Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
الطريق إلى حكم إسلامي.. مثل السحابة الماطرة ..

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: الطريق إلى حكم إسلامي.. مثل السحابة الماطرة ..

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية مازن عبد اللطيف
    تاريخ التسجيل
    18/03/2010
    المشاركات
    200
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي الطريق إلى حكم إسلامي.. مثل السحابة الماطرة ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الطريق إلى حكم إسلامي .. مثل السحابة الماطرة..

    ـ العلمانيون على الطرف الآخر من المائدة عندهم دائما إعتراض " جاهز" على القرآن الكريم

    كلما بدأ نقاش في السياسة .. إن القرآن الكريم ليس فيه نظرية مفصلة عن نظام الحكم وليس فيه

    أيديولوجية سياسية واضحة ـ وأن المفسرين إختلفوا في ذلك ..وذهبوا شيعا .. والتاريخ

    الإسلامي إمتلأ بفترات طويلة من الطغيان الفردي والديكتاتوريات التي إدعت التفويض الإلهي..

    والخلافة جاءت أحيانا بالبيعة وأحيانا بالوراثة وأحيانا بالسيف والإغتصاب .. وجاء كل خليفة

    بنص قرآني يؤيده .. وهم لهذا يرفضون الدعوة إلى حكم إسلامي بحجة أن هذا الحكم سوف يختلف

    الناس في تصوره شيعا ومذاهب وأن المسلمين لن يجتمعوا به تحت راية واحدة بل سوف يتفرقون
    به تحت مائة راية وراية .

    والمقدمة الجدلية لهذا الكلام سليمة وإن كانت النتائج غير صحيحة .. فالقرآن الكريم بالفعل ليس فيه

    نظرية مفصلة عن نظام الحكم وليس فيه بالفعل أيديولوجية سياسية محددة .. والسبب أن الله كان

    يعلم سلفا بما سوف يجد من ظروف وتطورات في المجتمعات البشرية وبما سوف يتبدل في البيئات

    وفي نظم الإنتاج مما يستدعي التغير المستمر والتطور المستمر في نظم الحكم ويترتب على هـــذا

    أن نزول نظرية سياسية واحدة لكل العصور يصبح تعسفا يتنافى مع العدل الإلهي ولهذا إكتفى القرآن

    الكريم بالتوصيات العامة وإرساء الأركان والأسس مثل العدالة والحرية الفردية والشورى والملكية

    والمساواة أمام القانون وعدم التفاضل بالأحساب والأنساب ولا بالعنصر ولا بالعرق ولا باللــــون

    والقضاءللناس بالشريعة وليس بالهوى .. ثم ترك القرآن الكريم التفاصيل والهياكل التنظيمية لما يجد

    من ظروف متغيرة مما يستدعي أن تكون هذه الهياكل متغيرة .. وهذا بعض من عظمة القرآن الكريم
    وكماله وليس نقصا فيه ولا طعنا عليه .

    القرآن الكريم أراد للفكر السياسي أن يكون ناميا متطورا شديد المرونة سريع التجاوب مع الظروف

    المتغيرة .. فلم يسجنه في أطر حديدية جامدة النصوص والله أراد الإسلام منهجا ليتلاحم مع الواقــع

    المتغير ويتفاعل معه ويتطور معه ولم يرد به أن ينعزل ويتقوقع ويتجمد ويرفض ويتحجر في نصوص
    وحروف .. وذلك شاهد من شواهد الإعجاز والحكمة في التقدير والتدبير .

    وهذا المدخل القرآني نفسه هو أكبر حماية لنا وبحكم إتساعه يرفض الإحتكارات والتعسف وهـــــو

    بطبيعته السمحة يقبل الإجتهادات المختلفة والأفكار السياسية المتعددة .. بل ويقبل تعدد مناهج الحكم

    في الوقت الواحد في الأوطان الإسلامية التي تتباين ظروفها وتختلف بيئاتها دون أن يطعن أحدها

    الآخر في إسلامه فإنما المراد هو العدل والحرية والشورى والمساواة أمام القانون ونبذ الهــــــوى

    والتعصب والعنصرية والحكم بالشريعة وعبادة الله وأينما كان الهيكل السياسي التنظيمي يحقق هذه
    الغايات فهو إسلامي .

    وهذا يفتح الباب للمزاوجة بين الكلمة القرآنية وبين الإنسانية على إتساعها .. والإسلام بهذا يأخـذ
    ويعطي من وإلى جميع النظم دون أن يتقوقع على نفسه .

