آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: السيدة صبرية / رواية عراقية لأحدى ضحايا الزواج السـري في الخمسينيات

  1. #1
    أسـتاذ جامعة بغداد / سـابقاً الصورة الرمزية الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
    تاريخ التسجيل
    06/04/2008
    العمر
    91
    المشاركات
    607
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي السيدة صبرية / رواية عراقية لأحدى ضحايا الزواج السـري في الخمسينيات




    السـيدة صـبرية

    وقعت احداث هذه الرواوية في الخمسـيـنات من القرن الماضي في مدينة ا لشـــطرة الواقعة جنوب العراق في محافظة ذي قار. يشــطر هذه المدينة نهر صـغير الى شــطرين, احدهما يسمى"الصوب الكبير", ا لذي يضم معظم بيوت الأهالي وأســواق المدينة المتعددة الأختصاص مثل: سوق الصفارين والعطارين و غيرها, وان اكبر هذه الأسواق هو سوق "الخواجة", الذي يضم معظم حوانيت الكماليات ومكاتب التجار.
    اما الآخر" الصوب الصغير", فأنه يضم دوائر الحكومة "السراي" والمستشفى الملكي والمدرسة الأبتدائية ونادي الموظفين ودار القائمقام ومقهى خاص لشباب المدينة المثقف.
    يرتبط الصوبان في وســط المدينة بجســر لعبور السابلة والدواب, وبالقرب منه يقع "الســـيف", وهو المكان الذي تخزن فيه المنتوجات الزراعية من القرى المحيطة بالمدينة مثل: الشلب, وهو "الرزقبل ازالة قشـرته ", والحنطة والشــعير لبيعها الى تجار المدينة او التجار القادمين من مدن اخرى.
    تحيط بمدينة الشــطرة قبائل امتهنت زراعة الحبوب فقط, واخرى امتهنت زراعة الأنواع المختلفة من الخضروات يطلق عليها اســــم "الحســاوية", وبالقرب من اطراف المدينة تســكن جماعات تمتهن تربية الجاموس والأبقار, وتصــنع مـن حليبها الكيمر "القشــطه" والزبد والروبه "الزبادي", يطلق الناس عليها اســم " المعدان", وقد وجد الباحثون الكثير من عاداتهم مشابهة لعادات ســكان العراق القدماء "الآشوريين",
    فالنســاء عندهم يمتهن بيع المنتجات الحليبية في اســواق المدينة ويشــترين بأثما نها جميع اللوازم البيتية, والرجال يمتهنون رعاية الدواب في المزارع والأهوار وحماية القبيلة من اي غزو خارجي.
    تتوجه القرويات صباح كل يوم نحو المدينة لبيع انواع المنتجات اللبنيه و لشــراء كل ما يحتجن له لمعيشتهن اليومية مثل السكر والشاي والسكائروالتبغ وغيرها.
    كان في ذلك العهد نظام خاص لجباية الضريبة على المنتجات التي تدخل المدينة لبيعها في اسواقها تسمى "الكاعيه", يقوم بجمعها عمال متخصصون يرصدون كل قادم من كافة مداخل المدينة المتعددة ويفتشـون بضاعته بصورة دقيقة لتحديد المبلغ الواجب دفعه والذي يتحدد حسب نوع المادة وكميتها وفي بعض الأحيان حسب الجنس او جمال المرأة القروية ومقدار تحملها لغزل ذلك الجابي معها, سواءا باللمس او بالكلام المنمق وخاصة مع الصبايا با ئعات الكيمر الشــهيرات بجمالهن الفطري الذي يســر الناظرين.
    وفي بغداد, كان في تلك الحقبة شابا وسيما اســمه "عزوز الثعلبي", تخرج حديثا من كلية الحقوق وفتح له مكتبا للمحاماة قرب ثانوية الكرخ للبنات.



    اعجب عزوز بفتاة مراهقة من عائلة فقيرة نزحت من جنوب العراق وســكنت دارا قرب مكتبه اسمها صبرية, و كان يراقبها بأعجاب ملفت للنظر كل يوم في ذهابها وايابها نحو مدرستها برفقة زميلاتها الطالبات من بنات المحلة , مرددة همسا اغنية:

