السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يسرني موافاتكم بهذا العمل الموجود أدناه:


** ترجمة الكتاب العربي : واقع الحال واستشراف المآل\د. سعيدة كحيل **

إلى الأستاذ الدكتور المحترم: سعادة الشيخ حسين أمين سر المجلس

الموضوع: طلب التفضل بإرسال دعوة المشاركة بالبريد الإلكتروني

أعرب لسيادتكم عن سعادتي لمراسلتكم بشأن تأكيد المشاركة في أعمال المؤتمر .تجدون طي الرسالة نص الدراسة في نسختها النهائية .
أود إن سمحتم أن تتفضلوا بإرسال دعوة رسمية عبر البريد الإلكتروني في أقرب وقت ممكن لقرب انعقاد المؤتمر لأنها الوثيقة الوحيدة التي تسمح لي بالحصول على تأشيرة الدخول إلى لبنان والحجز بعد ذلك وأتمنى من الله أن يسمح لي بزيارتكم .
سعادة الشيخ حسين سأعتمد على نبل شمائلكم في الرد على طلبي وسأخبركم بتاريخ الوصول إن أرسلتم لي غدا الدعوة وتيسرت أمور التأشيرة و الحجز .
وفي انتظار كريم ردكم تقبلوا مني كل التقدير والامتنان

د/سعيدة كحيل


ترجمة الكتـــــاب العربي
واقع الحال واستشراف المآل
إعداد د/سعيدة كحيل
قسم الترجمة
جامعة عنابة ،الجزائر
مقدمة:
للترجمة العربية دور ريادي في البناء الحضاري بشكل عام ،و نسج حوار عالمي من خلال إنتاج ترجمة الكتب من العربية وإليها في عالم متداخل من اللغات والإيديولوجيات والقيم .ومن هنا يظهر أنه ليس من السهل الدفع بالعربية لغة للترجمة إلى ساحة مواجهة غير متكافئة مع لغات أخرى تسيطر على حلبة الصراع الثقافي والمعرفي والتكنولوجي مما يتحتم على الذات العربية أن تعيد بناء قدرتها الذاتية لمواجهة الآخر بمنافسته موضوعيا مع الحةافظة على خصوصيتها الحضارية، ومن هنا يمكن أن نشرع لسؤال مهّم هو: كيف السبيل إلى إحداث قفزة نوعية لترقية اللغة العربية عبر الترجمة وجعلها لغة عالمية في ظل التحديات العالمية ؟في ضوء هذا الإطار المفهومي تتنزل رؤيتنا المحاورة لوصف واقع حال ترجمة الكتاب إلى العربية ومنها ،وتجلياته المشهدية في الراهن الثقافي والاقتصادي المنجز ونطرح هذه المعطيات :
-أهمية الترجمة من و إلى العربية.
- لغة الكتاب العربي بين العالمية والعولمة وصناعة الهوية .
-وصف واقع الحال.
-استشراف المآل.
-تجربة ميدانية في صناعة كفاءة ترجمة الكتاب العربي

