لحظةُ الانشطارِ


د. شاكر مطـلق


مُخَضَّباً
بحنّاءِ غاباتكِ العذراءِ
وبرائحةِ بخُورِ جسدَكِ المشتَعلِ
يترنَّّحُ الوَعيُ المشطورُ
نَشواناً
على عقيقِ حَلْمَةِ نهدكِ القمريِّ
و يهوي إلى سُرَّةِ الجحيمِ ...

أهيَ لذَّةُ السُّقوطِ من جديدٍ
-كلُّ شهْقةٍ ورديّةٍ –
في بئرِ شهْد عسَلكِ البريِّ
تُغويهِ بالصّعودِ إلى قممكِ الحالمةِ ؟
أم أنها الرَّغبةُ القاتلةُ
تدعوه لدخولِ تجرِبةِ الموتِ الصّغيرِ
على زورقِ الأُرجُوانِ
في أمواجِ بحركِ الهائجِ الوَسيعِ ...؟

هبـَّةُ ريحٍ أُخرى تأتي
من صَوْبِ شراعِ شَعرِكِ الذّهبيِّ
المُبحرِ في النشّوةِ الزرقاءِ
فلابُدََّ للزّورقِ النَشوانِ
- إذن - من أنْ يغرقَ
ليلتقي محاراتِ نَشوةِ الأعماقِ القاتلةِ ...

هناكَ الموتُ الصغيرُ في لذّةِ الصعودِ
و هنا في نشوةِ آلامِ الغرقِ و السّقوطِ
و ما بينهما ألوانُ قُزحِ جسدكِ العاري
تُخدَّرُ الوَعيَ و الإحساسَ
و تُثيرُ ذاكرةَ السَّرابِ
على رمالِ شاطئ بحرِ الرِّغاب و الأهوالِ
فإلى أين الهروبُ منكِ
يا شيطانةَ الجسدِ المُشَظّى
و يا ربَّةَ الرِّغابِ الدّافئةِ القاتلةِ
إلى أينَ , سوى إلى بحركِ من جديدٍ ؟ ...
=========
حمص – سورية 13/ 5/ 2010
E-Mail:mutlak@scs-net.org