    .ياســلام العين يااحلى ســلام رد لي. ...عمري بنظره منك لوكلام

    بعد وفاة والد صبرية, تكفل المحامي عزوزبمتابعة قضــية راتبه التقاعدي, ولذا صــار يتردد بمناسـبة اوبدونها على دار الحبيبة حاملا الهدايا لها, فزاد تعلقها به وهي تصغي الى حديثه المنمق والأطراء بجمالها والأعجاب بحشمتها وهي تســير برفقة زميلاتها نحو المدرسة, وهكذا اكتســب ثقتها وارتاحت الأم لأقواله حتى صار بمرور الأيام هو الوالي بعد المرحوم والدها !
    ازداد تعلق صبرية بهذا الثعلب, واخذت تبادله مشاعرالود, الذي سرعان ما تحول الى هيام اعمى بصيرتها وصار معبودها الأوحد, وعزفت عن دراســتها وراحت تحلم بفارســها واليوم الســعيد الذي تحلم به كأي مراهقه!
    تزوج عزوز المحامي من أمرأة تكبره بعدة ســنوات اســمها" راغبه خاتون", وهي من اســرة غنية لها نفوذ قوي في نظام ذلك العهد عن طريق أقاربها الباشــا رئيــس الديوان الملكي آنذاك,.. وعن طريقها عين قائمقاما ونسب الى مدينة الشــطرة,.... وبعد اتمام مراســم الزواج وشــهر العســل توجه معها الى مقر عمله.
    ومرت الأيام وصبرية تـزداد شــوقا وهياما بالحبيب, ولم تدرك حالها اوقل مصيبتها الا بعد زواج الحبيب من امرأة غنية وتعيينه قائمقاما في احدى محافظات الجنوب.
    علمت صبرية بزواج حبيبها ولم تستطع اكمال الثانوية بسبب الصدمة التي تلقتها من ذلك الثعلب الذي هيمن على عواطفها, ولذا راحت تساعد امها في اعمال الخياطة النســوية لبنات المحلة وكسـبت مودة العوائل لحسن سلوكها وعدم انزلاقها في الرذيلة. مرت الأيام وبدأت صبريه بالأستقرار,.. الا ان دوام الحال من المحال, وتوفت أمها الحنونة, والتجأت الى خالتها التي كانت تعمل معينة (شــغالة) عند عائلة تركية ثرية جدا, حيث ليس من المتعارف اجتماعيا ان تعيش فتاة بمفردها من دون رعاية اي جهة من ناحية الأم او الأب حفاظا عليها من الذئاب البشرية وحرصا على سمعة العائلة.
    ازدهرت احوال عزوز المكنى بابي عزام كقائمقام لمدينة الشطرة , الا ان الزوجة الأرستقراطية لم تروق لها الحياة في تلك المدينة بسبب تخلف الأوضاع الصحية والأجتماعية في تلك المدنية, فســاء ت صحتها وفقدت وليدها البكر عزوز, واقترح الأطباء عودتها الى بغداد ولو لفترة من الزمن لتنسى محنتها وتخضع للعلاج الطبي تحت اشراف المختصين للتحقق من اعراض مرضية غير معروفة في الرحم. فرح ابو عزام بذلك القرار, وبســرعة البرق ســفر زوجته الى اهلها في بغداد حتى

    تكون قريبة من الأطباء المختصين ولغاية في نفس يعقوب! استغل ابو عزام غياب زوجته, و عادت له شهيته العاطفيه المكتومه منذ زواجه,
    فأنغمس من جديد في مجونه وملذاته مع كبار الموظفين في مركز القضاء ومع بعض الشباب من ابناء وجهاء المدينة.
    استمرابوعزام في مجونه من دون ان يعير اي اهتمام لمركزه الأجتماعي واعراف الناس المتمسكين بها وردة أفعا لهم القاسيه ضد من ينتهكها... وهكذا فاحت روائح افعاله النتنه,...وصارالأهالي يترصدون حركاته وهو في غفلة عنهم, ...ويا غافل الك الله
    اخذ ابوعزام يتردد على بغداد بحكم عمله ولتفقد صحة زوجته راغبه خاتون, وفي احدى الزيارات دب حنينه لصبريه واستغل حادث وفاة امها ليكمل الأستحواذ على ما تبقى من ارادتها القوية لصون شرف العائلة.
    اغدق ابو عزام الهدايا على صبريه وخالتها, وفاتحها بالزواج السري حتى لا ينكشف امره لزوجته راغبه خاتون ولية نعمته ويفقد وظيفته او قل المال والجاه,.. وتمكن من اقناعها وطلب منها مهلة لأعلان زواجه رســميا لحين طلاق زوجته او ان يأتي يومها الموعود حيث انها تعاني من مرض لم يتمكن الأطباء من تشخيصه لحد الآن.
    ما من احد لا يدرك الوضع النفسي الذي آلت اليه صبريه بعد وفاة امها,.... اضافة الى وحدتها في دار خالتها, وخوفها من تحرش المراهقين بها, ولذا لا تخرج بمفردها او ان تســمح لأحد بزيارتها الا عندما تكون خالتها او زوجة المختار متواجدة معها في الدار.
    وافقت الخاله على المقترح وفرحت صبرية بالحبيب الأول, ولم تحسب اي حساب لما يضمره ابوعزام من خطط اذا ما طرأ تغير في وضعه بعد شفاء زوجته وعودتها لبيت الزوجيه ؟....وهكذا تراقصت الأفكار في عقلهاالصغير وأخيرا تغلبت عاطفتهاالمتأججة واستسلمت لكل ما اقترحه ابوعزام, وتم كل شيئ بالسر, و حان يوم الرحيل وســافرت بصحبته الى داره او قل عش السعادة الموهوم في الشطرة,... مرددة مقطعا من اغنية أم كلثوم من قصيدة الأطلال :
    ويد تمتد نحوي كيــــــــد من خلال الموج مدت لغريق
    وهكذا حقق أبو عزام كل شــيئ ,.. المال والســلطة بزواجه من راغبه خاتون, و المتعة عند زواجه من الحبيبة الصبيه صبرية والعيــش معها في قضــاء الشــطرة.
    كان لصبريه بن عمه جمعته واياها مودة منذ الطفولة, الا ان الخلافات العائلية ودخول المحامي عزوز على الخط عندما كانت طالبة في المرحلة الثانوية او قل بسـن المراهقة, حال دون استمراراللقاء, وخفتت المودة بينهما و أ زداد نفور دايخ منها نتيجة لتردد ذلك الغريب عزوز على دار خاله من دون اي تواجد لرجل من الأقارب او من ابناء الجيران,... وهكذا انقطع التواصل بينهما وسار كلا منهما في طريقه, حيث اكمل دايخ الثانوية ودخل كلية الطب, واختار القدر لصبرية طريقا محفوفا بالمخاطر.

