نص الرسالة الثانية الموجهة من محمد سعيد الريحاني إلى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الاطر والبحث العلمي، الرباط/المغرب

الموضوع: مراسلة ثانية حول الحيف الدي يطال وضعيتي الإدارية والمهنية في قطاع التعليم

أما بعد،

فأراسلكم اليوم عبر الصحافة الوطنية بعد أزيد من ثلاثة أشهر عن مراسلتكم حول ذات الموضوع عبر السلم الإداري طبقا للتشريع الإداري والتربوي المغربي المنظم للقطاع التعليمي في البلاد ثم من خارج السلم الإداري عن طريق البريد المضمون كسائر الناس من غير الموظفين "خارج" قطاع التربية والتكوين، عكس كل القوانين والتشريعات والأعراف الإدارية المعمول بها في سائر الأقطار في الزمن الراهن، بعدما سُدّْ في وجهي هذا الباب، باب المراسلات الإدارية عبر السلم الإداري، لإتمام إحكام الطوق التعسفي حولي وإكمال العزل الممنهج عليّ رغم انضباطي المهني والإداري. لقد صرت، بهده الصفة، الموظف الوحيد في المغرب الراهن الذي يشتغل "بلا حقوق": الموظف الوحيد في المغرب الحاضر الذي "لا تقبل مراسلاته الإدارية"، الموظف الوحيد في المغرب المعاصر الذي "لا يطلع على المذكرات"، الموظف الوحيد الذي "لا يتلقى الاستدعاءات لاجتياز المباريات"...

فالمذكرات الإدارية لا أتوصل بها ولا أطلع على جديدها وتفوتني، بهده الطريقة، المستجدات الإدارية والتربوية التي يواظب نظرائي في نفس المؤسسة من الموظفين القدامى والجدد على الاطلاع عليها في حينها والاستفادة من مضامينها. فكما تعلمون، المذكرات الإدارية هي عين الموظف على ما يجري حوله في القطاع، بما في ذلك المذكرات المنظمة للمباريات المهنية، وبدون اطلاع الموظف عليها في حينها،تضيع العديد من حقوقه الإدارية بما فيها "الحق في الترشح للمباريات المهنية"و"الحق في التوصل باستدعاء لاجتياز المباراة" و"الحق في..." و"الحق في..."

أما المباريات المهنية، فقد أصدرت بشأنها، كما تعلمون، "كتابا كاملا" بعنوان "تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب" سنة 2009 وهو الكتاب الذي أخشى أن يكون وراء هدا الجيل الجديد من العقوبات التي تنالني والتي لا تشبه بأي حال من الاحوال نماذج العقوبات المتداولة التي تعرض لها الكُتّابُ على مرّ التاريخ من خلال منع كتبهم من التداول إما بمصادرتها أو حجزها أو حرقها... إن "النوع الجديد والمبتكر" من العقاب الذي نلنا ولا زلنا ننال قسطنا منه يحرص حرصا مبالغا فيه على الابتعاد عن إثارة الضجة وصناعة البطولات التي يثيرها غالبا عقاب الكاتب "داخل مجال اشتغاله ككاتب"، مجال الثقافة والإنتاج الثقافي، ليتفرغ لمعاقبته إداريا "داخل قطاع اشتغاله كموظف"، بعيدا عن أجواء وملابسات وظروف الأزمة الأصلية المتمثلة في صدور "بيانات أكتوبر السنوية" المعروفة الصادرة ما بين أكتوبر سنة 2004 و2009 وَالمُجَمّعَة بين دفّتَيْ الكتاب المذكور"تاريخ التلاعب بالامتحانات المهنية في المغرب" في الصيف الماضي 2009، عن طريق عرقلة المصالح الإدارية والإقصاء الكامل على الواجهة المهنية...

أما بالنسبة للمراسلات الإدارية، فبعد رفض إدارة مؤسستي "الصريح والعلني" قبول مراسلاتي الإدارية، فقد أضحى البريد والصحافة والإنترنت وسيلة "ما قبل أخيرة" للوصول إليكم، قبل طرق الباب الثاني: باب المحكمة الإدارية.

لكل هده الأسباب، وبعد أزمة إدارية عمّرت ما يقارب السبع سنوات من العمر الدي أفنيته ولازلت أفنيه دعما للرقي بهدا القطاع وخدمة لمستقبل الوطن، أراسلكم، للمرة الثانية، حول نفس الموضوع الدي راسلتكم سابقا بشأنه بتاريخ الثلاثاء 5 يناير 2010 عبر كل وسائل الاتصال "العمومية" التي بقيت لحد الساعة متاحة لي قصد "رفع الحيف الدي يطال وضعيتي الإدارية والمهنية وفتح ملفي كاملا غير منقوص" وكشف أسباب هذا الهجوم الإداري الذي يحدث لي حصريا وبشكل مؤسسي وممنهج والذي لم يحدث لأحد غيري على مرّ العصور.

وفي انتظار فتح ملفي كاملا ، تقبلوا، السيد الوزير المحترم، تقديري.

محمد سعيد الريحاني

http://www.raihani.ma