إفادات حول عمليات تنكيل نفذها مستعربون وجنود يحق مواطنين في مخيم شعفاط

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

القدس –معا- نشر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اليوم، إفادات لثلاثة مواطنين من مخيم شعفاط –شمال القدس المحتلة - كانوا تعرضوا لاعتداءات من قبل جنود إسرائيليين يومي الثامن والتاسع من شهر شباط من العام الجاري خلال مواجهات كان شهدها المخيم بين المواطنين هناك والجنود الإسرائيليين.

ووفقا للإفادات فقد تعرض اثنان من هؤلاء المواطنين لاعتداء عنيف وقاس بالضرب، كسر أنف أحدهما فيما أصيب الآخر في عينه إصابة مباشرة، فيما تعرض ثالث بجروح نتيجة إطلاق النار عليه بينما كان يعبر الشارع الرئيسي حيث الحاجز العسكري المقام على مدخل الرئيس للمخيم.

عبدالله الحواس: كسروا أنفه وتركوه ينزف

وفي إفادته المقدمة إلى دائرة البحث والتوثيق في المركز أكد المواطن عبد الله خليل مصطفى الحواس، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال تعرضه لاعتداء عنيف من قبل الجنود الإسرائيليين الذين اقتحموا في ساعات الفجر الأولى منزل شقيقته والاعتداء على من فيه بالضرب قبل أن يعتقلوا نجلها محمد البالغ من العمر ثمانية عشر عاما، وكان المواطن الحواس توجه إلى منزل شقيقته لمعرفة ما يجري فيه، وحدث له هناك ما حدث.

يقول المواطن الحواس في إفادته إلى مركز القدس :"فجر يوم الاثنين الموافق 8/2/2010 استيقظت على صراخ:”ذبحونا... ذبحونا..." قادما من بيت أختي باسمة أبو التين الواقع مقابل بيتنا على بعد 10 أمتار ، عندها توجهت إلى خارج المنزل فرأيت الناس وقد تجمهرت أمام منزل دار أختي ، ووقفت أمام باب المنزل حيث كان يقف جنديان يرتديان زي حرس الحدود وكانا مقنعين ، ومسلحين ببنادق ، وفجأة دفعني الناس إلى الداخل نتيجة عملية التدافع على باب المنزل ، بينما كنت أنا وأشقائي الثلاثة : جمال في الأربعينات من العمر وكريم 36 عاما وأكرم 34 عاما . وكان في ساحة المنزل الداخلية حوالي عشرة جنود ، وهنا صرخ علينا الجنود اخرجوا من المنزل، فلم نتمكن لأنه كان خلفنا حشد كبير من الناس، وهنا رأيت يدي ابن أختي محمد حسن أبو التين 18 عاما مقيدتين من الأمام ، وكان يصرخ "داعسين على رجلي يا خالي ..." علما بأنه لم تكن هناك إنارة كافية حيث كنت أقف في ساحة المنزل الخارجية ولذلك لم أر وجه ابن أختي بل رأيت يديه فقط مكلبشتين وقد ميزته من صوته".

وتابع:" وخلال ثوان شعرت بضربة على انفي لا اعرف الشخص الذي ضربني أو الأداة التي ضربت بها ، وعندها شعرت بدوخة ووقعت أرضا وسمعت صوتا باللغة العبرية يقول "خذوه...خذوه" وهنا بدأت بالزحف إلى خارج المنزل، وحاولت الوقوف ولكنني وقعت أرضا وأغمي علي . وبعد ذلك صحوت ورأيت ابن خالتي إبراهيم أبو التين ويعمل ممرضا في إسرائيل ، يمسك ذقني ويحاول رفع رأسي وكان الجنود يضيئون له المكان خارج ساحة المنزل ، واعتقد ان ذلك كان يتم بواسطة مصباح موجود على بنادق الجنود ، وكانت حالتي الصحية صعبة حيث كان الدم ينزف من انفي ولا اعرف كم من الوقت بقي ابن خالتي الممرض يحاول مساعدتي بالضغط على منطقة الذقن ، في حين أن ابن خالي محمود عبد الفتاح عبد الرحمن أصيب أيضا في عينه نتيجة الاعتداء عليه أثناء اقتحام منزل أختي باسمة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية ، للاستفسار عن بعض الأسماء والمنازل في المخيم ، واستجوب الجنود حينها أبناء أختي نصر 19 عاما ومحمد 18 عاما حول تلك الأسماء . وقد تعرضا للضرب من قبل الجنود وهذا كان سبب حالة الصراخ التي انطلقت من منزل أختي .