    لم يعلم دايخ بزواج صبريه الســري الا بعد فوات الآوان, وكان في تلك الفترة طالبا في المرحلة الثانوية, وآمن بالأمر الواقع وركز على دراسته, وبعد سنوات تخرج من كلية الطب وعين في احد مســتشــفيات بغداد بسبب تفوقه على كافة طلاب دفعته.
    تحيط بمدينة الشــطرة العديد من العشائر المنطوية تحت زعامة شيخ ذو بأس شديد اتخذ من المدينة مقرا له وصارت المدينة عاصمة لنفوذه واعتبره الســكان الأب الروحي لهم, وقد اكتســب شهرة واسعة في كافة ارجاء العراق, حيث كان عضوا في مجلــس النواب, وبعد عدة ســنوات عين بمرسوم ملكي عضوا في مجلس الأعيان.
    كان ذلك الشيخ صارما في قراراته ولا يتهاون مع المذنبين مهما كانت منزلتهم, ولا يخشى لومة لائم في قول الحق حتى ولو كان من اقرب المقربين له, ولم يســمح باي انحراف في الأعراف داخل منطقة نفوذه,... حتى لو كان القائمقام مصدره!
    فقد القائمقام الأمل بالذرية بعد مرض زوجته راغبه خاتون , وصار يتحســر عند رؤيته لأي طفل, وراح يداعب اطفال المدرســة الأبتدائية المجاورة لبيته عند مرورهم من امام باب داره.
    صاروقوف القائمقام وهو بالدشداشة (الجلابيه) البيضاء يتكرر صباح كل يوم امام باب داره المشرف على الضفة الثانية من حافة النهر المقابلة لداره, وهو المكان الذي
    تتجمع فيه صبايا المدينة لغســيل الملابــس والصــحون والســباحة في ملابسهن احيانا في ايام الحر الشديد من دون خجل او اهتمام للرجال المستطرقين بمحاذاة الشريعة,... حيث كل القاطنين بالمدينة يعتبرون اسرة واحدة, والويل كل الويل لمن تسـول له نفسه بالأستهانة بتقاليد الأهالي والتعمد في مجونه والنظر للسـابحات الفاتنات !! ولهذا وقع القائمقام ابو عزام في المطب,.... لأنه لم يحســب لتصرفاته اي حســاب ولم ينبهه احد لخطورة تصرفاته الرعناء وهو يراقب الصبايا يســبحن في الشــريعة من على بعد, متذرعا بمداعبة الأطفال المتوجهين الى مدرســتهم بين الحين والحين.
    اثارت اعمال القائمقام الأدارية الفاســده انزعاج اعيان المدينة وزاد الطين بلة وقوفه
    صباحا امام داره, حيث لم يكن ذلك متعارفا لديهم البته, اضافة لمجونه داخل نادي
    أ لموظفين و تردده على الغجر( الكاوليه), في ضواحي المدينة ليلا مع زمرة من الشباب او ما يسمى" بالشلة" المحيطة به من ابناء وجهاء المدينة و الموظفين الغرباء.
    واضافة الى كل ذلك, سلوكه الصلف, حيث لم يعر اية اهمية للعلاقات الخاصة مع وجهاء المدينة او حضور ديوان شيخ المدينة في اية مناسبة,... مقربا له الأنتهازيين ليتسكع معهم في شارع المدينة الرئيــس امام عيون الأهالي من رواد المقاهي المنتشرة على ضفاف النهرعندما يأتي المســاء,... ثم يتحول بصحبة شــلته الى نادي الموظفين لأحتســاء البيرة والخمرة ومن ثم العشــاء!!
    وعندما تخلد المدينة الى النوم, يتوجه ابو عزام وكبيرشــرطة المدينة ورئيس البلدية ولفيف من ابناء الوجهاء الى اطراف المدينة لأكمال الســهرة عند الغجر.

