الفاضل المحترم الدكتور صالح بن سعيد بن حمد الشّيذاني رئيس الجمعية الفلكية العمانية:
تلقيت ببالغ الاهتمام دعوتكم الكريمة في الحضور إلى مسقط لإلقاء محاضرة عن تدريس الفلك في القرن الواحد والعشرين :تجديد وإبداع في رحاب جامعة السلطان قابوس في إطار الملتقى الخليجي العاشر لعلم الفلك، والذي تستضيفه سلطنة عمان ولقد تجشمتم عناء الحصول على التأشيرة والحجز في فندق فخم إكراما للحضور، وليس هذا بغريب على أهل السلطنة الكرام فقد ظل الكرم ديدنهم وتقدير العلم والرغبة فيه دأبهم وشخصيا لي تجارب جميلة مع مجلة نزوى ومع كثير من المنتديات العمانية التي تشرفت بالكتابة فيها كمنتدى السلطنة الأدبي وحظيت بشيء غير قليل من الاهتمام والتقدير ما دفعني إلى المضي قدما فيما قدرته لنفسي من البوح وما ادخرته لقرائي من الأدب والفكر معا.
وإن هذه الدعوة الكريمة لتعكس بحق قيمة العلم في السلطنة وشغف أهلها به ، وأراها قمينة حقا بالريادة في عالمنا العربي مستقبلا فقناعتي أن السلطنة تسير سيرا متئدا بلا ضوضاء إلى معارج الرقي الفكري والعلمي والأدبي.
وأراها ولا ريب تجسد الحلم حقيقة والأماني واقعا وما ذلك عليها بعزيز.
ومــــا نيل المطالب بالتمــني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابــــــــا
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابــــــا
فهنيئا لكم ملتقاكم هذا وهنيئا للسلطنة بالحضور الكريم وكثير منهم من خيرة أصدقائي في الجمعية الفلكية السورية والجمعية الفلكية بجدة وأسرة تحرير مجلة الفلك بالقطيف بالمملكة العربية السعودية وقد نشرت لي مقالين في مجلتها الورقية وتكرمت بإرسال العددين إلى عنواني البريدي والجمعية الفلكية الأردنية وغيرها....
إن حلمي أن أرى المجتمع العربي يهتم بالعلم اهتمامه بالأشياء الأخرى وأكثر فقد حضرت مرة في ضواحي باريس رصد اقتران المريخ بالأرض بأقوى المناظير الفلكية وما أدهشني حقا اهتمام الصحافة الفرنسية بالحدث وكانت الجموع الحاضرة من مختلف الأعمار: من الشيوخ والعجائز والشباب والشابات ومن مختلف المشارب والأذواق، لا هم لهم إلا إشباع فضولهم العلمي! وقلت في نفسي نحن لا نحضر إلا لسماع مغني سافل عديم الأخلاق عديم الثقافة – ربما في الأمر شيء من المبالغة- معذرة.
ومرة حصلت من الوكالة الأمريكية للفضاء على وثيقة موقعة من قبل الدكتور إدوارد فيللر- مدير الوكالة- تفيد أن الوكالة وضعت اسمي مع أسماء أعلام أرسلتها في قرص مدمج إلى المريخ على متن المركبة Mars Exploration Rover غير المأهولة في 2003.
وما أحزنني يومها أن شقيقتي قالت لي وماذا تصنع بها إنها ليست نقودا ولا عقارا ولا رحلة إلى والت ديزني.
وتذكرت للتو حزن الدكتور زكي نجيب محمود أستاذي الذي التهمت مؤلفاته التهاما كيف حزن لأن طالبا قرأ كتبه فأعجبته الوضعية المنطقية ولكنه أنكرها آخر الأمر لأنه نجح بفضل حرز كتبه له أحد الشيوخ فأسف على عمر ضيعه في القراءة والكتابة في مجتمع ضل الطرق وأخطأ الغاية .
مرة أخرى أشكركم ولا أخفي عليكم حزني الشديد على رحيل أستاذ الجيل الدكتور محمد عابد الجابري – رحمه الله- وقبلا كنت حزينا على رحيل العالم والمتصوف الدكتور مصطفى محمود وبالمناسبة فقد كان رحمه الله فلكيا هاويا وأسس في بيته منتدى فلكيا وجهزه بمنظار لرصد الأقمار والكواكب حتى أن الروائي الكبير نجيب محفوظ – رحمه الله- قال أثناء زيارة العالم في بيته ورؤية السماء بذلك المنظار:قال - رأيت أشياء عظيمة.
مرة أخرى أشكركم وأوصيكم بالنجوم خيرا كما أوصانا أبو العلاء:
إذا الشّعرى اليمانية استنارت
فجدّد للشّآمية الـــــــــــودادا

خالص حبي وتقديري
الممتنّ: إبراهيم مشارة