" أوكييــــه" (o.k) وأخواتها
بقلم د/ محمد فتحي راشد الحريري
أوكييـــــه .. يرددها كثيرون ولا يعرفون ابعادها وابعاد الافتتان بها ، والمصيبة تسللت الينا أخوات لها أُخـَـر ،
فنـقول : ( يَسْ ) ترنمًا بجوابهـا وبعضهم ينغمها ويموسقها اكثر فيقول وهو يلوك لسانه ( ييس ) ,
أو( نـُو) لـرد القولَ حين لا يرغـبُ الاستجابة ، او يموسقها موهما محدثه انه مولود في تشسترفيلد : نونونونونــــــــــــــــــو !
وفي الاعداد لم يبق لارقامنا امام زحف( وَنْ ) استغناء عن واحدٍ وبـ ( تُو) عند التثنّية وهلم جرا .....
ونصفُ الجديد ( نيو) و( أُولـْدَ) ونحاول ان نبدي التهذيب باستعمال الاخت الكبرى لـ( أوكيـــــه ) ، (بْليزَ) تستجدي بها طلباتنا ، و( باردون ) وشقيقاتها الأ ُخَـــر ،
وإذا تودعنا فـنقول ( بـايُ)أو( أورفــوار ) ، وفي الترحيب (ولكمْ –هايَ و هاو آر يو ) ؟
وليتك - او لا اتمناك - تسمع سيدتين تتعالكان بعبارات ( أوووه أولد فاشن أو نيو ميوزيك أو يـــاي شو سيكســــي ) !
.. عُجْمَـةُ لفظِـ لا نستحيي منها ولا من نعانيها المخزية المخجلة ،وأدرنا الظهر للقرآن ولغته ، ثم ندعي اننا عرب !
وفي كل مراحل حياتي واسفاري وجولاتي ما سمعت أوربيا يقول السلام عليكم ولا مرحبا ولا عم مساء ، الا رؤساؤهم يتندرون بنا اذا حلــوا ضيوفا على المآقي ، فيقولون ( مارخـــابـــا ) او ( سالامووو آلايكوم ) .......
وبعض المتفرنجين منا يستخدمون عبارات من رطانات القوم في التهاني ، مضحكة يمطمطونـهــــا ، ونسوا شفافية لغتنا وكنوزها الرائعة ، يستبـدلون الأدنـى بخيـر كلامِنـا ، وكـأنّ زامـرَ حيِّنـا لايُطـرِبُ !! ومبارك لم تعد تنفع فأحللنا عنها هابي بيرثداي ، وهابي نيويير ، وجوووود لوك ، وســــيييفتي وأوووووووه و........الخ !
أليس ذلك هزيـمـةً نفسـيـةً وحضارية وردَّة أخلاقية ، ألا يكفينا أننا نسينا تاريخنا العربي وتفرنجنا الى أخمص القدمين ؟!
هل حاول واحد منا ان يعوِّد أولاده على العربية وهجر الكلمات الهجينة ؟؟!
اليس هذا واجب انساني وحضاري وأخلاقي ، بله وديني من صلب عقيدتنا ؟
المفضلات