    لم يشعر القائمقام ولا اي فرد من شــلته بأســتياء الأهالي من تصرفاتهم, الى ان حل اليوم الأســود!! والذي كان من اهم الأســباب التي غيرت مجرى حياة ابوعزام.
    كانت مدينة الشطرة مشهورة بكيمرها(القشطه), ومعظم الأهالي يتناولونه عند الفطور,... ولذا يهرعون في الصباح الباكر للحصول على صــحن من ذلك الكيمر قبل نفاذه, الا ان وجهاء المدينة يصلهم الصحن المحسن والمميز الى بيوتهم, تحمله القروية الجميلة لهم والتي يفوق جمال بعضهن صــحن الكيمر, مما يغري الشـــرهين بالتحرش بهن شـــفهيا ومن ثم تكريمهن ماديا بدفع ما يســمى ب (البخشــــيش).
    وفي احد الأيام, مرضت بائعة الكيمر التي تمون الوجهاء و القائمقام مريضة,... و لذا كلفت ابنتها نسمة التي ما زالت طالبة في السادس ابتدائي, لأيصال صحون الكيمرالى الزبائن و القائمقام اولا , واوصتها بعدم الدخول الى الداراو الحديقة والعودة فورا !
    وصلت نسمه حاملة صحون الكيمر لتوزيعها على الزبائن وبدأت بالتوجه الى دار القائمقام ووجدته واقفا عند البوابة الخارحية وارادت تسليم الصحن له,... الا انه امرها بتسليمه الى زوجته في الداخل وترددت بالدخول,.. فزجرها بعنف فخافت وما ان خطت بعض الخطوات الى الداخل حتى اغلق باب الحديقة وهجم عليها كالغول وراح يتحرش بها ويمســها في مناطقها الأنثوية !! فراحت تصرخ بأعلى صوتها ورمت صحون الكيمر على رأسه وتلطخت دشــداشــته وســقط على الأرض,... وفلتت منه بصعوبة وقفزت سياج الحديقة مهرولة نحو امها باكية, فوبختها الأم لعدم ألتزامها بأمرها.
    حاولت الأم التستر على الحدث خوفا من ثورة الأب ومن خطيب نسمه بن عمها والطالب بدار المعلمين العالية في بغداد و المعادي للسلطة, الا ان الخبر سرى كالنار في الهشــيم, وعلم ابو نسمه بالحادث وقدم شكوى على القائمقام لدى شيخ المدينة صباح اليوم التالي,.... فأنزعج الشيخ من سلوك القائمقام, وطلب من ابو نســمه التريث.
    ازدادت تذمرات الأهالي من تصرفات ابي عزام و راحوا يلفقون له تهما اضافية و يصدقها الصغير و الكبير على حد سواء ! وصارت قصصه تروى مساء كل يوم في ديوان الشيخ (المضيف).
    لم يحسب ابو عزام اي حساب للعلاقات الشخصية مع الشـيخ عضو مجلس الأعيان والأب الروحي للمدينة ورئيس اكبر عشائر المنطقة, ولم يقم بأية زيارة مجاملة له منذ تسلمه السلطة في القضاء, مما زاد من امتعاض الشيخ منه وقراره بعدم صلاحياته.
    اتصل الشــيخ بالجهة المسؤولة في العاصمه وحصل على وعد بنقله او فصله من وظيفته, وتم ذلك بسرعة قياسية حيث لا يرد طلب الشيخ لصلته الوثيقة بالبلاط الملكي.
    لم يخبر ابو عزام زوجته الثانية صبرية بأمر الوزارة بترك المدينة فورا لخوفه عليها حيث كانت حاملا في شهرها الثالث.
    كذب ابوعزام على زوجته صبريه واعلمها أن سفره الفوري هو لأداء مهمة سرية كلفته بها وزارة الداخلية, وقد تطول لعدة ايام وطلب منها الذهاب الى بيت صديقتها

