الأستاذ الكريم محرز شلبي تحيّة وبعد :
المفروض أن ينتسب كل عضو/ ة الى مثل هذه المواقع الرقمية " الإفتراضية بدورها "
بحدّ أدنى من البيانات الشخصية الواضحة , حتى يكون هناك نوع من المصداقية والثقة في التعامل
وبذلك يكون المشترك قد حدّد هوية خاصة به تمثل بطاقة تعريف وإنتساب الى هذا الموقع أو أيّ موقع
آخر , مثلما هو متداول ومتعارف عليه في حياتنا الواقعية والعامة , ولكن وفي نفس السياق لا يجب
فرض أيّ مسوّغ على أيّ عضو يريد الإحتفاظ ببياناته الشخصية الخاصّة ولأي سبب من الأسباب
فذلك حقّه الكامل وحريّته الشخصية فنحن في الأخير نتعامل مع دوائر معرفية , وثقافية و لسنا في أقسام
أو مخافر شرطة , لنكون ملزمين بتقديم بيانات مدقّقة وتفصيليّة , فهناك من له ظروف خاصة تمنعه من
الإفصاح التام عن هويّته مثال ( لي صديقة واتاوية تلاقي معارضة من زوجها بحكم أن له موقف من مثل
تلك الفضائات التي كثيرا ما تتشعب فيها الأمور فتتحول الصداقة في بعض الأحيان الى نوع من العلاقات
المفتوحة , قد لا يتفهّمها الكثيرين , وقد يسيء الظن بها آخرين ....الخ ) في هذه الحال قد يتم اللجوء الى
حلول عرجاء كإخفاء الإسم أو الصفة أو غيرها من البيانات , ولكنها تبقى بالنسبة لأصحابها حلولا ولا أحد يملك
أن يفرض عليهم شيئا آخر , قدمت هذا المثال كحدّ أدنى , لكن إذا نظرنا بعمق الى هذه المسألة , فإننا سنجد أن
هناك منتسبين الى واتا أو غيرها من المواقع , من حقّهم الكامل والغير قابل للنقاش أن ينتسبوا وفق أسماء
مستعارة وذلك من باب الحفاظ على الوجود , خاصة إذا ما نظرنا الى محيطهم وظروفهم أو ظروف بلدانهم
وفي هذه الحالة لا يجب أن يزايد عليهم أحد في الشجاعة أو الوضوح , خاصة إذا ما عرفنا الفرق الواضح والبيّن
بين الشجاعة والتهوّر وبين الحفاظ على الوجود الذي هو شرط للتطّور واستمرا للمسيرة النضالية التي يتبنّاها ذلك
الشخص حتى تحقيق أهدافه كاملة , وبين أن يلقي بنفسه وأهدافه الى التهلكة تحت ضغط الإستفزاز أوالكلمات الإستعراضية
التي كثيرا ما يكون الهدف من ورائها إستدراج لصالح جيهات معادية خاصّة إذا علمنا أن هذه الفضاءات ليست بمحصّنة من
الإختراق , أو التواجد المضّاد , فالفضاء رقمي , والعدوّ أصبح بإمكانه الولوج الى غرف نومنا من خلال ما يتحكّم به من
وسائط ووسائل تقنية متطوّرة إضافة الى عملائه وأتباعه فمابالك إذا كنّا نسبح في فلك فضائي لا بوابات توصده ولا حصانة
تحمي منتسبيه .
المفضلات