نتغيأمن هذه الدراسة جس نبض حركية ترجمة الكتب من العربية و إليها بالإجابة على أسئلة هامة. ماذا و كيف و لماذا نترجم بالعربية و ماهي الحصيلة المعرفية الحقيقية لهذا العقل الترجمي؟ كيف نعد كفاءات الترجمة لكي نربح رهان السوق. ما دور المنظمات في هذا الفعل الحضاري.
و يقودنا هذا البحث إلى السبر في هوية اللغة العربية و عالميتها.
ليس جديدا التصريح بأهمية الترجمة في صنع الهوية في عالم تشابكت فيه العلاقات و تداخلي المصالح و تواشجت المشاعر و تكاثفت المؤامرات.
إن مشروع الهوية العربية يقوم مرة أخرى مع الترجمة على شرط توفر بيئة عمل للمترجم، توجهه و تشجعه و تحترمه، كما يحتاج الأمر إلى تسويق حقيقي و تأمين إعلامي لهذا المشروع يؤسس لبيت حكمة ثان في لبنان – بيئة الترجمة الفضلى.
يشهد العالم اليوم تحولات جذرية في التفكير والبحث العلمي وأفق الترويج للمعرفة في جميع نواحي الحياة البشرية والكونية تتجه به نحو فلسفة وجودية وحيدة المسلك والغاية، محاولة صياغته وقولبته بطريقة واحدة ،سعيا إلى خرق فكري منظم لبنية الهُويه وأنساقها الثقافية والأخلاقية واللغوية والنفسية والاجتماعية ،وثمة مسألة جد مهمة تتعلق بخطورة عدم التمييز بين المنظور اللغوي للهوية والمنظور الثقافي لها ،فقد كرس الخلط بينهما مشكلات اجتماعية وإيديولوجية لا يمكن تجاهلها في كثير من البلاد العربية، مما يجب أن نعيد النظر فيه، ذلك أن المعادلة الكلاسيكية التي تحدد تشكل الدولة بالشعب واللسان لا تلقي بالا لتلك المتغيرات الثقافية الداخلية في الجسم الواحد، وربما نزعم أن فشل بعض البلدان في تعميم التعريب إلى هذا العامل بالذات فتحولت العملية من مسارها العلمي(ترجمة وتأليفا وإبداعا)إلى مشكلة إثنية مستعصية الحل.
1-اللغة والترجمة :
من الواضح أن أفراد المجتمع الذي يتكلمون لغة واحدة يشتركون في النظرة الكونية ، فلكل لغة طريقتها في تقطيع العالم الخارجي كما يشير إلى ذلك اللساني الدانماركي لويس هيلمسليف في استشهاده بألوان قوس قزح من حيث اختلاف اللغات في تحديد عددها ومن ثم التعبير عنا بوسائط علامية مختلفة ، غير أنه من الممكن أن تشترك جماعات مختلفة ثقافيا في لغة واحدة، كما يمكن أن توجد لغات مختلفة نمطا ثقافيا مهيمنا في جماعات مختلفة ، لقد ذكر سابير في أوائل القرن العشرين ، أن اللغة والجنس والثقافة ليست بالضرورة متلازمة ، إلاّ أن هذا لا يعنى أن لا تتلازم أبدا ،وكتب سومارفليت في هذا فقال:إن اللغة ظاهرة اجتماعية ، والتغيرات التي تعرفها هي أيضا ذات طابع اجتماعي لكن هذا لا يعني أن هناك تقابلا بين البنية اللغوية والمجتمع الذي يستخدم هذه البنيات كوسيلة للتواصل ،إن البنية اللغوية يمكن أن تبقى على حالها من غير تغيير بالرغم من التغيرات الثورية التي يمكن أن تحدث في الأنماط الثقافية والاجتماعية ، كما يقررسابير في سياق آخر أن العالم الحقيقي للفرد يتحدد بتلك العادات اللغوية المختلفة بالضرورة عن أخرى في أنظمة اجتماعية مختلفة لغويا عن نظامه الخاص ،وفي هذا السياق يستوقفنا رأي وورف الأمريكي الذي يقرر أن اللغة ليست مجرد وسيلة للتعبير عن الأفكار بل هي نفسها التي تشكل تلك الأفكار ،ولعل هذه الفكرة هي نفسها التي عبر عنها جوزيف فندريس بقوله :إن الكلام يفتح العالم المغلق في حياتنا الداخلية ، ويسمح لنا بالخروج عنه؛إنه مبدع وصانع الحياة الاجتماعية ، واللغة نفسها هي المرشد إلى الواقع الاجتماعي ، إنها تؤطر بالقوة تفكيرنا جميعا ، كما تشير مجموعة الآراء اللسانية المنسوبة للتيار الوظيفي في اللسانيات الحديثة إلى عمق الصلة بين اللغة والسياق الثقافي والاجتماعية إذ لا يمكن أن تحلل الظواهر اللغوية نفسها بمعزل عن العامل الاجتماعي ، كما لا يمكن التكهن بالأدوار اللغوية للعبارات والملفوظات في التخاطب اليومي بالاكتفاء بالوصف البنيوي الشكلي أو التوزيعي ، لقد ذهب ماثسيوس رائد حلقة براغ اللسانية إلى أن جذور اللغة تمتد إلى البنى الاجتماعية بكافة أشكالها من ذلك مثلا أساليب الحديث المختلفة والتي تشي في اختلافها بتنوع المستوى الاجتماعي والثقافي والفكري والأيديولوجي للمتحدثين ، كما أن اللغة تهدف بالأساس إلى نقل المشاعر والرغبات الخاصة التي تغلف العبارات المنطوقة بحكم الانتماء إلى البيئة المائجة بشتى المعطيات الثقافية والدينية والفلسفية ،فمن إفرازات البيئة الاجتماعية العربية-مثلا-قول العربي واصفا حالة الانبساط النفسي الناتجة عن الطمأنينة : هذا حدث أثلج الصدور ، بينما يواجه الفرنسي الحالة النفسية نفسها بتعبير مغاير تماما.وعلى صعيد البحث الأنثروبولوجي يشير مالينوفسكي العالم البولندي الذي كان له التأثير الكبير في نظرية فيرث السياقية في كتابه الشهير الحدائق الساحلية وسحرها (Coral gardens and their magic) أنه من الصعوبة بمكان ترجمة ما يتعلق بالعادات والتقاليد من مفاهيم وتصورات خاصة إلى لغة أخرى، فهي أنساق تند عن التعبير اللغوي لخصوصيتها المطلقة ،كما نجد تأكيدا على تمازج البنية اللغوية والمكون الثقافي عند مؤسس النحو النظامي(systemic grammar) مايكل هاليدي وخلاصة رأيه :أن الاختيارات اللسانية المتاحة في نظام لغوي ما هي التي يعول عليها المتكلمون للتعبير عن أفكارهم وأحاسيسهم المرتهنة بالثقافة الاجتماعية السائدة ، كما يؤطر الحدث اللغوي بالعادات والأعراف الاجتماعية والموروث الشعبي بحسب وجهة نظر ديل هايمز.
2-اللغة والهوية
أحاول الابتداء في هذا السياق بطرح سؤال مهم كان قد طرحه أحد الغربيين في كتاب عنوانه هستريا الهوية ،وهو : من أنا ؟ومن الطريف أن يسعى في الإجابة على سؤاله إلى تأكيد المفارقة بين المساواة والتميز ،مشيرا إلى أن الفكر الأوربي قد غيّر موضوعه بفعل مد العولمة من المساواة والعدالة التي طالما بحث عنها خلال عصر النهضة إلى الرغبة في أن يستقل الفرد عن غيره بعدما كان همه السعي إلى أن يكون مثل غيره ، وهذا تماما جوهر الهوية ، والتي تبدو بنية موروثة في الضمير الجمعي ، متجذرة في الذات بعمق على حد تعبير ديول ريكور إلا أن هذا البعد الوراثي للهوية في علاقتها مع الذات لا يجب على الإطلاق أن يحجبها عن الواقع ثم يأسرها بقيود الماضي فتنغمس فيه بعيد عن اللحظة الراهنة ذلك ،أن استناد إلى المقوم التراثي بأبعاده الثقافية واللغوية يجب أن يكون دافعا إلى العمل المستقبلي والمشاركة الفاعلة في صناعة الحضارة العالمية ، وبالتالي سيكون المثقف العربي مطالبا بالتمييز بين موقفين متناظرين أحدهما يشي بالاتكاء على الحمولة الثقافية الماضوية ، اتكاء سلبيا ،وثانيهما مستند إليها استنادا إيجابيا ليصوغ منها حاضره وغده بوعي أصيل،لقد وقعت الأجيال في مأزق صعب لم تسطع الفكاك منه ، لا أجد له صياغة لغوية تعبر عنه غير استحضار النص التراثي نفسه ، فقد عبر التوحيدي عن مأزق الاستلاب والتبعية للآخر: لقد أشكل على الإنسان الإنسان، فما كان منا إلا أن جردنا سلاحنا الأخير ،متّخذينه متراسا في الآن نفسه، وقلعة نحتمي بها ذلكم هو التراث الذي احتمينا به منذ سقوط الأندلس وسقوط بغداد وسقوط الخلافة!!، فما كان من هذا الاحتماء القصبي إلا أنجعل الذات العربية تخسر حاضرها ومستقبلها وماضيها في الآن نفسه، غير أن هذا لا يعني إحداث انقلاب على الذات بمهاجمة هذه القلعة التعيسة التي احتمى بها كل نادب ومندوب، ومحاولة هدمه من الداخل ،أو نقبها سرا كما فعلت يأجوج ومأجوج نتيجة شعور مستلب بالذنب، كما فعلت نخب التجديد الحديث في وطننا بحجة الاندماج في الحداثة ثم أخيرا العولمة، مزينة لها الهلاك في صورة تضحية أو فناء في الذات الغربية
3-عالمية اللغة العربية: بناء الهوية والتحاور مع لغة الآخر :
إن الحديث عن اللغة العربية العالمية يتنزل في سياق معايشتها للغات أجنبية تنافسها في العطاء الحضاري بوجهيه الثقافي والتكنولوجي ، وهذا يتطلب منها احتواء لكثير من الأنساق الصوتية والتركيبية ضمانا لتحقق التكيّف البنوي والمعرفي في وسط راهن متعدد الثقافات تؤطره فلسفة العولمة التي تقضي في مسارها الحتمي باستيعاب كل الأنساق غير القادرة على الإسهام في الحراك الحضاري العالمي ،ولما كان القرن الحالي تراكما لمنجزات معلوماتية رهيبة تعاين اللغة العربية تحديات جد معقدة لا ينفع معها إعداد متكلم عربي أحادي اللغة ، بل لابد أن تنصرف جهود المؤسسات العلمية والتعليمية إلى نشر معرفة لسانية متعددة تعبر عن الاختلاف اللساني المعيش . والربط بين الغرض التبليغي للغات والبعد التداولي لها فتتحول اللغة العربية بجهود العاملين إلى وسيلة نقل معرفي في إطار حركة الترجمة الآلية العالمية ،وترقية الكفاية اللسانية بالقدر الذي يؤهلها إلى أن تكون قادرة على الإنتاج والإبداع ،وسيكون هذا الضمان الوحيد لاستمراريتها في العالم الحديث كلغة حية تجمع بين الوظيفتين التواصلية -وهذا أمر تشاركه فيها جميع اللغات -والوظيفة الحضارية كوعاء لإنتاج الثقافة والمعرفة واستقبالهما في إطار حوار الأنا مع الآخر ،ذلك أن العولمة في رأي بعض المفكرين ليست قسرا على الأمريكان واللغة الإنجليزية فقط ،فإذا كان للغات الأخرى حضور فعلي فالعولمة وقائع وانجازات وإمكانات موضوعة برسم البشر أجمعين ،وأهم ما يميّزها كونها عملية مستمرة من التغيير الحيوي في مجالات عديدة ،وهذا التصور يقود إلى إمكان الحديث عن شراكة لسانية بعيدا عن روح الهيمنة و الاحتواء التي تمارسها العولمة الجديدة المكرسة لسياسة التحويل القسري للألسن نحو لسان واحد ورفضا لمبدأ التنوع اللساني في العالم ، وسعيا حثيثا نحو تنميط الفكر الإنساني ليقبع خالدا في سجن العبودية الأمريكية والمركزية الغربية،وربما هذا ما قصده رئيس جمهورية فرنسا في خطاب ألقاه يوم 14 يوليو 1998 دعا فيه إلى ضرورة انفتاح المؤسسات التعليمية على التعدد اللغوي بما يضمنه من تنوع ثقافي يمكن أن يكون ضمانا مهما للتصدي لمخاطر العولمة الثقافية،وفي هذا الإطار سخرت الحكومة الفرنسية إمكانيات هائلة لتحقيق نجاعة تعليم ونشر الفرنسية برعاية الأكاديمية الفرنسية واللجنة العليا لحماية الفرنسية ،كما دعا الاتحاد الأوربي إلى العناية بتعليم اللغات بشكل جدي ،متخذا سنة 2001 سنة للّغات في كامل أوربا تكريسا للغاية نفسها ، بل ضمنت السياسة الأمريكية العناية بالتعليم متعدد اللغات في قانون 1968 على الرغم من التكلفة الباهظة له ، وفي ظل مد العولمة أضحت العربية المستهدف الأول في هذه الهجمة بخاصة وأنّ دعاة العولمة الأمريكية لاينفكون يقرنون الإرهاب بالثقافة الإسلامية التي تمثل العربية وعاءها ، والتعريب وسيلتها الأساسة .