    زوجة زميله رئيس البلدية ابو علي والسـكن عندها لحين عودته, و غادر الشــطرة الى الناصرية لمواجهة المحافظ قبل ان يفتضح امراستدعائه بين اهالي المدينة المتربصين
    به, الا ان المحافظ امره بالتوجه الى الوزارة في بغداد. خضع ابوعزام لتحقيق وزاري خاص اكتفى بأرغامه على الأســتقالة من وظيفته, وعاد خائبا الى احضان زوجته راغبه خاتون , وفرحت لعودته و وعدته بوظيفة ارقى. تحطمت كل آمال صبرية بعد علمها بالحقيقة, والتزمت الصمت والتريث, حيث لا فائدة من رمي نفسها بفضيحة مهلكة, ولم تنفع الندامة بعد الآن, فقد وقع الفأس بالرأس وليس لديها اي وثيقة تثبت زواجها السري من ابوعزام,.... حيث اســتولى عليها مع صــيغتها الذهبية يوم رحيله, ولهذا خلدت للصمت و تحمل اخطائها واعدت نفســها لمعركة طويلة ومواجهة كل المصاعب بهدوء خوفا على الجنين في احشائها.
    عادت صبرية خائبة الى بغداد ورمت نفسها ثانية بأحضان خالتها, وبعد اشهر ولدت بنتا اسمتها نيران لتحرق بها من كان سببا في نكبتها, وبدأت تخطط على نار هادئة.
    كبرت نيران وازدادت حاجة صبريه للمال, فنصحتها خالتها والجيران بطرق باب زوجها عله يلين عندما يرى فلذة كبده, فأذعنت لأمرهم, وحملت طفلتها ودخلت عليه وهو منهمك في مكتبه على اساس زبونة لديها مشكلة ! ولما تمعن بها طردها شــر طرده, ولم ينفع معه توســلها لمسـاعدة فلذة كبده !! وخرجت منه تجر اذيال الخيبة.
    وبطريق العودة وقبل وصولها الى دار خالتها لمحت جمهور من الجيران امام الدار, فأخبروها بحالة خالتها الخطيرة ونقلها الى مستشفى خضر الياس, و بســرعة ســلمت ابنتها الى زوجة المختار ام رزوقي وتوجهت فورا نحو المســتشــفى, وتمكنت من مقابلة خالتها وهي في حالتها المزرية او قل في انفاسها الأخيرة.
    فرحت الخالة برؤية صبريه, وعادت لها عافيتها بعض الشــيئ واحتضنتها,... ثم راحت تهمس بأذنها عن سرلم تفصح عنه منذ عشرة سنوات!!... حيث لديها كنز من الليرات الذهبية كأمانة للعائلة التركية التي كانت بخدمتها, والتي لقت حتفها في حادث تحطم سيارتها في جبال تركيا, ولم يطالب أي احد من الورثة بممتلكاتها لحد الآن.
    وما ان نطقت الخاله بمكان الكنز, حتى فارقت الحياة, وحزنت صبرية عليها وضاقت بها الدنيا, ألا ان جيرانها وبالخصــوص المختار وزوجته ام رزوقي خففوا
    من صـدمتها, وبمرور الأيام ضاقت بها سبل العيش,.. فالتجأت الى كنزالليرات الذهبية الذي تركته الخالة, واســتلت منه بعض الليرات وصرفتها عند صــايغ الذهب.
    قررت صبرية توظيف تلك الثروة الهائلة لرفع شأنها في المجتمع البغدادي, والتخطيط للأنتقام من ابو عزام الذي لم يعترف بزواجه ولا بأبنته ! .. وهكذا وبمساعدة المختار ابو رزوقي وزوجته, كونت لنفسها مكانة ملفتة للنظر في المجتمع الأرستقراطي في بغداد,


    حيث اشترت دارا فخمة في شارع الزهاوي قرب البلاط الملكي الذي كان يعتبر من المناطق الراقية في ذلك الحين