ويضيف المواطن المذكور في إفادته قائلا:"بسبب عدم السماح بدخول " نجمة دواد الحمراء" إلى داخل المخيم ذهبت برفقة الجنود انا وابن خالي المصاب بعينه وأخي جمال كمرافق لنا في سيارة الإسعاف التي كنا نتوقع أنها تنتظرنا عند حاجز مخيم شعفاط ، فيما تم نقل المصابين بواسطة سيارات الجيب العسكرية التابعة لحرس الحدود كلً على حدة : انا وابن خالي محمود ، بينما استقلت زوجة ابن خالتي إبراهيم – الممرض-سيارة ابن الجيران نور خضر ، بعد أن أصيبت بانتفاخ في الجبين نتيجة تلقيها ضربة على رأسها أثناء اقتحام منزل أختي وهي بالمناسبة سلفة أختي الثانية ، وكانت ترافق زوجة ابن خالتي ، ولحقنا المرافقون غير المصابين بسيارات مدنية ، ومكثنا حوالي النصف ساعة على الحاجز في البرد الشديد، وذلك لان الجنود قالوا لنا انه قد تأخرنا بالوصول إلى الحاجز العسكري ولذلك ذهبت سيارة الإسعاف التي كانت تنتظرنا ، وانه سيتم استدعاء سيارة إسعاف أخرى ولكن بعد انتظار طويل قررنا العودة إلى منازلنا فعدت عدت أنا وزوجة ابن خالتي المصابة وزوجها وخالتي بواسطة سيارة ابن الجيران نور خضر ، والذي كان قد تعرض لمخالفة سير من قبل شرطية إسرائيلية بحجة انه لا يضع حزام الأمام ، وهذا حصل عندما نقل بسيارته خالتي يسرى وابنها إبراهيم وزوجته المصابة ، حين أوقف السيارة عند الحاجز، وكان يهم بالنزول من سيارته ، جاءت الشرطية وأعطته مخالفة سير ، حيث ادعت انه لا يضع حزام الأمان .

عدت إلى منزلي وكان نزيف الدم قد توقف، ولكن بدون بطاقة هويتي التي أخذها الجنود مني ومن الآخرين لأغراض التسجيل ، وبعد ذلك جاء أخي جمال واحضر بطاقات الهوية ، وقد باءت محاولتي بالنوم بالفشل من شدة الوجع والألم ، وفي ساعة متأخرة من الصباح استطعت النوم حتى الساعة الواحدة ظهرا ، وقررت بعدها التوجه لمكان عملي هداسا عين كارم ، حيث اعمل في قسم التنظيف ، ولكن من شدة الألم الناتجة عن ضرب انفي ، لم استطع القيام بالعمل المطلوب مني ، وتوجهت إلى عيادة العمال بالمستشفى ، حيث تم تحويلي إلى قسم الطوارئ ، وعمل صور أشعة وفحوصات مختلفة ، فتبين وجود كسر بأنفي ، ومنحت إجازة مرضية لمدة أسبوع من تاريخ 9-2-2010.

محمد الحواس: أطلقوا النار عليه بينما كان عائدا من عمله

أما المواطن محمد مصطفى خليل الحواس، فقد أصيب في إطلاق نار عليه عصر يوم الثلاثاء الموافق 9 شباط 2010، بينما كان يعبر الشارع الرئيس المؤدي إلى المخيم، حيث كانت تدور مواجهات واشتباكات بين الشبان والجنود على خلفية حملة دهم ضريبي واسعة للمخيم في ذلك اليوم. ولم يكن محمد مشاركا فيها ، علما أنه أصيب بينما كان عائدا من عمله في مستوطنة معاليه أدوميم".