إن مواجهة هذا التحدي يكون بالتّفعيل داخل منظومة العولمة ذاتها دون التخلي عن الخصوصية الحضارية بدءًا بإصلاح منظومة التعليم العربي وتعليم اللغات وفي مقدمتها العربية للناطقين بها وكذا للأجانب ثم إنتاج الكتاب العربي لقرائه في لغته وترجمته كمرحلة لاحقة أي البدء ببناء الذات اللغوية محليا وخلق روح الحوار الإيجابي مع اللغات في بيئة اللغة العربية ثم الانفتاح على الغير وفق استيراجيات بناء الذات دون الذوبان في الآخر وذلك وفق منطلقين أساسين أولهما :
-التخلص تدريجيا من حمولة الماضي في الطريقة والهدف وبعض الممارسات التنظيرية ،ولعل أسلم طريق أن يندمج التفكير النحوي التراثي في النظرية اللسانية الحديثة فيكون جزاء أساسيا منها ورافدا لا ينضب لمجراها السريع وترسيخ هذا الاساس في الأذهان .
-أما ثانيهما فضرورة الدخول بقوة في الإبداع اللغوي من خلال التأليف أولا ثم الترويج للكتاب في لغة التأليف ثم الترجمة باستحداث وسائل نوعية في الترجمة العربية ونشر ثقافتها ،والترويج لها بوصفها لغة مهمة في التواصل المعلوماتي الحديث لا تقلّ كفاءة عن غيرها من اللغات ،وهذا ما يمكن عدّه عن طريق القياس اللغوي عوربة ،وفي سبيل ذلك يجب أن تبذل أموال طائلة وبسخاء لإنجاز المشاريع اللسانية التي تجمع الذخيرة اللسانية العربية وتطورها وتهذيبها بما يساير التدفق الهائل للمعرفة الإنسانية ،بعيدا عن ثقافة إنشاء المؤسسات في مناسبات بعينها لا تختلف كثيرا عن مقامات التأبين والتّشييع الجنائزي.
إن البعد التطبيقي في الممارسة الترجمية للكتاب العربي بلغته العربية في شراكتها اللّسانية للغات عالمية أخرى كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية واليابانية والإيطالية يجب أن يكون مدعما برؤية مستقبلية متجددة ومطلعة على عدد من التجارب التعليمية الرائدة في العالم بعيدا عن الدوافع الأيديولوجية يكون همها الأساس التركيز على ربط الوجود اللساني العربي بالوجود الحضاري للأمة سعيا لتحقيق الوعي بالذات ومعرفة الآخر وإمكانات التعايش معه ،وتحقيقا لهذا التصور لابدّ من ضرورة الاستفادة من الوسائل الحاسوبية والتنسيق مع الجامعات والمراكز الثقافية داخل الوطن العربي وخارجه بدرجة أكثر تأكيدا على تيسير وتعميم وترقية استعمال هذه اللغة على أن تكون هناك إرادة جادة من لدن الجميع ليتحول هذا المطمح الوجودي والمصيري بكثير من التضحيات إلى حقيقة معيشة.
4- الكتاب العربي والمتغير الحضاري
إن الوقوف على أزمة اللغة العربية في علاقتها بالثقافة والتراث والواقع في تأليف الكتاب وترجمته ينطلق من محاولة الإجابة على تساؤلين مهمين هما:
أ-ما هو مصير اللغة العربية في ظل عولمة الثقافة وثقافة العولمة ؟
ب-كيف السبيل إلى إحداث قفزة نوعية لترقية ترجمة الكتاب في لغته العربية وجعلها لغة عالمية في ظل هذه التحديات الكبرى ؟ وينطوي تحت هذا السؤال الأصولي سؤال ثانوي هو :هل يمكن أن نعد العربية اليوم لغة عالمية حقا؟وبين العالمية والعولمة بون شاسع.
وقبل الإجابة على هذين السؤالين لابد من الإقرار بأنّ اللغة العربية اليوم تعاني غربة اجتماعية بين الناطقين بها عن قصد وغير قصد ،وكان من نتاج هذه الغربة الاجتماعية ظهور غربة ثقافية للذات العربية وأزمة في تفكير الإنسان العربي ،وطريقة رؤيته للآخر في عالم متداخل من اللغات والإديولوجيات والقيم ،وبات من القدر المحتوم أن يعاني الناطقون بهذه اللغة من ويلات التهميش في ركب التقدم العلمي الزاحف ،ومن هنا يظهر أنه ليس من السهل الدفع بالعربية إلى ساحة مواجهة غير متكافئة مع لغات أخرى تسيطر على حلبة الصراع الثقافي والمعرفي والتكنولوجي لذلك يتحتم على النخب أن تعمل على إيجاد حلول جريئة لبعض المشكلات المبدئية تتعلق ب:
1-كذا الإسراع في ضبط خطة تنموية صارمة مهمتها تنقيح المجموع من ألفاط الحضارة والمصطلحات المختلفة وإيجاد آلية إجرائية تعمل على تعميم استعمال هذه الثروة في التعليم والتكوين - إنّ بقاء وعطاء العربيةمن خلال كتب المعرفة على اختلاف مصادرها يقتضي أولا تفعيل الجهود الفردية الإبداعية وتشجيعها جماعيا.
-إن الحالة اللغوية للجالية العربية في البلاد الغربية الإسلامية من خلال إنتاج وترجمة الكتاب يسمح بإعطاء صورة مشرقة عن عن عالمية اللغة العربية في محيط خليط من اللغات المتباينة ،والثقافات الخاصة ،والظاهر أن حاجات هذه الفئة محكومة بضرورتين أولاهما دينية وثانيهما حضارية ،وربما تمكنا بروح متفائلة من تحويل المحيط العربي والإسلامي إلى نموذج ناجح لعوربة اللغات بأن يعمل الناطقون بالعربية في تلك البلاد على تثبيت العربية ونشرها بإنتاج الكتاب العربي وترجمته من وإلى اللغات الأخرى .
إن جملة من العقبات غير اللسانية تندّ عن الحلّ مرجعها الأساس حالة الضياع التي تعيشها الأمة في جميع المستويات، لعل أهمها المشكلة الاقتصادية ،وما ترتب عنا من تبعية للآخر الذي استغل الوضع الراهن إلى أبعد حد فراح يملي شروطه بلا هوادة إمعانا منه في الهيمنة وبسط النفوذ، والحقيقة أن سلفنا تنبه إلى ماغفلنا عنه زمنا إلى ارتباط اللغة بالعمران والغلبة فهذا ابن حزم الأندلسي (ت 654 هـ) يربط الوجود الإنساني بالوجود اللغوي ،مقررا أن اللّغة يَسقط أكثرها ويَبْطل بسقوط دولة أهلها ودخول غيرهم عليهم (...) فإنما يقيّد لغة الأمة وعلومَها وأخبارَها قوةُ دولتها ونشاط أهلها وفراغهم، وأما من تلفت دولتهم وغلب عليهم عدوّهم (...) فمضمونٌ منهم موت الخواطر، وربما كان ذلك سببا لذهاب لغتهم (...) ،وهذا موجود بالمشاهدة ومعلوم بالعقل ضرورة .وفي السياق نفسه يتنزل موقف ابن خلدون (ت 808 هـ) الذي صاغه قانونا كونيا ثابتا إلى حد بعيد من خلال ربطه بين اللغة والعمران البشري ؛فغلبة اللغة بغلبة أهلها، وأن منزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم.ومن هذا المنطلق التراثي ندلف إلى الحقيقة الحاضرة.
أما مسألة الهوية فهي الأكثر تعقيدا فبعضهم لم يفصل فيها إلى الآن ، بل الغريب أننا أصبحنا نشاهد صراعا طائفيا حلّ محل الهوية الوطنية تغذيه بعض الآراء المتطرفة الداعية إلى اتهام التاريخ ، والتشكيك في الكفاءة اللغوية للعربية لصالح اللهجات المحلية والدعوة إلى الارتماء بين أحضان الآخر دون قيد أو شرط ،فاتسع الشرخ بين الذات وهويتها اللغوية. ،وهنا لابد من التذكير بنقطة مهمة أفادنا بها د.عبد السلام المسدي ملخصها رفض عد العاميات وسيطا ثقافيا موازيا للغة العربية بالرغم من كونها شقيقا طبيعيا مايلبث أن يتحول إلى عدو إيديولوجي بكل قيمه السلبية الناسفة وكذا اللغات العالمية المستعملة في نفس النطاق الجغرافي ،وجعل المتكلمين يركزون على اللغة العربية الحية ممثلة في العاميات المنتشرة هنا وهناك إلى درجة توظيف هذه الأنظمة في الممارسة الرسمية في الصحافة والكتابة والتدريس بمختلف مستوياته من الإعدادي إلى الجامعي،بالإضافة إلى انتشار الأمية بخاصة بين البالغين لذا لايتوقع أن يتعلم الآخر العربية والذات العربية عاجزة عن تحقيق ذلك لنفسها ،ناهيك عن حالة الاستلاب الحضاري والشعور بالهزيمة أمام الآخر ومحاولة اتخاذ ذلك مبررا للتبعية الثقافية واللسانية والإدعاء الواهم بالسقوط في هوة العولمة .
إنّ الإشكالية اللغوية في الوطن العربي ملخصة في تحييد العربية عن أداء دورها التواصلي في التنمية ومعادلات الأرقام في عالم المال والأعمال وهذا ظاهر من واقع الترجمة و التعريب في الاقتصاديات العربية جملة ،وهذا ما أسس لذهنية سلبية ترى في العربية مجرد واقع اجتماعي قائم لامناص منه،بل نذهب بعيدا إلى حد عدّها ميراثا تركه الآباء والأجداد لا يمكن أن يمثل عالم اليوم بإنجازاته وابتكاراته وتجاوزا لكثير من التناقضات في إطار ترقية التعليم اللغوي لابد من استثمار مناهج وطرائق التدريس الحديثة في اللسانيات التطبيقية في تعليم العربية لأنّ هذه الطرائق تأخذ بعين العناية الاختلافات الجوهرية بين المتعلمين ورغباتهم وميولهم وكفاءاتهم ومهاراتهم وثقافاتهم ،ولأنهاا تركز عما يسمى بالمتكلم المفترض ،كما أن هذه الطرائق الحديثة تسعى إلى بناء أشكال اتصالية بين المتعلم للغة والمعلم لها من خلال التركيز على كفايات ومهارات المتعلم نفسه ،بالإضافة إلى ضرورة الإفادة من اللسانيات للإجابة عن كثير من الأسئلة المتعلقة بخصائص النظام اللغوي وإمكان تداخله مع آخر وكيفية الاستفادة من هذا التداخل وتوجيهه وجهة الشراكة لا التناقض في عملية تعليم اللغة العربية واللغات الأجنبية في الآن نفسه ،وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى أنه ومن بداية القرن العشرين الى نهايته كانت المسألة اللّغوية في الفكر العربي الرّمزَ الأبلغ في معضلة اللقاء بين الأنا والآخر ،وثمرة ذلك أن انبرى بعض اللغويين يصاهرون بين التراث والعلم الجديد المعروف في الغرب باللسانيات، هذا العلم يدرس في المؤسسات العلمية الجامعية بوصفه أهم ميدان لدراسة اللغة العربية دراسة علمية نظرية وتطبيقية ،وكانت الأزمة في كيفية التوفيق بين التراث وما جاءت به اللّسانيات المعاصرة ،وهذا مظهر آخر من مظاهر انشطار الذات على نفسها في ضوء موقفها من الآخر وعلاقة ذلك بالهوية التي تلبست بالتراث فأصبح هو هي عند السواد الأعظم من الناس وفي هذا السياق أرى أنه من الضرورة الملحة أن تخلص الرؤية العربية والإسلامية من وهم الصفاء الذي عكر صفو العلاقة مع اللغات الأخرى على الرغم من أن القرآن نموذج العربية الراقي يستوعب التعدد اللغوي والخصوصيات الثقافية في ضوء مبدأ العالمية ،كما أن القدماء أنفسهم رفضوا هذا الوهم وقد نص ابن حزم الأندلسي على هذا بقوله : ...وقد توههم قوم في لغتهم أنها أفضل اللغات،وهذا لا معنى له لأن جوه الفضل معروفة،وإنما هي بعمل أو اختصاص ... ،وهذا التصور هوا لذي ضمن بقاءها متعايشة مع لغات أخرى .إن البحوث العلمية أثبتت بطريقة جلية انه كلما كانت لغة من اللغات متمكنة في أهلها وحافرة في أعماق أهلها الانتماء الذي لايحيد كلما كان تفتحهم على لغات غيرهم سببا في تقوية علاقتهم مع لغتهم وكلما كانت هذه العلاقة مبنية على التعصب غير المدفوع بأهداف خدمة اللغة كلما هوت هذه العلاقة وكان الانصراف عنها إلى غيرها والتنصل منها أسرع وكان تسرب الضعف إليها وإلى غيرها من اللغات أمكن وهو حال أجيال العربية اليوم فلا العربية أتقنوها ولاغيرها من اللغات تمكنوا منها .