    تقدم العمر بابي عزام وفاق الى نفسه بعد تصرفاته الرعناء ايام الشباب, ولذا راح يدافع عن الحرية والعدالة والأنسانية وذاع صيته في بغداد كألمع محامي في تلك الحقبة, وبعد فترة, شجعته زوجته على خوض الأنتخابات ودخول البرلمان ومن ثم التفكير بالوزارة !
    رشح ابو عزام نفسه كنائب عن منطقته,... واغدقت راغبه خاتون المال الكثير على الحملة الأنتخابية,... وطلبت من عمها الباشا رئيس الوزراء مساندته, وبعد اشـهر تحقق حلمها,... وصار المحامي عضوا بمجلس النواب,.. ثم وزيرا للمعارف (التربية) !!
    فرحت راغبه خاتون بنجاحها, متأملة تطويع زوجها وجعله تحت امرتها لأحتكار شخصه لذاتها فقط !... فقد صار زوجها وجها مرمومقا في المجتمع ومسؤولا في الدولة.
    كبرت نيران واكملت الرابعة من عمرها وهو السن الذي يؤهلها لدخول الروضة, واختارت الأم لها ارقى روضة في بغداد مخصصة لأبناء الســلطة ووجهاء المجتمع البغدادي,...وتمر الأيام وتشاء الصدف ان يرعى حفل التخرج لطلبة تلك الروضة سعادة وزير المعارف الســيد عزوز الثعلبيي (ابو عزام), ويفاجئ بوجود صبرية ام نيران تجلــس خلفه مباشــرة,.... فراوده الشك ولم يصدق ان هذه السيدة الأرستقراطية هي زوجته السابقها صبريه,... فسأل مديرة المدرســة عنها ,... وقالت له انها الســيدة لهيب ام الطفلة نيران عزوز,.. فجن جنونه! وهكذا حقق القدرلصبريه اكبر هدية,.. فقد حرقته برؤية ابنته نيران, .. وا لهبت حبه لها,.. و قررت تغيير اســمها الى لهيب لكي يتماشى مع طبقتها الجديدة.
    استغل ابوعزام نفوذه, وتمكن من معرفة كل الحقيقة عن صبريه,... وراح يغريها بالعودة له كزوجة بالسر لحين وفاة زوجته او سقوط الوزارة! .. الا انها رفضت كل المغريات واشترطت ان يعلن زواجه بالمحكمة الشرعية على سنة الله ورسوله, فأصل الزواج هو الأعلان ,.... وقد علمت صبرية بتلك الحقيقة بعد فوات الأوان !!!
    اشــترت صــبرية المشــتمل الملاصق لدارها ولم توافق على تأجيره للعديد من المــستأجرين, الا انها وافقت على تأجيره للدكتور ســرحان, اســتاذ الأدب العربي في دار المعلمين العالية عندما علمت انه من ابناء الشــطرة.
    تم التعارف مع الدكتور وعائلته بعد ايام من سكنهم ودعت صبريه المقيمين الجدد الى وليمة عشاء في دارها,..... وتمعنت صبريه في وجه نســمه زوجة الدكتور سـرحان وحدســت انها هي با ئعة الكيمرالتي أعتدى عليها زوجها في حديقة دارها في الشطرة قبل اكثر من اربعة ســنوات,... وانتابها الشــك,.. وبعد طرح عدة اسئلة اسـتنباطية, من نسمة وصبريه..... صرخن في آن واحد لتقول كلا منهن للثانية... (هو انت!!) ...ثم يتعانقان عناقا مفعما بالعواطف, وتتراقص في مخيلة كل منهن مآسي السنين الغابرة

    وتنهمر الدموع بغزارة ,... وسرحان ينظر للمسرحية كالأطرش بالزفه !...... ثم تهدأ العواطف وينجلي الموقف وتشرح كلا منهن ســيرة حياتها بالتفصيل,... وتحمدان الله.

    كان للدكتور سرحان طفل صغير بعمر نيران اسمه احمد, ..وبمرور الأيام توطت العلاقة الحميمة بين نسمه وصبريه التي غيرت اسمها الى لهيب, وغمرتهن السعادة وهن يلكن الذكريات القديمة التي مرت بهن في الشطرة.
    كان لسرحان صديق اسمه دايخ ! ... انقطعت اخباره منذ فترة طويلة, وفي يوم من الأيم يلتقي الصديقان في احد مخازن بغداد, ويتم العناق ويسرد كلا منهما سيرته,..فدايخ
    الآن طبيب مرموق وسرحان دكتور جامعي في بغداد, وهكذا عادت علاقتهما, ويدعو سرحان زميله دايخ لتناول العشاء معه في داره, وحددا موعودا للقاء وافترقا.
    وجهت نســمه الدعودة الى السيده لهيب لمشاركتهم السهرة مع صديق سرحان وقد ارادت نسمه ان تمهد لصديقتها الأنفتاح على المجتمع فعسى ان يطرق بابها أبن الحلال ليعوضها حرمان الســنين او قل شقاء ليالي الشــطرة, يوم تركها ابو عزام وفر بجلده!
    حضرت لهيب مبكرا الى دار سرحان لتعاون نسمه في اعداد المائده,..وفي الموعد المحدد يصل الطبيب دايخ ويرحب به سرحان بشدة ثم ينادي على زوجته للتعرف على
    صديق العمر, وتدخل نسمه وبصحبتها لهيب,... و يقدم سرحان زميله دايخ الى لهيب ويمد كلا منهما يده الى الآخر ويســود الصــمت الرهيب بينهما او.. قل تغص الكلمات, ولاتجد لها مخرجا فينتاب سرحان الذعر وتصاب نسمه بالدهشة, ولهيب تذرف الموع ودايخ يخرج منديله ويجفف دموعها, ......وتندفع نســمه بســرعة نحو لهيب وتحضنها وتسحبها بعيدا الى غرفة اخرى.
    تهدأ النفوس, وتشرح لهيب لنسمه علاقتها مع الطبيب دايخ بن خالها وخطيبها منذ الطفولة,.. ..كما فهم سرحان الموقف وفرح الجميع لما آلت اليه الصدفه.
    عادت نسمه مع لهيب, واعددن المائده وساد العشاء الفرح على انغام اغنية ام كلثوم :
    وحنيني لك يكوي اضلعي والثواني جمرات في دمي