ويقول محمد في إفادته لمركز القدس:" في يوم الثلاثاء الموافق 9-2-2010 ، وبينما كنت عائدا من عملي في معاليه ادوميم، وصلت إلى حاجز مخيم شعفاط ، حيث نزلت من سيارة العمل التي كانت تقلني إلى عملي، وتوجهت مشيا على الإقدام إلى منزلي ، فيما كانت تدور في تلك الإثناء اشتباكات بين الشبان وجنود الاحتلال الذين كانوا يلقون قنابل صوت باتجاه فتيان يرشقون الحجارة على الجنود ، وبينما كنت أنا على مسافة 3 أمتار من الجنود .

وتابع :"ونتيجة كثافة عملية رشق الحجارة وإطلاق قنابل الصوت ، ووقفت إلى الجهة اليسرى من جانب الطريق حتى أتفادى إصابتي بالحجارة التي كانت تلقى باتجاه الجنود ، وفي الجهة اليمنى من الشارع كان هناك عدد كبير من الناس يسيرون باتجاه المخيم من النساء والأطفال والرجال ، تابعت سيري مرة أخرى لمسافة سبعة أمتار ،وكنت ما زلت على الجهة اليسرى من الطريق ، وحينها خرج من بين الناس ستة أشخاص مقنعين أي مستعربين ، بينما كان يقف في منتصف الطريق مستعرب آخر صرخ على احد المستعربين :"امسكه ...امسكه" وكان ذلك المستعرب يبعد عني مسافة مترين ، وفوجئت بوجود مستعرب آخر يقف أمامي مباشرة على مسافة قريبة جدا حوالي المتر، لم أمكنه من اعتقالي فابتعدت عنه وهربت باتجاه المدخل الرئيس للمخيم ، ولكنه أطلق النار باتجاهي فأصبت برصاصتين ، دخلت إحداها كاحل قدمي اليسرى وخرجت منه ، أما الرصاصة الثانية فدخلت وخرجت من بطة الرجل اليمنى . ورغم إصابتي استطعت الركض حتى مدخل أول المخيم لمسافة لا استطيع تقديرها رغم إصابتي خوفا من اعتقالي ، وقام الشباب بنقلي بواسطة سيارة مدنية إلى مركز د. حازم الزغير الطبي في المخيم ، حيث تم تقديم الإسعافات اللازمة لي، واستدعاء سيارة إسعاف من الهلال الأحمر الفلسطيني، تولت نقلي إلى المستشفى. لكن الجنود أعاقوا مرور سيارة الإسعاف حوالي عشرين دقيقة ، وكان معي عمي عبد الله وأمي ، وقد سأل جنود الحاجز العسكري أمي وعمي عن الشخص الذي أطلق النار على قدمي ؟ وقام الجنود كذلك بتصويري داخل سيارة الإسعاف ، وأنا شخصيا لم أكن حينها بكامل الوعي ، ولكن عمي وأمي شرحا لي ما حدث لاحقا".

محمود عبد الفتاح: نزيف داخلي في العين

في حين ذكر المواطن محمود عبد الفتاح خضر (20 عاما ) في إفادته لمركز القدس تعرضه لنزيف داخلي في العين نتيجة الاعتداء عليه من قبل ضابط من حرس الحدود الإسرائيلي خلال اقتحام قوة عسكرية إسرائيلية منزل عمته باسمة أبو التين من سكان مخيم شعفاط لاعتقال نجلها، فهب مع آخرين لاستطلاع حقيقة ما يجري خاصة أنم الحديث كان يدور عن مقنعين مجهولين اقتحموا بيت العمة.

