فتحت قضية منع 75 طالبا من الترشح لانتخابات مجلس طلبة الجامعة الهاشمية (35 كم شرق عمان) من جديد الجدل حول المناخات التي تدفع بطلبة الجامعات الأردنية نحو العنف.

واللافت أن عدد الطلبة الذين يتنافسون على مقاعد مجلس الطلبة الـ58 أصبح 64 فقط، كما حسمت الانتخابات في سبع كليات بالتزكية، ورفضت الجامعة طلبات ترشيح كافة طلبة الاتجاه الإسلامي الـ53.

وبينما اعتذر رئيس الجامعة الدكتور سليمان عربيات عن استقبال فريق شبكة الجزيرة في الجامعة الثلاثاء، بررت الجامعة إجراءاتها بأنها طبقت تعليمات قبول الترشيح التي تنص على ضرورة أن يكون الطالب من المشاركين في النشاطات الطلابية.

الطلبة بدورهم عبروا عن اندهاشهم مما وصفوه بـ"الشروط الانتقائية"، وقال الناطق باسم الاتجاه الإسلامي في الجامعة ثائر عيد للجزيرة نت إن الجامعة رفضت كافة مرشحي الاتجاه حتى من المتفوقين والحاصلين على شهادات تثبت نشاطهم الثقافي والاجتماعي في الجامعة ومن أعضاء مجلس الطلبة السابقين.

واعتبر أن إدارة الجامعة تريد إجراء انتخابات صورية الخميس، وأضاف أن "ما سيجري هو إقصاء لآراء الطلاب وتكريس للديكتاتورية عبر فرض النتائج قبل الانتخابات".

تعزيز العشائرية
هذه الحادثة دفعت كتابا وسياسيين وناشطين لاعتبار ما يحدث دفعا للطلاب للابتعاد عن التنافس الديمقراطي والعودة للانتماءات العشائرية والإقليمية التي تؤدي للعنف في الجامعات الذي أدى مطلع الشهر الجاري لمقتل طالب على يد زميله في جامعة البلقاء التطبيقية.

واستمعت الجزيرة نت لشكاوى طلبة رفضت طلبات ترشيحهم، وقال أحد الطلبة إنهم فوجئوا بأن الجامعة تطلب منهم وضع مكان عمل الأب ورقم هاتفه على استمارة الترشيح، وزاد "هذا الطلب أمني ويهدف للاتصال بالأهالي وتهديدهم لمنع أبنائهم، خاصة من الاتجاهات المعارضة من الترشح".

وتحدث المنسق العام للحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة (ذبحتونا) الدكتور فاخر دعاس عن أن ما يجري هو دفع للطلاب نحو الانتماءات الإقليمية والعشائرية المدمرة.

وقال للجزيرة نت "عندما يمنع الطلبة من المشاركة الديمقراطية الصحيحة فإنهم سيلجؤون للعنف، كما يجري في مختلف الجامعات التي ترفض منح الطلبة حقوقهم الديمقراطية".

وخرجت الثلاثاء مقالات في الصحف تعتبر ما يجري في الجامعة من منع الطلاب حتى من حق الترشح للانتخابات دفعا لهم للعنف نتيجة منعهم من التعبير والتنافس الديمقراطي.

واستنكر حزب جبهة العمل الإسلامي بشدة قرار منع ترشيح الطلاب، وطالب بإقالة رئيس الجامعة.

وقال مسؤول الملف الوطني في الحزب محمد الزيود في تصريح له اليوم إن "التضييق على الطلبة في اختيار ممثليهم يعني مزيدا من الفوضى والانفلات الأمني وزيادة في المشاكل التي نحن في غنى عنها، في ظل ما يعيشه المجتمع من الظواهر السلبية المتكررة يوميا".

وذهب الزيود إلى حد اعتبار أن البلاد "مقبلة على انتخابات نيابية صورية ومزورة بامتياز"، وتابع "الحديث عن أجواء من الحرية والديمقراطية في هذه الانتخابات ما هو إلا ذر للرماد في العيون وضحك على ذقون المواطنين الذين باتوا لا يثقون بحكوماتهم التي خذلتهم في أكثر المواقف".