5- الهوية اللغوية العربية ودور الترجمة في تفعيلها
إن التراجع عن اختيار التراث العبي في استيراتجيات ترجمة الكتاب في الفترة الأخيرة-في نظري- لحساب التأليف المعاصر المتشبع بروح الغرب في ميادين اللغة والأدب والثقافة بوجه عام لهو دليل هزيمة وقبول بمنطق الآخر الداعي إلى تغييب الذات بدعوى الإصلاح،علما أنه -أي الآخر- كان قد امتلك ناصية تراثه فحاوره ونقد أنساقه الداخلية تحليلا وتركيبا ، ثم صاغ وجوده الحديث معرفيا ومنهجيا اعتمادا عليه في علاقة حميمة مع متطلبات اللحظة الراهنة ،وربما لا أكون مغاليا إذا قلت بأن اللحظة الغربية الراهنة بما تحيل عليه من منجزات في جميع الأصعدة وفي مقدمتها الأنظار اللسانية المختلفة لهي وليدة عملية تفريعية واشتقاقية من اللحظة التراثية ممثلة في الفكر الأرسطي والأفلاطوني والتيار العقلاني في القرون الوسطى ،إلا أن أصنافا من الباحثين في الضفة الشرقية لأوربا رأوا أن النجاة كلها في اقتفاء أثر هذه الإيديولوجيا الجديدة وما تطرحه من أفكار ومناهج ونظريات،دون رعاية للاختلافات المتكررة والتي تصل إلى حد التناقض بين مكونات هذه الإيديولوجيا ،ومما أسفر عنه في درسنا اللغوي المعاصر –مثلا- الاقتلاع الخاطئ للنظريات اللسانية الغربية وأفكارها النظرية ومناهجها التحليلية ، ومحاولة زرعها في تربة غير مخصبة ، ليست تربتها الأصلية بدعوى أن المناهج لا تعرف الحدود الجغرافية وأنها عالمية كعالمية الفكر البشري هكذا تتراءى لي دعوات بعض اللغويين العرب في المشرق والمغرب العربيين في هذا السياق .

