خرجت من مكتبي، أنادي على الزبون الموالي، فإذا بامرأة في الثلاثين من عمرها، تلبس فستان العرس، تقف في غرفة الانتظار. وضعتُ على وجهي الإبتسامة الخاصة باستقبال الزبناء. وطلبت منها التفضل داخل المكتب.
بادرتني قائلة: السيد أحمد، لعلك تستغرب شكلي هذا، لقد سمعت أنك كاتب معروف، أرجو أن تكتب عني قصة قصيرة.
نظرت إليها أتمعنها، لعلي أصطاد لقطة الكتابة، قلت لها على التو: سيدتي بإمكاني أن أكتب عنك قصة قصيرة جدا، أو رواية، حسب عدد الجلسات التي نتفق عليها. ماذا تريدين أن أكتب عنك؟
قالت بثقة متناهية: عروس لطيفة، جميلة، ودود، لعوب.
أخذت ورقة صفراء اللون، كتبت عليها: امرأة مجنونة.
سألتني بلهفة: ماذا كتبت؟ قلت لها: اقرئي، هذه المقدمة.
- هل يمكن أن تترجم لي ما كتبت؟
- عفوا، سيدتي، أنا لا أحسن الكتابة باللغة الهولندية،
- لا عليك، سأبحث عن رجل يحسن لغة النساء!
كتبتُ على الورقة: كاتب غبي.
- وماذا كتبت الآن؟
- هذا عمق الفكرة، يسميها البعض: عقدة القصة.
ثم كتبتُ من جديد: لو دخلت علي الآن زوجتي، ورأت احمرار وجهي، أمام عروس، ودود، لعوب..
سألتني فجأة: هذه أشكال جميلة أحبها، ماذا تعني؟
- قلت لها: هذه نهاية، يسميها البعض خاتمة، قد تكون مفاجأة!
المفضلات