي أن أخضع ما استسهل استخدامه من اختصارات درجت بلغات الأعاجم ، ليتوفر إزاءها اختصار حي بلغتنا ، نشيعه فيحل
على ألسنتنا محل ذاك الاختصار الأعجمي الذي يأتي أثناء التحاكي اليومي بيننا حشوا غريبا له مبرره في حياة سريعة لا تمهل المتحدث كي يشرح بالحديث وهو مار يلقي معلومة وهو يكاد يغيب ..

مصطلحات الجهات الأربع :

شرق ، غرب ، شمال ، جنوب ..

نقرأ من كلام الله عز وجل ، خالق السموات والأرض والشمس والقمر وموجد الجهات التي نستخدم ، ذكره تعالى للشرق والغرب ومطلع الشمس ومغرب الشمس ، .. فيكون التساؤل لمن لا يعلم واثقا ، هل المراد تلك الجهات نفسها التي وردت في القرآن الكريم مما سطرناه من كلام الله عز وجل ، فيما نفي عن الزيتونة التي أدت دورها في مثال بليغ عن نور الله عز وجل ، في قوله تعالى : " زيتونة لا شرقية ولا غربية "

وعلى كل حال :

استصعب كثير من المتحاكين ، أن يختصروا في تحديد الجهات من مواقع الأرض فظل يسهل على كثير من متحاكينا وعلى الأعاجم ما اختصروه من ذكر الجهات التالية وما أحدثت إزاءها علنا نتعود عليه:

الشمال الشرقي : يقولون NE ويلفظونها نورث إيست ، فتسهل كتابة ويبقى طولها في التحاكي كما هو.

ولكننا يمكننا أن نقول : شمشر مختصرينها كلاما وكتابة ، ونعني ب شمشر : الشمال الشرقي ، فنقول شمشر آسيا ، ونعني : شمال شرق آسيا ، ونختصرها في الكتابة فنكتبها شمشر الجزيرة العربية مثلا.
كما أنها تجعل إلقاء الأخبار اليومية أسرع بهذا الاختصار. فيقول المذيع : وقعت اشتباكات في شمشر العراق بين .... فيكون استفاد من وقت وأدى المعنى وفيا.

وعليها نكمل فنقول : جنشر : جنوب شرق ، فنقول : جنشر آسيا
وكذلك : شمغر : شمال غرب
ومثلها : جنغر : جنوب غرب

فنكون سبقنا الأعاجم بالتحالكي الأسرع اصطلاحات ولفظا فنتعادل معهم في الكتابة ونكون أسرع منهم في التحاكي :

NE = شمشر
SW=جنشر
NW=شمغر
SW=جنغر

وإني لأصدقكم أني أكاد أحس أن طرحا كهذا قد يلاقي استغرابا واستنكارا ، فلا أكاد أكمل ما يعيش في داخلي من رؤى لاختصار التحاكي اليومي من أجل تجنب استخدام الألفاظ الأعجمية في تحاكينا السريع.

فلو قلت لكم إنني أتعامل مع أبنائي باختصارات توفر علي كثيرا من طول الكلمات ، وأجدهم على طلاقة لبساطتها في الاستخدام ، لربما وجدني علماء واتا أنني أهذي بضرب من الهوى ليس له من الواقع إلا التنطع.

ولأسرد يوما فلعلني أبشر بشيء أو أهذي بلاشيء ، يكفيني ألا أحس حين موتي أني خبأت شيئا ، إن صلح فلعله عم وأفاد ، وإن فسد فعسى أن يهمل فينال الاستبعاد:



أطلب من أحد أبنائي حالة عجزي أن يسقيني ماء : تسمح كوبما أو كوبما لو سمحت ، وأحيانا كاسما ، وإن شددت على برودة الماء : كاسمابار وإن طلبتها باردة جدا : كاسمابارجد

وأقولها مثلا لابني أسامة هكذا : حبيبي أسامة الله يرضى عليك ، ممكن كاسمابارجد ، فيفرح ويترجمها فيقول : قصدك كاسة ماء باردة جدا ، فأبتسم ، ثم يتعودها.. وهكذا.

================================================== ================================================== ==

المقدمة : بديل مصطلح دارج في التحاكي اليومي :

الأول : بديل : U turn

أما محور اختصارات التحاكي اليومية التي درجت وأغالبها بنفس المسلك :

يقول المحاكي يريد أن يسرع ناصحا فيستسهل جملة سريعة أعجمية فيقول: تأخذ يو تيرن عند أول فتحة في الشارع.
ولو أننا أشعنا بل ورسمنا في لوحات الطرق غير حرف U الذي هو أصلا معاكس للحركة الحقيقية للسيارة أثناء الالتفاف لسبب بسيط ، لأن الالتفاف بالسيارة في مخيلة الدماغ لا يستوعب سوى أنه رسم حرف n لأن قائد
المركبة ليس يخط على ورقة ، بل يتخيل كيفية الالتفافة التي أمامه فهو لا يكتب حرف U ولكنه يستطيع الاستيعاب أن السيارة القادمة من الاتجاه الأيسر في شارع باتجاهين هي التي تكتب حرف U لو لفت من أمامه.