6-مستقبل الترجمة إلى اللغة العربية
إنّ النظر إلى اللغة العربية في زحام العولمة بالقدر الذي يأسف فيه على تراجعها الحضاري ،ولذلك أسباب مستقلة عنها من حيث هي لغة طبيعية لا يفارقه التفاؤل وهو يتطلع إلى الآفاق المستقبلية بإمكان اللحاق بركاب اللغات العالمية في إنتاج المعرفة بها ثم انتشارها و ترجمتها، على أنّ واقعها الراهن يعكس احتلالها لموقع مقبول نوعا ما إذا قيس بالتدني الاجتماعي للأمة ؛فهي مستعملة رسميا في التعليم بمختلف أطواره في أغلب الدول العربية وفي تخصصات دقيقة وعلمية وفي المحافل الدولية ،ولها مواقع مهمة على الشبكة الدولية للمعلوميات، ولها وسائل إعلامية وأقمار فضائية تروّج لها ، كما أن الثّقافة العالمية في إطار حركة الترجمة لا تنفك تعتني بترجمة الآداب المكتوبة بها ،واستمالها وسيلة تبليغية في المسرح والسينما والصحافة المكتوبة والمرئية المحلية منها والعالمية وهذا أمر يبعث على التفاؤل دوما .


7-و صف واقع حال ترجمة الكتاب العربي:
- إن حركة ترجمة الكتب من و إلى العربية تغلب عليها العفوية و لا ينظمها التخطيط المحكم، أي ليس هناك سياسة محكمة للغايات و الأهداف ، فأي مشروع إنتاجي يصاحبه تصور ابستمولوجي يجدد المسار و الهدف.
- قاعدة العمل الترجمي تبنى على تكوين كفاءات في ترجمة الكتاب العربي وفق تقنيات و معايير دقيقة
-ضخامة الإنتاج ، فنحن نترجم كل شيء و أي شيء و الأحرى بنا أن نختار ما نترجم و لهذا نطرح بحدة مسألة معايير اختيار الكتاب العربي في إطار عالميته و نبدأ بـ:
-ترجمة أمهات الكتب للتعريف بالتراث العربي من خلال خطة عالمية الكتاب العربي.
-ترجمة كتب السياسة للتعريف بالقضايا الحساسة للوطن العربي (فلسطين مثلا)
-باعتبار الترجمة جسر عبور الثقافي و سند حضاري هام ندعو إلى تسخير الترجمة لخدمة هذا المطمح.
-مرت الترجمة العربية بمراحل هامة تقع بين التأسيس و المباشرة.
-تنفيذا لمبادئ ميثاق الجامعة العربية منذ عام 1945 (في مجال المعاهدة الثقافية) حيث تحيلنا على مادة تؤكد تنشيط الجهود العربية لترجمة عيون الكتب الأجنبية القديمة و الحديثة و تنظيم الجهود و تنشيط الإنتاج الفكري في البلاد العربية بمختلف الوسائل و من هنا نلاحظ أن دور الترجمة يكمن في التأليف و إعادة الكتابة و منذ أنشأت اللجنة الثقافية و هي بمثابة مؤتمر ثقافي يقوم على مؤسسات الترجمة التي اهتمت من البداية بالتأليف و الترجمة و النشر و هذا الثالوث مكمل لبعضه لا يقوم عمود من دون الآخر و فعلا فقد تجسد هذا التكامل بنشأة وحدة الترجمة في المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم التي تحركت في ثلاث اتجاهات:
- التنسيق و التخطيط: (و نتج عنها الخطة القديمة للترجمة)
-تكوين المترجمين (و يرعاه المعهد العربي للترجمة)
-إنتاج الترجمات(برعاية المركز العربي للتعريب و الترجمة و التأليف و النشر)
و نظرا لمكانة اللغة العربية و اعتراف الأمم المتحدة بعالميتها إقرارا بالدور الذي أدته و تؤديه في صنع الحضارة الإنسانية من خلال الترجمة قديما و حديثا حيث قالت زغريد هونكة كانت الترجمة العماد الثاني للحضارة الإسلامية. توجه التفكير الجاد إلى تفصيل دورها محليا للرنو بها إلى المشاركة الحضارية و إعادة البناء الحضاري.
8-دور الترجمة في عالمية اللغة العربية:
إذا كان من أهمية للترجمة بالقياس إلى اللغة العربية إضافة إلى فوائدها المعرفية فهي محك كفاءة هذه اللغة في نقل الأفكار و ابتكار آليات النقل.
و من مساءلة اللغات الإنسانية في سابق عهدها و راهنه يجزم على دور الترجمة في إيضاح قوة تأثير العربية و عمقه.إن مشكلة عالمية اللغة العربية ليست لغوية و إنما حضارية هي مشكلة مفاهيمية عالمية و "تتضح الصلة بين اللغة و الحضارة في مجال التأليف و الترجمة" (39)
وليس أصدق من المستشرق يوهان فك" حين قال:
"إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسيا لهذه الحقيقة الثابتة و هي أنها قامت في جميع البلدان العربية و ما عداها من الأقاليم الداخلة في المحيط الإسلامي رمزا لغويا لوحدة عالم الإسلام في الثقافة و المدينة. و لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها إلى زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر و إذا صدقت البوادر و لم تخطئ الدلائل فسنحتفظ أيضا بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدينة الإسلامية ما بقيت هناك مدينة إسلامية...(40)
9- فاعلية الأثر الترجمي في إحياء اللغة العربية:
لا نقصد أبدا أن اللغة العربية ميتة و أن فضل إحيائها يعود إلى الترجمة إذ هي مشعل دائم التوهج لمن أثار تأثير الترجمة على اللغة العربي"أنها جددت ملكة الكتاب و المثقفين بأن تغلبوا على اللغة العالمية"(41)
الترجمة في التاريخ العربي "موقف ثقافي اجتماعي من المعرفة انتاجا و ابداعا و تحصيلا و تأصيلا و توظيفا و تداولا." (42)
و السؤال المطروح ، ما هو نصيبنا من الفكر العلمي العالمي (الترجمة العلمية) ذلك أن الترجمة تواصل حر بين الحضارات و من منبع ميداني للكتب المترجمة من دليل الكتاب المصري لعام 1993 نأخذ هذا الرقم 3500 مؤلف ترجم منها 25 في العلوم التطبيقية .
-هي جهد ذهني للعقل
-عدم الاهتمام باللغات.
-الأمية العلمية.
-عدم وضع خطة لبناء الذات و الرنو إلى العالمية و ربطها بالواقع الاقتصادي العالمي.
-مهام مؤسسات الترجمة العربية :
- في الإمارات العربية المتحدة: ترجمة الوثائق الرسمية للمحاكم و التوثيق.
- البحرين: الترجمة العربية الإنجليزية للخطب و الموضوعات الرسمية.د
- السعودية:
-ترجمة الوثائق الحكومية إلى الإنجليزية
-ترجمة الكتب العربية
- الكويت: عالم المعرفة و عالم الفكر مجلة العلوم، قواميس علمية.
-لبنان:
-الترجمة العلمية في الصحف اليومية و النشر للقاع الخاص (الفكري و الإيديولوجي)
-ترجمة كتب العلوم الإنسانية و الأدب و الطب
-ترجمة كتب الحاسوب
-صناعة قواميس الترجمة.
-مصر:
-ترجمة المعاجم
-ترجمة العلوم الاجتماعية( مجلات اليونسكو)
-المجلس القومي للترجمة= ألف كتاب في السنة الشرع في العمل
- مركز الأهرام (ترجمة و ثقافة الأمم المتحدة)
سوريا: المركز العربي للتعريب و الترجمة و التأليف و النشر (ترجمة المخطوطات العربية، ترجمة العلوم التطبيقية)
-توثيق الجمعية المعجمية للعربية لبيت الحكمة.
- المغرب:
-مكتب تنسيق التعريب
-مدرسة الملك فهد العليا للترجمة ، إعداد كفاءة الترجمة (تكوين مترجمين)
- الجزائر:
-المعهد العالي للترجمة
كفاءة الترجمة- 100 كتب سنويا
-ندعو إلى إنتاج المعرفة (تجربة اليابان و إسرائيل)
وصف عام:
1970 1980 1990 1991
كتب سكان كتب سكان كتب سكان كتب سكان
إفريقيا 1.5 12.4 1.7 10.9 1.5 12.1 1.5 12.3
أسيا 14.4 43.2 19.3 57.8 27.1 58.8 24.9 58.9
الدول النامية 13.4 61.5 21.4 74.1 28.7 76.9 26.4 77.0
أوروبا 47.2 16.1 46.2 10.9 43.6 9.0 46.7 9.3
البلدان العربية 0.9 4.4 0.9 3.7 0.8 4.2 0.8 4.2
جدول (1) النسب المئوية من توزيع إنتاج الكتب مقرونة بالنسبة المئوية من السكان إلى إجمالي العالم.(43)
السنة إجمالي علوم بحتة
1981 225 15 حوالي كتاب واحد لكل مليون نسمة
1982 72 (لم ترد مصر و العراق) -
1983 70(لم ترد مصر و العراق) 1 إحصاء اليونسكو عام 1992
1984 459 26
1985 272 (لم ترد الغراق) 23
1986 268(لم ترد العراق)
جدول (2): إجمالي الترجمة في الوطن العربي (250 مليون نسمة) (44)
10-نحو عالمية ترجمة الكتاب العربي:
إن الاستجابة لمطلب عالمية الكتاب العربي تقتضي تسطير خطة دعم معرفي في البلدان العربية و تأسس على ما يأتي:
-أن يكون للبلدان العربية بناء على تنسيق و تعاون حقيقي اسهام واضح و مميز و قابل للتكامل مع النسق العالمي للمعرفة.
-تجسيد الاتفاقيات الثقافية و التعليمية العربية لمختلف المنظمات و المؤسسات المضطلعة بالتأليف و الترجمة و حرية انتقال الكتاب.
-تضافر الجهود لمواجهة الاحتكار العالمي في إنتاج الكتاب أولا ثم توزيعه و ترجمته.
-الوعي بتمايز عالمية الفكر و عالمية التحولات و الإنجازات عن عولمة الهيمنة لصالح الواحد.
-حماية الاستهلاك المعرفي للكتاب و ذلك باختيار نوع الكتب المترجمة التي لا تخضع لاختيارات فردية بل تبنى على رؤية استراتيجية تنموية شاملة.
إن الخوف من العالمية يقضي إلى الانغلاق و الجمود لهذا نرى أن الدعوة إلى تفعيل دور الترجمة مهم جدا و لكن يجب أن يصاحبه الإجابة على عدد من الأسئلة من مثل: نترجم ماذا و لماذا و كيف؟
11-استشراف مآل ترجمة الكتاب العربي:
يرتسم استشراف مآل الترجمة استجابة لمتطلبات العصر المتزامن مع الانفجار المعلوماتي و العولمة حيث تنبه الساسة و رجال الاقتصاد و الجامعيون إلى أهمية ربط اأفق ترجمة الكتب بالعربية بتخصصات العصر و هي مهن الترجمة. و من هذا المنطلق نفتح ملف التكوين كفاءة مهن الترجمة وهو الرهان الوحيد للإجابة على الأسئلة المطروحة سابقا ذلك أن التقدم الاقتصادي هو نتيجة البحث والتكوين