    فإذا تكلمنا بلغة العصر فإن البضاعة السياسية المطروحة هي الديمقراطية .. والإسلام لايرفـــــض

    الديمقراطية .. بل إن الإسلام في جوهره ديمقراطي فالحاكم الإسلامي يأتي بالبيعة والإستفتاء والأمة

    تستفتي في إختيار من يتولى عليها والأغلبية والإجماع لهما وزنهما في الترجيح والحاكم لا يصــح

    له أن يتفرد بالرأي دون مشورة .. وجمهور المسلمين يختار نوابه وممثليه .. ولكن الإسلام لــــــه

    تحفظاته على المفهوم الغربي للديمقراطية فلا يجوز في الإسلام الإستفتاء على شريعة ولا وزن

    لأغلبية مهما بلغت ولو صارت إجماعا أن تبيح الزنى أو تحل لواطا أو تجيز سرقة .. فهي أغلبيـة

    ساقطة مثل أغلبية العميان يتفوق عليها مبصر واحد
    .. والمعارضة حق للمواطن .. وتعبير المعارضة

    عن نفسها من خلال الحزب الواحد أو الأحزاب المتعددة هي إختلافات تنظيمية شكلية لاتتنافى مـــع
    جوهر العقيدة الإسلامية .

    والإسلام يرفض الشيوعية كمنهج إقتصادي لأنه يجور على الأفراد ويعطل ملكاتهم ويقهر حرياتهم

    .. كما يرفض الرأسمالية لأنها تبيح الإستغلال بلا حدود .. وإنما يقع الإقتصاد الإسلامي على طريق

    الوسط " فلكم رؤوس أموالكم لاتظلمون ولاتظلمون " وهذا أقرب ما يكون إلى الإقتصاد الحر الموجه

    حيث يكون الفرد حرا في أن يمتلك ويستثمر بشرط أن يدفع حق الفقير وحق المجتمع زكاة وضرائب

    ترتفع مع إرتفاع دخله لتصل إلى أي مدى حسب ما تقتضي المصالح العامة .. وفي الإسلام يحل البنك

    الإسلامي الإستثماري محل بنك التسليف الربوي شيئا فشيئا حتى يصبح هو القاعدة الاقتصاديــــة
    الجديدة .

    ومعنى ذلك أن الحكم الإسلامي يمكن أن يبدأ من الإجتهادات السياسية المطروحة ومن الواقع الحالي

    دون إنقلاب ودون ثورة .. الإسلام ليس في حاجة إلى كاسترو جديد وليس في حاجة إلى مبتدع يخرج

    علينا بنظرية جديدة في الحكم يدعو إليها بإنقلاب عسكري .. الحكم الإسلامي ليس أكثر من

    موقف إنتقائي يتفاعل مع الموجود ويثريه وينهض به دون قهر ودون عنف

    .. والإسلام فيه من الحيـوية والمرونة والقدرة على الإمتزاج والتوافـــــــــق

    والمصالحة مع التراث الإنساني ما يجعله أشبه بالسحابة الماطرة علــــــــــى

    الأرض فتخصبها وتنبت أجمل ما فيها دون مصادمات ودون تـنـاقـــــــــــض

    ودون مشادة .. لأن الإسلام ليس عضوا غريبا يرفضه الجسم الحــــــــــــي

    بل هو عين الحياة ذاتها .


    ولهذا كان التصور الإسلامي المقترن بالعنف والإنقلاب والثورة تصورا مجافيا لروح الإسلام بالكلية
    .. فالإسلام ليس نقيضا للموجود بل إنه روح الموجود .. وأحسن ما في الموجود .

    وإذا قدر للإسلام أن ينجح وأن يغزو وأن ينتشر فإنما بهذا الغزو المسالم الذي ينهض بالواقع دون أن

    يدمره وبهذه الخطى الإنتقائية التي تأخذ بيد المجنمعات هونا وفي ترفق خطوة خطوة ومرحلة بعــــد
    مرحلة .

    وما يقال غير ذلك .. هو تجارة الكلام وسوق الشعارات ومزايدات أهل الفتن الذين يتعجلون الكراسي

    وليس الإسلام .. ولم يكن الإسلام أبدا ولا في أي يوم لعبة كراسي .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    التعديل الأخير تم بواسطة مازن عبد اللطيف ; 21/04/2010 الساعة 03:07 PM

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •