قائد الجهاز العسكري لكتائب القسام
الشهيد صلاح شحادة ( أبو مصطفى )

(استشهد بتاريخ 23/7/2002م )




آه ما أصعب الكلام حين يسقط النخيل في غزة و تغيب معه عيون فارسها الأول ..
آه ما أندر الدموع حين يطرز الرصاص طريقها .. و حين تعبَّدُ جنباتها بأشلاء الصغار ..

هل يمكن لحيّ الدرج بعد اليوم إلا أن يخرّج الآلاف من جنود يرموك ابن الوليد و حطين الناصر صلاح الدين .. يؤدون تحية الانضباط .. و يمضون خلف القائد ثائرين .. كبحر غزة الذي ما هدأ في أعماقه الموج يوما .. ؟
سيدي القائد ..كنت وستبقى الشهيد الحيّ .. الراحل الآتي .. و الغائب الحاضر و في يوم عرسك الجديد .. تخضّب حرائر الأرض أكفها بالحناء ..وتغني لإطلالتك مواويل الصمود و أناشيد الفداء ..

نشأته وحياته :
ولد الشهيد صلاح الدين مصطفى علي شحادة " أبو مصطفى " في مخيم الشاطئ يوم 24 شباط/ فبراير 1952. حيث نزحت أسرته إلى قطاع غزة من مدينة يافا بعد أن احتلتها العصابات الصهيونية عام 1948، حيث أقامت في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين . وفي عام 1958 دخل صلاح المدرسة الابتدائية التابعة لوكالة الغوث وهو في سن الخامسة، درس في بيت حانون المرحلة الإعدادية، ونال شهادة الثانوية العامة بتفوق من مدرسة فلسطين في غزة . ومن ثم التحق بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية في الإسكندرية وحصل على البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جمهورية مصر العربية. ولم تسمح له ظروفه المادية بالسفر إلى الخارج لإكمال دراسته العليا وكان حصل على قبول لدراسة الطب والهندسة في جامعات تركيا وروسيا . وكان الشهيد رياضياً حيث حاز على الحزام البني في المصارعة اليابانية أثناء دراسته في الإسكندرية، ومارس رياضة رفع الأثقال في فترة ما قبل الجامعة . وتزوج الشهيد في العام 1976، وهو أب لستة بنات ولدت الأخيرة أثناء اعتقاله . وتزوج الزوجة الثانية ماجدة قطنية التي عقد قرانه عليها قبل شهرين فقط من استشهاده .

وظائفه وأعماله :

عمل الشهيد صلاح شحادة باحثاً اجتماعياً في مدينة العريش في صحراء سيناء، وعيّن لاحقاً مفتشاً للشؤون الاجتماعية في العريش . وبعد أن استعادت مصر مدينة العريش من الصهاينة في العام 1979 انتقل صلاح للإقامة في بيت حانون واستلم في غزة منصب مفتش الشؤون الاجتماعية لقطاع غزة . وبدأ العمل في الدعوة إلى الإسلام فور عودته من مصر إلى قطاع غزة .وفي بداية العام 1982 استقال من عمله في الشؤون الاجتماعية وانتقل للعمل في دائرة شؤون الطلاب في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة . ثم اعتقل عام 84 ، وبعد خروجه من المعتقل في العام 1986 شغل منصب مدير شؤون الطلبة في الجامعة الإسلامية إلى أن قررت سلطات الاحتلال إغلاق الجامعة في محاولة لوقف الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في العام 1987، غير أن صلاح شحادة واصل العمل في الجامعة حتى اعتقل في آب/ أغسطس 1988.

اعتقالاته :
اعتقلته سلطات الاحتلال في العام 1984 للاشتباه بنشاطه المعادي للاحتلال الصهيوني غير أنه لم يعترف بشيء ولم يستطع الصهاينة إثبات أي تهمة ضده أصدروا ضده لائحة اتهام حسب قانون الطوارئ لسنة 1949، وهكذا قضى في المعتقل عامين . بعد خروجه من المعتقل في العام 1986 شغل منصب مدير شؤون الطلبة في الجامعة الإسلامية إلى أن قررت سلطات الاحتلال إغلاق الجامعة في محاولة لوقف الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في العام 1987، غير أن صلاح شحادة واصل العمل في الجامعة حتى اعتقل في آب/ أغسطس 1988 للمرة الثانية . ظل محتجزاً في العزل الانفرادي والتحقيق منذ بداية اعتقاله وحتى أيار/مايو 1989، بعد أن فشل محققوا جهاز الاستخبارات الصهيونية في انتزاع أي معلومات منه قرروا إنهاء التحقيق معه، غير أنه أعيد بعد فترة قصيرة إلى زنازين التحقيق بعد حملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جرت في أيار/ مايو 1989، استمرت جولة التحقيق الجديدة حتى تشرين ثاني/ نوفمبر 1989 أي بعد ستة أشهر، وما زال الشيخ صلاح شحادة ممنوعاً من استقبال الزيارات العائلية حتى (آذار/ مارس 1997) . واستمر اعتقاله الأخير عشرة أعوام ونصف العام إضافة إلى اعتقال إداري استمر عشرين شهراً. وخضع للتحقيق أياماً طويلة بلغت عاماً كاملاً حيث وجهت إليه تهم حول انتماءاته لحماس ونشاطه النضالي في إطارها ومن ذلك إصداره أوامر باختطاف الجنديين سبورتس وسعدون وتوليه مسئولية الحركة والجهاز الإعلامي لها في المنطقة الشمالية في غزة. وبعد انتهاء المدة حول إلى الاعتقال الإداري لمدة عشرين شهرًا ليتم الإفراج عنه في 14-5-2000 م .

اتهامات العدو له وحياة المطاردة :-

تعتقد سلطات الاحتلال أن الشيخ صلاح شحادة هو مؤسس الجهاز العسكري الأول لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" والذي عرف باسم "المجاهدون الفلسطينيون"، ووجهت لهم تهم تشكيل خلايا عسكرية وتدريب أفرادها على استعمال السلاح، وإصدار أوامر بشن هجمات ضد أهداف عسكرية صهيونية . وأصبح مطاردا من قبل العدو وتنقلت أسرته خلال العامين الأخيرين للسكن في عدة مناطق بل وتنقلت إلى أكثر من مسكن في المنطقة الواحدة.فمن بيت حانون ثم جباليا ثم حي النصر و أخيراً حي التفاح حيث مكان جريمة الاغتيال .

مراقبة طويلة ؟؟

أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت " الصهيونية إلى أنه في الأشهر الأخيرة، كثف جيش الاحتلال من مراقبة تحركات القائد العام لكتائب القسام مستخدمين بذلك أحدث الوسائل والتقنيات التكنولوجية إلى جانب العملاء، وأضافت الصحيفة كانت الفوهة الإسرائيلية تتعقب شحادة، هذه حقيقة كانت تعرفها حماس ويعرفها كل من تتبع قرارات الطاقم الوزاري. بعد عملية حزيران التي استهدفت حافلة ركاب عند مفترق بات في القدس، عززت إسرائيل من جهودها لضرب قادة حماس في غزة. وكشفت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرار اغتيال قادة حماس السياسيين والعسكريين، باستثناء مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشيخ أحمد ياسين، وذلك في جلسة للطاقم الوزاري وأودع القرار بأيدي الجيش من أجل تنفيذه. أما المصادقة النهائية على تنفيذ العمليات فقد أنيطت برئيس الحكومة وبوزير الدفاع.
الجيش أوصى باستخدام إف 16

وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت " نقلا عن شارون قوله لوزراء حكومته "لقد شوهد شحادة أربع مرات في الأسبوع الماضي، عبر فوهات نيران طائرات إف 16 الإسرائيلية" وقال شارون "لقد كان على مرمى الإصابة وتقرر عدم إطلاق الصاروخ عليه خشية إصابة المواطنين الذين تواجدوا في المكان". وفي يوم الاثنين ليلا، قبل عودته من إجازة خاصة وقصيرة في لندن، استدعي وزير الدفاع، بنيامين بن اليعزر إلى الهاتف. على الجانب الثاني كان سكرتيره العسكري، العميد مايك هرتسوغ. "لقد توفرت الفرصة العسكرية المناسبة، اطلب مصادقتك عليها" قال هرتسوغ. وسأله بن اليعزر عدة أسئلة ومن ثم صادق على ضرب الشيخ شحادة. وكما هو متعارف عليه، سارع ضباط الجيش إلى المقر الرسمي لرئيس الحكومة شارون، في القدس، وعرضوا الخطة أمامه. وقال رئيس شعبة المخابرات العسكرية، الجنرال اهرون زئيف فركاش، إن شحادة يتواجد في بيت جديد يتألف من طابقين في غزة. وأطلع ضباط المخابرات، شارون، على صور جوية تظهر موقع المبنى.

شهادته ومجزرة الاغتيال :

تم اغتيال الشهيد صلاح شحادة بمجزرة ارتكبها العدو في غزة : حيث أزهق صاروخ من طائرة إف 16 أمريكية الصنع أرواح 17 فلسطينياً بينهم 9 أطفال وزوجة شحادة ليلى يوسف وابنته إيمان وتسبب في جرح نحو 176 فلسطينياً كانوا يغطون في نومهم بينهم العديد من الحالات الحرجة. وكان ذلك في يوم الثلاثاء الموافق 23/7/2002 م وكان قد استشهد معه القائد القسامي : زاهر صالح نصار القائد الذي عشق لشهادة مع القادة ..
المشهور بـ (الضبع) على العملاء و اليهود والذي قال للشهيد صلاح شحادة قائد كتائب القسام في فلسطين : " أسأل الله ألا يفجعني فيك" .. فرد عليه الشهيد شحادة : "و أنا أسأل الله ألا يفجعني فيك" ، فكان الله قريب يجيب دعوة الصالحين من عباده فلم تمضِ سوى خمسة أيام حتى نالا الشهادة معا إثر قصف صاروخي صهيوني غادر لحي الدرج في مدينة غزة لم يترك لأي منهما الفرصة كي يفجع أو يحزن على الآخر بل خلط دماءهم بأشلائهم بتراب فلسطين الذي عشقاه . بعد 20 دقيقة من منتصف الليل، تلقى شارون أول تقرير عن العملية: هدم البيت الذي يقيم فيه شحادة.
ولم يكن من الواضح إذا كان شحادة قد قتل. وقرابة الساعة الثانية والنصف فجراً، سمع شارون من سكرتيره العسكري، الجنرال يوآب غلانط، إن العملية توجت بالنجاح. فلقد تم التعرف على جثة شحادة. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه بعد الحادث مباشرة رن الهاتف في منزل أرنون فرلمان، المستشار الإعلامي لشارون، سأله شارون إذا كان على علم بآخر المستجدات. ورد فرلمان: "نعم، تقصد الاستقالة المتوقعة لدالية رابين فيلوسوف (نائبة وزير الدفاع)؟". "لا"، رد شارون، "أقصد اغتيال صلاح شحادة في غزة. وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون عن ارتياحه للغارة التي قام بها الطيران الحربي الإسرائيلي ليلا على غزة وأسفرت عن استشهاد خمسة عشر مدنيا فلسطينيا من بينهم القائد العام لكتائب القسام وجرح نحو 150 آخرين، مشيرا إلى أنها "إحدى أنجح العمليات" التي نفذها الجيش, وذلك حسبما ذكرت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية. وكان وزير الداخلية الإسرائيلي ايلي يشائي العضو في الحكومة الأمنية قد حاول التنصل من المسئولية البشرية عن الاعتداء على المدنيين زاعما وجود "خطأ" يمكن أن يكون قد ارتكب في تحضير الغارة الجوية مساء الاثنين في غزة ما أسفر عن مقتل المدنيين وبينهم عدد من الأطفال.

قالوا في الشهيد :-
يقول الشيخ أبو الهيجا في حديثة عن رفيق سجنه (أبو مصطفى ) المجاهد في زنازين الاحتلال، ففي عزل "تلموند" عام1998حيث ضمتني مع الأخ القائد والمربي الفاضل الشيخ صلاح :-فلم أكن انظر إليه إلا قارئا لكتاب الله، أو كتب تفسيره، أو بين الكتب الإسلامية المتنوعة، أو قائما عابداً متبتلاً بين يدي ربه، وكان الشيخ رحمه الله يكثر من صلاة النوافل وسنن الصيام، كما كان له برنامج يومي من التمارين الرياضية ليحافظ على لياقة جسمه .أما في معركة مخيم جنين، فقد عاشها معنا لحظة بلحظة، وقد قال لي في احد الاتصالات الهاتفية مطمئنا على أحوال المقاومة: "لقد رفع أهل هذا المخيم الصامد رأسنا عالياً، ورأس الأمة الإسلامية، وقال كم أتمنى يا (أبا العبد) – الشيخ جمال أبو الهيجا- أن أكون من أهل هذا المخيم وأكون معكم اليوم" . ويقول الصحفي بن كسفيت مراسل في (معاريف) : شحادة هو أبرز الشخصيات التي تم اغتيالها حتى الآن. وبوغي يعلون( المجرم رئيس هيئة أركان الإرهاب) يلقبه بـ "الحوت" أو بـ "القنبلة الثقيلة الموقوتة". فهو لم يكن يسيطر على حماس القطاع فقط وإنما أرسل أذرع تنين إلى الضفة أيضا حيث قام بإعادة بناء البنية التحتية عن بعد وأطلق العمليات ونقل تكنولوجيا الصواريخ و "القسام" ومارس الضغوط للبدء في إطلاقها باتجاه المدن الإسرائيلية. كما أجرى اتصالات مع حماس الخارج وألقى بظلاله على احمد ياسين مكلفا إسرائيل ثمنا دمويا بصورة شبه يومية تقريبا، فعمليتي عمانويل مثلا كانتا من تنفيذ خلية أرسلت بإيحاء منه. رئيس هيئة الأركان قرر في ظل كل ما ذكر ان يخوض المخاطرة المدروسة، أي إن أهمية إيقاف نشاط شحادة هي أهمية عليا وعلى الجيش أن يتحمل خطورة أكبر مثل إلحاق أضرار بيئية (بمصادقة المستوى السياسي أيضا).

خلال مسيرة الغضب القسامي الهادر والرد القسامي المزلزل : جماهير حماس تبايع القائد الجديد لكتائب الشهيد عز الدين القسام :-
بايع الآلاف من جماهير ومؤيدي حركة المقاومة الإسلامية حماس القائد الجديد لكتائب الشهيد عز الدين القسام على الشهادة والمضي قدما على درب الشهيد القائد العام أبي مصطفى، مؤكدين وقوفهم ودعمهم للقيادة الجديدة لكتائب الشهيد عز الدين القسام والتفافهم حولها .
جاء ذلك في المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي نظمتها حماس في معسكر جباليا وانطلقت من مسجد الخلفاء الراشدين بعد صلاة الجمعة مباشرة 26-7-2002م وهو المسجد الذي خرّج عشرات الشهداء والاستشهادين من أبناء القائد العام أبي مصطفي ، وسارت المسيرة التي لم يعرف لها أول من أخر في شوارع معسكر جباليا يتقدمها قادة حماس د. عبد العزيز الرنتيسي ود. نزار ريان والشيخ فتحي حماد وهتفت الجموع الغاضبة في المسيرة التي أطلق منظموها عليها مسيرة الغضب القسامي الهادر والرد المزلزل القادم بهتافات الغضب التي تدعو كتائب القسام للانتقام مثل " فجرني يا شيخ صلاح .. والتفجير هو الفلاح " " حط المصحف عالسلاح وإحنا رجال الشيخ صلاح " " يا شارون يا سفاح جيّلك مليون صلاح " يا قسام الرجولة بدنا الرد في العفولة ". وألقى الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحد قياديي الحركة كلمة أمام المتظاهرين الغاضبين والساخطين على الجرائم الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل أكد خلالها على أن المقاومة مستمرة إلى حين زوال الاحتلال الصهيوني الغاصب عن كامل التراب الفلسطيني، مشيراً أن هذه المسيرة هي مسيرة مبايعة للقائد الجديد لكتائب القسام. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يشير فيها مسئول في حركة حماس إلى تولي قائد جديد قيادة كتائب القسام.
على صعيد آخر نظمت حركة حماس ليلة الخميس الجمعة استعراضاً عسكرياً بمشاركة العشرات من أعضاء جناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام وعناصر من طلائع الجيش الشعبي التابع للحركة وذلك أمام بيت عزاء شهداء مجزرة غزة الذين راحوا ضحية قصف المروحيات الحربية الصهيونية من طراز اف 16 لحي سكني في حي الدرج بمدينة غزة و أسفرت عن استشهاد 17 فلسطينياً معظمهم من الأطفال والنساء وبينهم الشيخ صلاح شحادة وزوجته وابنته واحد مساعديه.وشارك في العرض حوالي مائة مسلح من كتائب القسام الذين كانوا يحملون الأسلحة الرشاشة وقاذفات الأنيرجا والقنابل اليدوية . وتزامن الاستعراض مع توافد الآلاف في مسيرات حاشدة من مختلفة أنحاء مدينة غزة إلى بيت العزاء الذي أقيم في منطقة عسقولة وكان في استقبال المسيرات قادة حركة حماس وعلى رأسهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والدكتور محمود الزهار.وخلال العزاء ألقيت العديد من الكلمات والتي توعدت بالانتقام والثأر لدماء الأطفال والنساء والشيخ شحادة من الصهاينة القتلة، مؤكدة أن الرد سيكون قاسياً ومؤلماً جداً وغير متوقع على الصهاينة لقيامهم باغتيال القائد العام لكتائب القسام الشيخ شحادة. وقال أحد القائمين على المسيرة من خلال مكبرات الصوت إن الجيش الشعبي التابع لحركة حماس أسسه الشيخ شحادة لمواجهة أي عملية اجتياح صهيونية متوقعة على غزة كما أشرف شحادة قبل استشهاده على تدريب هذا الجيش تدريباً جيداً تمهيداً لإدماجه تدريجياً في كتائب القسام. ومن الجدير ذكره أن حركة حماس لم تفتح بيت عزاء للشيخ شحادة تنفيذاً لوصيته، فيما تم فتح بيت عزاء لمساعد زاهر نصار وزوجة شحادة وابنته.

لغة الدم ؟؟

وفي ختام المسيرة تحدث الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائلاً : يا أبا مصطفى نم قرير العين في قبرك فخلفك شعب لن يرضى بغير الرد المزلزل ، فهذه الجماهير الحاشدة جاءت لتقول لك يا أبا مصطفى إننا على دربك سائرون وإن الطريق الذي سلكته طريق الجهاد والاستشهاد هو طريقنا ولن نلتفت إلى الوراء ولن نتراجع ولن نرتد على أعقابنا وأضاف الرنتيسي أيها القائد الكبير لقد ترجمت أقولك إلى أفعال فأنت القائد الذي يجود بنفسه ودمه فقد أمضيت 14 عاماً في المعتقلات والزنازين الانفرادية لم تلن لك قناة فأنت القائد الذي علمنا شرف القيادة لا كالقيادات المزيفة التي ألهتها السرقات والنهب ، فلقد كنت قائداً فذاً عظيماً فتوصينا بعد استشهادك أن قضية فلسطين هي أمانة في أعناقنا إلى أن يصدح الآذان على شواطئ يافا وحيفا وعسقلان
، فنحن نعدك يا أبا مصطفى أن نواصل طريق الجهاد والاستشهاد حتى يصدح الآذان على كل شبر من أرضنا المغتصبة ، وقال الرنتيسي : نقول لشارون ذاك المجرم الجبان لا مقام لك في فلسطين ، فلفلسطين أهلها ورجالها الذين لن يعرفوا معك غير لغة الدم ، الذين قالوا إن الخيار خيار البندقية خيار الجهاد والاستشهاد هو طريقنا هذا ما يجب أن يعلمه شارون وهو يخطط لقتل الأطفال والنساء والشيوخ ، ولكن أنى له وهو يرى مئات الآلاف يخرجون في وداع القائد البطل .

القائد الجديد ؟؟
وقال الرنتيسى : أن كتائب القسام وبعد أن اختارت قائدها الجديد فإن الجماهير تبايعه وتقول له سر على بركة الله فالله معك ويحميك وسندفع فلذات أكبادنا جنوداً معك ، أيها القائد الجديد نقول لك معك الله ومعك الشعب خد من دمائنا ما شئت فجر أجسادنا قنابل في أي مكان شئت .

وأكد الرنتيسى أن طريق الجهاد والمقاومة واضح وجلي ولا مجال للمفاوضات مع العدو لا مجال إلا للبندقية " فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا " وأكد الرنتيسي أن ضربات القسام بإذن الله وبقوته وتوفيقه قادمة ، فكتائب القسام قد عقدت العزم على ضرب العدو في كل مكان في فلسطين ولا خطوط حمراء فجميعها خضراء ومفتوحة أمام المجاهدين وقطع الرنتيسى عهداً على مواصلة الطريق الجهاد والاستشهاد بدماء قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس وكتائب الشهيد عز الدين القسام جميعاً وفي ختام الكلمة شكر الرنتيسى الجماهير التي أكدت أن دماء القائد العام أبي مصطفى و القائد القسامي زاهر نصار وجميع شهداء المجزرة هي أمانة في أعناقهم .

انتهت حياة المطارد وبدأت سيرة الشهيد القائد صلاح شحادة:-
وكما وضع صاروخ اف 16 حداً لحياة صلاح وزوجته و ابنته فقد أنهى نمطاً صعباً من الحياة كانت تعيشه هذه الأسرة منذ نحو عام ونصف العام تحسباً لمثل هذا المصير بقدر ما تتوفر الوسائل والحيل لذلك. وتنقلت الأسرة خلال العامين للسكن في عدة مناطق من بيت حانون ثم جباليا ثم حي النصر و أخيراً حي التفاح حيث مكان الجريمة وتنقلت إلى أكثر من مسكن في المنطقة الواحدة. و أوجزت مريم هذه الحياة الصعبة التي عاشها والدها مطارداً ومطلوباً للعدو الصهيوني بقولها "عندما كان يتسنى لنا أن نمضي ساعات أو أياما معه كنا نشعر وكأن أرواحنا على أكفنا وأن أجلنا قد يكون قريباً". وتجزم الفتاة التي كانت تتواجد في بيت عمها الذي تجمعت فيه النسوة دون أي مظاهر حداد عملاً بوصية الشهيد أن والدها كان على رغم صعوبة ظروفه عطوفاً ضحوكاً حاضر النكتة ومقبلاً على الحياة مع توقعه الشهادة في كل وقت.
وذكرت صديقة مقربة من ليلى زوجة شحادة التي استشهدت معه انه كان يأمل في إنجاب البنين وكان لا يخفى حلمه بتربيتهم وتنشئتهم على نهجه ليكون من بينهم المجاهد والطبيب والعالم. وقالت ماجدة قنيطة الزوجة الثانية للشهيد صلاح التي عقد قرانه عليها قبل شهرين فقط أن الشهيد في آخر أيامه كان شديد التقشف في حياته وكان يأمل في مراجعة القرآن الذي أتم حفظه من قبل. و أشارت إلى أنه كان كثير المطالعة والقراءة وكان يستلهم من البرامج الجادة التي يتابعها عبر شاشات التلفزة ما يفيده في تدبير وتخطيط عمليات الهجوم في كيان الاحتلال الصهيوني. وذكرت أنه كان شديد التمسك بسنة الرسول (ص) ويحاول تطبيقها في حياته الخاصة وانه كان شديد الرأفة بمن حوله كما اسرّ لها في أكثر من مرة أنه أخذ عهداً على نفسه بعدما ذاق الأمرين جراء التعذيب في سجون الاحتلال أن ينتقم لنفسه ولشعبه من وحشية الاحتلال وجرائمه بحقهم. و أكدت مريم أن والدها كان شديد التأثر بالفترة التي قضاها في سجون الاحتلال وما ذاقه فيها جراء التعذيب، لافتة إلى أنه كان يرفض أن يتحدث للآخرين في هذا الموضوع كيلا يدب الرعب في قلوبهم وانه لم يعاود الحديث إليها في هذا الشأن غير مرة واحدة.

معالم وعبر من حياة الشهيد :-

ولعلّ سيرة الشهيد القائد صلاح شحادة وحياته الجهادية تقودنا إلى الكثير من العبر والعظات أهمها :-

أولاً : مواصفات الشهيد القائد صلاح شحادة :-
من الرجال الصادقين : كان القائد شحادة كثيراً ما يردد قول الله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" لقد كان الشهيد القائد المربي ( أبو مصطفى ) ولا نزكي على الله أحداً من هؤلاء الرجال الذين كان الصدق يرتسم على محياهم، بعد إن شقوا طريقهم في الدعوة إلى الله، وتحملوا عبء الطريق، وعلى استعداد دائم لدفع ضريبة الثبات عليها، وتجسيد شعاراتها واقعا حيا لحياة من السهولة أن تنطق الحناجر فيها ( والجهاد سبيلنا و الموت في سيبل الله أسمى أمانينا ) . لكن ليس من السهولة تجسيد هذه الكلمات إلى أفعال، إلا عند أولئك الذين عمر الإيمان وحب الجهاد وما اعد الله للمجاهدين قلوبهم أمثال القائد صلاح شحادة .
كان سجنه خلوة مع الله : حياة الشيخ القائد المربي صلاح شحادة في سجنه كانت تتمثل فيها مقولة الإمام ابن تيمية رحمه الله: " سجني خلوة مع الله " فلا تنظر إليه إلا قارئا لكتاب الله، أو كتب تفسيره، أو بين الكتب الإسلامية المتنوعة، أو قائما عابداً متبتلاً بين يدي ربه، وكان الشيخ رحمه الله يكثر من صلاة النوافل وسنن الصيام، و كثيرا ما يستغل وقت فراغه لمراجعة حفظه من كتاب الله تعالى، كما كان له برنامج يومي من التمارين الرياضية ليحافظ على لياقة جسمه، ويردد قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) .
عشقه للجهاد ومقارعة العدو : قضى أكثر من ثلثي فترة سجنه في العزل المنفرد، فقد كانت المخابرات الصهيونية تمنعه من العيش مع المعتقلين، خوفاً منه من تجنيد المزيد منهم، وقد كان رحمه الله يتحرق شوقاً للخروج من السجن، لا حباً للحياة والحرية وحسب بل حباً للعودة لمقارعة اليهود والقيام بدوره في الجهاد والمقاومة . وكان يردد دائماً :" لن نحيد حتى نلقى الله شهداء " وعندما أوكلت له قيادة العمل العسكري قال لإخوانه : " سوف أضع أمام هذا العمل خبرة الـ 14 سنة التي تم قضاءها في السجون ... " .

اهتمامه بالأسرى والمعتقلين وأسرهم : وكثيرا ما حاول العمل على تحرير الأسرى من السجون الصهيونية، والذين كانوا يعولون بعد الله تعالى على جهاد الشهيد القائد لفك أسرهم، لكونه من أكثر الناس استشعارا لمرارة سجنهم، وكان رحمه الله كثيرا ما يوصي بمتابعة اسر المعتقلين وتتبع حاجاتهم .

متابعته لأحوال المجاهدين في الضفة والقطاع : يقول الشيخ جمال أبو الهيجا من جنين وأحد رفقاء القائد في السجن : أما في معركة مخيم جنين، فقد عاشها معنا لحظة بلحظة، وقد قال لي في احد الاتصالات الهاتفية مطمئنا على أحوال المقاومة: "لقد رفع أهل هذا المخيم الصامد رأسنا عالياً، ورأس الأمة الإسلامية، وقال كم أتمنى يا (أبا العبد) – الشيخ جمال أبو الهيجا- أن أكون من أهل هذا المخيم وأكون معكم اليوم" وكانت إلى جانبه الشهيدة أم مصطفى -رحمها الله- حيث كان يُسمعني صوتها بالدعاء إلى الله بالنصر للمجاهدين كحال زوجها.

صفات قيادية : إن الكلمات لتعجز عن الحديث عن بطل قوي صلب لا تلين له قناة، عالي الخلق والهمة، عابد متبتلاً إلى الله، مربٍ فاضل ذو ثقافة عالية صبور، يمتلئ قلبه حبا لإخوانه، يعيش همهم في كل مكان، ينطبق عليه قول الله تعالى:" إن خير من استأجرت القوي الأمين " .

ثانياً :
زوجته الثانية ماجدة قطنية تقول : " عشت شهرين في عصر الصحابة " وتروي شهادتها ..
بهذه الجملة وصفت ماجدة قنيطة حالها مع زوجها صلاح شحادة قائد الجهاز العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسام والتي تزوجها قبل شهرين من استشهاده فقط وهذه شهادتها على القائد ..

كان يواصل نهاره بليله :

تقول ماجدة زوجته الثانية : "كان دائما يضع مخافة الله أمام عينيه وكأنه يمشي على الصراط، وكأن الجنة والنار ماثلتان أمامه، يفتش عن نيته قبل أن يخطو خطوة، لا تغفو عينه إلا بعد الساعة السابعة صباحا، ينام ساعتين أو ثلاثا تقريبا، ثم يصحو ويجلس في مكتبه يستقبل المكالمات، ويرد على الرسائل التي كانت تأتي إليه بكثرة من الشبان عاشقي الشهادة، أو رسائل إدارية تخص الجهاز .

حريص على أموال "حماس"

وأشارت ماجدة إلى أن القائد صلاح شحادة كان حريصا جدا على أموال حركة حماس، "ويدقق كثيرا كيف صرف الشيكل الواحد، ويحاسب معاونيه بشدة على ذلك" ودللت على هذا قائلة: "وجد رصاصة في المنزل ملقاة على الأرض فغضب غضبا شديدا وتناولها بسرعة وهو يقول من يفرط في القليل يفرط في الكثير .

حرصه وحذره : -

وتقول زوجته أيضاً : "كان لا يركب السيارة فورا، بل كان أحيانا يمشي قليلا ثم يركب السيارة، وأحيانا نأخذ سيارة أجرة إلى مسافة قصيرة ليتأكد أنه غير مراقب أو أن أحدا يتبعه، فننزل من السيارة الأجرة ونستقل سيارة أخرى، وأحيانا كان يقود السيارة بنفسه، وكنا لا نستقر في بيت، ولا نمكث في البيت الذي نستأجره أكثر من 7 أيام، وأحيانا أقل؛ حيث تنقلت خلال الشهرين في 5 بيوت".
رغم طلب العدو الحثيث له يواصل نشاطه بجد واجتهاد ..

وتضيف: "حياته حقا كانت في خطر، ولو علم اليهود بأمره لقصفوا المكان الذي به، أو انزلوا جنودهم لخطفه، ولكن الخوف لم يعرف يوما طريقا إلى قلبي؛ لأنه كان يتعامل كإنسان عادي يريد أن يعيش ويغتنم كل فرصة في الحياة ليخدم دينه وحركته وجهاده، وعندما كنت أنهاه وأطلب منه أن يأخذ الحيطة والحذر أكثر فيقول لي: أريد أن أغتنم كل لحظة من حياتي؛ فأيامي معدودة، وسألقى ربي، وأريد أن ألقاه وهو راض عني؛ فالشهادة عندي أسهل من شربة ماء يتناولها أحدنا".


السجن علمه الصبر والتواضع ..

وحول أهم ما تعلمته من القائد القسامي تقول: إنها تعلمت منه التواضع وامتلاك الأعصاب الهادئة، والتصرف في الأمور بحكمة، مشيرة إلى أنه كان يقول لها: إن القائد يجب أن يكون هادئ الأعصاب لا ينفعل. وتضيف ماجدة أنها عندما سألته: أين تعلمت هذا؟ قال لها: "في السجن، كان الوقت يمر ببطء، كنت في زنزانة عتمة طولها أقصر مني، وعرضها لا يكفي لأنام، وظلامها لا أرى منه يدي، ورائحتها كريهة، في الشتاء أبرد من الثلج، وفي الصيف رطوبة قاسية، لا أعرف فيها الليل من النهار، ومع ذلك عشت ولم أشعر فيها بأي ألم".

صحابي القرن الـ21 ..

وأضافت: "كان حقا صحابيا في القرن الحادي والعشرين، لقد كان أمّةً تفيض بالحب والتسامح، فقد كان يقول: يجب أن نربي الأجيال القادمة على الحب والتواضع". وتؤكد ماجدة أنه كان شديد التواضع، لا يغضب أحدا منه، وكان على استعداد لأن يخاطر بروحه في سبيل أن يزيل غضب أي إنسان عنه؛ لأن شعاره كان دائما: "أحب أن ألقى ربي وليس في كتابي مظلمة لأحد، أريد أن أفوز بالجنان ورضى الرحمن"، وتستكمل ماجدة: "كان يمتلك سحرا عجيبا يمكنه من أسر القلوب بنظرة واحدة منه، وفرض احترامه على العدو قبل الصديق".

عشقه للجهاد والمجاهدين ..

وتكمل ماجدة : "كان إذا سمع صوت الأناشيد الإسلامية التي تحض على الجهاد خاصة نشيد "هيأت لي أمي فراشا" يبكي بكاء شديدا ويقول لي: "ودعت شهداء كثيرين من خير شباب الحركة الإسلامية سبقوني إلى الجنة، أوشك أن أقبّل قدم أحدهم وأنا أودعه وأرجوه أن يسلم لي على صحابة رسول الله وأبي بكر وعمر، وأرجو من الله أن يجمعني بأولادي الاستشهاديين وصحابة رسول الله".

والد للاستشهاديين
وتصف زوجة الشيخ شحادة ليلة وداعه لجثمان أحد الاستشهاديين فتقول: "عاد إلى المنزل بعد منتصف الليل بعدما ذهب لذوي أحد الاستشهاديين بنفسه ليبشرهم بخبر استشهاده، وليخفف عنهم مصابهم، وأخذ يقول لي: إني أشم رائحة المسك تعطر ملابسي وتملأ المكان، وظلت رائحة المسك في أنفه حتى بعدما اغتسل وبزغ الفجر".

شعر بأجله

وعن آخر ما تلفظ به القائد شحادة معها قالت وقد بدت ابتسامة حزينة على شفتيها: "كان -رحمه الله- يشعر أن منيته قد اقتربت، وأنه سيستشهد في هذا المنزل، وأكد أنه إذا بقي حيا سيغادره يوم الثلاثاء أي بعد استشهاده بيوم". وذرفت الدموع من عينيها بغزارة قبل أن تكمل بصوت متقطع: إنه ظل يقول لها: "اعرفي قدرك، أنت زوج القائد صلاح شحادة، فارفعي رأسك عاليا، وحافظي على اسمه، واجعلي بيته مفتوحا لكل محتاج، وأوصيك ببناتي خيرا".

ثالثاً :
رحل القائد ولكن أعماله وآثاره لازالت باقية وسيكوى بنيرانها الصهاينة :

رحل الشهيد المجاهد القائد " أبو مصطفى" بعد أن ترك خلفه سيرة جهادية مليئة بالمحطات والمواقف المشرفة المستمدة من الجندية والقيادة في إسلامنا العظيم . وغدا لن ينفع الصهاينة لا " السور الواقي" ولا " الطريق الحازم" ولن تحميهم كل الجدر التي يقاتلون من خلفها لان ابو مصطفى تركه خلفه تلاميذا وقاده ذاقوا حلاوة النصر من عمليات وضربات سابقة . ولان القائد علمهم الصبر والانتظار حتى نقطة الصفر بعد ان تكون قد تهيأت عوامل النجاح التي هي أولا وأخيرا بأمر الله . وربما يعلم شارون جزء من هذه الحقيقة لذا فقد "دعا مواطنيه الصهاينة الى الدخول في "حالة تأهب". ..
ومن المحطات والمواقف المشرفة لهذا القائد الفذ :-


1-أعاد القائد صلاح شحادة تشكيل كتائب القسام بعد خروجه من سجون الاحتلال في14-5-2000 حيث كان مجاهدو القسام قد واجهوا سنوات صعبة نتيجة ملاحقات وضربات أجهزة امن السلطة خلال سنوات اوسلو العقيمة فأصبحت كتائب القسام بقيادة الشهيد أبو مصطفى أشبه بمؤسسه عسكريه من خلال تشكيلات عسكرية ميدانية وإدارية وإعلامية.

2-واحتضن الشهيد المجاهدين المبدعين ليخرج منهم المهندسين والقادة الميدانيين و ليساهم في خلق نقلة نوعية بتسليح المجاهدين وتخطيط وتنفيذ عمليات كتائب القسام التي حققت نجاحات باهرة على العدو الصهيوني بحمد الله وفضله .

3-لم يترك المجاهد أبو مصطفى وقته يذهب سدى فكل يوم كان بالنسبة له يوم جهاد وتخطيط وأعداد للعدة ولأنه كان يعلم ان قدر المجاهد في فلسطين هو الشهادة التي كان ينتظرها فانه كان حريصا أن تكون كل ساعة من عمره فيها تجهيز لضربه للصهاينة وكأنه في سباق مع الزمن لإيقاع اكبر قدر ممكن من الخسائر في اعدئه تقربه أجرا وثوابا من الله .

4-ومقابل حزمه الشديد في عمله العسكري كان رحيما بإخوانه لذا فان البركان الذي يتململ في صدور هؤلاء المجاهدين يجعل الرد بأمر الله يوازي حجم الجريمة التي ارتكبها الصهاينة .

5-كان الشهيد دائما يعد العدة للعملية القادمة وحتى آخر ساعة من سيرته الجهادية كان يجهز للصهاينة الضربة التالية ورغم أن القائد رحل فان لمساته وخططه واعداداته لازالت باقية وربما يكوى بها الصهاينة .

رابعاً :
فكره النيّر وعقليّته القيادية تتضح من خلال الحوار معه ..

أجرى العديد من الصحفيين حواراً مطولا مع الشهيد شحادة قبل استشهاده وكانت إجاباته تنمّ عن عقليّة قسّامية فذّة جُبلت بروح الجهاد وعشقه للشهادة ، وأكد الشيخ المجاهد صلاح شحادة أن خيار الجهاد والمقاومة هو خيار الشعب الفلسطيني كله وأن العمليات الاستشهادية والعسكرية ستستمر ضد العدو الصهيوني حتى دحره عن كامل التراب الفلسطيني . كما طالب القائد "أبو مصطفي " الأمتين العربية والإسلامية بدعم كتائب القسام ماديا ومعنويا حتى تتمكن من مواصلة دورها الطليعي في الحرب ضد الصهاينة مؤكداً أنه يحق للشعب الفلسطيني كله أن يفخر بما حققته كتائب القسام من انتصارات متلاحقة علي الكيان الصهيوني .
وقال الشيخ صلاح - والذي وضعته دولة الكيان الصهيوني علي رأس قائمة المطلوبين لها - إن علي العدو الصهيوني أن يتحمل مسئولية الدماء الصهيونية التي تسيل جرّاء استمرارهم في احتلال أرضنا ومقدساتنا مؤكداً أنه لا يخشى علي نفسه من الاغتيال وأنه ينتظر الشهادة في كل لحظة . ولا يتسع المقام هنا لسرد كامل الحوار وحسبنا أن نلقي الضوء على بعض أقوال هذا البطل الملهم وردّه المؤثّر والمعبّر ..

س : تتهمكم قيادة العدو أنكم وراء العديد من العمليات العسكرية الناجحة التي نفذتها كتائب القسام في قطاع غزة ، ما حقيقة ذلك ؟

[ أتمنى أن يكون لي هذا الشرف العظيم ولكن هذا العمل يعود إلى كافة المخلصين في كتائب القسام وليس لي شخصيا ً، ولكن المنفذين و أصحاب الفضل الحقيقي- والفضل لله أولاً و أخيراً – هم العاملون والمنفذون والمخططون ] .

س : على اي اساس يتم تقييم نجاح عمليات المقاومة ؟

[ نجاح العملية لا يتم تقييمه بعدد القتلى في صفوف العدو، وإنما بإمكانية وصول مجاهدينا إلى الهدف، وآلية التنفيذ، كذلك فان التخطيط الجيد مهم جداً لقياس نجاح العملية، أما عدد القتلى فهو محكوم بمشيئة الله وإرادته ].

س: ما هي أهم المعوقات التي تواجهكم كجهاز عسكري لحركة حماس؟

[ أولاً: ندرة السلاح النوعي كالصواريخ المضادة للطائرات، والصواريخ البعيدة المدى.

ثانياً: ضبابية الرؤية السياسية للسلطة الوطنية والتي تربك العمل العسكري، فالسلطة لم تحدد موقفها من العمل العسكري، معه أم ضده؟ وهل هي سلطة تحرر وطني أم هي سلطة حكم ذاتي؟ وبالتالي هذا الأمر حير الكثير من المجاهدين، فالقرارات السياسية مضطربة.

ثالثاً: ملاحقة بعض الأجهزة وأشخاصها المحسوبين على الصهاينة، للمجاهدين وورش التصنيع، فالسلطة تلاحق وتعتقل أصحاب هذه الورش، وتحقق معهم، ومن ثم تنقل اعترافاتهم إلى العدو من قبل مخترقين لهذه الأجهزة.

رابعاً: ارتفاع أسعار السلاح من قبل مصاصي الدماء «تجار السلاح»، حيث بلغ ثمن قطعة السلاح (أم 16) خمسة آلاف دولار، وثمن الرصاصة 5.1 $ ، أما سلاح الكلاشنكوف 2000 دولار ، بينما في الدول التي تعاني من فتن داخلية وتلك التي لا يجد مواطنوها أحيانا ما يسترون به عورتهم، يمتلك الأفراد سلاحاً متطوراً، أما نحن الذين نحارب اليهود فأسعار السلاح مرتفعة جداً، بل ونادر وجوده بسبب تواطؤ الأنظمة العربية التي تمنع دخول السلاح إلى المجاهدين ] .

س : هل من كلمة أخيرة توجهها إلى أبناء كتائب القسام ؟

[ أقول لهم إن العالم كله ينظر إليكم فكونوا عند حسن ظنهم ولا تخيبوا النظرة فأبناء الكتائب ربانيون ويجب أن يكونوا نبراسا لكل من أراد أن يسير علي درب الحرية ودرب الجهاد والاستقلال ، والقدوة يجب عليه أن يحافظ علي كل صغيرة وكبيرة في سلوكه وأفعاله ] .

الرد القسامي القادم ومعادلة الظواهر القسّامية ..

لعل أهم ما يعجب المحللين العسكريين عند دراستهم للجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس هو ان هذا الجناح يتميز بإنتاج الظواهر في عالم المقاومة ، اي قادة متميزون في كل مرحلة يبدعون في ضرب العدو ويسنون قوانين في عالم المقاومة تكون معالم يستنير فيها الآخرين ،
فمن ظاهرة الشهيد القائد صلاح شحاده الذي خط أروع ملاحم اختطاف الجنود الصهاينة في أواخر الثمانيات وإخفاء معالمهم لسنوات طويلة ممزوجة بظاهرة صواريخ القسام ، الى ظاهرة العياش الذي خط نهج العمل الاستشهادي ، الى ظاهرة القائد الشهيد محمود أبو هنود الذي قاوم جيشا جرارا وخاض معه معركة بطولية تمكن خلالها من الانسحاب بسلام ، الى ظاهرة المطاردين لفترة تتجاوز العشرة سنوات في بقعة ضيقة مثل غزة مثل المطارد القائد محمد ضيف ،الرجل المراوغ في نظر الصهاينة الذي لقنهم عشرات الدروس ،
الى ظاهرة الاختراق الامني لاجهزة المخابرات الصهيونية مثل ظاهرة الشهيد عبد المنعم ابو حميد صائد الشاباك الذي قام بتصفية قائد الشاباك في منطقة رام الله بعد الن استدرجه بحجة انه سيعطيه معلومات استخبارية ،
او ظاهرة الشهيد القسامي ماهر ابو سرور من بيت لحم الذي قتل مسئولا كبيرا في الشاباك خلال مقابلته معه في شقة في القدس وصادر حقيبته الشخصية المليئة بالمعلومات وما هذه الا نماذج مشرقة في جهاز مليء بالظواهر ، والحقيقة ان سوق فكرة الظواهر في خضم الحديث عن موضوع الرد القسامي المقبل ليست اعتباطية ، فهي وان أشارت بداية الى قدرة القسام على التجديد والإبداع في المراحل كافة ، وان اغتيال قائد او عنصر او أي كان لم تعد تشكل خطرا على مستقبل الجهاز ، إلا أن هناك بارقة أخرى تشير اليها معادلة الظواهر وهي استحداث أساليب جديدة في رد حماس ،
إذ ليس بالضرورة ان يكون رد القسام بعمليات على النمط المعتاد سالفا ، اذ ليس من المستبعد ان يخرج القسام ظواهر جديدة تبتدع أساليب جديدة في عالم المقاومة الفلسطينية ويسنون سننا جديدة في ذلك لا نعلمها نحن مثل كذا او كذا او كذا ، وهو أمر لا يسعنا إلا أن ننظر الى الإبداعات القسامية فيه دون الاجتهاد ، وهذا أكثر ما يؤرق مسئولي الأمن الصهاينة ، اذ يقول المحللون الصهاينة " ان فشل عملية غزة من نجاحها وردة فعل الشعب الإسرائيلي عليها سيحدده طبيعة رد حماس على هذه الغارة ، وخاصة ان كان هذا الرد من نوع جديد لم نألفه من قبل " .

الضربات النوعية :

بنيامين بن اليعيزر وقد اعتلى وجهه السواد يصرح للصحفيين : كان لزاما علينا اغتيال صلاح شحادة لقد كان يعد لعملية ضخمة في قلب إسرائيل عبر تجهيز شاحنة مفخخة تزن طنا من المتفجرات يتم تفجيرها في إحدى البنايات الكبيرة مما سينجم عنه مئات القتلى الإسرائيليين " ، ان حالة بناليعيزر هذه وحالة كثير من المرضى النفسيين في صفوف الصهاينة يعرفها اطباء النفس جيدا ، وهي مرض نفسي يصيب الخائفين عموما يجعلهم يتهيئون المستقبل كأنه جزء من الماضي نتيجة حالة التخبط التي يمر بها ذاك المريض ،
فبناليعيزر اصغر من ان يكون على دراية بما كان يجول في خاطر قائد القسام ، ولو كان يستطيع فعلا الوصول الى مثل هذه المعلومات عن الجهاز العسكري لحماس لكان حريا به ان يظهر إبداعه في إحباط عمليات القسام المتلاحقة ، ولكنه الهوس في أبهج صوره ، والعجز في أوضح مظاهره ، فهذا اليهودي العراقي الأصل لا يجرؤ ان يخرج لشعبه ويقول لهم بالفم الملان : ان المصيبة التي سنجلبها لكم يا شعب إسرائيل بعد إبداعنا اللامحدود في قتل الأطفال في غزة هو شاحنات مفخخة مليئة بالأطنان من المتفجرات ،
فان كان غولدشتاين قد جلب لكم بعد فعلته في حرم الخليل سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة على بطون المقاومين ، فانا وشارون سنجلب لكم شاحنات مفخخة وما اخفي كان أعظم.تلك هي الحقيقة المدوية التي يهرب منها الصهاينة دائما ، فرغم انهم يعرفون ان حماس قد خلقت من سكاكين المطابخ سلاحا رادعا عرف في حينه بحرب السكاكين التي فجرها المجاهد الأسير عامر ابو سرحان وصنعت على مدى سني الانتفاضة الأولى روائع لا بد ان يقف التاريخ عندها بحروف من نور ، ورغم إنهم يعون ان حماس خلقت من المواد الأولية قنابل تحصد العشرات من رؤوس الصهاينة في الضربة الواحدة في زمن عز فيه السلاح ، ورغم انهم يعيشون حالة القنابل البشرية دقيقة التصويب التي تصل الى اي مكان تريده المقاومة وفي اي وقت ،
ورغم ان القسام قد تمثل لهم في كل شيء ، فمن قساميين يرتدون لباس الجنود الصهاينة وينفذون هجماتهم بكل اريحية كما في عمليات عمانويل حين تقدم حارس المستوطنة ليسال القساميين الثلاثة عما جرى ظانا إنهم من الجنود الصهاينة فاردوه قتيلا ليعيش ما جرى بكل واقعية ، الى عياش يرتدي زي حاخاما ت الصهاينة ويسير الشوارع الرئيسية وقد الصق على سيارته شعارات المستوطنين ، حتى ان احد سائقي الشهيد يحيى عياش قال : انه لم يكن يرق له وللمهندس وهو يقود السيارة إلا ان يسبر خلف السيارات العسكرية الإسرائيلية ، الى قسامي يرتدي زي طلبة الجامعات الصهاينة ليفجر نفسه على مقربة من احد معاهدهم في القدس كما الاستشهادي محمد الغول في عملية القدس الأخيرة ، الى قسامي يتنكر في زي امرأة صهيونية شابة متبرجة ليمر من أمام حراس الأمن الصهاينة على مدخل فندق بارك في نتانيا ويوقع 30 قتيلا صهيونيا .
رغم كل ذلك ما زال الصهاينة يدفنون رؤوسهم في التراب ليتناسوا الحقيقة الغائبة وهي حقيقة تجهيز عشرات الأكياس السوداء تمهيدا للرد القادم من الشرق .

ازدياد عدد العمليات المسلحة بعد استشهاد القائد القسامي صلاح شحادة الى 300% :-
اكدت مصادر عسكرية صهيونية أن نشاطات المقاومة في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة ارتفعت بنسبة 300% عما كانت عليه قبل عملية اغتيال الشيخ القائد صلاح شحادة يوم الاثنين 27/7/2002 م ،
وفقاً للمعطيات التي جاءت من قسم العمليات في الجيش الصهيوني.وأكدت المصادر ان شهر تموز/ يوليو كان أحد الأشهر الهادئة منذ اندلاع المواجهات في الضفة الغربية بالنسبة لعدد حوادث إطلاق النار والعبوات ناسفة، حيث كان عدد الحوادث في يوم الخميس الماضي (18 يوليو) 8 حوادث في جميع أرجاء الضفة الغربية، ويوم الجمعة-9، يوم السبت-7، الأحد-11 وفي يوم الاثنين13.
وقالت المصادر أيضاً : إن عملية اغتيال الشيخ القائد صلاح شحادة أشعلت العمليات المسلحة في الضفة الغربية من جديد، حيث أرتفع عددها يوم الثلاثاء إلى 35 وفي يوم الأربعاء إلى 29 ، وفي نهاية الأسبوع وقعت عشرات الحوادث والعمليات ، وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد عرضت هدنة لوقف عملياتها مقابل الانسحاب الصهيوني من أراضي الضفة الغربية ، إلا أن عملية الاغتيال التي استشهد فيها مع الشيخ شحادة خمسة عشر مواطنا معظمهم من الأطفال،قد ذهبت في مهب الريح بالنسبة لحركة حماس التي وعدت برد قاس ونازف ومدمر لعميلة الاغتيال هذه . ومن الجدير بالذكر أن مصادر في جهاز الأمن الصهيوني قد أشارت في أعقاب العملية الجريئة المسلحة يوم الجمعة التي قتل فيها أربع مستوطنين قرب الخليل ،أن منطقة جنوب الخليل كانت في الفترة الأخيرة هادئة نسبياً إلا أن اغتيال شحادة أيقظت المنطقة من سباتها.


رحم الله الشهيد رحمة واسعة وجمعه الله بالنبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقاً .

منقوللللللللل


http://misrlovers.blogspot.com/2010/04/blog-post_7298.html