في الذكرى الرابعة عشر لرحيله
" امـــــــيل حبيبي ..... بـــــــــاق في حيفــــــا "
في الثاني من ايار عام 1996 فقدت الحركة الثقافية الاديب الكبير اميل حبيبي بعد صراع مع المرض كان يتغلب عليه الفقيد بارادة صلبه في سبيل قضيته وشعبه وهذا ليس غريبا عن ابي سلام الذي صخر قلمه الشجاع دفاعا عن وطنه فلسطين وخاض المعارك الفكرية والثقافية والسيلسية ليؤسس لثقافة فلسطينية لمواجهة ثقافة الاحتلال وسلب الارض ومصادرة الهوية .
لقد كرس اميل حبيبي حياته في سبيل وطنه فكان اديبا بارعا ذاع صيته واكتسب شهرة عالمية .كما كان سياسيا بامتياز يدافع عن قضايا شعبه بكل ما اوتي من فراسة ابداعية فجمع بين الادب والسياسة فكان بلا شك ظاهرة ادبية عملاقة شامخة بشموخ جبل الكرمل استطاع ان يؤسس من خلال اعماله الادبية اسلوبا خاصا اعتمد فيه على التراث العربي القديم .
لقد استطاع اميل حبيبي بكل مجالاته الابداعية من فكر وادب ان يضع اول مداميك الثقافة الفلسطينية ومقوماتها الصمود والثبات والتطور في مواجهة الاحتلال والاستلاب وفي الدفاع عن الهوية القومية والوطنية وجعل من جريدة الاتحاد الحيفاوية ناطقا باسم الجماهير العربية وفي طرح همومها وقضاياها من اجل تثبيت حقوقهم المشروعة وجعل من يراعه مدادا لنضالاتهم وكان دائما في مقدمة الجماهير دفاعا عن الارض والوطن .
لقد قدم اميل حبيبي اضافة نوعية للمكتبة العربية حيث اصدر 6 روايات ومسرحيات هي
1. سداسية الايام الستة 1968
2. المتشائل 1972
3. لكع بن لكع 1980
- 4. اخطية 1985
5. خرافية سرايا بنت الغول 1991
6. مسرحية ام الروبابيكا 1992
بالاضافة الى كتابه "عالم بلا اقفاص" يحتوي على مجموعة من رسائله ومقالاته الادبية والفكرية التي كتبها في الصحف الفلسطينية وخاصة الاتحاد والقدس .ولقد ترجمت اعماله الى عدة لغات فمثلا عودة سعيد ابي النحس المتشائل ترجمت الى اكثر من 15 لغة وعرضت على المسرح واعيد نشرها في اغلب البلدان العربية .
وبعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 حدث تواصل بين الكتاب والمثقفين مع اخوانهم في الداخل حيث تعرفنا على ادب سميح القاسم وتوفيق زياد ومحمد نفاع ومحمود درويش واميل حبيبي وانطون شلحت وسهام داود وكان لاميل حبيبي دور مميز في احتضاننا وسخر جريدة الاتحاد ومجلة الجديد منبرا اتاح لنا نشر انتاجنا الادبي مكرسا جل اهتمامه على تطوير هذا الانتاج فكان عتى تواصل تام معنا في سبيل النهوض بالحركة الثقافية في الاراضي المحتلة فتم عقد الاجتماعات في نابلس والقدس وغزة ورام الله يستمع الى قضايانا ويحرك فينا بوصلة التوهج والابداع .
ففي محاضرة له يوم افتتاح المهرجان الوطني الاول للادب الفلسطيني في الارض المحتلة قال " انفخوا في الصور وامنعوهم من ان يسحبوه من ايديكم " واردف قائلا لقد قيض لنا ان نسبقكم بتسعة عشر عاما في ادراك حقيقة التحدي الذي نواجهه في وطننا .لقد ادركنا انه ما من خيار امامنا سوى احد موقعين لا ثالث لهما اما ان يكون موقعه في صفوف المكافحين ضد الاضطهاد والتشريد والقهر القومي واما ان يكون موقعه تحت نعال المضطهدين والمشردين وناهبي الارض والوطن . ولقد وجدت الاديب الشهيد غسان كنفاني اول اديب فلسطيني في الخارج ادرك هذه الحقيقة وجهر بها وذلك حين هتف بشعبه في رجال في الشمس لماذا لم تدقوا جدران الخزان لماذا لم تصرخوا ..وكان اميل حبيبي في طليعة المدافعين عن القدس وعروبتها .
اننا وفي هذا اليوم ونحن نستذكر عميد الادب الفلسطيني االذي كتب في وصيته ان يدفن في حيفا وان يكتب على ضريحه باق في حيفا دليل على مدى تشبثه بالارض والوطن التي عشقها فاحبته ، وفي الختام اقول ان اميل حبيبي خسارة كبيرة لثقافتنا وان عزائنا هو ما خلفه لنا من تراث ادبي وفكري يتطلب منا جمعه وتقديمه للاجيال تقديرا واحترام له ولهذه الظاهرة التي وجدت لتبقى وان علينا حمايتها من الاندثار .