البديل لكلمة : يو تيرن ، وجدته أسهل بكثير من عقدة التخيل للحركة ، وأقرب للواقعية ، ومن لغتنا:

تستخدم أمهاتنا الفلسطينيات كلمة فصيحة لا بديل عنها إلا بكلمات ، فكن يقلن وأسمعهن في صباي فأعجب للكلمة ولا أجد لها أي بديل ، إن طلبن من أحد أن يلتف وهو ساهم ليرجع : حوّد ، أي لف وامش عكس اتجاهك الذي كنت فيه ، وكن يقلن أحيانا : حود وارجع .. وفي المعاجم نجد : حوذ واستحوذ وأحوذ ، كما ورد ممنا اختصر تاليا :

حوذ (لسان العرب)
حاذَ يَحُوذَ حَوْذاً كحاط حَوْطاً،
وأَحْوَذَ السيرَ: سار سيراً شديداً.
والأَحْوَذِيُّ السريع في كل ما أَخَذَ فيه، وأَصله في السفر.
والحَوْذُ السوق السريع، يقال: حُذْت الإِبل أَحُوذُها حَوْذاً وأَحْوَذْتها مثله.
والأَحْوَذيّ الذي يسير مسيرة عشر في ثلاث ليال؛ وأَنشد: لَقَدْ أَكونُ على الحاجاتِ ذا لَبَثِ، وأَحْوَذِيّاً إِذا انضمَّ الذّعالِيبُ قال: انضمامها انطواء بدنها، وهي إِذا انضمت فهي أَسرع لها. "

وأعلق بدوري هنا فأقول : وإنما نالت كلمة الأحوذي معنى السرعة مما تعارف عليه العرب من أن الأرض كأنها تطوى أو طويت للسائق السريع ، فهي لم تخرج عن معنى الطي وهو ما نريده في مصطلح تحاك يومي يلغي كلمة يو تيرن.

وأكمل مع حوذ (لسان العرب)

والأَحْوَذيّ الذي يسير مسيرة عشر في ثلاث ليال؛ وأَنشد: لَقَدْ أَكونُ على الحاجاتِ ذا لَبَثِ، وأَحْوَذِيّاً إِذا انضمَّ الذّعالِيبُ قال: انضمامها انطواء بدنها، وهي إِذا انضمت فهي أَسرع لها. قال: والذعاليب أَيضاً ذيول الثياب.
ويقال: أَحْوَذَ ذاك إِذا جمعه وضمه؛ ومنه يقال: استحوذ على كذا إِذا حواه.
وأَحْوَذ ثوبه: ضمه إِليه؛ قال لبيد يصف حماراً وأُتناً: إِذا اجْتَمَعَتْ وأَحْوَذَ جانِبَيْها وأَوردَهَا على عُوجٍ طِوال قال: يعني ضمها ولم يفته منها شيء، وعنى بالعُوج القوائم.
وأَمر مَحُوذ: مضموم محكم كَمَحُوز، وجادَ ما أَحْوَذ قصيدتَه أَي أَحكمها.

ولعلني أجد ما يمل القاريء لو أوردت أكثر ، ... وأكتفي بأن في معنى كلام الله عز وجل : " إستحوذ عليهم الشيطان " أنه حواهم فضمهم فتحكم بأنفسهم والله أعلم.

وعليه ، يمكننا أن نستخدم بكل بساطة مصطلحا نعممه للتحاكي اليومي مما ورد من المعاجم منسجما مع السير والسفر والسوق تماما كما ورد فيما سبق منقولا ، فنقول

بدلا من استخدام كلمة : تأخذ ال يوتيرن وترجع ونقصد حرف U وكلمة Turn بمعنى رجوع

نقول بفصاحتنا : تحوّذ

ويمكن أن نزيد إيضاحا : تحوّذ عودا ، أو عائدا ، أو : تحوّذ راجعا ، أو ما يشاء الحاكي مع التزامه بهجر كلمة يو تيرن من أن تجري على لسانه.

ويمكننا أن نركز المصطلح فنسمي الانعطافة إياها ب التحوذ

ولا يخفى علينا أن الحذوة ، شكلها يصلح بديلا لحرف U

ويمكن أن ترسل واتا رسالة توعية لإدارات المرور العربية لكي تستخدم في اللوحات الإرشادية التالي مثلا:

بدلا من استخدام لوحة : No U turn on red أو لوحة إرشادية رمزية مساحتها بالأزرق السماوي للسماح ، أو بالإطار الأحمر مع قاطر فوق رسمة U بما يفيد المنع ،
نأمل أن تستخدم رسمة الحذوة بنقاط مساميرها ، مع كلمة : ممنوع التحوذ.

ولن أتوسع بهذا فهناك أكثر من تفصيل في جدارة استخدام التحوذ مصطلحا للالتفاف المحيط بالجزيرة من أول فتحة والعودة بعكس الاتجاه.


========================== سأكمل إن شاء الله إن وجدت للباب متسعا وقبولا فلست أدري للآن أأهذي أم أقول خيرا ===================================
================ والخلاصة في عنونة الطرح بأنه : ترجمة مصطلحات التحاكي اليومية من أعجمية دارجة إلى فصحى رائجة =============================

والسلام عليكم ورحمة الله

أخوكم

أحمد الحاج محمود الحياري
جدة
osamaalhiyari@gmail.com