    يستوعب الطبيب دايخ قصة بنت عمته ويعدها بالوقوف بجانبها واسترداد حقوقها الشرعية من زوجها الوزير, وضم ســرحان صوته الى زميله وقررا البدأ بذلك فورا.
    يبدأ الصراع الفعلي بين معالي الوزير وزوجته صبريه/ لهيب, التي تزوجها عرفيا ويريد الآن ان يتبنى ابنته نيران لعدم شــجاعته على اعلان زواجه خوفا من زوجته راغبه خاتون التي تملك القدرة لعزله من الوزارة فورا.


    حاول معالي الوزير تغييرموقف لهيب بشتى الطرق, ولم يفلح, حيث صـارت اكثر قوة من السابق, لأمتلاكها المال وبمعيتها بنتها نيران والأصدقاء و حبيب الطفولة , ابن العمة دايخ, والذي يعتبرالآن واليها شرعا.

    استنفذ معالي الوزير كل امكانياته واذعن اخيرا لأرادة لهيب, ووعدها بأعلان زواجة في اول يوم لســقوط الوزارة والتخلص من زوجته الأولى راغبه خاتون.
    ســافر معالي الوزير الى خارج العراق, وتسوء صحة زوجته راغبة خاتون بعد ان وصلتها معلومات عن مؤامرة زوجها الجديدة بعد فضيحة الشطرة,.. وقد ايقنت الآن وهي في ايامها الأخيرة بنيته المبيته لطلاقها, و قررت حرمانه من ثروتها, ولهذا اســتدعت ضرتها الســيده لهيب لمقابلتها وســردت عليها كل ما كانت تعرفه من حقائق
    وعقوق عن زوجها ابوعزام ولهذا كتبت وصيتها وصدقتها عند كاتب العدل, وسجلت كل ما تملك من املاك بأسم نيران وقدمت (جك) بمبلغ ضخم , وطلبت منها ان تبني لها مسجدا يحمل أســم ( راغبه خاتون ), واطعام الفقراء والمساكين كل لياة جمعه.
    بعد ايام تلبي راغبه خاتون نداء الحق ويقطع معالي الوزير زيارته ليتسنى له حضور مراسيم تشييع زوجته وتلقي التعزية بهذا المصاب الذي كان ينتظره بفارغ الصبر!!
    الا انه لم يحسب اي حساب للقدر, ولم يتكهن لما يخبأه الزمن من مفاجآت هي بعلم
    الغيب, وهكذا يقع المكتوب,..... فعند عودة السيد الوزير الى بغداد عن طريق بيروت تسقط الطائرة المقلة له عند الحدود الســورية العراقية ويعلن رســميا وفاة كافة الركاب.
    وهكذا يشيع الوزير وزوجته راغبه خاتون رسميا الى مثواهم الأخير بنفس اليوم, وتساهم السيدة لهيب برفقة سرحان ودايخ ولفيف من القوم اقارب و عائلة راغب خاتون
    وبعد الأربعين سافرت السيدة لهيب الى عائلة ابوعزام القاطنة في مدينة هبهب قرب بعقوبة في محافظة ديالى وبصحبتها نيران,... وفرح والد و والدة عزوز, وقيموا تلك المبادرة وفرحوا بالطفلة نيران عندما لمسوا الشبه الكبير بينها وبين المرحوم والدها.
    تمر السنون ويتزوج الطبيب دايخ من ابنة عمته السيدة لهيب او قل صبرية التي فاق صبرها كل المقاييس البشرية, وها هي شمس الحب تبزغ من جديد و ان لا يأس مع الحياة طالما سار الأنسان بالطريق الصحيح, ولا بد من الفرج كما قال ابو حنيفه:
    اشتدي ازمة تنفرجي قد آذن صبحك بالبلج
    تتم نيران دراستها الجامعية, ويحصل احمد على درجة امتياز تؤهله لأكمال دراسته في انكلترى, ويتقدم لطلب يد نيران فيعم الفرح اجواء العائلتين, وتتم المراسيم المتعارف عليها في مثل تلك المناسبات, ثم يغادران القطر للتمتع بشهر العســل ومواصلة احمد لدراســته العليا في لندن.
    عاد الزمن بظلاله على عش الزوجية الذي جمع لهيب ودايخ او قل ما فرقته الأيام,