إن ملف تكوين المترجم في كفاءاته يمتد إلى عهد الفراعنة و مدارس بغداد و طليطلة إلى غاية انتهاء الحرب (FIT)العالمية الثانية بظهور برنامج التكوين الأول عندما تأسست المؤسسة الفيدرالية الدولية للمترجمين
حيث توصلت إلى وضع استراتيجيات تربط الوضعية الاقتصادية و السياسية المتغيرة بتغير مهن الترجمة، ثم تطور التنافس الأكاديمي و الثقافي في مستوى البحث الجامعي مقترنا بتكوين مترجمين و تراجمة في مستوى خلايا البحث و الإعداد الجامعي في كل من ألمانيا و إسبانيا ثم كندا و الولايات المتحدة الأمريكية و إنجلترا، خاصة في مستوى انجاز الوسائل المساعدة على الترجمة عبر الانترنت.

لقد قام " مايكل كرونن" بتأليف كتاب عنوانه " الترجمة و العولمة" تطرق فيه إلى الدور الجديد للمترجم و طرق إعداده لمهامه في سوق الشغل و استيراتجيات العمل لربح معركة التفاعل الحضاري.
و ذهب " جيريمي مينداي " إلى تصور آخر لمستقبل دراسات الترجمة باعتبارها نظاما بحثيا متداخلا مع أنظمة لغوية و ثقافية غير محدودة مما يجعل فعل الارتقاء بالعمل الترجمي حقيقة تخرجه من دائرة الحرفية و الأمانة و العمل المعجمي و المصطلحي إلى البراغماتية و المقبولية و المردودية. و قد دعمت هذا الاتجاه "سنيل هورمبي" حيث حددت رؤى علم الترجمة الموجهة نحو المنهج المدمج المشكل لنسيج فريد من نوعه في ظل المستجدات الكونية لمهن الترجمة. و من صميم الممارسة توصلت النظرية الغائية إلى جعل دور المترجم موجها نحو المتلقي و هو في حالة مهن الترجمة ، عرض الزبون.

في ظلال ذلك تقول " مارلين روز" : " إن الترجمة و عرض المهن يعززان الإبداع و مدارسته، باعتبارهما وحدة ضرورية و متكاملة فكلاهما يقدم الربح للمترجم".

إن الشروط التي تكون فيها الترجمة برزخا شفافا جغرافيته النص و السوق، يلتقي فيهما زمنا القراءة و الكتابة بالتمثل و المنح هي ذاتها التي تجعل المترجم يسعى إلى تكوين كفاءاته، لكنه في جميع الأحوال يستحضر معارف و لغات العمل من أقاصي الآفاق ليشكل بها خطابات ناجحة تتفاعل مع السوق لتكون بعد ذلك الترجمة شريانا ممتدا يحمل المزج العلمي الجامعي فيفجر النشاط المهني.
إنها فعل إضاءة للمشاهد الثقافية الفكرية و مرتع الاستهلاك الخلاق للثراء و النفع.
نتوسم من خلال استشراف مآل ترجمة الكتاب العربي البدء بألفة البحث في جماليات الكفاءة الترجمية و توصيفها و تفريعها و استراتيجيات تنميتها و تفعيل دور تشكيل هذه الكفاءات ثم تجلياتها في مهن تعرضها السوق في إطار مشاريع تفعيل ترجمة الكتاب العربي ونحتاج فيه بالاساس على الوعي الفردي قبل الجماعي ..
- جماليات ممارسة الترجمــة:
إن طبيعة العمل الترجمي القائم على الممارسة يختلف عن أي نوع آخر إلا أنه يتشابه مع الحرف في انصهار صاحبها في التجربة.فالنحت مثلا يصدر من ذات النفس قبل مادة العمل.
لقد قال "جاك داريدا": " ما أقبح النصوص دون ترجمة..." إن الثراء و النماء عبر المهنة هو الذي يجعل هذه النصوص جميلة منصهرة بجماليات التصور و الإبداع الترجمي.
إن جماليات مهن الترجمة قرينة بفعل تحويل الإبداع و تلقيه و صنع تلق آخر، و لن يحصل كل هذا إلا بحصول كفاءة تبنى عادة في أربعة حقول من المهارات و هي ( الكفاءة القواعدية و الاجتماعية و الخطابية و الاستراتيجية) (45)
إذا فصلنا الكلام في جماليات الكفاءة الأولى، فإننا نربطها بالقدرة على التحليل و التركيب أي التشفير و فكه. أما الثانية فهي قرينة فهم اللغة في سياقها الحالي، و الثالثة وليدة القدرة على بناء وحدة الشكل و المضمون في إنتاج النصوص المنطوقة و المكتوبة في إطار السبك و الحبك و التضام النصي و نقلها إلى مستوى التواصل.
و تتمثل الكفاءة الاستراتيجية في فعل ممارسة المهنة أي التمكن من جماليات التواصل و تحسين التبليغ و تعويض القطيعة مع الأصل بسبب نقص كفاءة اللغة بحيث تتحقق معقولية
الترجمة بأفعال التواصل في مستوى فني عال و مقبولية .

- جماليات التواصل بالترجمة:
وتخص مراعاة الاستعمال بحسب (usage et use)قام " ويدوسن" بالتمييز بين مصطلحي
النظام اللغوي ( القدرة اللغوية) أما الثاني فيرتبط بالاستعمال السياق الاجتماعي و الثقافي.
إن الجانب الأول تتحقق جمالياته بدقة مساعدة الآلة، أما الثاني فشرطه حضور الأطراف المتفاعلة في السياق، فقد استمد منظرو الترجمة مفهوم التكافؤ بشتى أنواعه من هذا الاختلاف بين المصطلحين (46).
- الكفاءة المهنية compétence professionnelle:
من الشروط المسبقة لهذه الكفاءة التمكن من لغتي المهنة بمراجعة براغماتية أي القدرة على توظيف اللغة المناسبة للمهنة و هذا يقود إلى الكفاءة العليا للتفكير و هي ضرورة حيازة مستوى عال من الذكاء:
-الخبرة في الممارسة بنسبة 50 أسبوعا أي سنتين في ترجمة كتب من نوع واحد كالرواية أو الكتاب العلمي أو الإشهار..

- كفاءة المردودية a compétence de la rentabilité:
إن مهنة ترجمة الكتاب ككل المهن لها قواعد عمل دقيقة أهمها ربط الوقت بكم العمل المنجز والجودة والمردودية .فكلما اهتم المترجم بالدقة المعرفية واللغوية واستغل الوقت المطلوب كلما كان بإمكانه قياس خبرته في المهنة وهذا الأمر له انعكاس على زيادة العرض فمعيار كفاءة المردودية مرتبط بنجاح استعمال العمل في السوق.
" على أن الكفاءة الترجمية لم تعد مبنية على الموضوعية وإنما على المردودية. Gouadecلقد أكد" غواديك ومن أسس هذه الكفاءة نذكر :
-احترام عرض الزبون،بدقة العمل ومراجعته بوسائل المساعدة الإلكترونية.
-قدرة الاندماج في فريق العمل المتخصص وحيازة مهارة إدارة المشاريع.
-تطويع العرض للطلب والتفاوض مع العارض على الالتزام بالوقت وجودة المنتوج.

- استراتجيات تشكيل كفاءة ترجمة الكتاب العربي ومتطلبات السوق:
يطرح واقع مهن الترجمة في الإجابة على سؤال من يترجم تحليل إشكالية التوفيق في التوظيف بين خريجي الجامعات ومدارس الترجمة الحائزين على شهادة التخصص وبين ممارسيها خارج هتا الإطار والدخلاء على المهنة والحل في الغالب للحائز على الكفاءة المتغيرة بتغير معطيات السوق فهل هناك علاقة بين الدراسة الجامعية ومتطلبات السوق وما نوع الكفاءة التي نشكلها ؟ (47)
:
« Les compétences acquises dans une formation à la traduction dépassent largement la stricte compétence linguistique et même la sémiotique différentielle des textes.. »

أما "جان دوليل فيعتقد بأن المترجم الجيد هو الذي يحوز على أربع كفاءات وهي:
-الكفاءة اللسانية بمعرفة قواعد النظام اللغوي.
-الكفاءة الموسوعية بمعرفة العالم ومكوناته الفيزيائية والفكرية.
-كفاءة الفهم بالقدرة على تأويل مادة الكتاب وتفسيرها.
-كفاءة إعادة التعبير بالقدرة على التحكم في تقنيات التعبير والتحرير.وفي هذا الطرح كلام في كيف وكم الترجمة بالعربية .





و من مشهد توصيفي للمترجم المختص في مهنة مستقبلية نخطط لكفاءة الترجمية المتعددة عبر هذا الجدول :

كفاءة معرفة الترجمة
معرفة تقنيات الترجمة الكفاءة المعرفية كفاءة لسانية و نصية
معرفة المراجع اللغوية
تطبيق استراتيجيات الترجمة المعرفة العامة و المتخصصة القدرة على التحرير (الملخص، الحصيلة)
القدرة على التوثيق معرفة تنظيم المعارف معرفة أنواع النصوص
التحكم في آليات التعبير القدرة على القراءة الترجمية
الكفاءة المركبة
معرفة وسائل العمل

وتقوم خطة الترجمة العملية على:
انتقاء أنواع الكتب من العرض العالمي
-تحديد العرض و أهميته
-الحصول على المراجع المطلوبة
-اختيار طريقة عمل و منهجية ترجمة
-تحديد تقنيات العمل
- تدعيم الكفاءة بتسطير استراتيجيات العمل
- مباشرة القراءة الترجمية بأنواعها في فريق العمل أولا ثم نقل التجربة إلى ورشة الترجمة .(ورشة افتراضية)
-المزاوجة بين القراءة و التحرير في تمارين التحليل و التركيب و الحصيلة و الملخص و البطاقة المصطلحية وترجمة الوحدات الدالة مع العمل في مجموعة دائما.
-مراجعة العمل و عرضه على مجموعة ثانية قبل المؤسسة .
-تحويل العمل إلى مذكرة تنجز بجانبها المنهجي و التطبيقي
- تشكيل كفاءة المهنة
-إتباع أسلوب العمل ذاته التركيز على المنهجية و عناصرها بالتوظيف العلمي الدقيق ...
التركيز على الترجمة التحريرية.
و لكل مهنة كفاءاتها الخاصة بحيث تختلف كفاءات مهنة المترجم في المؤتمرات عن مترجم الأعمال الصحفية ، عن مترجم السترجة و الدبلجة و اللوحات الإشهارية والكتب العلمية والأدبية إلخ، إلا أن الكل يشترك في قاعدة التجربة أساس التعلم.

« En traduction, on reconnaît que l’expérience est à la base de l’apprentissage : plus on traduit, plus on l’améliore’ cent fois sur le métier remettez votre ouvrage… »(48)

وإذا أخذنا بمقولة اعتبر بمن كان قبلك فإن تاريخ ترجمة الكتاب إلى العربية جد مشرق ولنا بعد هذا أن نعتبر بتجربة اليابان التي اضطرت إلى اللجوء لترجمة الإنتاج العلمي والتقني من وإلى لغتها ومن لغات أخرى لهذا نجدها تترجم سنويا30مليون صفحة وتشتري حقوق نشر وترجمة مجلة "علوم" الأمريكية ليقرأها أولا الياباني وهذا تعامل ذكي مع الحاجات المتزايدة إن دور الترجمة اليوم غير الذي كان بالأمس ولهذا علينا رفع تحد جديد بكل أبعاده .

خاتـــمة:
لقد تغيرت النظرة إلى دور الترجمة في رسم حدود عالمية الكتاب العربي بحيث أصبحت تعرف تنافسا كبيرا يتطلب تشكيل كفاءات حرفية وتسطير استراتجيات واضحة في انتقاء ماذا نترجم وكيف نترجم ولماذا نترجم .

في الأخير علينا في إطار التكوين والتفعيل أن نزاوج بين النقل المعرفي و الممارسة و تكييف المحتويات و الأهداف و الطرائق و التقويم لحاجات السوق فنحن لانترجم إلا لنبيع ونربح ماديا ومعرفيا ولا نؤلف إلا لغاية الترجمة كما هي الأعمال الناجحة لامين معلوف التي أنقذ فيها ركود سوق التأليف في فرنسا في التسعينيات إن العمل في نظام مبني على التخطيط والتنفيذ سينقل تجربة ترجمة الكتاب العربي إلى أفق العالمية علينا بالأساس التخطيط لنوع الكتاب والهدف من ترجمته .







المراجـــــع:


- يمكن أن أشير إلى تعريف المفكر الجزائري أحمد بن نعمان للهوية في كتابه اشهدي ياجزائر؛ الهوية لفظة مركبة من هو الضمير والمضاف إليه ياء النسبة لتدل اللفظة على ماهية الشخص ، أو الشخص المعني كما هو في الواقع، والهوية اسم الكيان بناء على مقومات ومواصفات معينة تمكن من معرفة صاحب الهوية بعينه دون اشتباه مع أمثاله من الأشياء ، دار الأمة ، الجزائر ، طبعة .
-انظر في سياق مماثل ، محمود الطناحي ، القرآن الكريم وتفسير العوام ، مجلة الهلال ، عدد يناير،1999، ص75.
-محمد الحناش، البنيوية في اللسانيات ، ص214 كما يمكن أن يشار هنا إلى موقف البنيوية الأمريكية من العلاقة القائمة بين النسقين اللغوي والاجتماعي الثقافي وهي قائمة على التغاير عند هوكيت مادام التطور يمس النسقين بشكل مستقل وفي اعتقاده أن محاولة الربط بينهما محاولة يائسة الغرض منها الحط من لغات معينة تنعت ثقافتها بعدم النضج أو التخلف فيحكم على رداءة اللغة بهذا العامل ،محمد الحناش ،البنيوية في اللسانيات ، ص148
- ولعل من أهم التعريفات المحدثة لمصطلح الثقافة ذلك الذي صاغه في بدايات القرن العشرين إدوارد برنت ؛حين قرر أن الثقافة بمعناها الإثنوغرافي الواسع هي ذلك الكل المركب الذي يشمل المعرفة والمعتقدات والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل المقدرات والعادات الأخرى ،والتي يكتسبها الإنسان الاجتماعي، ويتسق هذا التصور مع كثير من الآراء النظرية العربية التي تشيد بمبدأ الخصوصية في المكون الثقافي ، ولعل الدراسة التي قدمها أحمد أبو زيد والموسومة بهوية الثقافة العربية من النماذج الجديرة بالتنويه في سياق توصيف خطاب الحداثة الثقافية العربية، ناهيك عن اتصاله بالبعد اللساني العربي والذي يمثل أهم الركائز التي تقوم عليها الذات العربية، في إثبات خصوصيتها بالإضافة إلى ركيزتين أخريين لا تنفصمان عن بعضهما هما الدين والتراث، لقد باتت هذه المكونات الثلاث بتلاحمها هوية للعربي في كل زمان ومكان.
-سابير ،اللغة،ص68و75
-A.Sommerfelt,structures linguistique de groupes sociaux,p13
-ميشال زكريا ،الألسنية علم اللغة الحديث ، ص223
-j.vendryes,langage orale et langage par jeste,1950,p05
- إيدجر بولوم ، اللغة والسلوك ضمن الموسوعة اللغوية،منشورات جامعة الملك سعود ، 3/460، من المعلوم أن بنيامين لي وورف صاغ فرضيته حول النسبية اللغوية في مقابل التصور العالمي لما هو مشترك من قواعد لغوية كلية .
- يحي أحمد ، الاتجاه الوظيفي ودوره في تحليل اللغة ، مجلة عالم الفكر ، مجلد 20، عدد3، ص75.
- المرجع نفسه ، ص76.
- المرجع نفسه، ص89.
-كان هذا الموضوع إشكالا أكاديميا في مؤتمرات عدة عقدت في الجامعات الجزائرية لعل أهمها مؤتمر دولي عقد بالجزائر العاصمة بتاريخ 12-13/5/2004، وكان موضوعه : العولمة وأثرها على الثقافة الإسلامية وكان من بين المحاور : الهوية الثقافية في زمن العولمة.وكذا مؤتمر المجلس الأعلى للغة العربية ، اللغة العربية ومكانتها بين اللغات العالمية ،شارك فيه لفيف من الباحثين العرب،من أمثال نهاد الموسى وتمام حسان وأحمد حساني ,وغيركم بتاريخ2003
- العولمة أوما يسمى ب:GLOBALISATION في الثقافة الإنجليزية و MONDIALISATION في الثقافة الفرنسية،الشائع كونها رديفا للثقافة الشمولية والنزعة إلى تعميم الظاهرة الخاصة على العالم كله لأغراض محددة سلفا ،والدعوة إلى الاقتصاد الحر من خلال هيمنة مطلقة للشركات متعددة الجنسيات التي لا تعترف بالحدود القارية بل تنظر إلى العالم نظرة رقمية بحتة ،مختزلة التعددية الثقافية والخصوصيات الحضارية في إيديولوجيا واحدة هي العولمة.
-منظمة اليونسكو ، التربية ذلك الكنز المكنون ، مجلة التربية ، الدوحة ، قطر ، عدد 120، سنة 1997ص38 بتصرف
-علي حرب ، حديث النهايات ،فتوحات العولمة ومآزق الهوية ،بيروت ،2000،
-السيد يسن ، العرب والعولمة ، ص24.
-فلوريان كولماس ،اللغة والاقتصاد ، سلسلة عالم المعرفة ، ص140.
-زكا نجيب ، رحلة اللغة والثقافة العربية إلى فرنسا تعليمها في المعاهد العليا والجامعات ، أعمال ندوة 6-8 نوفمبر ، الجزائر ،2000، ص470ومابعدها .
-فلوريان كولماس ،اللغة والاقتصاد ، ترجمة أحمد عوض ، عالم المعرفة ، عدد263، سنة 2000، ص 130.
-عبد السلام المسدي ،العولمة والعولمة المضادة ،كتاب سطور ، ط1 ، القاهرة ،2000، ص393 .
-عبد الهادي التازي ، هل في استطاعة العولمة أن تهدر الهوية ؟ مجلة الأكاديمية الملكية ، الرباط ، 1997، عدد العولمة والثقافة ، ص67 بتصرف .
-انظر تصور الذخيرة اللغوية وأهدافه وآلياته فيما وضعه عبد الرحمن الحاج صالح الذي أوصى بضرورة ترشيد العامية بتقريبها إلى العربية عن طريق البحث في أصول الكلمات وإدماج ذلك كله في الذخيرة ونشرها عن طريق وسائل الإعلام والمؤسسات العلمية والتربوية ،وكذا بناء المناهج الدراسية الخاصة بتعلم العربية على أسس علمية ولسانية ، أنظر مقالته في ندوة بناء المناهج التعليمية ، جامعة محمد بن سعود ، الرياض ، 1985، نشر في المجلة العربية للتربية ، مجلد 5، عدد02، 1985 ،ص11-30.
-نعمان بوقرة ، صناعة المصطلح عند الفارابي ،مجلة اللغة العربية ن المجلس الأعلى للّغة العربية ، عدد08 ،سنة 2003، ص177.
-سعيد السريحي ،شجاعة العربية ربية،6-8نوفمبر ن2000، الجزائر ،105.
-نبيل علي ،الثقافة العربية وعصر المعلومات ،عالم المعرفة ،عدد276،2001 ،ص270.
-ابن حزم الأندلسي ، الإحكام في أصول الأحكام 1/13
-عبد السلام المسدي ، العولمة والعولمة المضادة ، ص409.
-موجز استراتيجية تطوير العلوم والثقافة في الوطن العربي ،المجلة العربية للعلوم ،عدد15، 1990، ص16 وما بعدها .
-ميلود حبيبي ،الاتصال التربوي وتدريس الأدب ،دراسة وصفية تصنيفية للنماذج والأنساق ، المركز الثقافي العربي ،ط01،الدار البيضاء ،ص73
-لمزيد من التفصيل في أهمية المنهج اللساني في تعليم اللغات بعامة والعربية بخاصة أنظر عبد الرحمن الحاج صالح ،أثر اللسانيات في النهوض بمستوى مدرسي اللغة العربية،مجلة اللسانيات ، عدد04،سنة 1974 ، الجزائر ، ص24.
-Denis Girard ,linguistique applique et didactique des langues,Paris ,Armand Colin ,1972 ,p19. وفي هذا الإطار يجب التركيز على الدافع البراغماتي في اختيار اللغات التي نعلمها ونتعلمها في سياق تعليم العربية وفق أسس ثلاث هي :
-عالمية اللغة وعلميتها
-التأمل الاقتصادي والتكنولوجي والثقافي أنظر تفصيلا صالح بلعيد ،رأي في تعميم استعمال اللغة العربية ، مجلة التعريب ، سوريا ،المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر، سنة ،1998،عدد 16 .بتصرف
-عبد السلام المسدي، الهوية اللغوية ورياح السياسة ، أفكار ، مجلة فكرية إلكترونية ،afkar@afkaronline.org
-سعيد السريحي ، شجاعة العربية وأوهام النقاء،ص106 بتصرف.:ما ينظر مقال علي القاسمي،شروط عالمية اللغة العربية وكيفية توفيرها للغة العربية ، الذي لخّص فيه شروط عالمية اللغة ،مركزا على الشروط التاريخية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية ، دون التقليل من دور التقدم التكنولوجي والموقع الجغرافي والتوزيع الجغرافي للناطقين باللغة ،ص200ومابعدها
-ابن حزم ، الإحكام في أصول الأحكام ، تحقيق ،1/32.
-علي القاسمي اتجاهات حديثة في تعليم العربية للناطقين باللغات الأخرى ،جامعة الرياض ، الرياض ،1979 ،ص15 وما بعدها .
-كان جاك دريدا مؤسس مذهب التفكيك من أوائل المفكرين الغربيين الذين حاولوا قراءة التراث الغربي المتمركز حول اللوغوس محاولا هدم أنساقه المعرفية لصالح مركزية الكتابة التي تعبر عن الوجود الغربي الجديد في قطيعة مع أصول التفكير الماضوي.
- د/ أحمد مطلوب ، دور اللغة العربي في الإشعاع الحضاري.
ندوة مكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية ، المجلس الأعلى للغة العربية، الجزائر 2001، ص51.
- العربية يوهان فك، ترجمة د/ عبد الحليم النجار، القاهرة 1951، ص 20.
- سالم العبسي- الترجمة في خدمة الثقافة الجماهيرية ، اتحاد الكتاب العربي، دمشق، 1999، ص 103.
- شوقي جلال محمد، تقرير المجمع الميداني، وضع الترجمة الراهن في الوطن العربي، ندوة فكرية حول الترجمة في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت لبنان 2000ص 75.
- إدوين غينتسلر، في نظرية الترحمة، اتجاهات معاصرة تر- سعد مصلوح، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 2007 ص 168.
-Derrida. J. Margins of philosophy, trans. A. RASS, Chicago, press 1982.
- عبد السلام عشير، عندما نتواصل نغير ، ص197.
--مارتن فورستنر ومحمد العلوي،نظرية الترجمة ومتابعة السوق كركنين أساسيين لجودة الترجمة –الأعداد والتخصصات والمهنة-،جامعة القديس يوسف ،بيروت 2004.
- Jean .R.Ladmiral,Marie .Mériaud,.Former, les traducteurs pour qui pourquoi ?,Meta,L,1,2005,p4.
-Jean Delisle, l’analyse de discours comme méthode de traduction p 41-42.
Jeanne Dancette, l’enseignement de la traduction peut-on dépasser l’empirisme ?-