ويقول المواطن محمود خضر في إفادته " عند الساعة الثانية من فجر يوم الاثنين الموافق 8-2-2010 ، سمعت صوت صراخ نساء وشباب في الشارع الواقع خلف بيتي ، فنهضت من سريري، فرأيت أخي محمد يركض ويقول " لقد قد هجموا على منزل عمتي باسمة أبو التين ، لكنه لم يفصح عن هوية المهاجمين فلبست حذائي، وركضت باتجاه بيت عمتي ورأيت هناك ثلاثة جنود مقنعين من القوات الخاصة يرتدون زيا عسكريا اسود ومسلحين ببنادق ، في وقت تجمهر فيه مواطنون أمام المنزل وقاموا بدفع الجنود المقنعين داخل ساحة المنزل ، فدخلنا أنا وشباب الحارة ، ونتيجة عملية التدافع وقفت على الجهة اليمنى من حائط ساحة مدخل المنزل المكون من درج يؤدي إلى بيت عمتي في الطابق الأرضي، ودرج آخر يؤدي إلى الطوابق العلوية من المنزل حيث يقيم أشقاء زوج عمتي .و رأيت رغم الإنارة الضعيفة احد أفراد القوات الخاصة يمسك برأس شقيقة عمتي وتدعى أم طارق ويحاول سحبها إلى الأسفل ومن خلال الدرج المؤدي إلى بيت عمتي وكانت تقف أمامي مباشر ة . وعلى الفور أمسكت بيد هذا الجندي وأبعدتها عن مؤخرة رأس أم طارق ، وكان يقف خلفي أيضا احد أفراد القوات الخاصة ، قام بضربي على طرف العين اليسرى ، أي بزاوية العين ولمرة واحدة فقط – وقد قال لي ابن خالي جمال خليل مصطفى حواس الذي كان موجودا في المكان أن ذلك الضابط ضربني بواسطة مخشير كان يحمله بيده - فوقعت أرضا حيثما كنت أقف ، وقام جاري أبو طالب بسحبي إلى أسفل الدرج وابعد الناس عني وكنت حينها اشعر بدوخة وألم في زاوية العين وعلمت فيما بعد من الأطباء أن النزيف داخلي.

وبعد خمس دقائق تقريبا استيقظت من أثر الضرب الذي تعرضت له وعدت إلى حيث كنت أقف قبل تلقي الضربة بينما كانت القوات الخاصة في هذه الأثناء قد غادرت المنزل ، فلحقت بهم ومشيت خلفهم لمسافة قصيرة ، وهنا قال لي احد الضباط : انه يتوجب على المصابين الصعود إلى الجيبات العسكرية وهي من النوع الذي يستخدمه حرس الحدود، ولكن لم يكن هناك جنود من حرس الحدود، وكان هناك مصابين اثنين هما عبد الله حواس وكذلك زوجة الممرض إبراهيم أبو التين وكانت أيضا قد أصيبت داخل المنزل الذي أصبت فيه ولا اعرف من ضربها . وكانت إصابتها انتفاخ في منطقة الجبين، فذهبنا جميعنا إلى منطقة الحاجز العسكري لمخيم شعفاط وكان برفقتي ابن عمي جمال حواس كمرافق على اعتبار انه سيتم نقلنا بسيارات الإسعاف ، وبقيت لمدة ساعتين تقريبا انتظر سيارة الإسعاف ولكنها لم تأت. وقال لنا الجنود انه قد تأخرنا بالوصول إلى الحاجز العسكري ولذلك فقد غادرت سيارة الإسعاف، ولذلك عاد كل منا إلى منزله ، بعد استرداد بطاقات الهوية من الجنود وكانت الساعة حوالي الرابعة فجرا ، والطقس بارد ، وقضينا الوقت واقفين على الحاجز العسكري لأنه لا يوجد مكان نجلس فيه . وفي منزلي حاولت أن أنام ، ولكنني لم أتمكن من ذلك، من شدة الألم والوجع الذي كان يصدر عن منطقة العين حيث ضربت ، وعند الساعة السادسة صباحا توجهت بواسطة المواصلات العامة إلى مستشفى العيون بالقدس ، وكان الجنود والقوات الخاصة يتجمعون على باب المخيم، ولم يعق مروري احد أثناء مغادرتي المخيم للمستشفى .

وقال لي طبيب مستشفى العيون انه يوجد نزيف داخلي في العين وقال أيضا انه بعد أن يختفي الدم الموجود في منطقة العين ، سيتم تحديد نوع العلاج المطلوب" .