    وفي احد الأيام سرحت لهيب وتذكرت صبرها اويوم ما كانت تدعى صبريه,... والذي عاشــت به كجارية في بلاط ذلك القائمقام الذي خدعها ورماها وحيدة في احضان الزمن في مدينة الشطرة التي انتقمت من شــروره وصار عبرة لمن يعتبر.......وفي لحظات
    ســرحت بأحلام اليقضة, وتذكرت حبها العارم لعزوز,.... فقد كان لهيبا خنعت لســطوته ولم تفق منه الا بعد فوات الأوان, او قل الى ان احترقت بلهيب حبها لكهل متزوج من
    علية المجتمع وصارشخصية مرموقة لم يثمنها ولم يلتزم بالقيم الأجتماعية مطلقا وغدر بها الى ان وافتها المنية, ثم جاء العقاب الرباني له, حيث ان الله يمهل ولا يهمل.
    استيقضت السيدة أم نيران من غفوتها وابتسمت مع ذاتها ومقدرتها التي اكتسحت جيع المغريات وابت ان تبيع نفسها بالمال او ان تخضع للتهديد يوم رفضت ان تســلم
    نيران الى والدها لتكون ابنته بالتبني والسماح لها لتكون جارية او قل خادمة في كنفه في بيت راغبه خاتون زوجة معاليه.
    لم تتمالك صبرية أعصابها, وراحت الدموع تنهمرمن مقلتيها بلا هواده, وتمعنت بصورة نيران مع زوجها احمد وهي ببدلة الزواج التي حرمت منها بسبب رعونتها وتعندها يوم ان رضت بالزواج السري,.. وطفحت البسمة على محياها من جديد وانطفأ لهيب الحب الذي عشـعـش في صدرها الصغير وتحول اليوم الى بسمة مشرقة و(دايخه) من الحب الصادق مع الحبيب الأولي .. دايخ !
    خلق الله الأنسان وخلق عواطفه ومشاعره التي ان ثارت ...لاتهدأ طالما وجد في اعماقه عرق ينبض بالحياة وامل مشرق يجابه به كل المعوقات من دون تردد أو أكتراث لأي لهيب براق او حارق.

    المؤلف / د.عبدالرزاق محمد جعفر
    أســتاذ جامعة بغداد ســابقا
    حاليا / باحث علمي متقدم في جامعة الجنوب في ولاية لويزيانة
    باتون- روج / امريكا


    Dr. A.R.Jaffar, Ph.D., Senior Research Scientist at Southern University, Baton Rouge, U.S.A.
    Drjaffar32@yahoo.com























































  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية فايزة سعيد
    تاريخ التسجيل
    05/01/2010
    المشاركات
    562
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: السيدة صبرية / رواية عراقية لأحدى ضحايا الزواج السـري في الخمسينيات

    الزواج السري الذي تتكلم عنه موجود للأن وتعاني منه كثير من السيدات سطوة الجاة والمال دائما هيه التي تتكلم
    قصه مؤثرة من جميع جوابنها على الأقل نهايتها سعيد غير واقعنا المؤلم
    شكرا على سرد القصه أستاذ عبد الرزاق لك كل الأحترام والمودة


  3. #3
    أسـتاذ جامعة بغداد / سـابقاً الصورة الرمزية الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
    تاريخ التسجيل
    06/04/2008
    العمر
    91
    المشاركات
    607
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: السيدة صبرية / رواية عراقية لأحدى ضحايا الزواج السـري في الخمسينيات


    ابنتي الأستاذة فائزة سعيد

    في الوقت الذي اشكر فيه تثمينك لرأي قدي - جديد , اود ان ابوح لك بأن انواعاً جديدة بزغت في حياتنا وكلها زواج ناقص
    لأنها تفقد شروط الزواج الشرعي ,..والأنكى من ذلك هو تحول اساليب عقد الزواج الى تجارة رائجة , فصارت المرأة وياللأسف
    بضاعة يتاجر بها اولاد الحرام, كما انني اعتبر اي زواج غير متكافئ هو اغتصاب وان كان شرعياً, فليس من المعقول ان اسمي
    زواج شيخ مسـن من صبية بعمر احفاده ..زواج !!
    ومما زاد الطين بلة , كثرة العرض للصبايا البائسات بسبب التشرد في المهجر والركض وراء لقمة العيش , ولكن ما العمل؟؟


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •